المرصد

تجارب مؤلمة لصحفيين والانتهاكات ضد الإعلاميين بمصر

سلطت حلقة (9/5/2016) من برنامج “المرصد” الضوء على تجارب أربعة صحفيين مع الخطف والإصابة والتهديد بالقتل، إضافة إلى موضوع الانتهاكات المستمرة بحق الصحافة والصحفيين في مصر.

قتل خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو خمسمئة صحفي، وخطف أكثر من أربعمئة، وتعرض 15 ألفا للاعتقال والاعتداء والتعذيب، ولكل من هؤلاء قصة تستحق أن تروى.

فريق حلقة 9/5/2016 من برنامج "المرصد" التقى أربعة صحفيين نجوا من الموت في مختلف مناطق العالم، ونقل تجاربهم المؤلمة وإصرارهم على الاستمرار في مهنة المتاعب.

المصور الصحفي المستقل جايلز دولي وبينما كان يلتقط صورا لإحدى قرى قندهار في فبراير/شباط 2011 بعد نهاية معركة بين قوات حركة طالبان وقوات التحالف انفجر لغم، مما تسبب في فقدانه ساقه وذراعيه، يقول إنه أمضى نحو سنة في المستشفى، وبعد ثمانية عشر شهرا عاد إلى أفغانستان ليواصل مهنة التصوير التي يحبها، وإنه صار قادرا على فهم قصص الأشخاص من أمثاله.

المراسل أول في قناة العربية بكر عطياني كان في مهمة إلى جنوب الفلبين في يونيو/حزيران 2012 لإعداد فيلم وثائقي عن المسلمين هناك، لكنه تعرض للاختطاف من طرف جماعة، وقضى 18 عشر شهرا هناك.

يقول هذا المراسل إن السعي لتحقيق السبق الصحفي يجعل الصحفي يجازف ولا يحسب خطواته بشكل صحيح، لكنه يذهب لمناطق الخطر كي يعود بالمعلومة.

المصور الفوتوغرافي حاتم موسى وبينما كان برفقة صحفيين في أغسطس/آب 2014 لإعداد تقرير في بيت لاهيا عن مخلفات القصف الإسرائيلي على غزة، تعرض لإصابات أدت إلى بتر رجله اليمنى، لكنه يصر على مواصلة التصوير لإيصال معاناة الشعب الفلسطيني للعالم.  

في مارس/آذار 2004 وبينما كان مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت خارجا من أحد مساجد صنعاء رفقة ابنه بعد أداء صلاة الجمعة فوجئ، كما يروي هو نفسه، بثلاثة أشخاص يعترضون طريقه ويطلبون منه الصعود إلى سيارة، وساعتها تأكد أنه في حالة اختطاف. ويؤكد ثابت أن المختطفين رموا بابنه في الشارع. 

ثابت، الذي تنقل بين عدة أجهزة أمنية قبل أن تتم محاكمته، يؤكد أن الصحفي قد يضحي بالسلامة من أجل المعلومة.

انتهاكات
في فقرة مرصد الأخبار، يبرز للواجهة موضوع الإعلام المصري، فبينما تستمر المواجهة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية المصريين، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بإحالة أوراق ستة متهمين إلى مفتي الجمهورية لاستطلاع الرأي في إعدامهم في ما اشتهر في الإعلام المصري باسم قضية "التخابر مع قطر" وتم تحديد جلسة 18 يونيو/حزيران القادم موعدا للنطق بالحكم عليهم.

وشمل حكم الإحالة صحفيين من الجزيرة هما مدير الأخبار السابق إبراهيم هلال، ومعد البرامج علاء سبلان، وهو ما اعتبرته شبكة الجزيرة طعنة حقيقية لحرية الرأي، مستنكرة إقدام مؤسسة لها اعتبارها مثل القضاء المصري على إرهاب الصحافة وتهديد الصحفيين بالموت بدل إقرار العدالة. 

من جهته علق مدير قناة الجزيرة الإخبارية ياسر أبو هلالة على الحكم قائلا "إنه يوم أسود في تاريخ الصحافة، حيث لم يسبق صدور مثل هذا الحكم حتى في الدول ذات السجل الأسود".

في حين اعتبر هلال الحكم انتقاما شخصيا منه ومن قناة الجزيرة "بسب نشر وثيقة تضمنت توصيات أمنية تتعلق بتوثيق التعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من أجل أمن مصر".

وجاءت أحكام القضاء المصري بعد أيام من قيام قوات الأمن المصرية بانتهاك مبنى نقابة الصحفيين واعتقال اثنين من الصحفيين، مما تسبب في أزمة بين النقابة ووزارة الداخلية.