المرصد

لماذا الإعلام الاقتصادي العربي محدود الأهمية؟

تناولت حلقة “المرصد” وضع الإعلام الاقتصادي في العالم العربي، وما تشتمل عليه من أخبار البورصات الصاعدة والهابطة، واهتمامات المواطن العادي الذي يرى أن الأرقام والمعطيات الاقتصادية لا تعنيه.

عندما تغرق الحكومات في السياسة يأتيها منبه يوقظها من الغفوة: إنه الاقتصاد. ذلك لأن الاقتصاد على مدار التاريخ أساس قامت عليه المجتمعات ونشبت بسببه الحروب وأبيد الملايين تحت اسمه وتداخل -وسيبقى- مع كل مكونات المجتمع والدول وحكم علاقاتها.

ما يعرف بالإعلام الاقتصادي ارتبط بالثورة الصناعية وبنشوء وكالات الأنباء قبل أكثر من قرن ونصف القرن، فولدت هذه الوكالات أساسا مرتبطة بنشر الأخبار الاقتصادية.

أما اليوم -وحتى دون أن ننتبه- لا تغيب عن أعيننا في وسائل الإعلام بأنواعها أخبار الاقتصاد، وقليل منه ما يعيه المواطن العادي، وكثير منه موجه لأصحاب العلاقة من أصحاب المال أو المتخصصين.

حصة الاقتصاد
حلقة "المرصد" (18/4/2016) ذهبت تفحص هذه الحال، وتبدأ قبل كل شيء بتثبيت حقيقة أن الإعلام الاقتصادي أخذ حصته في غرف الأخبار وفي الثورة الرقمية، حتى إن الأخبار الفورية للأسهم وحركة رؤوس الأموال أصبحت تتدفق في التو واللحظة.

بل إن مواقع التواصل تقدم هي الأخرى خدمة إضافية لتعزيز دورها في الإعلام الاقتصادي. أما الصحف فبقيت على عهدها تفرد حيزا خاصا لعالم المال والأعمال.

لكن هناك من يلاحظ أمرا آخر، فهذا هو رئيس قسم الاقتصاد في شبكة الجزيرة الإعلامية حاتم غندير يقول إن الإعلام الاقتصادي في العالم العربي في مجمله محدود مقابل إعلام الرياضة والفنون والسياسة بالطبع.

وبدوره يرى رئيس قسم اقتصاديات التنمية في معهد الدوحة للدراسات العليا يوسف داود، أن الاقتصاد ليس أولوية للمواطن العربي وإنما السياسة.

لكن داود يضيف عاملا آخر، وهو أنه ليس سهلا للمواطن العادي أن يتتبع قضايا اقتصادية متخصصة، مطالبا بأن يتوافر إعلاميون قادرون على تحليل المعلومات والأرقام وتقديمها بلغة يفهمها المواطن.

من ناحيتها، تشير رئيسة تحرير سي أن بي سي العربية هناء حمزة إلى أن المواطن العربي يهتم بالخبر الاقتصادي إذا انعكس مباشرة على حياته، كتراجع أسعار النفط أو فرض ضرائب جديدة. أما سوى ذلك، فهي تلاحظ أن الاهتمام الأول هو للأخبار السياسية والأمنية.

على الهواء السوداني
القصة الثانية من الحلقة تسلط الضوء على تجربة تحتفي بها الساحة الإعلامية في السودان، وتتمثل في مهرجان "على الهواء"، لتأهيل وتأطير الكفاءات الإعلامية السودانية الشابة في التلفزة والإذاعات.

هناك في السودان عشرات القنوات التلفزية والإذاعية، وصحافة من أقدم الصحافات العربية. ومع ذلك ثمة شكوى متواصلة من قلة التطوير.

مهرجان "على الهواء" في نسخته الثالثة يرسخ أسلوبه في اختيار أفضل الكفاءات عبر لجنة تحكيم تضع المتنافس في البداية أمام دقائق يتحدث فيها عن نفسه، ثم تبدأ مرحلة العصف الذهني والمقابلات والتقارير الميدانية. أخيرا يفوز الشباب الحاصل على أعلى درجات التحكيم، ويبدأ شق طريقه في المجال الإعلامي.

وفي باقة من أخبار الإعلام الإلكتروني والتواصل الاجتماعي، ذكرت الحلقة أن شركة فيسبوك أعلنت تطوير كاميرا ثلاثية الأبعاد تصور الفيديو عبر 17 عدسة دون الحاجة لدمج الصور الملتقطة، ومن المتوقع طرحها مجانا مطلع العام المقبل.

وأعلنت فيسبوك أنه لا رغبة لديها للدخول في المنافسة بسوق البيع، بل فتح الطريق أمام الشركات لصناعة كاميرات تساعد المستخدمين على إنتاج مزيد من محتوى الواقع الافتراضي.