إعلام الغرب بين هيستيريا إيبولا وفخ الإسلاموفوبيا
يثير تزايد حالات الوفاة بفيروس إيبولا في دول غرب أفريقيا هلعا إعلاميا في الولايات المتحدة التي تناولت القضية على مدار الأيام القليلة الماضية، مما يطرح تساؤلات عن الحدود الفاصلة بين الدور الإخباري للإعلام ودراما الرعب والتخويف.
حلقة الاثنين (3/11/2014) من برنامج "المرصد" سلطت الضوء على التغطية الإعلامية لهذا الفيروس، كما تناولت حالة الانزلاق الجماعي نحو الإسلاموفوبيا في الإعلام البريطاني.
وتحدثت الحلقة عن وجود أكثر من عشرة آلاف مصاب وما يقارب خمسة آلاف ضحية لوباء إيبولا الذي عاد للظهور في دول غرب أفريقيا قبل بضعة أسابيع.
ومع أن إيبولا يقتل في سيراليون وغينيا وليبيريا، إلا أنه يثير موجة رعب أكبر خارجها، حيث حالة التأهب ترتفع في أغلب مطارات العالم، ودول كثيرة تهيئ أطقمها الطبية للأسوأ، وسط دعوات لتكثيف المراقبة على حركة السفر وتشديد قوانين الحجر الصحي في المستشفيات.
وفي أوروبا، وفي شرق آسيا أيضا، وصولا إلى أميركا، أصبح إيبولا يصنع عناوين الأخبار ويثير رعب العامة.
وفي الولايات المتحدة التي لم تتجاوز عدد الإصابات فيها أربع حالات مؤكدة، يسيطر هاجس المرض على شاشات القنوات الكبرى، حيث تحولت التغطيات أحيانا إلى أفلام رعب، حسب وصف بعض المتابعين. ظاهرة تخويف منظمة لم يتردد البعض في القول إنها تنتشر أسرع بكثير من وباء إيبولا نفسه.
فخ الإسلاموفوبيا
ومن الولايات المتحدة تنتقل الحلقة إلى بريطانيا، حيث نشرت جريدة ديلي ستار اللندنية قبل أيام خبرا عنوانه أن الأمن البريطاني يُفشل كل أسبوع مائة مخطط إرهابي يهدف إلى اغتيال أشخاص في شوارع لندن.
كما أغلق الأمن منذ بداية العام الحالي واحدا وخمسين ألف موقع إلكتروني قال إنها تنشر الفكر الجهادي.
هذه الأخبار لم تكن الأولى، فقبلها أشيع أن هناك فتوى من تنظيم الدولة بتنفيذ عمليات إعدام لرهائن داخل بريطانيا، خاصة بعد ذبح شرطي في الشارع العام الماضي.
تلك الحادثة تسببت في تضخم حالة الخوف من المسلمين في بريطانيا، وأصبح الاشتباه في وجود دافع إرهابي وراء أي حادثة قتل، رغم مسعى أجهزة الأمن للطمأنة وعدم الانجرار وراء موجة التخويف.
غير أن الأقلية المسلمة هناك وجدت نفسها في قلب العاصفة، خاصة في ظل الحرب الجديدة على تنظيم الدولة، وما رافقها من صور إعدام المصور الصحفي جون كانتلي، وعاملي الإغاثة آلان هينينغ ودايفيد هاينز، كما تأكد أن منفذ عملية ذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي مسلمٌ بريطاني.
التسوق الإلكتروني
وفي فقرة الإعلام الجديد، حذر البرنامج من مخاطر التسوق عبر الإنترنت، مستعينا بمقطع فيديو نشرته شركة "ترند ميكرو" المعنية بمكافحة جرائم الإنترنت على يوتيوب، تشرح فيه كيف تحدث هذه الأمور بهدف تفاديها.
فالإعلان عن جوائز مالية أو منتجات عالمية بأسعار زهيدة -مثلا- دائما ما يكون طعما لمتصفحي الإنترنت.
كذلك الأحداث الرياضية، وما يرافقها من ترويج لتذاكر مجانية، كلها فخاخ للإيقاع بالمستهلك، وتنتهي الحكاية بسرقة المال أو البيانات والمعلومات الشخصية بنقرة من المستخدم على رابط غير آمن.
التسوق على الإنترنت ليس شرا مطلقا، فقط تمهّل قبل أن تضع بياناتك الخاصة، وتثبت من المنتج والبائع ومصداقية الموقع وعنوانه.