المرصد

سيطرة غوغل على المعلومات ومأساة حلب

تناول برنامج “المرصد” سيطرة غوغل على المعلومات والأخبار، وتصدر صور مأساة حلب عناوين الأخبار، بالإضافة إلى مغامرة تقنية لإنقاذ كنز من الأفلام الفوتوغرافية تعود لعشرات السنين.

قبل زمن ليس بعيدا، كانت المكتبات تعج بالزائرين، وكان البحث عن المعلومة يفرض ملاحقتها في الكتب التي تعج بها الرفوف، عصر يبدو اليوم بعيدا بعد أن أصبحت خزائن محرك غوغل عند أطراف الأصابع.

أصبح غوغل دماغ البشرية وذاكرتها؛ فهو يبحث لنا ويحفظ عنا ويحتفظ بخصوصيتنا ويملك ماضينا، على الطرف الآخر يقف فيسبوك منصة لصناع الأخبار والإعلام، محايدا في ظاهره، لكن اللعبة مزيج من الذكاء الصناعي والدهاء السياسي، وبينهما جمهور يستهلك باستمرار بنهم أكثر وذكاء أقل.

حلقة (2016/11/21) من برنامج "المرصد" زارت خوادم غوغل العملاقة التي تحفظ ذاكرتها مليارات البيانات لما يقارب مليارين ونصف المليار مستخدم حول العالم، وتمر حوله 90% من عمليات البحث التي تجري على الإنترنت، والتي جعلته أكبر محركات البحث ضخامة وذكاء.

فمن خلال ما بات يعرف بالذكاء الصناعي يفهم غوغل كل كلمة تبحث عنها، ويعطيك خيارات لها، ومن ثم يغرق بالإعلانات الموجهة التي تصلك وفقا لما تحب وعما تبحث، لكن دراسة حديثة قام بها أكاديميون في جامعات كاليفورنيا وإلينوى بينت أنه كلما ازدادت التكنولوجيا ذكاء تعاظمت مخاطر أن يصبح البشر أقل ذكاء.

تبدو عملية البحث عبر غوغل مسألة سهلة، لكن تساؤلات عدة بدأت تطرح حول دوافع غوغل من انتقاء الروابط التي تتصدر نتيجة البحث في الصفحة الأولى، خاصة أن معظم المستخدمين لا يتجاوزون تلك الصفحة، بعض الدراسات أشارت إلى أن اختيارات غوغل ليست عشوائية أو خاضعة لخوارزميات حسابية معقدة، بل هي انتقائية ومدروسة تمتزج فيها الدوافع السياسية وإستراتيجيات التسويق والإعلانات المدفوعة.

مرصد الصحافة
تحت نيران القصف الجنوني للطيران الروسي والسوري تحول نقل المشهد في حلب إلى مهمة إعلامية شبه مستحيلة، وبينما اكتفت أغلب وسائل الإعلام العالمية بالتغطية عن بعد، كان مراسلو الجزيرة مرة أخرى الأقرب إلى الحدث، والشهود الميدانيين على مأساة لا تتوقف فصولها.

فريق تصوير شبكة الجزيرة ومراسلها عمرو حلبي كانوا شهودا على لحظات الرعب خلال استهداف إحدى المستشفيات بقذائف تحمل غازات سامة، الصور تناقلتها الكثير من وسائل الإعلام في ظرف عاد فيه المشهد السوري يتصدر نشرات الأخبار العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي.

أما في مصر، فقد وصفت لجنة الدفاع عن حرية الصحافة الحكم الصادر بحبس نقيب الصحفيين وعضوين في المجلس بتهمة إيواء صحفيين مطلوبين للعدالة، بأنه يوم أسود في تاريخ الصحافة المصرية، ونظم صحفيون نهاية الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية أمام مقر نقابتهم في القاهرة مرددين هتافات مناهضة للسلطة، ومنددة بالأحكام القضائية التي أصدرتها محكمة جنح قصر النيل.

وكانت قوات الأمن اقتحمت في مايو/أيار الماضي مقر النقابة، واعتقلت الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا بتهم بينها خرق قانون التظاهر، لتأتي بعده هذه الأحكام غير المسبوقة في تاريخ الصحافة المصرية، الذي يمتد لأكثر من مئة عام.

إنقاذ الصور
قبل عصر الهواتف الذكية والكاميرات المدمجة فيها، كانت العائلات في الماضي تفتخر بوجود كاميرا فوتوغرافية داخل المنزل، وكان التقاط الصور بالأسود والأبيض ثم الملونة أشبه بتجربة استكشافية ينتظر خلالها أفراد العائلة أياما عدة ليشاهدوا نتائج الصور بعد تحميضها.

المصور لي بيت وليسر عاش متعة تلك اللحظات برفقة والديه المصورين، ومنذ ثلاث سنوات بدأ العمل على مشروع رائد لإنقاذ مئات الأفلام القديمة من التلف، ومعظم الصور التي أعاد تظهيرها لم يرها أصحابها، فقد بقيت طي النسيان في الأدراج أو مكدسة داخل الأقبية أو منسية داخل كاميرا قديمة.

ويقول وليسر "بعض الأفلام التي وصلتني كانت تالفة بسبب الرطوبة والصدأ، ولم أعثر فيها على أي شيء، لكن أبرز ما حصلت عليه كانت صورا لأحد الجنود الأميركيين المشاركين في الحرب العالمية الثانية".