
بعد عامين.. ما مصير الصحفيين التونسيين المختطفين بليبيا؟
في الثالث من سبتمبر/أيلول 2014 عبر الصحفي التونسي سفيان الشورابي وزميله المصور نذير القطاري النقطة الحدودية رأس جدير باتجاه ليبيا في مهمة صحفية، ليتم اختطافهما للمرة الأولى لمدة أربعة أيام قبل أن يتم إطلاق سراحهما بعملية مفاوضات معقدة قادتها أطراف تونسية وليبية.
وبعد أربع وعشرين ساعة تعرض الصحفيان التونسيان لعملية اختطاف ثانية، ومنذ ذلك التاريخ انقطعت أخبارهما بالكامل وفشلت كل محاولات التعرف على مصيرهما، وفي الانتظار حزن لدى العائلات وألم في الوسط الصحفي وشعور بالعجز عند منظمات المجتمع المدني التي اجتهدت ولم تصل إلى نتيجة، في ظل صمت رسمي من قبل السلطات التونسية تتخلله تطمينات خجولة بين مناسبة وأخرى.
عائلات الضحايا لجأت إلى الخارجية التونسية لكن الملف لم يتقدم، ومع تعاقب الحكومات وتبدل الوزراء بشكل مستمر في تونس، تراجع الاهتمام وتقلصت اللقاءات بالعائلات، بل إن منسوب التطمينات التي تدفقت في الفترة الأولى تدنى إلى مجرد إشارات عابرة بين مناسبة وأخرى، مما اضطر العائلات للتحرك بمفردها على أمل الوصول إلى حل.
أواخر أبريل/نيسان 2015 اهتزت عائلتا الشورابي والقطاري ومعهما الأوساط الشعبية والإعلامية في تونس على وقع خبر تداولته بعض وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية تحدث عن إعدام الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا على يد تنظيم الدولة الإسلامية، اتضح لاحقا أن الخبر كاذب لكنه أطلق شرارة احتجاجات صحفية للضغط على الجهات الرسمية للاهتمام بالقضية.
وداع حلب
تابع العالم رسائل وداعية أخيرة ونداءات استغاثة مؤلمة نشرها صحفيون وناشطون إعلاميون ومدنيون حلبيون خلال الأيام الأخيرة، وقد جاءت تلك الرسائل التي تداولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع للفت أنظار العالم إلى مأساة مدينة صمدت أربع سنوات أمام بطش النظام السوري وحلفائه قبل أن يتابع العالم على الهواء مباشرة عملية قتلها دون أن يتحرك أحد لإنقاذها.
وسْمُ حلب تباد كان الأكثر تداولا عالميا ولمدة عدة أيام، في حين أطلق مغردون عرب عدة وسوم منها "أغيثوا حلب يا عرب"، تضمنت تغريدات تشجب السكوت عن ما يجري لأهل حلب، كما بثت معظم القنوات الإعلامية ما نشره مركز حلب الإعلامي من صور جوية لمدينة حلب المنكوبة مظهرة حجم الدمار الهائل الذي فاق ما حدث لستالينغراد وغروزني.
أما في بيروت فقد أطلقت المكتبة الوطنية معرضا فنيا فريدا من نوعه عن تاريخ الصحافة، بدأت الفكرة عندما أصدرت المكتبة كتابا عن تاريخ الصحافة اللبنانية ثم تبين لاحقا أن هناك خطأ في ترتيب الصفحات، وبدلا من اللجوء إلى إتلاف النسخ جاءت فكرة استغلالها في عمل فني.
ووضعت النسخ بين يدي 55 فنانا لبنانيا أطلقوا العنان لإبداعاتهم في تفكيك أوراقه وصوره وغلافه وابتكار تحف فنية عبرت عن هواجسهم من الماضي وأمنياتهم في مستقبل أفضل للصحافة وحرية التعبير.