المرصد

هل خدعت روسيا الإعلام الأميركي لإنجاح ترمب؟

تناول برنامج “المرصد” الفخ الذي نصبته روسيا لوسائل الإعلام الأميركية من أجل دعم دونالد ترمب، وصراع فيدل كاسترو الطويل مع الإعلام الأميركي، وعودة عصور الصمت للصحافة الصربية.

ثمة راعٍ دولي يضحك في سره بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، فلم يعد خافيا أن روسيا قامت بدور ما في تلك الانتخابات، كانت تتمنى فوز ترمب وهو ما حصل، وكان الرئيس فلاديمير بوتين أول المهنئين فور إعلان النتائج ثم أتبع التهنئة باتصال هاتفي.

حلقة (2016/11/28) من برنامج "المرصد" سلطت الضوء على مرحلة التحضير للانتخابات الأميركية، والتي أعادت إلى الحرب الباردة شيئا من حرارتها، ورغم أن الولايات المتحدة وروسيا لم تكونا صديقتين يوما ما، ورغم انتهاء المواجهة فجر التسعينيات مع انهيار الاتحاد السوفياتي فإن الصدام المحتمل أطل برأسه مرارا خلال السنوات الأخيرة، وامتدت جغرافيا الأزمة بين البلدين من أوكرانيا إلى شبه جزيرة القرم إلى سوريا.

هذه المرة الولايات المتحدة نفسها كانت أرضا للحرب التي اتخذت شكلا إعلاميا بامتياز، وكان سباق الوصول للبيت الأبيض جبهتها الأكثر اشتعالا، فهل رد بوتين على الانقلاب الأميركي في أوكرانيا بانقلاب في البيت الأبيض ذاته؟ سؤال تردد كثيرا فور إعلان فوز ترمب.

ليس سرا القول إن معركة إلكترونية لا تزال مستمرة إلى اليوم، فقد أعلن الأميركيون عن دلائل قوية تتهم روسيا بقرصنة رسائل المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون وبعض المقربين منها، ومن ثم تقديم ما يرد فيها من معلومات سرية إلى موقع ويكيليكس الذي تولى نشرها، وكان الهدف واضحا هو دعم حظوظ ترمب أو على الأقل تعكير الأجواء والتشويش على الانتخابات ونتائجها.

وقد نفى جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس تلقي مساعدة من روسيا، كان ذلك في مقابلة حصرية بثتها قناة "روسيا اليوم" قبيل موعد الانتخابات بأيام قليلة، وقد وقعت وسائل الإعلام الأميركية في الفخ حيث لم يكن بإمكانها أن تتجاهل فيض صفحات ويكيليكس، فالصحفيون لا يستطيعون تجاهل معلومات مهمة حتى إذا كان مصدرها مشبوها.

حرب إعلامية
حياة صاخبة ورحيل هادئ، فعن تسعين عاما انطفأ آخر رموز الحرب الباردة وواحد من أكثر قادة القرن العشرين حضورا وتأثيرا، إنه رئيس كوبا فيدل كاسترو الذي واجه 11 رئيسا في البيت الأبيض وأكثر من ستمئة محاولة اغتيال وصارع آلة الإعلام الأميركية على مدى نصف قرن.

وعلى مدى نصف قرن هي فترة حكم كاسترو، تفرغت وسائل الإعلام الأميركية لرسم صورة للعدو المرابط في هافانا ومن معه من رموز الثورة الكوبية، وباتت اللحية والسيجار واللباس العسكري والخطابات النارية بعض أجزاء الصورة النمطية التي دأب الإعلام الأميركي على تكرارها وهو يتحدث عن الجار اللدود.

ورغم صداقات حذرة نشأت بين كاسترو وبعض رموز الإعلام الأميركي خلال سنوات الجمر مثل الصحفية باربرا والترز من قناة "ABC" فإنها لم تكن لتغير من حقيقة أن الإعلام كان جزءا من حرب مريرة بلغت في محطات معينة حافة الكارثة.

أما في صربيا التي نالت حصتها من التغيير السياسي خلال الأعوام الـ15 الماضية، فلم يستقر حال وسائل الإعلام بعد منذ أن أخضعها الرئيس الأسبق سلوبودان ميلوسوفيتش لرقابة صارمة، فاليوم وفي عهد رئيس الوزراء أليكساندر ڤوتشيتش أضحت أدوات السيطرة أقل بروزا وأكثر ذكاء.

تقول الحكومة إن حرية الإعلام مصونة لكن منتقديها يرون أن تدخلا تحريريا يجري من قبل السلطة والمؤسسات الداعمة لها مستخدمين سلاح التمويل والإعلانات والفصل من الوظيفة، لكن الحكومة ردت على منتقديها بمعرض "أكاذيب خارج الرقابة" جمعت فيه قصاصات من الصحف التي تنتقدها لتثبت عدم وجود رقابة على العمل الصحفي.

وترد روابط الصحفيين بالتأكيد على أنه لا يجب اعتبار كل تقرير أو نقد سلبي لمن هم في السلطة كذبا، وأن عنوان المعرض يؤكد أن الحزب الحاكم لا يفهم الفرق بين الكذب والانتقاد.