المقابلة

منير شفيق للمقابلة: لا يجوز الطعن بطوفان الأقصى وربطه بالإبادة جريمة

قال المفكر والسياسي الفلسطيني منير شفيق إن عملية “طوفان الأقصى” تمثل جزءا أساسيا من مسار المقاومة المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنها تتماشى مع القوانين الدولية والوطنية.

بانر - بنر - 360-المقابلة

جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "المقابلة"، حيث استعرض رحلته الفكرية من الفكر الماركسي إلى جذوره التراثية، وتجربته مع حركة فتح، كما قيم خلالها "طوفان الأقصى"، متحدثا عن الاستعدادات التي سبقت العملية وردود الفعل الدولية والإسرائيلية عليها.

وأوضح شفيق أن الانتقادات التي اعتبرت العملية مغامرة غير محسوبة تفتقر إلى الأساس القانوني والإنساني، ووصف الطعن فيها وربطها بالإبادة الجماعية التي وقعت في غزة بأنه جريمة قانونية وأخلاقية، وشدد على أن القانون الدولي يجرم الإبادة بشكل مطلق، ولا يجوز نسبها لأي عمل مقاوم.

وأشار شفيق إلى أن المقاومة الفلسطينية حق مشروع معترف به دوليا، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة ضد الاحتلال، مستشهدا بتجارب تاريخية مشابهة مثل الثورة الأميركية، وأكد أن تحميل "طوفان الأقصى" مسؤولية الإبادة محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين.

إنجاز إستراتيجي

وفي تقييمه للعملية، اعتبر شفيق أنها إنجاز إستراتيجي كبير، موضحا أن التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق عكسا كفاءة القيادة العسكرية للمقاومة، التي نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة رغم تفوق العدو العسكري، كما أشار إلى استعدادات المقاومة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، منها شبكة الأنفاق ومراكز الدعم اللوجيستي.

وشدد على أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وأوضح أن استهداف البنية التحتية والمستشفيات والمنازل يمثل امتدادا لمجازر الاحتلال منذ عام 1948.

وبشأن ردود الفعل الدولية والإسرائيلية، أشار شفيق إلى الصدمة التي أحدثتها العملية في الأوساط الإسرائيلية، موضحا أن المقاومة نجحت في تضليل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.

وفي جانب آخر من الحلقة، استعرض شفيق رحلته الفكرية التي بدأت بالفكر الماركسي، بتأثير من والده حيث اعتبره قمة الحداثة الغربية وأداة للتحرر، قبل أن يدرك عزلته الفكرية عن مجتمعه، وأوضح أن التجارب القومية والإسلامية كانت أكثر قربا للجماهير مقارنة بالشيوعيين.

إعلان

العودة لجذور الأمة

وأشار إلى أن الهيمنة الغربية، من بينها الفكر الماركسي، عزلت المنطقة عن هويتها العربية والإسلامية، وأكد أن العودة إلى جذور الأمة ضرورة لتحريرها من الاستيراد الفكري المفرط. واستشهد بمساهمة إدوارد سعيد في نقد الاستشراق.

ووصف شفيق تجربته داخل حركة فتح بأنها محطة بارزة للتقارب مع جماهير الشعب الفلسطيني، بعد أن شعر بالعزلة أثناء تبنيه للفكر الماركسي. وأوضح أن الهزيمة في حرب 1967 كانت نقطة تحول فكري أعادت طرح أسئلة عن الأسباب الحقيقية للهزيمة.

كما تحدث عن ضرورة النظر إلى الغرب من زاوية نقدية، مشيرا إلى أن الهيمنة الغربية لم تقتصر على الجوانب العسكرية والاقتصادية، بل امتدت إلى الفكر والثقافة. وأكد أن التحرر من هذه الهيمنة يتطلب العودة إلى المرجعية الإسلامية.

وتحدث شفيق عن التناقضات التي رافقت "عصر الأنوار" الأوروبي، إذ أوضح أن هذا العصر الذي رفع شعارات الحرية والديمقراطية ارتكب فظائع إنسانية بحق الشعوب المستعمرة، مثل إبادة السكان الأصليين في أميركا واستعباد ملايين الأفارقة.

واستعرض شفيق المميزات التي يحملها الإسلام كمرجعية فكرية، مشيرا إلى التوازن الذي يطرحه بين الملكية الفردية والجماعية، وإلى النظرة المتكاملة للإنسان التي تجمع بين الغرائز الفطرية والقيم الروحية، واعتبر أن الإسلام يقدم نموذجا فريدا يتفوق في كثير من جوانبه على الأطروحات الماركسية أو الغربية.

المصدر: الجزيرة