المقابلة

وليد سيف "للمقابلة": لا قدسية للشعب الفلسطيني وانشغال العرب عن القضية ردة

استضافت حلقة (2022/6/26) من برنامج “المقابلة” الأكاديمي والكاتب الدرامي الفلسطيني الدكتور وليد سيف للحديث في الجزء الأول عن حياته من طولكرم الفلسطينية وصولا إلى عمان الأردنية حيث أنهى دراسته الجامعية.

ويحكي وليد سيف عن النكبة الفلسطينية عام 1948، وعن مخيم طولكرم الذي شيد على بُعد أمتار قليلة من منزله الذي يقبع فوق تلة بالمدينة، وكيف أسهمت معاناة الشعب الفلسطيني في تكوين شخصيته الأدبية، وكيف رفض النظرة الدونية للمخيم والقاطنين فيه، مشيرا إلى اعتذاره لكل قاطني المخيمات في كتابه نيابة عن غيره.

كما اعتبر سيف انشغال الأنظمة والشعوب العربية عن القضية الفلسطينية وعدم وضعها كقضية رئيسية بالردة، بعد أن كانت قضية مركزية في العالمين العربي والإسلامي، وكان الحديث عن العلاقة بين الهدف الوطني في التحرير والنهضة الحضارية في الوطن العربي، باعتبارهما هدفين متلازمين وجودا وتحققا.

كما رفض ما يحاول أن يسقطه البعض من "قدسية" على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه مثل بقية الشعوب العربية، فيه الجيد والرديء.

وأكد أن بقاء إسرائيل مرتبط بالتخلف العربي، والتعليم والوعي شرط لتحرير فلسطين، مشيرا إلى أن المقاومة الفلسطينية ترى أنها غير قادرة على تحرير فلسطين دون الوعي العربي.

ورأى أن أي حركة مقاومة تعمل على تحرير بلدها من أي قوة غازية فإنها تعمل خارج النظام الرسمي، مطالبا الشعوب العربية بالالتفاف حول المقاومة من أجل العمل على تحرير الأراضي الفلسطينية.

ويؤكد سيف أن المخيم كان رمزا للمقاومة الفلسطينية، وخرّج قيادات ثورية ووطنية وثقافية، لافتا إلى أن ما عايشه في دكان والده قرب المخيم -من حديث سكانه عن ذكريات البلاد قبل النكبة- كان اللبنة الأولى في ما كتبه لاحقا أثناء تأليفه للتغريبة الفلسطينية، ونقله لوقائع حدثت في المخيمات بصورة درامية.

وعن حبه لمدينته طولكرم، قال إنه لم يكن يدرك حجم حبه لمدينته الصغيرة إلا بعد أن طاف المدن الكبرى في العالم، وكان سرعان ما ينسى تفاصيل هذه المدن، ولا يبقى في ذاكرته غير مدينته الصغيرة، مؤكدا أنه لا يستطيع النوم غالبا دون أن يجول فيها بخياله.

التوجه الفكري

وحول توجهه الفكري، قال سيف إنه إنسان مستقل داعم للمقاومة من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية، على الرغم من انخراطه في حركة فتح لمدة من الزمن، منوها بأن خروجه من الحركة لا يعني خروجه من المقاومة، بل إن عمله مستمر بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف أنه انضم للتيار الصوفي للإجابة عن العديد من الأسئلة التي كانت تدور في خلده، وقد عمل على الجمع بين التصوف الفلسفي والشعبي.

إنتاجاته

وتحدث الأكاديمي والكاتب الدرامي الفلسطيني عن بدايته في عالم الدراما أثناء ابتعاثه كمعيد إلى لندن وتأثره بالميراث السردي البريطاني وخاصة الدراما، وبالأعمال التلفزيونية والمسرحية ولا سيما التاريخي منها، محددا أعمال شكسبير، كما عبر عن إعجابه بالأعمال الإنجليزية التي ساعدته في فهم طبيعة الشعوب الغربية.

يذكر أن وليد سيف أنتج العديد من الأعمال الدرامية العربية التي لاقت انتشارا واسعا مثل مسلسل التغريبة الفلسطينية، وثلاثية الأندلس، وصلاح الدين، وعمر الفاروق. كما ألف العديد من الكتب مثل "الشاهد المشهود" الذي سرد سيرته الذاتية، و"مواعيد قرطبة"، و"النار والعنقاء"، و"ملتقى البحرين".

كما اشتهر سيف بالشعر وكانت بدايته من مقاعد المدرسة في الصف العاشر، وقد تتلمذ على يد العديد من الشعراء منهم أبو القاسم الشابي، وبدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور، وأحمد حجازي، ونازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي. كما ألف العديد من الدواوين الشعرية مثل "قصائد في زمن الفتح".

يشار إلى أن وليد سيف ولد في طولكرم بفلسطين عام 1948، وعاش فيها 18 عاما قبل الانتقال للعاصمة الأردنية عمّان للالتحاق بالجامعة هناك.