المقابلة

المفكر ألكسندر دوغين لـ "المقابلة": في روسيا "القانون لا شيء والحاكم كل شيء"

ركز المفكر الروسي ألكسندر دوغين في الجزء الثاني من حواره مع برنامج “المقابلة” على النظرية السياسية الرابعة التي قال إنها نزعة معادية للرأسمالية، وتحدث عن رؤيته للإرهاب وعن علاقاته بإيران وتركيا.

وصف دوغين النظرية السياسية الرابعة بأنها نظرية الثورة وتصفية الاستعمار بالنسبة للمجتمع الروسي، وهي تدافع عن أصالة الحضارة الروسية وعن حقوق الإنسان، ولكن ليس وفقا للقيم الغربية التي قال إنها ليست شمولية وهي غير مقبولة لا في روسيا ولا في العالم الإسلامي ولا في الصين.

وبينما أعلن رفضه لهيمنة القيم الليبرالية، قال دوغين إن هناك انتفاضة عالمية على القيم الغربية، مشددا على ضرورة أن تبحث كل دولة عن طرق وآليات لبناء نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية انطلاقا من مبادئها الحضارية.

وبرأي المفكر الروسي، فلا توجد نظرية واحدة لحقوق الإنسان في العالم، وأن العالم الإسلامي يفسر حقوق الإنسان انطلاقا من الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم، وكذلك تفسر الصين حقوق الإنسان انطلاقا من معاييرها وقيمها، داعيا الدول إلى البحث عن طرق وآليات لبناء نظمها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية انطلاقا من مبادئها وحضارتها هي، مع حرص كل دولة على التحديث والتطوير، لأن الحداثة والانفتاح ليستا حكرا على الدول الغربية، كما يضيف دوغين.

وخلص دوغين -في الجزء الثاني من حواره مع حلقة (21/11/2021) من برنامج "المقابلة"- إلى أن الشيء الرئيسي في أفكاره التي تتضمنها النظرية السياسية الرابعة تقضي بمعاداة الرأسمالية وتأييد العدالة الاجتماعية، وهي النزعة التي قال إن أوساطا متنفذة داخل المحافظين الأميركيين ومن أنصار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كانوا يهتمون بها من خلال بحثهم عن مقاربة سياسية جديدة، لأن الليبرالية الغربية لم تعد مقبولة لديهم.

ومن جهة أخرى، تطرق المفكر الروسي إلى موضوع الإرهاب، وقال إنه لا تعريف واضحا للإرهابيين ولا وجود لمعايير واضحة لمصطلح الإرهاب وهو مختلف من جهة لأخرى، فأميركا أنشأت تنظيم القاعدة واعتبرت حينها عناصره مناضلين، ولكن بعد سقوط الشيوعية أصبحوا في نظرها إرهابيين. وكذلك حركة طالبان الأفغانية هي محظورة في روسيا ومصنفة إرهابية، ولن تصبح كذلك مع مرور الوقت بعد أن تجري موسكو علاقات معها.

تعريف الإرهاب 

وربط ضيف علي الظفيري في "المقابلة" مسألة تعريف الإرهاب بمصالح الدول، وأعطى مثالا برئيس روسيا فلاديمير بوتين الذي قال إنه دعم موقف واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وكان ينتظر في المقابل أن تصنف الإدارة الأميركية حينها أن من أسماهم بالانفصاليين الشيشانيين في خانة الإرهابيين وهو ما لم يحصل، ويقول المفكر الروسي إن بوتين فهم حينها معنى الاعتبارات الجيوسياسية.

وفي سياق آخر، رأى دوغين -وهو من أبرز المنظرين السياسيين في روسيا- أن إيران هي حليف لروسيا وهي من خصوم العولمة والزعامة الأميركية، وأن الإسلام السني الراديكالي في العالم العربي كان قد أيد الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، لكن الجيل الجديد من الزعماء -يواصل المتحدث- في السعودية وقطر ومصر يبحث عن مقاربة جديدة للإسلام السني العربي وهو يرى أن البقاء في فلك السياسة الأميركية أمر سيئ بالنسبة للعالم الإسلامي.

وتحدث أيضا عن أفكاره، وقال إنه من أنصار القيم التقليدية الإسلامية في إيران، ولكن مع ذلك تجمعه علاقات قوية مع تركيا، مشيرا في تطرقه لمستقبل روسيا بأن روسيا هي بوتين وهو من يحدد كل شيء في السياسة، ليختم حديثه بالقول إن في بلاده "القانون لا شيء والحاكم كل شيء".

ويذكر أنه بعد تولي بوتين السلطة في روسيا بدأت مرحلة جديدة في نشاط دوغين السياسي حين انتقل من معسكر المعارضة الراديكالية إلى معسكر الموالاة للسلطة.