المقابلة

السينمائي الروسي نيكيتا ميخالكوف: الإسلام دين عظيم وهو قريب جدا من المسيحية الأرثوذكسية

يصف السينمائي الروسي نيكيتا ميخالكوف الإسلام بالدين العظيم الذي يكن له احتراما عميقا ويدعو -في الجزء الثاني من حديثه لبرنامج “المقابلة”- إلى ضرورة تظافر الجهود بين الإسلام وبين المسيحية الشرقية.

ويقر ميخالكوف بأن الإسلام ثقافة عظيمة ليس فيها العدوانية أو السعي إلى خنق العالم أو تغييره، وأن هناك حضارة إسلامية يجب التعامل معها باحترام ويجب تقبل وحماية تعاليمها وقوانينها، مؤكدا أن محاولة العالم الغربي لفرض حضارته على المسلمين سيؤدي إلى حدث في أفغانستان، والأمر نفسه بالنسبة لمساعي فرض نمط معيشي معين في أفغانستان أو سوريا أو العراق..

ويعتقد أن المسيحية الأرثوذكسية الروسية هي أقرب بكثير إلى الإسلام منها إلى الكاثوليكية، ومثلهما الثقافية والأخلاقية قريبة جدا ولديهما نظرة مشتركة لمشاكل الإنسان، وأن تاريخ روسيا الذي يمثل جسرا حقيقيا بين الشرق والغرب أثبت أن الإسلام والأرثوذكسية يتعايشان سوية بكل سلام، منتقدا من يحاولون بث الفرقة بين الديانتين وضربهما ببعضهما البعض.

ويقول الممثل الروسي المناهض للهيمنة الغربية إنه يشعر أن الإسلام قريبا منه جدا "لو كنت في مسجد أثناء الصلاة ولا معرفة لي باللغة العربية ولا بكيفية الصلاة، إلا أنني سأقف هناك بكل سكينة لأنني أحترم ذلك".

ويكشف أنه منح المسلمين جزءا من اهتمامه السينمائي، حيث صور فيلم "أورغا" عن منغوليا الصينية الذي حصل على جائزة الأسد الذهبي، الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية في إيطاليا.

وفي السياق نفسه يفضل ضيف حلقة (2022/10/16) من برنامج "المقابلة" البقاء في بلاده روسيا على الذهاب إلى أميركا بحثا عن الشهرة والمال، ويقول إن هدفه هو جلب المشاهد إلى السينما الروسية، ولأن أفكاره هناك لا تهم أحدا، وفي بلاد يعيش في عالم لا يمكن أن تلمسه بيديك.

الضابط الذي غدر به ستالين

ويشير السينمائي والمنتج الروسي إلى أنه يتمتع بحرية مطلقة في بلاده، ولا أحد يستغله في مسألة التعبير عن آرائه ومواقفه، خاصة حول الرئيس فلاديمير بوتين الذي يقول إنه أنقذ روسيا لكنه ارتكب بعض الأخطاء، موضحا أنه الوحيد في التلفزيون الروسي الذي ينتج برنامج تلفزيوني "طارد الأرواح الشريرة" على نفقته الخاصة.

ومن جهة أخرى، يشدد ميخالكوف الذي ينتمي لأسرة نبيلة أرستقراطية، على أن السينما لا يمكن لها أن تبقى على قيد الحياة بدون دعم حكومي، ولأن المنافسة مع السينما العالمية تحتاج إلى أموال، تم إنشاء صندوق السينما في روسيا برأس مال قدره 6 مليارات روبل، أي ما يزيد على 85 مليون دولار لضخها في مشاريع سينمائية.

ويكشف أنه بعد رفع الرقابة في التسعينيات انهارت بنية مؤسسة السينما الحكومية في روسيا وأصبح بمقدور أي شخص يمتلك المال أن ينتج أفلاما، وقد تسبب هذا الوضع في انهيار مستوى الأفلام بعد أن أصبحت الكلمة لرأس المال.

يذكر أن ميخالكوف ممثل ومنتج ومخرج، قدم أهم الأعمال الكلاسيكية في روسيا وفي العالم، وتقمص عدة أدوار منها دور جنرال غدر به جوزيف ستالين في بداية الثورة البلشفية في فيلمه "معذبون تحت الشمس" الذي نال عليه الأوسكار عام 1994، ودور ألكسندر الثالث في فيلم "حلاق سيبيريا".

ويقول إنه يختار تمثيل أدوار الشخصيات التي يحبها، لأنه يوثق لهؤلاء الأشخاص من خلال السينما التي يقدمها وليفهم المشاهد ما يكرهه.