من برنامج: المقابلة

المفكر الروسي ألكسندر دوغين لـ"المقابلة".. تأثيري قوي على بوتين والأيديولوجية الليبرالية يجب إبعادها عن الملف السوري

يقر المفكر الروسي ألكسندر دوغين -الذي حل ضيفا على برنامج ” المقابلة”- بأن له تأثيرا ونفوذا قويا على الرئيس فلاديمير بوتين، ويشرح فلسفته ورؤيته للأفكار التي يؤمن بها، ومن بينها كيفية حل الملف السوري.

يستعرض المفكر الروسي -الذي يوصف بعقل بوتين- أفكاره ورؤيته للمسار الذي يجب على بلاده أن تنتهجه لمواجهة النفوذ الأميركي على العالم، ويقول إن تصوراته تلتقي مع تصورات رئيسه بوتين خاصة حول القضايا الجيوسياسية، فهو "ينظّر وبوتين يطبق" على أرض الواقع، وإن أفكاره انتشرت بين أوساط القوة في منتصف التسعينيات، وخاصة في الأوساط العسكرية وجهاز الاستخبارات.

وبينما يشيد بالرئيس بوتين، ويقول إن نظامه هو أفضل الأنظمة التي تعاقبت على حكم روسيا، لأنه -وفق المتحدث- يقوم على قيم تقليدية ومجتمع محافظ، يؤكد أن في روسيا اليوم هناك بوتين وهناك دوغين وهناك الشعب.

وتطرق لنشأته وانطلاقته الفلسفية والعلمية التي قال إنه بدأها من خلال تعرفه على حيدر جمال، وهو عالم إسلامي وفيلسوف معروف من أصل أذربيجاني، فضلا عن ميوله السياسية والأيديولوجية، حيث تحول من معارض شرس لنظام بوريس يلتسين إلى مقرب ومدافع عن نظام بوتين.

ومن جهة أخرى، تحدث الضيف عن الهوية الروسية وعن التغيير الجذري الذي قال إنه أصابها على مدى قرن واحد، حيث كانت البلاد إمبراطورية بعقيدتها وتصورها، وبعد قيام الثورة البلشفية تغير التصورات تغيرا شديدا، وفي عام 1991 تغيرت الهوية الروسية مرة أخرى وأصبحت روسيا جزءا من العالم الغربي، ثم جاء بوتين فتغيرت الهوية مجددا وأصبحت روسيا دولة قوية تدافع عن القيم المحافظة الخاصة بها، بحسب ما يقول الفيلسوف الروسي.

وحول الهوية الروسية يقول "عقل بوتين" إن بلاده تغير موقفها و"نحن قيد البحث الروحي عن أنفسنا"، ولديها حساسية تجاه المتغيرات.

غير أن دوغين يؤكد -في الجزء الأول من لقائه في حلقة (14/11/2021) من برنامج "المقابلة"- أن النزعة الغربية ما زالت موجودة بشكل كبير داخل روسيا، وهناك نخبة ليبرالية ومقاومة شديدة لإصلاحات الرئيس بوتين من طرف المثقفين الليبراليين، وأن هذه النزعة الغربية تعرقل التوجه الخاص لروسيا.

كما يرى أنه حق الحضارات الأخرى أن تعتمد التعاليم السياسية الخاصة بها والقائمة على قيمها هي لا على القيم الغربية.

وأشار في سياق استعراضه لرؤيته المتطابقة مع رؤية رئيسه عن القضية الشيشانية التي قال إن بوتين وجد لها حلا، وكذلك بالنسبة لجورجيا وأوكرانيا وعن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.

الحل لأزمة سوريا

وتطرق المفكر الروسي أيضا لتدخل بلاده في سوريا، مبرزا في هذا السياق أن الشؤون الجيوسياسية لا تتضمن تعريفا محددا للدكتاتور أو الإرهابي أو من الذي يخترق حقوق الإنسان، ومن وجهة نظره فإن الصراع في سوريا كان بين دعاة سوريا ذات سيادة ويمثلها الرئيس بشار الأسد، حسب قوله، وقوى معارضة مدعومة من الغرب، وخلص إلى أنه ما دام خصوم الأسد يدعمهم الغرب فمن المنطقي أن تدعم بلاده الأسد.

وبنظر المفكر الروسي، فإن حل المشكلة السورية يجب أن يكون داخل سوريا نفسها، بالتعاون مع روسيا وإيران وقطر والإمارات والسعودية، أي أن ما سماه الأيديولوجية الليبرالية لا ينبغي أن تكون حاضرة في الملف السوري.

ويذكر أن المفكر الروسي يتحدث 9 لغات، ويقول إنه تعلم أساسيات في اللغة العربية، لكنه يتأسف لعدم إلمامه بها جيدا.

وكتب الفيسلسوف الروسي ما يزيد على 60 كتابا، أبرزها كتاب "أسس الجيوبوليتيكا" الذي أورد فيه أسس السياسة العالمية، وكيف يجب على روسيا أن تتحرك وتعمل ضمن فضاء مناهض للزعامة الأميركية. وترجم الكتاب للغة العربية وألف قبل مجيء بوتين للسلطة.