مسيّرات هجومية وغرفة مشتركة لمحور المقاومة.. "ما خفي أعظم" يكشف كيف تمكنت المقاومة من "قلب المعادلة" مع الاحتلال
وكشفت حلقة "ما خفي أعظم" -التي حملت عنوان "قلب المعادلة"- أن الغرفة المشتركة ضمت ضباط استخبارات من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، كما كشف التحقيق لقطات حصرية لمسيّرات هجومية أنتجتها كتائب القسام حلقت فوق آليات إسرائيلية في عمق الحدود.
ففي 10 مايو/أيار 2021 على الساعة السادسة مساء انطلقت صواريخ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه القدس، وذلك بعد تهديد قائد أركان القسام محمد الضيف، وكان القصف ردا على تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية داخل القدس المحتلة، واقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك واعتداءات جنود الاحتلال وإخلاء بيوت المقدسيين.
وبحسب مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي، فرانسوا بورغا، فإن ما جرى يظهر الصلابة الاستثنائية للكفاح الفلسطيني وقدرته على إعادة إنتاج نفسه رغم التغييرات السلبية للجوار، وهو ما يؤكد قدرة الفلسطينيين على انتزاع الحقوق التي انتزعت منهم عام 1948.
وأقر المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، يوسي يهوشع -في حديثه لحلقة (2022/5/27) من برنامج "ما خفي أعظم"- بأن صواريخ المقاومة فاجأت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وأظهرت عدم نجاح الاستخبارات العسكرية في قراءة نوايا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال إن الحركة حققت تحسنا في الساحة الإعلامية وفهم المخاوف الإسرائيلية.
ونجح التحقيق الاستقصائي في إجراء مقابلة مع أحد أبرز قيادات كتائب القسام، والذي تحدث للمرة الأولى لوسيلة إعلامية. وتحدث محمد السنوار، القيادي في هيئة أركان كتائب القسام، لبرنامج "ما خفي أعظم" عن معركة "سيف القدس"، وقال إن المقاومة تعرف مواضع ألم الاحتلال الإسرائيلي والضغط عليه، وإنها استطاعت أن تثبت معادلات مهمة أصبح الاحتلال يحسب حسابها جيدا. وأضاف قائلا "رسخنا معادلة أن ضرب تل أبيب أسهل من شربة ماء".
وأكد محمد السنوار أن غرفة أمنية مشتركة جمعت محور المقاومة كانت منعقدة طوال الحرب وكانت لها إسهامات استخباراتية مهمة. وضمت الغرفة ضباطا من القسام والحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وقدمت حلقة برنامج "ما خفي أعظم" معلومات ومشاهد حصرية، يكشف النقاب عنها للمرة الأولى، كما ظهر في البرنامج قائد عسكري في كتائب القسام تحدث عن تواصل بينه وبين القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف قبيل بدء معركة "سيف القدس".
مواجهة مستقبلية
ومن جهة أخرى، كشفت كتاب القسام للمرة الأولى عن تفاصيل الضربة الختامية التي هددت بها، فقد كان هناك 362 صاروخا معدا للإطلاق في وقت واحد، وجهت نحو 14 مدينة ومستوطنة حددتها كتائب القسام هدفا لها بينها تل أبيب وعسقلان وحيفا وإيلات والقدس.
وتحدث البرنامج الاستقصائي أيضا عن الآثار التي أحدثتها صواريخ المقاومة الفلسطينية على الإسرائيليين، وعرض صورا ومقاطع سجلتها كاميرات وهواتف تظهر مدى الوقع الذي تركته الصواريخ الفلسطينية.
وأشار البرنامج كذلك إلى خطة الخداع الإسرائيلية التي اعتمدت إعلان توغل بري وهمي بغية استهداف أنفاق حركة حماس وقتل مئات من مقاتليها داخلها، وهي الخطة التي أجهضت.
وتحدث محمد السنوار في ختام البرنامج عن جهوزية المقاومة الفلسطينية لأي مواجهة مستقبلية مع الاحتلال الإسرائيلي، وقال "مهمتنا في قيادة المقاومة أن تظل معركة "سيف القدس" هي النموذج لمعركة تطهير القدس وتحرير فلسطين".