المقابلة

فيتالي نعومكين يفسر للمقابلة كيف تفكر روسيا وترسم سياستها الخارجية

واصل برنامج “المقابلة” في حلقة (2022/1/30) محاورة كبير المستشرقين الروس فيتالي نعومكين، حيث تحدث عن المنطلقات التي تستند إليها السياسات الخارجية لروسيا في المحيط الآسيوي بشكل عام.

وقال نعومكين -في الجزء الثاني من حواره مع "المقابلة"- إن من أبرز منجزات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السياسة الخارجية الروسية صعود العلاقة مع الصين إلى أعلى مستوى ممكن وتشكيل شراكة إستراتيجية كبيرة، وجعل العلاقات الروسية الصينية ليس لها مثيل.

وأضاف أن هناك ميادين تتفوق فيها الصين على روسيا خاصة اقتصاديا، ولكن هناك حاجة مستمرة لروسيا لكونها تتفوق أحيانا عليها تكنولوجيا وفي علم الفضاء وبناء الأنظمة الدفاعية والقوات المسلحة.

وبخصوص حركة طالبان، رأى كبير المستشرقين الروس أن روسيا تتعامل مع الحركة بشكل خلاق، فالمفاوضات بينهما استمرت لمدة 7 سنوات وكان هناك حوار ومحاولات لفهم بعضهم البعض، وذلك استعدادا من موسكو لتطوير علاقتها مع الحركة.

وأشار إلى أن أبرز الأخطاء المرتكبة من قبل الاتحاد السوفياتي في أفغانستان هي التدخل بالقوة لتقرير مصير البلاد، وعدم الاقتناع بأن الصراع أفغاني-أفغاني ولا يحتاجون للتدخل في شؤونهم الداخلية.

العلاقات مع العالم الإسلامي

وعن العلاقات مع المسلمين، قال نعومكين إن روسيا ابتداء من عام 2006 بدأت تتعامل بشكل خلاق مع كل المنظمات الإسلامية، مشيرا إلى أن المسلمين في روسيا يعيشون في إطار الدولة التي يشكل فيها المسيحيون أغلبية كبيرة، ولذلك هم يشكلون أقلية وتتعامل معهم موسكو بشكل خاص.

وبشأن علاقتها مع تركيا، قال كبير المستشرقين الروس إنه ليس هناك أي مسار للصدام بين روسيا وتركيا، وذلك لعدم وجود أي مجال يحتم المواجهة، موضحا أن روسيا إذا وجدت طريقة مناسبة للتفاهم في سوريا فيمكن أيضا نسخ خيوط تعاون مثمر في ليبيا والشرق المتوسط.

أما في الملف السوري، فأوضح أن روسيا تؤمن بوجود هجوم على سوريا من قبل القوى الخارجية، ولذلك فهي حريصة على بقائها في البلاد في الوقت الذي تعرضت فيه لأبشع هجوم من قبل "الإرهابيين"، حسب وصفه، معتبرا أنه لولا التدخل الروسي لتحولت سوريا إلى "إمارة تحكمها جماعات متطرفة".

وأضاف نعومكين أن المجتمع السوري منقسم ويعيش صراعا داخليا، وهناك نسبة منه تؤيد الرئيس بشار الأسد ولا يرون مستقبل بلادهم دون وجوده، معتبرا أن روسيا لعبت دورا أساسيا في وقف القتال وتأييد نظام الأسد.