حوار في الرياضة

الملتقيات الرياضية العربية

تزايدت في الآونة الأخيرة المشاكل التي تعصف بالملتقيات العربية من خلافات وانسحابات وتأجيلات, حتى باتت المنافسات الرياضية العربية تبدو وكأنها في مهب الريح. فهل أصبحت الرياضة العربية عاجزة عن إصلاح ما تفسده السياسة, وهل انعكست سلبية الأحوال العربية العامة على الرياضة أيضا؟

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

ضيوف الحلقة:

محمد سعيد سالم: مدير الإعلام في وزارة الشباب اليمنية
د. أمير الرفاعي: ناقد رياضي عربي
حسين سعيد: الأمين العام للجنة الأولمبية العراقية

تاريخ الحلقة:

09/11/2002

– تاريخ الملتقيات الرياضية العربية
– أسباب تراجع قوة الملتقيات الرياضية العربية

– كيفية إحياء الملتقيات الرياضية العربية


undefinedأيمن جاده: تحية لكم مشاهديَّ الكرام من قناة (الجزيرة) في قطر، وأهلاً بكم مع برنامجكم (حوار في الرياضة).

لطالما تحدثنا عن الرياضة العربية والدورات والبطولات والملتقيات الرياضية العربية وما فيها من إيجابيات وسلبيات، ولكن إضافةً إلى الانسحابات والاحتجاجات والمشاحنات التي باتت تعصف بمعظم اللقاءات الرياضية العربية إجمالاً حتى على المستوى الدولي أحياناً، فيبدو أننا بتنا نعيش مرحلة انحدار الخط البياني لهذه الملتقيات الرياضية العربية، إلى درجة الخوف من تلاشيها أو غيابها كلياً في المستقبل في ظل حالة التشرذم العربي العام وفي شتى المجالات، لدرجة بتنا نشعر معها أن الحديث عن رياضة عربية موحدة هو نوع من الترف الذي لا مكان له في العصر الذي نعيش فيه، أو أنه نوع من لزوم ما لا يلزم –إن جاز التعبير- فهل فقدت الرياضة تأثيرها الإيجابي على الصعيد العربي؟

وهل باتت من الصعب العودة بها إلى مستوى إصلاح ما تفسده السياسة وغيرها من التأثيرات السلبية؟

وهل من حلول عملية يمكن أن تصلح حال الرياضة العربية وملتقياتها؟

للحديث عن هذا الموضوع الهام معي في الأستوديو الأستاذ محمد سعيد سالم (مدير عام الإعلام في وزارة الشباب والرياضة اليمنية) ومن القاهرة المفكر الرياضي العربي الدكتور أمير الرفاعي (أحد مؤسسي الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، وصاحب العديد من المناصب الرفيعة بما فيها المسؤولية عن قطاع الرياضة والشباب في الجامعة العربية سابقاً)، كما سينضم إلينا لاحقاً من العراق السيد حسين سعيد (أمين عام اللجنة الأولمبية العراقية)، فمرحباً بضيوفنا الكرام ومرحباً بمداخلاتكم واستفساراتكم على هاتف وفاكس.. أو هواتف وفاكس البرنامج وموقعه الحي على الإنترنت، ولكن دعونا نبدأ أولاً وكالمعتاد بهذا الاستهلال المصور.

تقرير/حيدر عبد الحق: مر وقت طويل كانت فيه الملتقيات الرياضية العربية تعاني من مشاكل وصعوبات كثيرة، لكن النظرة إليها ظلت على أنها أحد الميادين القليلة التي تجمع بين العرب على صعيد واحد، وتنسيهم خلافاتهم ولو إلى حين، وتجعلهم يحاولون بالرياضة إصلاح ما تفسده السياسة، ولكن يبدو أن الأمور لم تعد كذلك الآن، فقد تزايدت السلبيات التي تشوب هذه الملتقيات الرياضية العربية حتى باتت تهدد وجودها من الأساس، ربما تماشياً اضطرارياً مع واقع عربي عام يمضي نحو الفرقة والتشرذم مع الأسف، فقد أصبح التشاجر بين الرياضيين العرب والاعتداء على الحكام هنا أو الاحتجاج عليهم هناك أمراً مألوفاً، شأنه شأن الانسحاب من هذه البطولة والاعتذار عن تلك أو تأجيل هذه، أما مشاكل الاتحادات نفسها فحدِّث عنها ولا حرج.

فهل فقدت الرياضة تأثيرها السحري الذي طالما تم اللجوء إليه من قبل؟ وهل تسير الرياضة العربية وتنظيماتها نحو مصير مشابه لما تمضي نحوه العلاقات العربية العربية وربما الجامعة العربية نفسها؟ وهل ثمة وسيلة أو وسائل لإعادة إحياء الملتقيات الرياضية العربية والتذكير بأهميتها، أم أن الأوان على وشك أن يفوت إن لم يكن قد فات بالفعل؟


تاريخ الملتقيات الرياضية العربية

أيمن جاده: إذاً لابد أن نبدأ بمحور البداية والتراجع للرياضة العربية في ملتقياتها ودوراتها الكبيرة، إذاً نبدأ من القاهرة من الدكتور أمير الرفاعي، بحكم المعرفة وبحكم الخبرة وبحكم المشاركة في عملية الانطلاق والتأسيس أيضاً حتى الاتحاد العربي دكتور أمير، يعني أتمنى عليك أن تعطي فكرة موجزة للمشاهدين الكرام عن بدايات الملتقيات الرياضية العربية والدورات العربية التي انطلقت في الخمسينات، وربما قبل ولادة الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، ومن ثمَّ الاتحادات العربية الفنية والنوعية في السبعينات؟

د.أمير الرفاعي: كل عام وأنتم طيبين.

أيمن جاده: وأنت طيب يا سيدي.

د.أمير الرفاعي: هو فعلاً يا أخ أيمن زي ما طرحت الحركة الرياضية أو الرياضة المجمَّعة في شكل دورات عربية رياضية انطلقت في الخمسينات في 54، وانطلقت من الإسكندرية، ثم الدورة الثانية من بيروت، وكان هناك التزام من الدول العربية بالمشاركة، وكان منافسة على احتضان هذه الدورات، الدول العربية كان عددها.. أو المشاركة في الدورات العربية كان من 7 إلى 9 دول، وهو تسع دول ده عدد الدول الأعضاء –آنذاك- في جامعة الدول العربية.

المنحنى نزل، وعدد المشاركة بدأ يقل والمنافسة على احتضان الدورات نظراً للأعباء الاقتصادية التي تتحملها الدول العربية جعل الدول تبتعد عن احتضان الدورات العربية، لم يكن هناك –آنذاك وقت انتعاش الدورات العربية- أي اتحادات عربية لا نوعية ولا اتحاد عربي للألعاب الرياضية، كان هناك لجنة بتنظم هذه الدورات في إطار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اللجنة دي كانت مُشَكلَّة من الأعضاء العرب الخمسة أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية، وأنا على ما أذكرهم الدمرداش توني من مصر، والشيخ الجُميِّل من لبنان، وبشير الطرابلسي من ليبيا، وبن جلون من المغرب، وأعتقد محمد مزالي من تونس، اللجنة الخماسية أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية هي اللي كانت بيتكون منها اللجنة العربية الرياضية، وهي اللجنة الفنية العليا اللي بتدير النشاط الرياضي العربي في إطار جامعة الدول العربية، يعني كان بيحضر افتتاح الدورات الأمين العام، وكان بيقدم دعم مادي من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى الدولة التي تحتضن هذه الدورات.

العبء المادي ما كانش كبير.. زي ما وصلت الدول العربية إلى 22 دولة، عبء التنظيم كان أقل، الظروف دي كلها.. وكان العرب بيناضلوا من أجل تنظيم لقاءات رياضية عربية، لأن المشكلة كانت اللجنة الأولمبية الدولية بتمنع إقامة لقاءات على أساس الجنس أو الدين أو النوع، طبقاً للوائح اللجنة الأولمبية الدولية اللي بتمنع مثل هذه التجمعات، لكن عندما سمحت اللجنة الأولمبية وشجعت تطوير الرياضة والنهوض بيها، ورفع مستواها في أي إقليم، واعتبروا العرب إقليم عربي بدأنا إحنا نتراجع، وتعددت التنظيمات، هي بدأت قبل الاتحاد العربي تم تشكيل شيء اسمه الهيئة الفنية لرعاية الشباب العربي، كان عندها لجنتين نوعيتين أو لجنتين فنيتين، لجنة للشباب وأخرى للرياضة، وكان على مستوى وكلاء الوزارات المختصة أو المعنية بالشباب والرياضة في الدول العربية.

بدأ تشكيل اتحادات نوعية، اتحاد عربي لكرة القدم، وكان مقره القاهرة، وكان اتحاد عربي للكرة الطائرة برئاسة جورج اسكندر، واتحادات أخرى نوعية، حتى هذه الاتحادات في مرحلة من مراحل نهاية الستينات بدأت تضعف، وأصبحت غير قادرة على القيام بمهامها وبواجباتها اللي.. اللي هي المسؤولة عنها في نشر اللعبة وتنظيم بطولات ولقاءات، وأُعيد تشكيل هذه الاتحادات، يعني أنا أذكر في بيروت أُعيد تشكيل الاتحاد العربي لكرة السلة، وكان رئيسه توني الخولي، ونائب الرئيس الشيخ فهد الأحمد –الله يرحمه- قبل ما ينخرط في الحركة الرياضية، بدأها من كرة السلة قبل كرة القدم وقبل المجلس الأولمبي الآسيوي.

الأعباء الاقتصادية بقت عالية، والمسؤوليات بقت كبيرة، وأنا برضو أُسجِّل إن في.. مع.. مع بداية السبعينات حصل احتضان للاتحادات الرياضية العربية في دولتين عربيتين، بعض الاتحادات في السعودية، وبعض الاتحادات في بغداد أو في الرياض وبغداد، ومن هنا بدأ انطلاقة جديدة أو انطلقت مجدداً الحركة الرياضية العربية بعد ما ضعفت وتقلصت في الستينات.

المهم إحنا عايزين نوضح من السرد التاريخي السريع إن فيه موجات بتنتعش فيها الدورات واللقاءات والتنظيمات الرياضية العربية، ثم تفتر، ثم تعود للانتعاش مجدداً، أنا عايز أقول إن ما كانش فيه إدارة في إطار جامعة الدول العربية خالص اسمها الشباب والرياضة، كان الشباب والرياضة كحركة تتبع للشؤون الاجتماعية والعمل، تطور التنظيم في داخل الجامعة إلى أن أصبح داخل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إدارة تختص بالشباب والرياضة في إطار الهيكل التنظيمي للأمانة العامة، أنا فوجئت من خلال أسابيع إن هذه الإدارة أُغلقت، وتم الاكتفاء بقسم للرياضة، قسم للرياضة ده يعكس مدى الاهتمام من عدمه.

أيمن جاده: نعم، عودة للتهميش.

د.أمير الرفاعي: أنا كنت أتمنى.. عودة للتهميش، أنا كنت أتمنى أن تقوم منظمة عربية للرياضة، منظمة.. أسوة بمنظمات أخرى كثيرة متخصصة تعمل في إطار جامعة الدول العربية، يعني فيه منظمات، يعني أنا عايز أقول إن.. إن.. إن فيه تنظيمات نوعية زي اتحاد الشرطة العربي أسس مجلس وزراء الداخلية العرب، وأسس اتحاد شرطة عربي نتيجة ديناميكية وزراء الداخلية العرب واستقلاليتهم ودفعهم للحركة الرياضية الشرطية، إذا صح التعبير، لكن أنا.. ده يوري لك مدى قلة الاهتمام أو ضعف الاهتمام العربي في المرحلة الراهنة، ده بينعكس على كل بقى القرارت السياسية في الدول العربية، يعني الإرادة السياسية واضح أنها ضعيفة، واضح إن ما فيش إقبال، واضح فيه مشاكل بتصادف أرجو أنك تفسح لي المجال

أيمن جاده: اتفضل.

د.أمير الرفاعي: في.. في.. في موقع آخر من هذا البرنامج، إن أنا أتناول السلبيات التي تعوق استمرارية وانطلاق الحركة الرياضية، أو الشوائب التي تظهر في الحركة الرياضية سواء الانسحابات -زي ما سيادتك تفضلت- سواء الاعتداء على الحكام، عدم الالتزام باللوائح والنظم، وبعدين علاجها أيه وتوصياتنا في هذا الصدد أيه.

أيمن جاده: نعم، هو حقيقة -دكتور أمير- يعني عندنا ثلاثة محاور رئيسية في هذه الحلقة هي قضية البداية والتراجع أن نوصفهما ثم نتحدث عن موضوع يعني أسباب هذا الذي حدث، ومن ثم الحلول المقترحة أو أية اقتراحات، لكن من خلال حديثك يعني هناك انطلاقتين أساسيتين، واحدة في الخمسينيات ببداية تنظيم دورات رياضية عربية أو البطولات الرياضية العربية المختلفة، من دورات عربية، من دورات عربية مدرسية حتى كأس العرب لكرة القدم فيما بعد، وواحدة في السبعينات بتأسيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية والاتحادات النوعية وكل فترة منهما شهدت –كما تفضلت- موجات من الازدهار ثم الانحسار، لكن هل هذا يعني أن انطلاقة الدورات والملتقيات الرياضية العربية كانت مرتبطة أو مصاحبة في البداية –على الأقل- لفترة المد القومي العربي؟

د.أمير الرفاعي: أيوه.. أيوه، قطعاً مرتبطة، قطعاً مرتبطة ارتباط وثيق.. ما هو إحنا قلنا الإدارة السياسية والتوجه السياسي العربي، أنا عايز أقول إن سيادتك قلت كأس العرب، أنا عايز أقول إن كأس العرب أول من نظمه "صوت العرب"، ومحمد عروق بالتحديد، ونظم دورة، وبعدين الجامعة العربية ممثلة في الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية أقامت كأس فلسطين عوضاً عن كأس العرب، كأس فلسطين وأول بطولة له كانت في بغداد 72، وكان هدفها دعم الكفاح الفلسطيني المسلح، وكان هدفها الآخر أن تكون ختام الدورة في عيد انطلاق الثورة الفلسطينية، اللي هو أول يناير/كانون ثاني، ده كأس فلسطين واشتركت فيه الدول العربية منتخبات قومية، واستمرت برضو 3،4 دورات وبعدين..

أيمن جاده: وتحولت للشباب ثم اختفت.

د.أمير الرفاعي: ثم اختفت.. اختفت أو.. أو رأوا تطويرها إلى آخره، لكن هذه تطور مربوط بالسياسة ومربوط بالإرادة السياسية.

أيمن جاده: نعم، سنحاول أن نمر على هذه النقاط نعم.

د.أمير الرفاعي: أنا عايز أقول.. أنا.. أنا عايز أقول إن.. إن كمان الروزنامة الرياضية العربية ازدحمت بشكل مبالغ فيه في مراحل كثيرة.

أيمن جاده: ربما دكتور، عفواً دكتور ربما هذا يدخل في إطار السلبيات والشوائب، سنحاول أن نمر عليه في ذلك الحين إن شاء الله.

د.أمير الرفاعي: أشكرك جداً.

أيمن جاده: طيب يا سيدي.

[فاصل إعلاني]


أسباب تراجع قوة الملتقيات الرياضية العربية

أيمن جاده: سيد محمد سعيد سالم (مدير الإعلام في وزارة الشباب والرياضة اليمنية ويعني الإعلامي والمتابع أيضاً لأحوال الرياضة العربية)، ما سمعنا من كلام للدكتور أمير الرفاعي المعاصر لهذا الانطلاقة العربية وكل أطوارها صعوداً وهبوطاً، هل هذا الكلام في جزء منه يعني أن انحسار موجة المد القومي في السنوات الأخيرة ربما أيضاً أدى إلى انحسار الاهتمام بالرياضة على المستوى العربي العام تلقائياً؟

هل هذا يعني أن الرياضة العربية ضعفت أمام ما نواجه من أزمات عامة وباتت عاجزة عن القيام بذلك الدور الذي كان منوطاً بها، أو التي كان مرجواً منها، أو الذي كانت تلعبه بالأصل؟

محمد سعيد سالم: أستاذ أيمن، أنتم تطرحون قضية بالغة الأهمية على الصعيد العربي، وقد كانت يمكن أن تكون من بين القضايا التي تعيد تجديد الآمال للشعوب العربية التي تعاني من كثير من الإحباطات.

أيمن جاده: نعم، نتمنى.

محمد سعيد سالم: ولهذا مسألة طرحها في مثل هذه الفترة مسألة بالغة الأهمية، الخبير الرياضي العربي الأستاذ أمير الرفاعي قدم ملخصاً واضحاً على قضية نشأة اللقاءات وتطور أدائها وتفاعلاتها في فترة ما ذكرتموه أنتم عن المد القومي، وهذا كلام سليم 100%، لماذا؟ السبب بسيط أو الإجابة بسيطة ترتبط أساساً بأن العالم العربي كان يعيش حلم تحقيق الوحدة العربية، فكانت كل الدعوات التي تصب في إقامة ملتقيات عربية من أي نوع كان بما فيها الجانب الرياضي، تجد استجابة كبيرة لدى القطاعات الواسعة من الجماهير وأيضاً من القادة العرب، لكن الذي ينبغي أن يقال أن المنطقة العربية ليست كغيرها من مناطق العالم، تختلف كثيراً، من حيث إيش؟ من حيث أنها تخضع لضغوط مستمرة، ضغوط دولية، التفاعلات الدولية، صراعات القوى الكبرى، كثير من هذه الصراعات وهذه الضغوط تصب على هذه المنطقة، ولذلك نلاحظ أنه عندما انتهت الحرب الباردة وتداعت العملية لمصلحة قوة واحدة تسيطر أو تمارس أحادية هيمنة كاملة على العالم، ولأن المنطقة العربية منطقة مستهدفة على الدوام حدث الكثير من التراجع الذي شكى منه الأستاذ الفاضل أمير الرفاعي، والذي تفضلتم أنتم بطرحه من خلال السؤال، ما هي أسباب هذا التراجع؟ أين حدثت هذه الضغوط على الجانب الرياضي العربي؟ أقول: أعطي أمثلة.

أيمن جاده: اتفضل..

محمد سعيد سالم: أولاً: أن التجاذبات التي نشأت عن فعل الصراعات الحادثة والضغوط الكبيرة على المنطقة العربية تركت العالم العربي يتجاذب بعضه بعض في التعبير حتى عن المواقف السياسية تجاه قضايا عربية مختلفة، وبالتالي ينعكس هذا أيضاً على مختلف القضايا المتعلقة بالعلاقات العربية -العربية بما فيها الرياضة. الشيء الثاني: حدثت تداعيات كبيرة بالفعل، تأثير هيمنة أحادية على العالم، تمارس أيضاً أفكار.. ممارسة أفكار قهرية على المنطقة وبالذات المنطقة العربية باتجاه ما توصف به بأنها معاقل الإرهاب وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بلاد عربية كثير منها محاصر، العراق مُحاصر، ليبيا مُحاصرة..

أيمن جاده [مقاطعاً]: ظلت على الأقل محاصرة فكرها، نعم.

محمد سعيد سالم: هذه أمور كلها تترك تداعيات سلبية كما هو واضح على حتى العلاقات العربية –العربية، فما بالكم بالرياضة؟ أيضاً أريد أن أقول أن الحال صارت في.. تحت هذه الضغوط العربية الكثيرة المكثفة قضية البحث عن مصالح قُطرية، حصل انكفاء إلى الداخل، لم تعد هناك أولوية في قضية العربي يقيم علاقة مع العربي في أي مصلحة أو على أي مجال، بما في ذلك الرياضة، الانكفاء إلى الداخل ترك الكثير من الدول العربية ومراكز صناعة القرار في المنطقة العربية تتجه إلى البحث عن مصالح قُطرية، ولهذا إنه حتى على الصعيد العربي رياضياً أن ليبيا مثلاً بدأت تُفعِّل علاقاتها الرياضية مع إيطاليا، وبدأت كثير من الدول العربية تنظم بطولات ذات طابع دولي –كما أشار الأستاذ أمير تلميحاً إلى هذه القضية- مثلاً في قطر ماراثون لقطر، يستضاف فيه أبطال العالم، ماراثون في دبي، السوبر الإيطالي تستضيفه ليبيا، الكثير من هذه الأحداث التي ابتعدت كثيراً عما كان يتجه إليه العالم العربي من تعزيز هذا التواصل على أساس عربي – عربي، لماذا؟ برضو هذا يعطينا أو يدفعني إلى البحث عن الحيثيات السياسية ومن ورائها حيثيات اقتصادية ورياضية، في بعض الدول العربية يا أستاذ أيمن، وأنت تسمع للخبير العربي الكبير الأستاذ أمير، في بعض البلاد هناك فقر عندنا مواهب كثيرة مثلاً في بلد مثل السودان، يعني مواهب عالية جداً في مجال لعبة كرة القدم، مواهب عالية جداً في مجال ألعاب القوى، لكن مثل هؤلاء لا يشاركون في بطولات عربية كثيرة والسبب العجز عند هذه الدول وهذه الحكومات في أنها تلبي احتياجات المشاركات العربية – العربية، فتعتذر وهكذا على صعيد بطولات مختلفة في المنطقة العربية، أيضاً عندنا مشكلة التمويل، العرب أسقطوا من حسابهم مسألة التمويل الخاص بالجانب الرياضي هناك صندوق للوحدة الاقتصادية المشتركة والعربية المشتركة، هناك منظمة للعمل العربي المشترك، هناك كثير، لكن ليس هناك أي منظمة كما قال الأستاذ أمير تُعنى بشؤون الرياضة العربية، ليس هناك صندوق لدعم الرعاية الشبابية والرياضية وللنشء مثلاً في المنطقة العربية، لماذا؟ هذا دليل على أن قضية الاهتمام بآليات العمل العربي المشترك في مجال الرياضة قد سقط من حسابنا منذ أن تحولت الضغوط الدولية لمصلحة طرف واحد.

أيمن جاده [مقاطعاً]: ولكن يعني وبإيجاز لأنه باقي على الموجز أقل من دقيقتين يعني عندما تتحدث عن هذه الضغوط، عندما يكون أناس مستهدفون، مجموعة من الدول أو البشر مستهدفين، ألا يتوقع أو يفترض أن يزداد تجمعهم وتقاربهم بدل أن ينكفئوا إلى الداخل ويتشرذموا ويتفرقوا أكثر؟ والرياضة من جديد مثال.

محمد سعيد سالم: هذا.. هذه البديهيات التي تخطر على البال، لكن أنا أقول وأعتقد وهذه تؤكدها الأحداث العالمية في كل وقت وفي كل حين أنه لا يراد لهذه المنطقة أن تتفق على شيء.

أيمن جاده: ولكن هل نرمي كل أخطائنا على الآخرين يعني أو على قضية المؤامرة؟

محمد سعيد سالم: هذه واحدة.. هذه الإرادة المطروحة على المنطقة العربية، لكن رد الفعل الذاتي الذي يجب أن ينشأ من.. من الكيان العربي نفسه تنقصه الإرادة السياسية، وقد أشار الأستاذ أمير إلى هذه القضية، نحن نفتقد الإرادة السياسية في قضايا مختلفة في الشأن العربي العام، في قضايا تتعلق أيضاً بالصراع العربي الإسرائيلي نفتقد إرادة سياسية على هذا المستوى ما بالنا في شأن يتعلق بإرادة سياسية تتعلق بالرياضة؟!

[موجز الأخبار]

أيمن جاده: تحدثنا عن البدايات، عن ربما بعض التراجع الذي طرأ عليها أو الموجات كما وصفها الدكتور أمير الرفاعي من الصعود والهبوط في الخط البياني لهذه الدورات، الآن سنحاول أن نشخص الأسباب، نتحدث عن الداء أكثر وسنحاول أن نفصل بعض الشيء، دكتور أمير يعني دعنا نقول في البداية، نحاول كما قلت أن نجزئ هذه الأسباب وسنأتي إلى السلبيات والشوائب التي مررت عليها في البداية، لكن ليس الآن، لكن هل يمكن أن نقول إن سبب هذا التراجع أو الضعف الذي يعتري المتلقيات الرياضية العربية إضافة أحياناً إلى غياب الرغبة أو الإرادة السياسية يعود إلى ضعف اهتمام الحكومات العربية أصلاً بمثل هذه الملتقيات وبالرياضة إجمالاً سواء على المستوى المحلي أو العربي.

د.أمير الرفاعي: سيادتك يا أخ أيمن عايز تسميه ضعف اهتمام..

أيمن جاده: أو قلة اهتمام يا سيدي..

د.أمير الرفاعي: القيادة، أو قلة اهتمام، أنا بأسميه بتفسير آخر بأسميه غياب الهدف من الحركة الرياضية العربية أو من الحركة الرياضية عموماً، هل الهدف هو تحقيق إنجاز رياضي، وإن دولة عربية تفوز بكأس العالم على سبيل المثال في كرة القدم، هل دا هدف على المدى البعيد؟ هل الهدف إن أنا استثمر أوقات فراغ الشباب في.. سواء بمشاركة إيجابية داخل الملعب كلاعبين أو مشاركة سلبية كمشاهدين و.. ومراقبين للمباريات؟

دي أسئلة عايزين نفهمها، هل الهدف من الرياضة رفع اللياقة البدنية العامة أو الصحة العامة أو الدفاع أو الأمن القومي؟ يعني الهدف أنا في تقديري أن القيادة السياسية بيغيب عنها الهدف من ممارسة الرياضة، أو بتختلط الأوراق، لأن أنا لو. لو عاوز أحقق إنجاز رياضي –ودا هدف منشود- له علاج يعني علاجه ابعد عن الانتخابات في الاتحادات الرياضية النوعية، قُطرياً وعربياً أبعد عن الانتخابات، وأنتقي أكفأ العناصر، وأشكِّل منها اتحادات، لأن الخبرة الفنية القادرة على إحداث الطفرة وتحقيق الإنجاز غالباً بتكون ضعيفة في المعارك الانتخابية..

أيمن جاده [مقاطعاً]: نعم، في.. في لعبة جمع الأصوات.

د.أمير الرفاعي: دورها محدود انتخابياً في لعبة جمع الأصوات، لكن الديماغوجيا و.. والمال والأشياء الأخرى اللي مش عايز أتناولها تفصيلاً –لأن أنا لا أجيدها- دي هي اللي تستطيع أن تجلب الأصوات وأن تحتل مقاعد الاتحادات النوعية المتخصصة وأن تدير الحركة الرياضية قُطرياً وعربياً ويحصل تحالفات بين.. بين الاتحادات المختلفة، وينتقل الطموح من أنانية فردية ضيفة إنه يبقى عضو اتحاد أو رئيس اتحاد قُطري إلى تطلع للاتحاد الدولي، وينسى انتماءه القطري وينسى تحقيق أهداف على الساحة القُطرية إطلاقاً، هو بيحقق إنجاز شخصي فردي والنماذج كثيرة وعديدة، مجرد ما ينخرط في الاتحاد الدولي يدير ظهره للمجموعة العربية اللي هي ساهمت في إيصاله للاتحاد الدولي، ما بأقولش هي اللي وصلته، هي بتساهم، ويبتدي يتجه للوبي اللي يمكنه من إعادة تجديد انتخابه أو لفترات جديدة.

إذن القصة الانتخابية قصة بتعود بالسلب على المجموعة العربية، آدي واحد، وعلى تحقيق إنجاز رياضي، بأضيف إضافة تانية، الصراع العربي – العربي دا موجود موجود ويجب أن يقنن، بمعنى أيه؟

هتلاقي منافسات تقليدية من بعض الدول في التقسيم الجغرافي العربي –إذا صح التعبير- يعني منطقة الخليج تلاقي فيه منافسة دائمة بين بلدين أو ثلاثة أو قطرين بعضهما البعض، ودا بيوجد مشاحنات ولابد من الإداري المؤهل الواعي –مش عايز أقول المسيس- الواعي بالمصلحة العامة والهدف الأبعد أن يطوق هذه الإشكالات والهموم. اثنين.. ومش بس منطقة الخليج أنا.. وشمال أفريقيا ومناطق أخرى من الوسط إلى آخره، حتى الصراع في داخل اتحاد بعينه قد يخلق مشاكل معينة ويفجر بين الأعضاء وبعضهم ولابد من قيادة واعية ترجع المسيرة إلى الهدف المنشود.

أنا عايز أقول إن.. إن السياسة ما نقدرش نعزلها تماماً، السياسة زي الملح موجودة في كل وجبة، لكن نقلل منها ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، بمعنى إنها لما بتدخل السياسة من الباب يخرج العلم والفن – لأن الرياضة علم وفن- يخرج العلم والفن من الشباك لأن المسألة بتتحول لتسييس، والسياسي غير متخصص رياضياً غالباً وإذا كان متخصص فمُلم، لأن مشكلة الرياضة إن كل من يجلس على المقهى يستطيع أن يتحدث في الرياضة مشاع، يقول لك لو حط رجله في الكورة كده كانت راحت في الزاوية كده، وهو قاعد بيشاور بإيده، يعني المسائل بهذه البساطة، معايا؟ يعني يقدر يبقى مدرب عام ويقدر يبقى خبير فني، ويقدر يتكلم على الإعداد البدني واللياقة البدنية معايا؟ وهو قاعد على المقهى.. مقهى مش.. مش المقهى الرياضة كتعبير إعلامي، وهو غير متخصص فدي مشكلة وبتدي مساحة لمن.. لمن يحتل مواقع سياسية زي مثلاً ممثل في حزب أو مندوب في حزب أو من الأسرة أن يلغي الفنيات، هه..؟ ويوجه المسيرة إلى الأهواء الذاتية، إذن الإداري بيلعب دور هام جداً، قضية التحكيم قضية هامة جداً، مين يجب أن يلعب هذا الدور؟ دا أنا هأجله شوية للحلول المقترحة ولتوصياتنا لحل هذا المشكل، إذن..

أيمن جاده [مقاطعاً]: وأرجو أن يسمح لنا الوقت بالمرور عليها، لأنه الموضوع شائك وكبير يا دكتور أمير، طيب.. يعني…

د.أمير الرفاعي: هو الموضوع كبير، لكن أنا أرى.. أنا متفائل..

أيمن جاده: إن شاء الله.

د.أمير الرفاعي: وأرى أنه متشعب ولكن ليس بشائك يعني.

أيمن جاده: نعم، طيب من خلال كلام الدكتور أمير يعني أستاذ محمد، غياب الهدف أو الرغبة أو المشيئة ليس مجرد هدف في حد ذاته أو رغبة في الغياب أو تغييب القرار أو الرغبة الحكومية، أيضاً كما تفضل يعني، حتى التنظيمات الرياضية العربية القُطرية المحلية تشعر أحياناً أن الهدف غائب عنها، كل ما ذكره صحيح الرياضة مطلوب منها أن تحقق الإنجاز، مطلوب منها أن تُؤمِّن ممارسة أكبر عدد ممكن من الناس للرياضة مطلوب منها أن تسهم في بناء مجتمع سليم، هذه كلها ضوابط للنجاح الرياضي، ليست فقط الميداليات أو الكؤوس أو الألقاب الدولية إذن يعني عن معظم التشريعات العربية نجد أن هناك غياب للهدف أصلاً من الرياضة، وكأن الرياضة مجرد وسيلة ترفيه أو تسلية لا أكثر وليست وسيلة لما هو أسمى من ذلك، لذلك وصلنا إلى وضع أن الرياضة باتت أعجز من أن تفسد أو تصلح ما تفسده السياسة كما كنا نقول دائماً، ماذا تعلق على ذلك؟

محمد سعيد سالم: على ذكر الهدف أستاذ أيمن، النظرية سليمة 100% من حيث طرحها كمعنى وكقيمة، لكن تطبيقها ووضعها على صعيد الواقع العربي ينبغي له من شروط، أبرز هذه الشروط أن الأهداف التي عادة ما يتم الإجماع إليها في المنطقة العربية على أي مستوى تتم بقرار سياسي، من.. من القادة العرب على أساس أن تتحقق مثل هذه الأهداف وإذا ظلت الرياضة في الإطار العام للنظرة السياسية العربية غايبة عن الأولويات، فالهدف..

أيمن جاده: لكن من سيقودها للأولويات هل السياسي أم القائد الرياضي؟ مسؤولية من هذه؟ أليست مسؤولية القائد الرياضي أيضاً أن يوضح ذلك، أن يطالب به؟ لم نسمع في أي مجلس شعب مثلاً أو برلمان عربي مطالبة أو محاولة لإدخال الرياضة في إطار القوانين أو في إطار التشريعات أو.. أو وجود نص في الدستور يشير إلى الرياضة أو يقول ما هو الهدف من وجود الرياضة أصلاً، رغم كل ما ينفق على الرياضة من ملايين ومن مليارات ومن تنظيم دورات وإقامة منشآت وإلى آخره؟

محمد سعيد سالم: لا هو أكيد أن هناك غياباً كاملاً عن مفهوم أو مضمون للهدف في المنطقة العربية في كل بلد حتى، لكني أنا أعرف تماماً –بحسب علمي – أن الكثير من الرياضيين دخلوا برلمانات عربية.

أيمن جاده: وما طالبوا بذلك.

محمد سعيد سالم: البعض طالب، في مصر مثلاً يعلم الأستاذ أمير كثيراً هذه المسألة، حتى المعلقين… صاروا أعضاءً في البرلمان أو صحفيين رياضيين مصريين، وهكذا عندنا نحن هنا في الجمهورية اليمنية كثير من الرياضيين اليمنيين دخلوا البرلمان وهكذا لا شك في سوريا..

أيمن جاده: وماذا غيروا؟

محمد سعيد سالم: المشكلة ليست في الطرح، المشكلة في الإرادة السياسية.

أيمن جاده: في قبول الطرح.

محمد سعيد سالم: في الأولويات، ما تحدثت عنه نحو الضغوط التي تواجه المنطقة العربية تجعل الرياضة في آخر سلم الأولويات، هذا بشكل واضح، كيف يستطيع بلد عربي..

أيمن جاده [مقاطعاً]: يعني النظرة إليها تدخل في إطار الترفيه والتسلية وليس في إطار البناء..

محمد سعيد سالم: حتى الآن نعم، هذا الواقع يقول هذا..

أيمن جاده: إذن النظر في الأساس نظرة خاطئة.

محمد سعيد سالم: أعطيك هنا مثل يا أستاذ أيمن، عندما الإرادة السياسية تريد أن تحل مشكلة تحلها، قضية الانقسام اللي حصلت في تشكيل الاتحاد العربي لكرة السلة والانقسام الذي حدث في تشكيل الاتحاد العربي لبناء الأجسام، عندما اجتمع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب على حل هذه المشكلة ألزم الجميع بتشكيل اتحادات موحدة، هذه الإرادة كما قيل إرادة دورية إرادة تحدث عند الإحساس فقط بوجود حالة من الخطر، حالة من الانزعاج، لكن ليست كهدف عام ولا كاستراتيجية عامة فالقضية يجب أن تبدأ أولاً بإرادة سياسية في المنطقة العربية في داخل كل دولة، حتى تتحقق أهداف من هذا النوع، وليس العكس، أنا.. أنا ممكن أطرح الهدف، لكن من سينفذ هذا الهدف، من سيحوله إلى حقيقة واقعة؟

أيمن جاده: نعم، لابد من وسيلة ومن أداة ومن غيرها..

محمد سعيد سالم: أيوه لابد من وسائل.

أيمن جاده: طيب أيضاً ينضم إلينا من العاصمة العراقية بغداد الأستاذ حسين سعيد (أمين عام اللجنة الأولمبية العراقية) أستاذ حسين، يعني نعرف تماماً أن العراق كان من دعاة ومساندي الملتقيات الرياضية العربية منذ البدايات، ثم عانى من التغييب عنها في السنوات القليلة الماضية وإن عاد في دورة عَمَّان، كيف تنظرون إلى مجمل الأمر الآن وأنتم تعانون ما تعانونه على كافة الأصعدة؟

حسين سعيد: طبعاً أستاذ أيمن أهنيك على طرح هذا الموضوع اللي بالغ الأهمية وشديد الحساسية بالنسبة للرياضة العربية، تعرف مثل ما سردوا الإخوان الضيوف بأن العراق كان دائماً يطلب التجمع الرياضي وهناك كان 13 اتحاد عربي مقرها في بغداد، وأيضاً من خلال حديث كأس فلسطين عام 72 في بغداد للمتقدمين، وعام 89 أصبحت للشباب، ثم اختفت بعد ذلك، لا نزال حالياً ندعي إلى التجمعات العربية اللي يعني سنوياً نقيم بطولة القدس، لأن القدس حالياً هي الهدف الأسمى لكل العرب وأنظارهم متوجهة إلها، أكيد الرياضة هي انعكاس للحالة العربية اللي تعيشها أمتنا العربية في كل المجالات، وأيضاً يمكن العراق من البلدان اللي عانت من هذا الموضوع عربياً وقارياً، عربياً بالنسبة لاتحادات العربية للألعاب الرياضية، وقارياً بالنسبة للمجلس الأولمبي الآسيوي، لكن لم نشاهد ذلك دولياً، لم نعانيه لكون الاتحادات الدولية تعرف.. مفهوم الرياضة إلها معروف جداً، فأول سبب لأنه الرياضة مفهومها غير واضح بالنسبة للدول العربية، لأن الرياضة هي في جوهرها حركة بناء إنسان ووطن وتطوير حياة، فهي بحاجة إلى من يهتدي إلى مفاتيح هذه المفاهيم ويعمل على نشرها كرسالة نهوض أمة وصناعة شباب، لأن من يملك الشباب يملك المستقبل، حيث أن الشباب هو نصف الحاضر وكل المستقبل.

لذلك موضوع تسييس الرياضة هو بالغ الأهمية، يعني أخذت الدول العربية تسيس الرياضة، وممكن حل.. وأنا متفائل بأنه ممكن إيجاد الحلول مثل ما تطرقوا الإخوان من خلال الاتحادات العربية اللي صارت بيها خلافات، حلها بمجرد اهتمام مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، وأنا كنت أحد أعضاء اللجنة الفنية المعاونة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أقرب مثال على ذلك تفاعلي هو تجاوز هذه الحالة وعلاجها، يمكن هو لقاء كان السد القطري والزوراء العراقي مؤخراً في بغداد، رغم قرار الاتحاد الآسيوي كان اللقاء ناجح في كل تفاصيله إدارياً وفنياً، لأن القيادة الرياضية كانت في قطر أو في العراق متفاهمة بأنه النتيجة هو.. الفوز والمكسب هو لقاء الشباب العربي بعيداً عن النتائج وبعيداً لأن.. عن فوز وخسارة، لأن اللقاء العربي هو بحد ذاته مكسب وربح للشباب العربي.

إذن المسؤوليات تقع على القائد الرياضي، ويجب أن القائد الرياضي يعمل على تقليل موضوع تسييس الرياضة.

أيضاً هناك مشكلة بالنسبة للقارات، تعرف الدول العربية منقسمة أسيوياً وأفريقياً، فالروزنامة الرياضية العربية ازدحمت وأثرت على هذه التجمعات الرياضية العربية، لأن هناك التزامات قارية ودولية لكل من دول أفريقيا وآسيا، وكل قارة إلها روزنامتها والتزاماتها، فتتعارض مع بعضها البعض، وهذه نعاني من عذاب الاجتماعات الاتحادات العربية عند إقامة بطولة يتعارض الروزنامة القارية لآسيا مع أفريقيا.

حلها ممكن يعني.. اللي من خلال الالتزام باللوائح والنظم، لأنه فصل اللوائح و.. والنظم حسب ما ترتئيه قُطرياً، وإنما نعمل عليها قومياً، وممكن يعني إدارينا متفهمين لكل الأمور، لأن هي الرياضة هي لم شمل الشباب العربي، وهي وسيلة من وسائل تقارب الشعوب وإزالة الخلافات بين هذه الشعوب.

أيمن جاده: نعم.. نعم.. نعم. الأستاذ حسين سعيد يعني دخل بنا إلى موضوع المشاكل والأسباب وما سماه الدكتور أمير الرفاعي بالشوائب والسلبيات التي تعترض واقع الرياضة العربية، من أجل ذلك يعني استقصينا آراء مجموعة من الرياضيين، من المسؤولين الرياضيين، من الإعلاميين في بلدان عربية شتى عبر مراسلينا، نستمع لمجمل هذه الآراء، ثم لابد أن نمر ونعلق عليها، لأن فيها الكثير مما ذكر أو مررنا عليه سريعاً في البداية، لابد أن نتوقف معه بشيء من التفصيل، نتابع.

شريف وهبي (رئيس نادي): إذا الأندية العربية عم تنسحب من بطولة، وما قادرين ينظموا بطولة، واللي هي بتحمل اسم كبير، يعني اسم كبير لازم يحافظ عليه، مش لازم يكون بهذا الشكل إنه يتبهدل الاسم اللي هي حاميته البطولة العربية.

د. طارق الأدور (ناقد رياضي): فيه حساسية موجودة بين الدول العربية، كل منتخب يشارك في البطولات الدولية الكبيرة بيبقى يعني متخوف من المشاركة خشية الخسارة، فلو ما كانش الدولة المنظمة عندها برنامج واضح والحكام المعينين فيهم الحيادية المطلوبة هتلاقي في أثناء البطولة مشاكل كتيرة هتحصل، بعض الدول هتنسحب، بعض الدول هيحصل فيها مشاكل.

يونس الفهدي (مهاجم منتخب عمان سابقاً): والله أنا أتوقع وأقولها بكل صراحة بأن للأسف الشديد يعني المنتخبات العربية ما معترفة بشيء اسمه بطولة كأس العرب، وما معترفة ببطولة عربية تُجمِّع العرب في محفل واحد.

عبد المجيد الكميشي (رئيس لجنة المنتخبات في اتحاد الكرة الليبي): إحنا اللي كمنتخبات ليبية أو كاتحاد ليبي ما.. انسحبنا يعني من البطولة الأخيرة، نظراً لأولاً البطولة العربية تأجلت أكتر من مرة، ومواعيدها دايماً غير مناسبة.

يوسف برجاوي (رئيس القسم الرياضي في جريدة السفير): وفيه دلع وفيه غمز يعني القصة حلقة مرتبطة، يعني الأستاذ عثمان بيطري ليها شوية، الاتحادات العربية بيطري ليها شوية بتروح المسابقة، بيصر التأجيل، بيصير الهدف، يعني يخلينا إحنا يعني ما علهش نعمل الانتفاضة رياضية بالاتحاد العربي، نحط اللوائح مثل ما هي والنظام مثل ما هو، والبرنامج مثل ما هو، اللي بيشترك أهلاً وسهلاً بيكون عم بيعبر هو عن رغبته بالمشاركة.

علي معالي (ناقد رياضي): البطولات العربية –للأسف- الاتحاد العربي ليست له سلطة على الأندية العربية والاتحادات العربية، بمعنى إن الفرق التي لا تشارك لا يستطيع أن يوقع عليها عقوبات، وبالتالي لا يستطيع أن يجبر أي نادي أو أي منتخب أو أي فريق على المشاركة في مثل هذه البطولات، وبالتالي مشاركة الفرق دائماً بتكون بالمحايلة أو.. أو بالتزوير.

ناصر العزاوي (مدرب وطني): عندما انتقل بمنتخبي إلى.. إلى.. إلى.. إلى تونس فأنا فقط عشان ألعب كرة، لأ، أنا أتطلع أيضاً حاطط أيش ضمن البرامج؟ أتطلع على معالم البلدن أتعلم على ثقافة البلد، أتعلم كيف هذا الشعب.

عبد الرزاق جرانه (مساعد مدرب المنتخب الليبي لكرة القدم): مش عارف فين هي النتيجة يعني، إحنا.. على كل بطولة بتلم شمل العرب، المفروض جميع العرب يجتمعوا فيها، وتحسن المستوى بتاعهم، وأنا نحبذ تكون البطولة دي حتى سنوياً.

عمر غندور (رئيس نادي النجمة اللبناني): أنا بأعتقد إذا الاتحاد العربي ما وعي من هلا لحتى يعمل برنامج محدد من أول الموسم يعرف حاله و(…) كل نادي وكل اتحاد وكل كذا نشاطه راح يخف كتير، ويوم من الأيام هيشوف إنه بطولاته ما بقى لها معنى.

زكريا ناصف (لاعب المنتخب المصري سابقاً): البطولات العربية مش في الأجندة الدولية، فبالتالي الأندية العربية بتدي أولوية لبطولاتها القارية لاستعداداتها الدولية، إذا كان عندها ماتش.. ماتشات دولية، فبالتالي مش قادرة تاخد اهتمام الدول العربية كلها، لازم.. لازم تتحط البطولات العربية دي في الأجندة الدولية علشان الدول العربية تهتم بيها.

ناصر الصابري (صحفي رياضي): ما فيه تقدم، أنت نلاحظ الآن البطولة العربي مثل كرة القدم، من فترة تؤجل، فرق تنسحب.. على مستوى الأندية تنسحب، الاتحاد بدأ الآن يخطو خطوات إيجابية، اتحاد كرة القدم، إنه بدأ يضغط شوية يكون يبرمج.. يعني يبرمج بطولاته بحيث يراعي مشاركات الأندية وظروف الأندية، الواقع اللي عايشين إحنا فيه من جميع النواحي.

محمود بن ضو (مدرب): إذا غابت الحوافز والدوافع اللي من أجلها الرياضي يبرز ويقدم ما لديه، فبالتأكيد تكون ذات.. غير ذات جدوى يعني.

محمد علي (مدير فني منتخب مصر للشباب): مالناش أي بطولات بينظمها الاتحاد العربي لقطاعات الشباب والناشئين، هو اهتمام الاتحاد العربي بالفرق الأولى، وزي ما حضرتك شايف إن حتى الفرق الأولى دلوقتي بدأت تعتذر عن المنتخبات.. عن الدورات العربية، مش مصر بس، دا مصر والسعودية بتشترك بالصف التاني، والمغرب بالصف التاني، وتونس، إذن البطولات العربية مالهاش مكان على الخريطة يقول إن هي بطولة قوية.

إبراهيم الحوسني (ناقد رياضي): أعتقد.. احتمال يمكن قلة الاحتكاك أو إنهم يعني عرب على عرب احتمال يمكن ما.. ما.. ما هي رضيت نفسها يعني.

[فاصل إعلاني]

أيمن جاده: قبل أن نجيب أو نعلق على آراء المتداخلين أيضاً نأخذ بعض الاتصالات الهاتفية، الأخ حسن غريب من المملكة العربية السعودية، مساء الخير.

حسن غريب: مساء الخير.

أيمن جاده: أهلاً وسهلاً.

حسن غريب: السلام عليكم.

أيمن جاده: عليكم السلام ورحمة الله، اتفضل يا أخي.

حسن غريب: تقولون أنكم تريدون أن تشخصوا المشاكل التي تعيشها الرياضة العربية.

أيمن جاده: نعم.

حسن غريب: فاسمحوا لي أن أقترح عليكم أن تذهبوا إلى منبع الرياضة، ألا وهو اللاعب والمدرب، حيث شاهدت أنا منذ عدة سنوات لقاءات هذه صحافتكم مع الأكاديميين، يعني مع الوزراء، ومديرين بتاع اللجان الأولمبية إلى آخره، وهؤلاء اسمحوا لي بعيدين كل البعد عن الواقع الرياضي، فعندما تذهبون إلى منبع الرياضة سوف تكتشفون عجائب وغرائب حيث، وأنا نقول لكم أنا مدرب اللي كونت اللاعب البطل الأولمبي اللي فاز في السيدني مراح نوريه، واللاعب اللي جاب المركز الثالث في الثمانمائة متر، سعيد قرني جبير، وأنا أعرف ثاني نقول لكم روحوا الملعب تكتشفون عجائب وغرائب حيث أبواب الملاعب مغلقة أمام المدربين واللاعبين، البدلات الرياضية معدومة وشبه معدومة، وأصابع أقدام اللاعبين تطل من ثغرات الجوانتي التي أكل عليها الدهر وشرب، أما رواتب المدربين فحدث ولا حرج، حيث أغلبية المدربين وخاصة اللعبات الفردية منها ألعاب القوى لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من سنتين أو أكثر، أما الرياضة العربية اللي تتكلمون عليها سوف تصبح يعني في.. في المستقبل القريب تصبح غير عربية، حيث الآن أصبح المدرب العربي مهمش كل التهميش، وأصبح المدرب الأوروبي هذا اللي عينه زرقة وشعره أصفر ما أدري هذا كمبيوتر ولا ما أيش أعرف؟ ما ليش يعني حاطينه هو يعرف أحسن من العربي، العربي هذا مخليينه ومهمشينه، وعندما نعطي له فرصة يدرب من ضمن مثل نادي واحد من ضمن 18 نادي وما ينجح نقول المدرب العربي فاشل. يا أخي صلوا على النبي.

أيمن جاده: عليه الصلاة والسلام، نعم.

حسن غريب: لأنه المسؤولين هدول من ضمنهم اللي أراهم وراء الكوارث اللي أراها صايره بالرياضة العربية، وأنتم أيضاً الصحافة عندكم يعني ذنب كبير.. مسؤولية كبيرة لأنكم تتكلموا معاهم، ومخليين المدربين، ومخليين اللاعبين في الملاعب، أراهم حايرين كيف يدخلوا للملعب.

من فضلك يا أخي الصحفي –اسمح لي ما أنيش عارف اسمك روح للملعب، روح وشوف واقع الرياضة العربية، وتسمح لي على النرفزة بتاعي، لأن غيور على الرياضة العربية، والبطولات العربية هذه ما أعرف..

أيمن جاده: معك حق –أخ حسن غريب- ولكن.. ولكن يعني أرجو أن لا تكون تشاهد بعض حلقاتنا، لأن تحدثنا، طبعاً تحدثنا مع المدربين ومع اللاعبين ومع النجوم السابقين، وتحدثنا عن قضايا كثيرة، وسنحاول أن نواصل إن شاء الله.

حسن غريب: يا أخي أنت عمال (…) فيما عندك.

أيمن جاده: على كل حال شكراً لاتصالك يا سيدي، ورمضان كريم. الأخ عبد الله القاضي من الدوحة مساء الخير.

عبد الله القاضي: السلام عليكم أستاذ أيمن.

أيمن جاده: أهلاً وسهلاً.

عبد الله القاضي: والسادة الضيوف.

أيمن جاده: مرحبتين، اتفضل.

عبد الله القاضي: أخي أيمن، فيه تعليق على كلامك يا أخ أيمن بالنسبة لعدم وجود أهداف، هي الحقيقة الأهداف العربية موجودة، إنما أهداف ليست بعيدة المدى أو أهداف قومية زي ما تفضل الأخ، فإحنا دايماً نحب التنافس فيما بيننا، ونفتخر، وإذا كنا تقدمنا على دولة عربية.

أيمن جاده: و.. وهل.. وهل هذه أهداف تستحق الحديث عنها؟

عبد الله القاضي: ما.. ما أقول لك يعني هذه أهداف، يعني الواحد أو.. يعني هي موجودة أمامنا.

أيمن جاده: أهداف موجودة.

عبد الله القاضي: إحنا إذا اشتركنا في بطولة قارية أو عالمية أول ما تبحث كل دولة أيش؟ إن هي في أي تصنيف على الدول العربية، كل واحد يفتخر إنه هو في مقدمة الدول العربية، وليس في مقدمة البطولة المشتركين فيها، يعني الحقيقة آخر بطولة مثلاً زي (بوسان) كل دولة عربية إذا جابت ميدالية كانت تفتخر إنها هي قبل الدولة العربية الفلانية مثلاً.

أيمن جاده: يعني معرفة المكان الطبيعي الفضيلي، فنحاول نقارن بعض من قصة المقارنة..

عبد الله القاضي: نعم فهي هذه أهدافه بين.. وهذه هي المشكلة يعني.

أيمن جاده: طيب.. طيب يا سيدي شكراً.. شكراً.. شكراً لك أخ عبد الله القاضي.

يعني دكتور أمير، سمعت الكثير من الكلام، جزء من هذا الكلام سواء بالاتصالات أو بتقارير مراسلينا يتحدث عن الحساسيات العربية -العربية، رغبة العرب في الفوز على بعضهم، أو التفوق على بعضهم فقط، وبالتالي هذا ربما يؤثر سلبياً على الملتقيات العربية، ماذا تقول لنا في ذلك؟

د. أمير الرفاعي: هي.. يا أخ أيمن، هي الرغبة والطموح مشروع، يعني إحنا بنتنافس للوصول للأفضل، والتنافس مشروع ما دام في الإطار الرياضي الصحيح أنا الحقيقة عايز أرد على الأخ حسن غريب.

أيمن جاده: نعم، المدرب.

د. أمير الرفاعي: هو فعلاً المدربين مشكلة، وله حق إن إحنا يجب إذا كنا هنتدارس قضية النهوض بالرياضة العربية وتطويرها لازم نبحث في موضوع المدرب، لأن المدرب في كثير من الأحيان بيوصل الأمور داخل الملعب للضرب والانسحاب والاعتراض على الحكم، للحفاظ على مقعده التعاقدي، يعني.. يعني المدربين المتعاقدين في دول أخرى يقول لك الحكم ظلمنا، ويبتدي يبث هذه الروح على مقعد الاحتياط، ومن ثم في غرفة الملابس، هه؟ ومن ثم تصبح معركة في.. في (الهاف تايم) الثاني من المباراة، يبتدي يديهم منشطات، ويبتدي يحصل الانفعالات والفورانات، والهياج العصبي نتيجة تناول منشطات. المدرب مسؤول، والمدرب له دور، إحنا ما دخلناش في التفاصيل، زي ما مريت على الإداري بأمر على المدرب، بأمر على الحكم، له دور، والمدرب له حقوق، لكن استطاعت مصالح المدربين إنها تفرض على مجالس إدارات الأندية على سبيل المثال، يقول لك أيه بدل توقيع، اللي بيتكلم على الشق الاقتصادي والمادي للمدرب، لما يوقع أدي له بدل، طيب ما يديني هو مبلغ عشان أنا تعاقدت معاه.. معايا؟

أيمن جاده: نعم.

د. أمير الرفاعي: طيب لما أنت تخسر الدوري العام، وأنا متعاقد معاك عشان أبقى أول أو تاني الدوري العام، لما بتخسر الدوري العام وتطلعني التالت والرابع آخذ حقي منك إزاي؟ وفي الوقت اللي أنت بتشترط عليَّ تقول لي لو أخذت أول دوري أو تاني دوري تديني مكافأة قدرها كذا، و.. وألتزم أنا بدفع المكافأة، طيب لما أنت تفشلني معاك، وما أحصلش على المرتبة المنشودة. موضوع المدربين فيه كلام كتير جداً. أضيف إلى هذا.

أيمن جاده: نعم.. نعم، طيب يعني كنا نتحدث عن موضوع الحساسية العربية- العربية، وقلت إن هذا التنافس مشروع.

د. أمير الرفاعي: التنافس مشروع.

أيمن جاده: طيب ماذا نقول عن موضوع الاعتراف الدولي للبطولات العربية؟

د. أمير الرفاعي: هنا.. هنا بقى أنا بأعترض على اللي ردوا وقالوا إن النشاط الرياضي العربي ليس على الخريطة أو على الروزنامة الدولية، طيب ما هو مطلوب إن أنا ما أبقاش على الروزنامة الدولية، لأن أنا مرفوض على أساس التجمع على أساس الجنس أو الدين والنوع، يعني أنت بترفض تشارك في نشاط عربي.. عربي –عربي، قومي، وبترحب إنك تروح تشارك في الفرانكفوني، الفرانكفون هو اللي على روزنامتك الدولية؟! وتروح تدفع لي ملايين الدولارات هناك، وهنا الاتحاد العربي يناشدك تقول له لأ، مش عاوزك!! لأن هو مستعد يتغلب من أي دولة فرانكفونية، ويرجع مش هيجرى له حاجة، الاتحاد مش هيشيله كمدرب، لكن لو اتغلب من.. من.. من فلسطين وسوريا والعراق هيقولوا له تعال دا أنت مستواك أعلى من كده، إزاي اتغلبت من العراق ومن سوريا؟ معاي؟ هنا المشكلة، فهو بيتفادى اللقاء العربي العربي عشان ما يقعدش يدور على شماعات يعلق عليه خسايره، والدول التي اعترضت على المشاركة في النشاط العربي –العربي هي التي دفعت ثمن انحدار مستوياتها، وأنا ما بأتكلمش على حد بعينه، أنا بأتكلم على كل من انصرف عن المشاركات العربية والاحتكاك العربي هو اللي مستواه تدنى، تدنى كمحصلة نهائية، لأن الغرور أوصله في كثير من المراحل إنه يرفض الاحتكاك العربي، ويقول لك ما أروحش ألعب مع أشبال، لأ، المشاركة العربية لها بُعد قومي يجب أن يُحترم، لها تفاعل رياضي –رياضي، لها فرص لتطوير المستوى الفني، و.. وإيجاد الاحتكاك والتفاعل بين.. بين الفرق العربية المختلفة، أنت كونك يغيب عنك هذا الحس من.. من جانب سياسي قومي، ويغيب عنك من جانب فني هروباً من العتاب والعقاب، وبعدين تقول لي أنا أتغلب في الفرانكفون أسهل لي، لأن هناك هيقول لك والله أصل بلجيكا كسبتنا، هو حد عارف بلجيكا دي مستواها أيه؟ ما.. ما يمكن سوريا والعراق مستواها أعلى من بلجيكا، مثلاً على سبيل المثال في اللعبة الفلانية، معايا؟ لكن يروح بطولة العالم ويطلع الأخير، معايا؟ لأن ما فيش عتاب ولا حسيب ولا رقيب، وبالمناسبة أنا لم أتناول الإعلام على الإطلاق في حديثي، والإعلام…

أيمن جاده: سنأتي.. سنأتي إلى الإعلام.. سنأتي للإعلام.

د. أمير الرفاعي: الإعلام شريك كامل في الوضع اللي وصلت إليه الرياضة العربية، وأنا دول بقى.. يعني أنا ما فيش سلطة عليَّ غير هي الإعلام، فأنا أخشى أن أُلام، لكن أنا بقى أُناشد الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، أناشده بإلحاح أن يعقد مؤتمراً عربياً يناقش فيه أسباب تدهور المستوى العربي وتخلف وتعثر البطولات العربية، والاتحاد العربي له بصمات إيجابية على الحركة الرياضية، وكان اتحاداً قوياً سواء الاتحاد العربي للألعاب الرياضية أو الاتحاد العربي لكرة القدم في زمن المرحوم فيصل بن فهد، لأن فيصل كان قوياً وكان قادراً على صناعة الكثير، وعايز أقول للي بيقولوا الاتحادات العربية مالهاش سلطان، أنا عايز أقول إن.. إن الاتحاد العربي لكرة القدم أوقف نادي الزمالك عن المشاركات العربية نتيجة إنه التزم بمواعيد مباريات ولم ينفذها، وأنا كنت عضو مجلس إدارة نادي الزمالك وتوجهنا وعقدنا لقاءات مع الاتحاد العربي للألعاب الرياضية لرفع هذه العقوبة، وكانت عقوبة مؤثرة، يعني إحنا فيه عقوبات عربية -عربية، الشخصيات القيادية القوية في المواقع المختلفة قادرة على أن تصنع الكثير، أنا عايز أقول زي ما الأخ حسين سعيد تكلم في 72 العراق احتضن 3،4 تظاهرات رياضية، كأس فلسطين لكرة القدم الدورة الأولى، احتضن الدورة المدرسية، في نوفمبر/تشرين تاني يمكن في العام الذي يليه أنا لا أذكر 73 أو حاجة زي كده، احتضن أيضاً مهرجان الشباب العربي وجانب منه رياضي كبير، وجانب منه حوار فكري وثقافي و.. و.. و..

إذن الإرادة السياسية مطلوبة، كان فيه منافسة بين العراق والمملكة على احتضان الاتحادات الرياضية العربية وفي وقت من الأوقات الاتحادات الرياضية العربية يعني كانت موجودة في مصر وجه.. لما كانت مصر لها وجه عربي مشرق تحافظ عليه، معايا؟ أنا مش هأطول أكتر من كده بس أكرر مناشدتي للاتحاد العربي للاتحادات الرياضية..

أيمن جاده: طيب، نحن نناشد معك، وهذا ربما أحد الحلول المطروحة يا دكتور، سنحاول أن نأتي إلى موضوع الحلول والمقترحات أستاذ محمد من ضمن ما قيل أيضاً، من ضمن السلبيات والشوائب موضوع كثرة التأجيلات، عدم انتظام روزنامة عربية واضحة وهذا يؤدي بمن يرغب في المشاركة أول مرة يعتذر عن المشاركة في المرة الثانية أو الثالثة.

محمد سعيد سالم: الأسباب كثيرة يا أستاذ أيمن وأضيف إلى ما قيل في أكثر من اتجاه قضية التشريعات الرياضية العربية، هذه التشريعات تخلو من أي إمكانية لإجبار أو لإلزام أي طرف أو أي اتحاد أو أي منظمة عربية للمشاركة في بطولات عربية إذا اعتذرت، ولا تستطيع أن تفرض عليها عقوبات، ولا تستطيع..

أيمن جاده: يقولون.. يقولون بحكم عدم الاعتراف الدولي بهذه البطولات لا نملك سلطة العقاب.

محمد سعيد سالم: لأ.

أيمن جاده: نملك فقط الثواب، ولكن لا نملك العقاب.

محمد سعيد سالم: بيجوز السبب لكن أني نظرت للمسألة نظرة قومية مثل ما..

أيمن جاده: يعني هذا ربما يقودنا إلى.. إلى ملاحظة أخرى من بعض الإخوان هو غياب الحافز أو الدافع للمشاركة.

محمد سعيد سالم: الحافز، هذه النقطة الثانية التي أردت أن أدخل في الحديث عنها، الحافز المقصود ليس حافزاً معنوياً فقط أو سياسياً أو قومياً، الحافز المادي

أيمن جاده: يعني البعض يصف ذلك بإنه مجرد شعارات أو كلام، يعني هناك من يطالب بحوافز ملموسة، نعم.

محمد سعيد سالم: بالضبط هذا بالضبط، لأنه البطولات تحتاج إلى حوافز من نوع خاص من النوع المادي، أسوة بالأبطال الذين يبحثون عن حوافز ببطولات مختلفة على صعيد العالم، بطل مثلاً زي عويطة ما الذي خلاه مثلاً في يوم من الأيام بطل العالم؟ لأنه وجد الحافز في.. في أماكن معينة من البطولات الرياضية العالمية تجعله هاجس مستمر بالنسبة له على صعيد العالم هذا الحافز مش موجود بالنسبة للأبطال العرب والفرق والمنتخبات العربية على صعيد..

أيمن جاده: ولذلك بعض هؤلاء الأبطال العالميين لا يشاركون عربياً.

محمد سعيد سالم: ولهذا تكثر الاعتذارات ويشارك بعضهم يعني بفرق للشباب، هذه واحدة من الأسباب الرئيسية هذه قبل عملية التسويق أيضاً يا أبو خالد، عملية التسويق بالرياضة العربية يعني متدنية إلى درجة كبيرة وهذا كما أشير للإعلام دور كبير في هذه العملية، لأنه عملية التسويق تستطيع أيضاً أن تستقطب أو تستجلب كل عوامل الجذب والنجاح لأي بطولة حتى ولو كانت إقليمية أو ذات طابع إقليمي مناطقي يعني، هذا يظن ضعيف جداً في البطولات العربية، فيه شيء خليني أعطيك مثلاً قضية التضامن الرياضي العربي، هناك تضامن أولمبي دولي، هناك كثير من أشكال والصيغ الرياضية التي تتضامن فيها شعوب العالم أو دول العالم أو المنظمات الرياضية العالمية مع بعضها ومع الهيئات والمنظمات المحلية، نحن لم نصنع لأنفسنا مثل هذه الصيغة في التضامن العربي بين دول قادرة في المنطقة العربية ودول غير قادرة حيث يوجد فيها أبطال، أعطيك مثلاً أنا الآن بالنسبة لليمن، المنتخب اليمني للناشئين وصل إلى نهائيات كأس العالم وهو يكاد..

أيمن جاده: لكرة القدم ولو.. نعم.

محمد سعيد سالم: لكرة القدم ولأول مرة، طيب هذا سفير الكرة العربية في هذا المحفل العالمي وهو تحت أنظار العالم ومركز الاهتمام الإعلامي الدولي الكبير في هذا المستوى وهذا السياق، ماذا فعلت الدول العربية لإنجاح هذه المشاركة وإظهار الكرة العربية بمظهر يليق بسمعة العرب؟

أيمن جاده: هل الدول العربية مطالبة بذلك حتى الاتحاد العربي هل هو مطالب بذلك؟ يقول هو أنا مجرد وعاء لكم، ولكن ربما دور أيضاً الاتحاد اليمني أو الحكومة اليمنية أن تدعم منتخبها من باب أولى يعني.

محمد سعيد سالم: لكن اليمن استطاعت بإمكانياتها الذاتية أن تصل إلى نهائيات كأس العالم، الهاجس القومي يجب أن يدفعنا إلى.. إلى التفكير بمثل هذه المسألة، لكن لو نظرنا النظرة التي أشرت إليها الآن نكون إحنا أيضاً قد أمنا مسألة..

أيمن جاده [مقاطعاً]: لكن إذا كنا أقل من ذلك لا نفعل.. إذا كنا في أقل من ذلك لا نفعله يعني كيف نفعل ما هو..

محمد سعيد سالم: لا هو.. ما هو المطلوب؟ هو نوع من التضامن العربي طالما هناك سفير للعرب في محفل دولي يجب أن نجعل من البطل العربي أو الرياضي العربي أو اللاعب العربي..

أيمن جاده: نشعره بأنه سفير لكل العرب.

محمد سعيد سالم: بالضبط حتى تتحقق عوامل كثيرة في هذا الاتجاه يعني..

أيمن جاده: نعم، الأستاذ حسين سعيد يعني في بغداد إحدى النقاط التي طرحت أنه قضية الاهتمام بالشباب والناشئين، إذا كانت البطولات العربية للفرق الأولى من الصعب أن تنتظم لسبب أو لآخر كما أشير، لكن يعني لماذا لا نفكر كما أشرت أنت، الشباب والناشئين هم نصف الحاضر وكل المستقبل؟ لماذا لا نفكر في أن نركز على هذا الجيل، أن ننادي ببطولات عربية ودورات عربية لهذا الجيل، أن تكون هي الهاجس الأول لنا إذا كنا نعاني على مستوى الكبار لسبب أو لآخر؟

حسين سعيد: أستاذ أيمن كان البديل للمنتخبات الوطنية كانت منتخبات الشباب في دورات كأس فلسطين أو الدورات العربية، وحالياً أيضاً في الدورات العربية أكثر المنتخبات تشارك بفريقها الثاني لتقليل أهمية…

أيمن جاده [مقاطعاً]: عفواً.. عفواً أستاذ حسين، عفواً هذه.. هذه المشاركة عفواً اسمح لي يعني غالباً تكون لعدم الاهتمام بالبطولة وليس للحرص على الناشئين والشباب من كثير من الدول العربية، إنه كأس العرب والله مش مهمة عندنا فيه بطولة أهم فنبعث منتخب الشباب أو الأولمبي أو إلى آخره، لكن ما أقصده هو لماذا لا نقيم دورات خاصة نركز كما جُعلت كأس فلسطين في فترة من الفترات للشباب، فأن تكون هناك دورات خاصة للشباب والناشئين عربياً من أجل هذا المستقبل

حسين سعيد: من.. من الضرورة.. من الضرورة الاهتمام بهذا الموضوع.. موضوع الفئات العمرية، أولاً: لإبعاد حساسية اللاعبين في هذا السن من اللقاءات العربية وبالتالي نزيل الرهبة للإداري اللي يؤثر على المدرب والمدرب اللي يؤثر على اللاعب بحثاً عن النتائج وبعيداً عن التأثير الإيجابي للرياضة العربية، يمكن هذا.. هذا الشيء البديل اللي بتبحث عنه موضوع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب والاتحاد العربي يأخذ على عاتق.. عاتقه الاهتمام ببطولات الفئات العمرية كحد أدنى لعدم نجاح تجمعات المنتخبات الوطنية، وهذا فيه شيء مهم لإعداد جيل من الشباب الرياضي العربي ولمهم في.. في هذه البطولات، يمكن هذا أسهل.. تسهل بعيداً عن الحجج الأخرى اللي تقول بأن الروزنامات العربية والمشاركات القارية والآسيوية، مثل بدنا نشارك في بطولات آسيا ومن يتخلف عنها في الفئات العمرية للشباب والناشئين وإنما نبحث عن تحقيق النتائج في كل السُبل وفي كل الإعداد الجيد يجب أن نتوجه هذا التوجه بالبطولات العربية.

أيمن جاده: نعم، هناك من يطرح بعض المشاركات عبر الإنترنت مثل الدكتور ياسر دبور من مصر يقول: الرياضة العربية في تقدم مستمر، الرياضة العالمية في تقدم مستمر والعربية في تخلف مستمر ونحن لا نملك إلا الكلام فقط، المشكلة هي نقص الوعي الرياضي العربي كذلك في المفاهيم والأهداف العربية المشتركة التي من الصعب تغييرها.. طبعاً هذا جزء من الكلام الذي أشرنا إليه.

أيضاً الأخ محمد سمير جسري من سوريا رجل أعمال يقول: لماذا لا يقيم الاتحاد العربي لكرتي القدم والسلة مباريات بين نجوم عرب آسيا ونجوم عرب إفريقيا ولو مرة واحدة في السنة ويتم انتقاء اللاعبين من قِبَل الصحفيين؟

طبعاً هذه أفكار نتمنى أن.. أن تأخذ طريقها إلى النور، لكن هذا يقودنا أستاذ محمد إلى الحديث الذي أشار إليه الدكتور أمير الرفاعي عن شراكة الإعلام، الشراكة السلبية في ذلك، مسؤولية الإعلام الرياضي العربي في الإجمال عن هذا الواقع بحيث أن الإعلام الرياضي يعني إعلام يكاد يكون أحياناً إعلام حربي، إعلام معارك قبل المباريات الرياضية.. خصوصاً العربية العربية.

محمد سعيد سالم: هذا كلام صحيح 100% يا أستاذ أيمن، وخاصة أن الإعلام الرياضي العربي شارك مشاركة فعالة في هذا الواقع السلبي الذي تعاني منه الرياضة العربية، طبعاً أنا أحد رجال هذه المهنة، ولكن لابد أن..

أيمن جاده: نحن إعلاميون، لابد أن نتحدث عن كل الجوانب يعني ولا.. ولا نعفي أنفسنا من الخطأ.

محمد سعيد سالم: بشي.. صحيح بشيء من الحقيقة والواقعية أيضاً حتى نستطيع أن نكون طرفاً في عملية الإسهام الحقيقية في لإيجاد حلول ومخارج، الإعلام ترسخ بالغالب -يا أستاذ أيمن- على أساس قُطري، وواضح إنه حتى في البطولات العربية التي كانت تتم..

أيمن جاده: ربما أيضاً قضية المد القومي وانحساره أثرت على.. على..

محمد سعيد سالم: كلها انعكاسات أثرت في بعضها وشكلت هذه الحلقات السلبية التي نعاني منها ونتحدث حولها الآن، أعطيك مثل يعني في اللقاءات التي تتم بين فريقاً من الجزائر وفريقاً من مصر وشيء يحزنني هذا مثلاً أنا كنت أقرأ وأنا في القاهرة حملات إعلامية متبادلة بين الإعلام الرياضي الجزائري والإعلام الرياضي المصري على مباريات كرة القدم.

أيمن جاده: أتمنى وأرجو أن هذا المثال قد.. يعني قد مضى إلى حاله.

محمد سعيد سالم: قد تم تجاوزه.

أيمن جاده: أو.. أو تم تجاوزه نعم.

محمد سعيد سالم: أو تم..، ولكن تظل برضو العملية انتقلت إلى مواقع أخرى بنفس الآلية، يعني في منطقة الخليج ووفقاً لتداعيات حرب الخليج حصل مثل هذا الكلام، أيضاً على صعيد.. المهم كل ما يمكن أن يُقال في هذا السياق أن الإعلام والصحافة الرياضية العربية تخلفت عن دورها في تهيئة أرضية أو بيئة إعلامية حقيقية تخدم الدفع بحاجات الشعوب العربية إلى لقاءات رياضية عربية، لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب، ولكن المسألة.. المسألة لا تظل.. يعني مازالت متاحة أمام الإعلاميين العرب والصحفيين الرياضيين العرب فبينهم أكفاء على مستوى عالي من الكفاءة والإحساس القومي العالي الذي يمكنهم فقط من رسم الطريق إلى المسار الصحيح حتى يستعيد الإعلام والصحافة الرياضية العربية دوره في عملية تنمية العلاقات الرياضية العربية -العربية.


كيفية إحياء الملتقيات الرياضية العربية

أيمن جاده: نعم، طيب يعني أستاذ حسين سعيد في بغداد برأيك ونحن نتحدث الآن في محور الحلول أو المقترحات لتجاوز مثل هذا الواقع السلبي كيف يمكن بعث الحياة من جديد في هذه الملتقيات الرياضية العربية في هذا الخضم من المشاكل الذي نعيش فيه وأنتم ربما في.. في بؤرة هذه المشاكل؟

حسين سعيد: بالطبع يعني على القادة الرياضيين أن يأخذون دورهم في حل هذه المشاكل والمعضلات، يعني هي شيء مو صعب تجاوز هذه الحالة وعلاجها، التأجيلات ممكن علاج التأجيلات اللي تقوم عليها البطولات من خلال إقرار الوقت الملائم وإقامة البطولة حتى لو انسحب عدد معين من البطولات.

الروزنامة العربية مثل ما قالوا ممكن التنسيق بين إفريقيا وآسيا من حيث تنظيم الروزنامة العربية.

اللوائح و.. والأنظمة ممكن يعني عملها بشكل صحيح بما يتلائم مع اللوائح القارية والدولية والالتزام بها وعدم تفسيرها وفق ما ترتئيه الحالة القطرية لكل بلد عربي.

الحوافز والجوائز يعني قادرين إحنا على تخصيص مبالغ مالية من أجل وضع حوافز لرياضينا في كل المجالات سواءً من الفئات العمرية أو البطولات أو من خلال إيجاد منافذ للتسويق لنجاح بطولاتنا العربية.

وأيضاً حالة الحساسية اللقاءات العربية ممكن تجاوزها من خلال القائد الرياضي ومن خلال الإداري الناجح اللي يقدر يفهم المدرب وبالتالي تأثير المدرب على اللاعبين يكون أقل.

وأيضاً الإعلام الرياضي ممكن توجيهه بحيث الجمهور الرياضي يتقبل، يعني تعرف إحنا نتقبل نخسر ويَّا فريق أجنبي -مثل ما ذكره الإخوان- لكن ما نتقبل أن نخسر مع فريق عربي، وتكون هاي قد هالة كبرى يتناولها الإعلام وتؤثر على مسيرة الاتحاد أو مسيرة النادي وعدم استقرار الكوادر الرياضية من خلال يمكن إخفاقه واحدة مع فريق عربي.

أيمن جاده: نعم، دكتور أمير الرفاعي، في القاهرة يعني أنت أعتقد أن لديك كلام كثير في هذا الجانب، في موضوع الحلول، في موضوع المقترحات، أحد الإخوان.. الزميل الصحفي يوسف مرجاوي يقترح انتفاضة رياضية عربية -كما أسماها- وقال: لنضع برامجنا كاتحادات عربية وليشارك من يشارك أو يغيب من يغيب، أنت أشرت إلى قضية مؤتمر رياضي عربي، الصديق الدكتور محمد خير مامسر (وزير الرياضة والشباب الأردني الأسبق) تحدث من قبل عن.. أثناء دورة عمان 99 عن الدعوة لمؤتمر قمة رياضي عربي، ما هي الصورة؟ ما هي الحلول؟ وأنت بطبعك تقول أو تتحدث عن تفاؤل.. كلنا متفائلون لكن نخشى مع الأسف أو لا نريد أن نتجرأ على القول: إننا نعيش عصر انزواء أو تداعي أو أن نشهد نهاية مثل هذه الملتقيات الرياضية العربية في السنوات القليلة القادمة.

د.أمير الرفاعي: هو العلاج.. تسمح لي أرد يا أخ أيمن.

أيمن جاده: السؤال لك يا سيدي، تفضل.

د.أمير الرفاعي: العلاج في إيد جهتين:

الجهة الأولى على رأس التنظيم الحكومي الرياضي العربي، وهي مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.

والجهة الأخرى: هي الاتحاد العربي للألعاب الرياضية.

وأعتقد فيه تعاون وتنسيق كاملين بين الهيكلين التنظيميين دول، لابد أن يوضع على جدول أعمال المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء والاتحاد العربي للألعاب الرياضية، موضوع إقامة أو الدعوة لعقد مؤتمر رياضي عربي عام يناقش قضية سميها تعثر النشاط الرياضي العربي أو عدم انتظامه رغم علمي أن هناك كثير من المقترحات صادرة عن اللجان الفنية المعاونة اللي أشاروا إليها الإخوان زي اللجنة العربية الرياضية المعاونة لمجلس الوزراء، هذه التوصيات أقرها مجلس الوزراء للشباب والرياضة العرب، لكن الحقبة الأخيرة حصل تغيير في المناصب، يعني عديد من الوزراء لا يتابعوا القرارات السابقة، اطلعوا عليها هتلاقي فيها حلول عملية لعلاج مشكلة الانسحاب ومشكلة الاعتذار ومشكلة تعثر النشاط وازدحام الروزنامة، و.. وطبعاً يفيدنا جداً الإخوان زي الأستاذ عثمان السعد سواء في الاتحاد العربي لكرة القدم أو في الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ويعملوا تنسيق بين الجهاز الحكومي والجهاز الأهلي ودا حل عملي سريع قابل للتنفيذ، مش مشكلة.

ولابد مع الجهة المسؤولة عن الإعلام الرياضي العربي زي الربط أو اتحاد الصحفيين العرب لابد أن تشارك معنا في تبني حملة توعية وتثقيف، لأن النهارده الشارع العربي كله محتاج تثقيف رياضي في اتجاه يحمي الرياضة العربية من الانحدار والاندثار وإن إحنا نبتدي نلعب في الشرق أوسطية ونبتدي نلعب في الفرانكفونية ونخش في التقسيمات اللي هتفتت، لأن إحنا شوفنا تقسيم المنطقة إلى خليج ومغرب عربي أعتقد أنه لا يفيد، لأن فيه -يا جماعة- الغرب يريد أن يتعامل معنا فرادى غير مجتمعين، فعلينا أن ننتبه وما بنقولش سياسة.. ما بنقولش سياسة بنقول: إن على العرب أن يتكتلوا من أجل النهوض لأن دا عصر تكتلات النهوض بالحركة الرياضية، أنا ما بأسيسش حاجة. النهوض بالحركة الرياضية…

أيمن جاده: نعم.. نعم دكتور أمير الوقت أزف مع الأسف.. الوقت أزف، أستاذ محمد سالم.. محمد سعيد سالم كان بودي أن آخذ منك أيضاً استنتاجاً أو تلخيصاً نهائياً، لكن مع الأسف الوقت قد غدر بنا كما يفعل دائماً، ولذلك أشكر حضورك معنا، أشكر مشاركتك، أشكر أيضاً الدكتور الأستاذ محمد.. الدكتور أمير الرفاعي من القاهرة (المفكر الرياضي العربي) ما أفدتنا به من علم، وأيضاً أستاذ حسين سعيد (أمين عام اللجنة العراقية الأولمبية من بغداد) شكراً جزيلاً لك، الشكر الموصول لكم مشاهدي الكرام، ألقاكم على خير دائماً –إن شاء الله- مع (حوار في الرياضة)، إلى اللقاء.