حوار في الرياضة

المشاركة العربية في آسياد بوسان

جاءت المشاركة العربية في آسياد بوسان بعد أربع سنوات من التحضيرات العربية في معسكرات خارجية وداخلية، ولم يكن في الحسبان المشاركة من أجل المشاركة فقط لكن المحصلة العربية حتى الآن لا تبشر ذهبا. فهل أصبحت الرياضة العربية تبحث عن المشاركة فقط، ولماذا غابت الإنجازات؟

مقدم الحلقة:

حيدر عبد الحق

ضيوف الحلقة:

خالد بن علي آل ثاني: رئيس الاتحاد القطري للدراجات
حسين سعيد: أمين عام اللجنة الأولمبية العراقية
زيد خيامي: مدير عام الشباب والرياضة اللبنانية

تاريخ الحلقة:

05/10/2002

– أسباب وتأثيرات غياب العراق عن دورة الألعاب الآسيوية
– أسباب هبوط المستوى الرياضي العربي في بوسان

– مسؤولية الحكومات والشعوب تجاه الرياضة

– الولاء والانتماء وأهميتهما لدى الرياضي

– مدى ضرورة الاهتمام بالرياضة على مستوى التخصص

– مستقبل الأداء الرياضي العربي في آسياد بوسان


undefinedحيدر عبد الحق: السلام عليكم، نحييكم مشاهدينا الكرام من قناة (الجزيرة) في قطر، وحلقة جديدة من برنامج (حوار في الرياضة).

آسياد بوسان 2002 انطلق يوم الأحد الماضي باحتفال بهيج ومعبر يحمل التسلسل الرابع عشر في سلسلة الألعاب الآسيوية التي انطلقت لأول مرة عام 51 في نيودلهي بفكرة هندية، ويشارك في الألعاب الحالية إحدى عشر دولة عربية آسيوية، وبغياب العراق الذي استمر غيابه لأربع دورات متتالية لأسباب بعيدة عن الرياضة.

أما الدول العربية الأخرى المشاركة حالياً فهي في أسوأ مشاركة لها من حيث النتائج والميداليات، فمن يصدق أن الحصيلة العربية بعد سبعة أيام من المنافسة هي ذهبية واحدة ومثلها فضية وبرونزيتان، بينما تمكنت الصين من إحراز 85 ميدالية ذهبية حتى الآن؟

ولا تقتصر خيبة الأمل العربية على الميداليات فقط وإنما على النتائج أيضاً، فشهدت هذه الدورة سقوطاً عربياً في كثير من الألعاب التي برزت فيها فرق عربية، مثل كرة القدم، والسلة، واليد، والطائرة وغيرها رغم استعداد هذه الفرق في معسكرات خارجية لعدة أشهر ربما سنوات. نحن لا نريد أن نكون متشائمين، فهناك تسع أيام أخرى قد يصيب بها.. بها بعض الرياضيين العرب ميدالية أو أكثر، لكن هذه النتائج تقودنا بالتأكيد إلى واقع مؤلم للرياضة العربية التي أصبحت بعيدة عن الإنجازات التي يحققها الآخرون.

وإذا أطلقنا على الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان أقوياء آسيا، فأين نحن من الدول الأخرى: تايوان، تايلاند، ماليزيا، الفلبين؟ ولماذا لا يزال رؤساء بعض الوفود العربية يصرحون أنهم جاءوا للمشاركة واكتساب الخبرة بدل تحقيق الإنجازات؟ أليس هذه.. أليس هذا هو نفس الكلام في آسياد بانكوك 98؟ وكأن الزمن في الواقع العربي لا يتحرك إلى أمام بل ثابت في مكانه إن لم نقل يتراجع إلى الخلف؟ هل نبالغ إذا قلنا أن هناك خللاً كبيراً في الرياضة العربية على مستوى الإعداد والإدارة والمواهب؟ وإذا كانت الرياضة انعكاس لمجتمعها، فهل جاء ضعفها من ضعف واقعنا العربي الحالي؟ وما هي الحلول الناجعة لكي تكون رياضتنا العربية على مستوى المنافسة والإنجازات؟

للإجابة على هذه الأسئلة معي في الأستوديو الشيخ خالد بن علي آل ثاني (رئيس الاتحاد القطري للدراجات الهوائية) والسيد.. والسيد زيد خيامي (مدير عام الشباب والرياضة اللبنانية)، وعبر الأقمار الاصطناعية من بغداد السيد حسين سعيد (أمين سر اللجنة الأولمبية العراقية)، فأهلاً بالضيوف الكرام، ويمكنكم –مشاهدينا الكرام- إثراءنا بآرائكم واستفساراتكم عبر هواتف وفاكس البرنامج التي ستظهر تباعاً على الشاشة، وكذلك عبر موقع (الجزيرة نت) على شبكة الإنترنت، وستكون بدايتنا من بوسان، وتقرير ليلى سماتي.

تقرير/ ليلى سماتي: الأولى في القرن الحادي والعشرين هي الأولى في التاريخ تقريباً في كل شيء، هذا ما يعبر باختصار عن دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة في بوسان الكورية، الأولى في عدد المشاركين الذين قاربوا العشرة آلاف، واحتاجوا إلى ثمانية آلاف إعلامي لتغطية نشاطهم، و38 ألف رجل أمن لحمايتهم وحفظ أمن جماهيرهم، والأولى في حجمها مع 38 لعبة رياضية، أي ما يفوق حجم المنهاج الأولمبي نفسه.

أحمد فهد الأحمد (رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي): نحن سعداء أن نكون اليوم في بوسان لنجتمع للاحتفالية لألعابنا الآسيوية، أو كما يطلق عليها آسياد 2002، لا شك إن حضور 44 لجنة أولمبية وعشر آلاف رياضي و38 لاعب، و420 منافسة، و8 آلاف إعلامي لحضور الحدث وتغطيته ومتابعته هي دلالات نجاح مبكرة للألعاب، أيضاً وجود أفغانستان بعد تعليق عضويتها وبعد انتهاء المشاكل وعودتها للمشاركة، حضور تيمور الشرقية كبلد جديد في القارة الآسيوية، وجود كوريا الشمالية على أرض كوريا الجنوبية كحدث سياسي تحتضنها الرياضة كما هي العادة، لاشك إن مثل هذه الإجراءات أو مثل هذه المناسبات هي دلالات أيضاً مبكرة للنجاح.

ليلى سماتي: فرحة مواصلة المشوار الآسيوي بنجاح كبير تقابلها خيبة عربية مريرة، والتي لم تحمل من الميداليات غير البرونز اليسير والشحيح من المعادن الأقل بريقاً من الذهب، مع ابتهاج سياسي بمشاركة كوريا الشمالية على أرض الجنوبية، ومع عودة أفغانستان وانضمام تيمور الشرقية تكتمل عناصر بهجة بوسان إلا بالنسبة للمشاركة العربية المخيِّبة للآمال، وإلا لبعض المشاركين والإعلاميين الذين اشتكوا من صعوبات في الاتصالات وارتفاع تكاليفها، ومن ازدحام الطرق، وصعوبة المواصلات، ومن بعد المسافات بين مواقع الألعاب ومقر الإقامة.

ربما أن الاستثناءات لا تغير القاعدة، وتبقى دورة بوسان استثنائية في معظم الأشياء، ولا نقول في كل شيء، وإن شهدت بعض الاستثناءات السلبية، فهذا لن يغيِّر القاعدة التي انطلقت منها ألا وهي أنها الأولى في تاريخ الألعاب الآسيوية من مختلف الوجوه، لكن هذا لا يغير شيئاً من عزيمة وإرادة المجلس الأولمبي الآسيوي في إيجاد استراتيجية جديدة للنهوض بشباب القارة الصفراء.

أحمد فهد الأحمد: أيضاً نحن حريصين على أن نستضيف أحداث عالمية، وبالفعل المجلس الأولمبي الآسيوي دائماً تجدينه في خندق واحد مع كل لجنة منظمة آسيوية تحاول استضافة حدث عالمي، وكان يمكن آخرها أحداث أو أولمبياد بكين 2008، والتي ستعود إلى.. إلى.. إلى القارة الآسيوية، وقبلها يعني أشهر قليلة انتهينا من كأس العالم في.. في اليابان وكوريا، أعتقد هذا.. هذه الكثافة من الأنشطة، وهذه الكثافة من العمل سيعمل على تطوير الناحيتين الفنية كلاعبين والإدارية كحكام ومدربين وإداريين، واليوم هناك انتشار للقارة الآسيوية، يعني أنا أعتقد كان أفضل من أي مرحلة سابقة، وخاصة بوجود أعداد كبيرة في الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية، وهذه كلها لم تتم يعني وليدة الصدفة كان لها استراتيجية وضعت ولو نرجع إلى.. إلى محاضر الاجتماعات السابقة والوعود التي تمت من خلال الجمعيات العامة واجتماعاتنا الدورية، ستجدون إن كل هذه الأمور تطرقنا لها، وها نحن اليوم نحققها، ولكن علينا أن نجد استراتيجيات جديدة.

ليلى سماتي: وعلى هامش الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة في بوسان الكورية تم التصويت على مدينة (شانك تشان) الصينية لاحتضان الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2007، فيما ستحظى بيروت اللبنانية باستضافة هذا الحدث الرياضي الآسيوي الشتوي الكبير عام 2009.

ليلى سماتي –(الجزيرة)- بوسان.

[فاصل إعلاني]

حيدر عبد الحق: سنبدأ من النجاح الذي حققته آسياد بوسان 2002، النجاح السياسي الذي تحقق على أرض كوريا الجنوبية بمشاركة كوريا الشمالية على أرض كوريا الجنوبية، أيضاً عودة أفغانستان إلى هذه الألعاب، كذلك مشاركة تيمور الشرقية، لكن هذه الألعاب أيضاً شهدت غياباً رابعاً للوفد العراقي عن.. في المشاركة في هذه الألعاب.

أيضاً نكون مع حسين سعيد في بغداد، مساء الخير أستاذ حسين.

حسين سعيد: مساء النور أخي.


أسباب وتأثيرات غياب العراق عن دورة الألعاب الآسيوية

حيدر عبد الحق: لماذا غاب العراق عن دورة الألعاب الآسيوية في بوسان وهي.. وهو والغياب الرابع عن هذه الألعاب؟

حسين سعيد: أكيد لو نرجع إلى قرار المجلس الأولمبي الآسيوي عام 90، واللي نص على تعليق مشاركة العراق في المجلس الأولمبي الآسيوي لحين عودة الكويت لممارسة نشاطاتها، والكويت –مثل ما تعرفون- عادت لممارسة نشاطاتها ضمن ألعاب المجلس الأولمبي الآسيوي عام 91، فلذلك أي مسوغ قانوني أو مبرر لعدم مشاركة العراق انتهى، يعني المفروض بمجرد مشاركة الكويت في الألعاب الآسيوية المفروض العراق يعود للمشاركة في المجلس الأولمبي الآسيوي هاي من الناحية القانونية، أيضاً هو حتى هذا القرار يعني عليه بعض الملاحظات لأن مبادئ الميثاق الأولمبي تنص بأنه الرياضة يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن الأمور السياسية وأيضاً الدين والعنصرية إلى آخره من الأمور اللي تعيق الحركة الأولمبية الرياضية.

أما من الناحية الفنية أيضاً هناك أي مسوغ فني للمشاركة يمنع مشاركة الرياضيين العراقيين، لأن الرياضيين العراقيين والاتحادات العراقية تشارك في جميع نشاطات الاتحادات الآسيوية والدولية، فلذلك المسوغات القانونية والمبررات أتصور ما لها أي وجود تمنع مشاركة الرياضيين العراقيين من عام 90 ولحد الآن، بالرغم من إنه تعرف العراق حقق إنجازات كبيرة على الصعيد الآسيوي، ويمكن أنا كنت أحد المشاركين في 3 دورات أولمبية، هي عام 78، و82، و86.

حيدر عبد الحق: نعم، هل كان هناك تحرُّك من جانبكم لأجل العودة إلى هذه الألعاب من خلال مناقشتها من قِبَل الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي؟

حسين سعيد: أكيد يعني هو رغم.. يعني المفروض القرار صريح هو القرار اللي منع وجمد مشاركة العراق، لكن مع ذلك كانت هناك تحركات عام 93 و94، وأيضاً عام 95 كان لقاء مع وفد من اللجنة الأولمبية العراقية مع (سمارانش) رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، واللي دز رسالة إلى المجلس الأولمبي الآسيوي لمناقشة موضوع عودة العراق، أيضاً هناك تحركات سابقة لبعض الإخوان في الدول العربية، في آخر محفل واجتماع لاتحاد اللجان الأولمبية الدولية اللي أُقيم خلال شهر آيار الماضي في كوالالمبور، تطرقوا إلى موضوع التأثيرات السياسية على الرياضة، وكان هناك حديث للجنة الأولمبية الدولية لمدة ساعتين حول كيف نبعد التأثيرات السياسية عن الرياضة، فطلبت الكلام في وقتها، وقلت لهم بأن هناك منظمة رياضية داخل اللجنة الأولمبية الدولية لتمنع مشاركة الرياضيين العراقيين لمدة 12 سنة، وأنتم تتكلمون وفق المبادئ والقيم الرياضية، وتمنعون الرياضيين العراقيين، فرئيس اتحاد اللجان الأولمبية ما كان هناك أي كلام يقدر يرد على استفساري في هذا الموضوع، أيضاً التقيت بـ(رئيس اللجنة الأولمبية الدولية) دكتور (روج) وقال بأنه هذا وعدنا بالتدخل الشخصي، وقال هاي المسألة هي مسألة شخصية تعرف بأن رئيس المجلس الأولمبي هو كويتي الجنسية الشيخ أحمد فهد ومقرها في الكويت، يمكن هاي يا إما تأثير شخصي أو تأثير سياسي هي اللي منع مشاركة العراق في هذه البطولة.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً نعود مع ضيوفنا في الأستوديو، سيد زيد، يعني الرياضة دائماً تصلح ما تفسده السياسة، لكن هناك تداخلات كبيرة، هناك أيضاً نجاحات حققتها دورة ألعاب بوسان 2002 بدخول كوريا الشمالية، بدخول أفغانستان، برأيك هل التأثيرات السياسية على الرياضة هي لإنجاح هذه التظاهرة، أم لـ..؟

زيد خيامي: أنا.. أنا رأيي إنه هذا النجاح لم يكتمل، كان لابد أن يكون العراق ضمن هذه الألعاب، إلى جانب الدول التي عادت وشاركت، وحقيقة إنه يجب أن يدخل العراق في كل الميادين الرياضية سواء كانت العربية أو الآسيوية، ويجب أن يُؤخذ قرار واضح وجريء بهذا الموضوع على جميع المستويات، أما الحالة السياسية يعني كل ما يجري في عالمنا اليوم هو حالة سياسية، إنما الحالة السياسية هنا يجب أن تضغط من أجل أن يشارك العراق لا أن.. أن يبتعد العراق، خاصة في ظل ظروف يتعرض فيها العراق لحملة كبيرة وواسعة ويمر بظروف صعبة منذ سنوات عدة، فكان لابد أن يكون هناك موقف في آسيا متعاطف مع العراق.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً الشيخ خالد، يعني هل نستطيع أن نفصل بين السياسة والرياضة خاصة في هذه الألعاب التي وضحت بصورة أو بأخرى التأثيرات السياسية عليها من خلال مشاركات كوريا الشمالية أفغانستان وأيضاً تيمور الشرقية؟

خالد بن علي آل ثاني: أنا دائماً مع الالتزام بالميثاق الأولمبي، وإحنا كرياضيين نعتبر نفسنا أسرة واحدة، ما تفعله الحكومات والخلافات اللي تجري بينها يجب أن نكون إحنا بعيدين عنها، وإحنا لابد نسمح لكل رياضي في العالم هو جزء من أسرتنا الرياضية أن يشارك معنا في أي حدث كان إن لم يكن هو ارتكب أخطاء شخصية تمنعه من المشاركة واخترق القوانين الأولمبية، ولكن إحنا الآن دخلنا في القرن الواحد والعشرين، ومازالت هناك بعض الترسبات القديمة موجودة وتؤثر في الرياضة، ولكن مثل ما شفت اليوم كثير من الأشياء انحلت، وهذه بادرة طيبة، يعني دخول كوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية، مشاركة دول حديثة في آسيا، كل هذه بوادر طيبة في الرياضة العالمية، لأنها بداية التحرر من عملية الضغط السياسي، إحنا شفنا مثلاً في أولمبياد موسكو صارت مقاطعة سياسية لأولمبياد موسكو من قبل الولايات المتحدة وبعض..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: وأيضاً صارت مقاطعة سوفيتية.

خالد بن علي آل ثاني: وهناك أصبح.. لكن هذا الشيء انتهى فيما بعد، لم نعد الآن.. شفنا مثلاً الأولمبياد اللي بعدها إيران تشارك فيه الولايات المتحدة الأميركية، وهم كانوا على اختلاف.

حيدر عبد الحق: كوريا الشمالية شاركت في كوريا الجنوبية.. نعم.

خالد بن علي آل ثاني: والآن كوريا.. الحمد لله إحنا نقول فيه تقدم، ما وصلنا إلى الكمال ولكن فيه تقدم، ولكن بالنسبة إحنا كرياضيين نقول دائماً: يجب أن تكون صدورنا مفتوحة لجميع رياضيين العالم، يعني لا يمكن نحمل أي إنسان ذنب الآخرين، إذا تهيَّأ للرياضي هذا إنه يجي إلى البطولة بأمان واستطاع أن يسافر، ويعد بإعداد، ويكون وراءه دولة أو مؤسسة اللي مفترض أن تكون مؤسسة للجنة الأولمبية في دولة ما.. معينة، هيأت له ظروف المشاركة فيجب أن يشارك، يعني إحنا اكتشفنا في.. أعتقد في سيدني سمح بمشاركات لجان وليست من دول، بعض الدول الصغيرة، جزر، ليس عندها وضعية الدولة الكاملة، ولكن سُمح لأن عندها رياضيين.

حيدر عبد الحق: بحكم التجمع الرياضي كبير.. نعم

خالد بن علي آل ثاني: ولادهم رياضيين من حقهم يشاركون هم بشر، وليس لهم ذنب

حيدر عبد الحق: التعرف على الآخرين، الاستفادة.. نعم.

خالد بن علي آل ثاني: أيوه، فمسموح لهم بالمشاركة، فإحنا نتمنى لها الأمة الشوائب كلها تزول، ويكون التجمعات هذه فعلاً لا تشوبها أي شائبة من النواحي السياسية أو ضغائن بين الرياضيين الموجودين.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني نكون مع الكابتن حسين سعيد في بغداد. كابتن، يعني ما هي تأثيرات غياب العراق عن الألعاب الآسيوية لأكثر من اثني عشر سنة؟ نعم.

حسين سعيد: أكيد هاي الفترة فترة طويلة، يعني ها الـ12 سنة وفق التقدم التقني والتكنولوجي في عالم الرياضة، أكيد إله تأثير أبعد من هاي الفترة الزمنية اللي غاب بيها العراق، إضافة إلى ذلك العراق يعني يرجع إلى مشاركاته العربية جميعها، وأيضاً هناك مشاركات في الأولمبياد يمكن شارك في الأولمبياد بس مشاركات رمزية رغم ظرف الحصار القائم واللي دا يمنع مشاركاتنا في كل المجالات الرياضية، لكن ما تطرقوا له الإخوان يعني بإنه إحنا كرياضيين يجب أن تكون الرياضة وسيلة من وسائل تقارب الشعوب ولمِّ الشمل العربي والآسيوي، وهي رسالة محبة ومحبة للرياضيين.

نأمل يعني في المشاركة القادمة خصوصاً تقام في دولة قطر الشقيقة، أن تكون مشاركة الرياضيين العراقيين في هذا المحفل الآسيوي أسوة بإخوانه العرب.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني هل هناك تأثيرات واضحة على الرياضة؟ هل هناك غياب الإنجازات عن الرياضة العراقية بسبب غيابها عن الألعاب الآسيوية؟

حسين سعيد: أكيد في آخر بطولات يعني العراق كان من الدول الآسيوية المتقدمة سواء في مجالات كثيرة، يعني حتى لحد الآن العراق فيه مثلاً في بناء الأجسام هو بطل آسيا في بناء الأجسام، أيضاً هناك في سباقات ألعاب المصارعة والملاكمة يمتلك بعض العناصر الجيدة، إضافة إلى أنه فريق كرة القدم يمكن كنت أحد عناصر بالـ82 العراق بطل دورة الألعاب الآسيوية عام 82 في الهند، فهناك كثير من الأبطال يمكن منعتهم الظروف من سنة 90 من التواصل مع الآسيويين والاحتكاك بهم والاستفادة من تجربتهم، خاطر يعرفوا المستوى الحقيقي إله، يمكن هاي شوية أثرت على المستوى الفني لرياضيينا، بمجرد.. أنا أتوقع بمجرد عودة العراق يمكن قد يكون إعداد جيد لرياضيينا لمثل هذه المشاركات مستقبلاً.

حيدر عبد الحق: يعني كابتن حسين سؤال أخير قبل أن أنتقل إلى موجز الأنباء:

العراق يشارك في البطولات الآسيوية المختلفة، البطولات العربية المختلفة، فما هو يعني دور الألعاب الآسيوية في رفع المستوى؟ هل يعني التأثيرات واضحة كبيرة على الرياضيين العراقيين أم أن المشاركة في الألعاب المختلفة لم تؤثر على هذه المشاركة، أو على هذه يعني الفاعليات وكذلك القدرة على تحقيق الإنجاز؟

حسين سعيد: أكيد عدم التواصل في المشاركة مثل الدورات الآسيوية اللي يُعتبر أولمبياد مُصغَّر بالنسبة لآسيا، عدم الاحتكاك والمشاركة أثر على مستوى الرياضيين العراقيين، يعني طموح أي.. أي رياضي عراقي بعيداً عن التدربيات أن تكون إله مشاركات وأن تكون إلُه منافسة، المنافسة الحقيقية يجب أن يكون إلها إعداد جيد، لذلك عدم المشاركة يمكن قتل طموح كثير من الرياضيين واختفوا رياضيين كثيرين خلال هذه الفترة الزمنية من تسعين لحد الآن، منعت تواصلهم، يعني آخر دورة هي 86 يمكن حقق بها العراق كثير من الإنجازات سنة 86 و 82 في مجالات كثيرة وفي ألعاب كثيرة يمكن من بداية تسعين، تسعين كان فريقنا مستعد للمشاركة وقبل سفره يمكن في يوم واحد صدر القرار وألغوا مشاركة العراق رغم كان فريق القدم يمكن..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: نعم، أستاذ حسين، راح نكمل معك بعد..

حسين سعيد: في.. في الصين كان..

حيدر عبد الحق: نعم.. نعم.

[موجز الأخبار]


أسباب هبوط المستوى الرياضي العربي في بطولة بوسان

حيدر عبد الحق: شيخ خالد، يعني هل ما تحقق من نتائج عربية لحد الآن في دورة بوسان هل هي طبيعية أم نحن متشائمون أكثر من اللازم نقول هناك نتائج هزيلة للعرب نتائج ضعيفة، أم برأيك هي نتائج طبيعية لحد الآن على المقارنة بالمستوى الموجود في آسيا؟

خالد بن علي آل ثاني: أعتقد أن نسبياً النتائج طبيعية إذاً شفنا الرياضة العربية الآن والمكان اللي تقع فيه عالمياً وأرقام اللاعبين الشخصية الموجودة، فالنتائج طبيعية لأن هي ألقابهم من زمان، فإحنا بحاجة إلى قفزة كبيرة على أساس نغير هذا.. هذا الحال، بالنسبة لحق بعض اللعبات الأخرى اللي أعرفه مثلاً عن اللعبات في مثلاً قطر، فيه لعبات صار فيها إصابات، فيه لعبات الجماعية خلينا نعطي مثال، أوجدت القرعة أكثر من فريق عربي في مجموعة واحدة فخرج بعضهم، فهذا دليل على قوة الـ.. مثلاً الفريق القطري تعادل مع الفريق اللبناني في كرة القدم، فهذا إخراج عربي.. عربي، يعني في التأثير، ولكن أعتقد في.. في العموم أن حتى الآن ما شفنا يعني هبوط المقصود فيه الكبير عند نجم إحنا متوقعين إنه يعمل حاجة في.. في البطولة أو دولة كانت حققت إنجازات معينة..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: نعم، نعم، مثل كرة السلة يعني ناخد مثلاً كرة السلة كان فريق جيد في بطولة آسيا التي جرت في كوالالمبور في ماليزيا، حقق مركز ثالث، في بوسان خرج من الدور الأول!!

خالد بن علي آل ثاني: المنتخب القطري.

حيدر عبد الحق: نعم.

خالد بن علي آل ثاني: هذا فريق واحد، منتخب واحد مر بظروف معينة، يعني ما نقدر نعممها كتجربة، ولكن إحنا لو جينا للعدائين مثلاً، الأشياء اللي فيها أرقام، السباحين، العدائين الأشياء اللي تحديدها بالرقم، وشفنا إن الأرقام العربية نزلت عن البطولات السابقة هناك خلل كبير، وإذا شفنا إن الآخرين تقدموا بسرعة كبيرة فهو عندنا خلل في عدم مواكبة العصر بالسرعة الكافية، فلابد إن إحنا نعيد دراسة أوضاعنا بشكل سليم ونكون عندنا العزيمة القوية، نغير هذه الوضعية على أساس نطلع بالصورة المطلوبة.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً أستاذ زيد يعني لنقل أنه الصين واليابان وكوريا من أقوياء.. أقوياء آسيا، لكن أيضاً ظهرت في هذه الدورة، تايوان، فلبين، إندونيسيا، حققت نتائج أفضل من جميع الدول العربية المشاركة لحد الآن، برأيك هل يمكن أن نقارن أنفسنا بهذه الدول أم لا يحق لنا أن نقارن بهذه الدول؟

زيد خيامي: أنا ما بدي أختلف مع الشيخ خالد بالمرة، بس الوضع غير طبيعي إلا إذاً بده يقيس من 80 حتى الآن بيكون الوضع طبيعي، لأنه عملياً فيه تراجع عربي مخيف، ابتدى من أكثر من عشرين سنة هذا التراجع العربي والمؤسف الأكثر إنه فيه تراجع عربي وفيه.. فيه تطور عند الآخرين فيه تقدم ما إنه طبيعي، إذاً بدنا نحكي بالصين وباليابان وبكوريا، والآخرين كمان عمال يقدموا نحنا متوقفين يعني نحنا مش عمال نقدم، هلا هذا بيعود لأسباب عدة، يعني.. أنا إلى جانب الشغلات اللي كنا عمال نناقشها قبل الدخول للأستوديو، إلى جانب اللا استقرار في أكثر الدول العربية، إلى جانب الصراعات، إلى جانب الوضعية الاقتصادية، إلى جانب العدد السكاني، إلى جانب العلاقات العربية- العربية اللي بتعكس حالها على الوضع السياسي والوضع الاقتصادي وكل الأوضاع المرتبطة ببعضها، فيه وضع آخر بأعتقد بيشاركني فيه الشيخ خالد، المنافسات العربية-العربية اللي بكل أسف ولا مرة فيه منافسة عربية- عربية صحيحة، خاصة وقت اللي بتتنظم الدورات العربية أو البطولات العربية، نشعر إنه فيه خجل عربي من إنه منتخب عربي يخسر قدام منتخب عربي أو منتخب عربي يشارك ببطولة عربية ببلد ما بفريقه الأساسي أو بلاعبيه الأساسيين أو بقوته الأساسية كأنه إنه عار إنه يخسر هذا الفريق العربي أو المنتخب العربي من المنتخب العربي الآخر، بس كتير فخر إنه يخسر بآسيا من أي دولة أخرى أو يخسر ببلد آخر من أي بلد تاني، المنافسات العربية- العربية، حتى اللحظة اللي نحنا موجودين فيها ما إنها عم تاخد مداها أبداً، الاحتكاك العربي- العربي مفقود كلياً، وهذا إلى جانب كل اللي ذكرته عمال بينعكس على الرياضة العربية.

نقطة مهمة أيضاً: إنه العالم صار عم بيصنَّع رياضة، العالم صار عمال يؤسس بناء كامل بالعالم الرياضي، لأنه فيه عالم رياضي كبير، نحنا بهذا العالم -بكل صراحة- عمَّال بنشعر إنه نحنا مش عمال نؤسس ولا عمال بنزرع، لأنه لازم نزرع حتى نحصد، نحنا لا زرع ولا صناعة، عمال بنتعاطى مع الحدث باللحظة اللي فيها الحدث، يعني فيه بوسان الآن بنروح كلنا مثل ما ذكرت بالمقدمة إنه بنشارك وبعدها بنقول: بنشارك حتى نشارك حتى نرفع علم بلادنا، كأنه عَلَمْ بلادنا مش مرفوع، طب خلينا نرفع مستوانا إلى جانب علم بلادنا، خلينا نؤسس لهذا المشاركات، خلينا نعد ونحضر حالنا لهذه المشاركات حتى ما نكون ضيوف، وفيه ألعاب ممكن نشارك فيها ما نحقق فيها نتائج لازم نشارك حتى نحتك، بس مفترض نركز، كل دولة ببعض الأماكن أو الألعاب اللي مفترض إنه نحنا نحقق فيها نجاحات وإنجازات، لأنه قبل عشرين سنة لما كانت تصير الألعاب الآسيوية نحنا كان وضعنا أفضل بكثير من الوضع الحالي، غيرنا قدم نحنا عم نتراجع.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني أيضاً شيخ خالد يمكن تتفق مع.. ها المرة مع الأستاذ زيد، لكن يعني الرياضة هي انعكاس لواقعها لواقع المجتمع الذي تنطلق منه، برأيك واقعنا العربي يعني خلينا نتفق عليه واقع ضعيف واقع مهزوز، فلذلك أصبحت رياضتنا ضعيفة ومهزوزة، هل هذا تتفق معي؟

خالد بن علي آل ثاني: والله أتفق معاك في الموضوع هذا، لكن أحب إني أزيد فيه حاجة، إن إحنا الآن عندنا.. صحيح إن الواقع العربي ضعيف اقتصادياً، ثقافياً، تكنولوجيا، الإمكانات، الطاقات البشرية على الإنتاج والإبداع، الأنظمة.. الأمور غير منظمة بالشكل الكافي، كي ياخد كل شخص حقه، ولكن هناك أمور مهمة جداً، أهم من هاي كلها، الشيء المهم إحنا في العالم العربي ما عندنا إيمان بالرياضة حقيقي، إحنا عندنا تقليد في الرياضة، إحنا شفنا الناس تلعب كرة قدم وتعمل بطولات رحنا نشارك معاهم، عندهم أندية عملنا أندية، لكن الهدف الأساسي السامي اللي نجَّح اللجنة الأولمبية الدولية ورجح الرياضة عامة، إحنا ما شفناه ولا درسناه، إحنا كل الدول العربية عم تفكر مثل الآن ما تتفضل في.. في بوسان..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: لكن هنا يعني.. يعني شيخ خالد يعني إنجلترا اخترعت كرة القدم، لكن البرازيل فاز بكأس العالم خمس مرات…

خالد بن علي آل ثاني: أنا لا أقصد هذا الشيء أنا أقصد التقليد إن إحنا يجب أولاً إن المواطن العربي الأب يؤمن بدور الرياضة للمجتمع في تنمية المجتمع وليس دور الرياضة فقط هو إحراز ميدالية…

زيد خيامي [مقاطعاً]: بناء المجتمع الرياضي…

خالد بن علي آل ثاني: بناء لأ.. وتنمية الفرد، الفرد الآن.. لماذا هي الرياضة؟ لو سألنا أنفسنا: لماذا نلعب رياضة؟ هل إحنا نلعب علشان نقول الدولة الفلانية فازت على الدولة الفلانية، أو النادي الفلاني فاز على النادي الفلاني فقط؟ إذا خدناها بهذا التجريد، فإذن هي هذه هي ما.. أعتقد ما تستاهل الواحد يتعب فيها.

حيدر عبد الحق: نعم، نتكلم على رياضة منافسة، يعني رياضة دول، أنا مشارك بدولة أخرى..

خالد بن علي آل ثاني: أنت.. أنت الآن.. لكن لازم..

حيدر عبد الحق: أجري منافسة مثلاً من أجل إنجاز.

خالد بن علي آل ثاني: لازم تبدي.. لازم تبدي خطوة.. خطوة، إذا أنا الأب.. إذا الأب اقتنع أن ابنه أو بنته يجب أن تمارس الرياضة في مراحلها السنية الأولى لأجل استكمال تكوين.. التكوين الشخصي للإنسان، اللي يفقدها في المدرسة، لأن حياة المدرسة والدراسة تختلف عن حياة الرياضة، حياة الرياضة حياة اجتماعية تكمِّل شخصية.. تكوين شخصية الفرد، فإذا آمن الأب بالرياضة أنها مفيدة لابنه، وحثه على الرياضة وهو صغير واهتم فيه، أعطى فرصة كبيرة لهذا الطفل إنه يخرج رياضي متميز من جميع النواحي، من الناحية الشخصية، يختلف إذا كانت.. إلى أو للـ.. الآن مهملة في هذا الموضوع، الآن وجدنا إن هناك اهتمام الآباء في بعض الدول العربية لبعض الرياضات اللي أصبح فيها احتراف فيها بعض الأموال، إنه يريد ولده إنه يحصل..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني شيخ خالد، خلينا من.. من المحيط الضيق إلى المحيط الكبير الدولة، يعني الدولة عندما تهتم برياضة معينة مثل قطر، اهتمت بألعاب القوى حققت إنجازات، حققت ميداليات ذهبية في آسيا، أيضاً في.. كأس العالم للشباب، السعودية اهتمت في ألعاب القوى، حققت إنجازات في أولمبياد سيدني وكذلك في..

خالد بن علي آل ثاني: صحيح.. صحيح.

حيدر عبد الحق: البطولات المختلفة، الجائزة الكبرى، فإذن هناك يعني تفكير إذا تهتم في رياضة معينة ممكن تحقق إنجاز فيها.

خالد بن علي آل ثاني: ممكن، لكن الفرق إنك تحقق.. كم تقدر تتقدم، أنت بأي طريقة كانت مثل البناء، أنت ممكن تبني البناء بالخطأ ويطلع معاك، لكن أساس أصل إلى مراحل بعيدة في البناء لازم أفكر ما بعد هذا الشيء، فإحنا تقدمنا في الدول العربية لما بدينا في الرياضة وحققنا إنجازات وحققنا ميداليات على.. على آسيا لكن بعد فترة وجدنا نفسنا ما نقدر..

حيدر عبد الحق: متراجعين نعم..

خالد بن علي آل ثاني: ما نقدر، لأن الأساس..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني اللي كنا نحقق عليهم إنجازات جيدة أصبحوا يحققوا علينا إنجازات.

خالد بن علي آل ثاني: لأن الأساس.. الأساس اللي إحنا ماشيين عليه غير سليم، إحنا لو ماشيين على أساس سليم فيه رياضة جيدة في المدارس، فيه إمكانات توفر للأطفال، فيه اهتمام من العائلة، فيه تثقيف للإنسان الرياضي، فيه تثقيف للعائلة الرياضية، كذلك –مثل ما قال الأستاذ زيد- هناك أمور أخرى مهمة، لما نطلع المرحلة الأخرى أنا أتكلم في القاعدة البسيطة وهي الإنسان، الطفل علشان يطلع رياضي جيد، الآن نطلع بعدين، مرحلة أخرى المنافسات، يجب أن تكون المنافسات على مستوى مميز، العالم العربي يحتاج إلى لقاءات بين الدول، المشكلة الموجودة الآن في الاتحاد الرياضي العربي منذ تأسس وعندنا كذلك مجلس التعاون الخليجي..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: الاتحاد الرياضي للألعاب الرياضية نعم، الاتحاد العربي للألعاب الرياضية نعم.

خالد بن علي آل ثاني: الاتحاد العربي للألعاب الرياضية يحاول يتصارع مع المشكلة الاقتصادية للبطولات، وليس المشكلة الفنية للبطولات، فالبطولات تُعمل بطريقة التجمع على أساس يجي الفريق يلعب خمس ست مباريات في.. على كأس العرب مثلاً أو في.. في البطولة العربية وينصرف، هذا ما فيه وقت للمدرب يعد الفريق أو يجهز اللاعب أو يتكوَّن، إذا كنت أبغيها بطولات تكوين يجب أن تكون فيها مسابقات الذهاب والإياب، والمسابقات المتكررة، يعني إذا كانت لعبة جماعية يجب يكون هناك ذهاب والإياب يلعب الفريق يسافر إلى الدولة العربية الأخرى، يلعب بعد أسبوعين أو ثلاثة يصلح أوضاعه المدرب، يعدل على أساس يكون هناك تطوير، وها اللي يطور الرياضة، يعني في أوروبا دوري المحترفين تطور..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني بطريقة أو بأخرى هل نستفيد من تجاربنا؟ يعني إحنا شاركنا يمكن نشرك أيضاً يعني أستاذ زيد، في آسياد بانكوك 98 حققنا نتائج معينة، كم ذهبية، كم فضية، كم برونزية، هل قيمنا هذه التجربة؟ هل استطعنا أن نهيئ أنفسنا بعد أربع سنوات في بوسان حتى نكون في مستوى الإنجاز الأفضل من بانكوك، أم نبدأ من.. في بوسان نبحث عن الاستعداد للدوحة 2006.

زيد خيامي: دا اللي كان في كلام الشيخ خالد لأنه كان عم بيحكي بنفس هذه النقطة، نحنا ما عم نقدر نستفيد، لأنه أساساً نحنا عمال.. مش عمال نستعد لحتى نقدر نستفيد..

حيدر عبد الحق: أكثر الفرق العربية المشاركة كانت استعدت لمدة سنوات.


مسؤولية الحكومات والشعوب تجاه الرياضة

زيد خيامي: يعني استعداداً ما إنه مبني على أسس، أنا بدي أحكي بنقطة نحنا يجب أن نكون مجتمع رياضي وأنت كنت عمال بتحكي فيها مع الشيخ خالد وكان مستمر فيها، المجتمع الرياضي يعني يجب أن ينبثق هذا المجتمع من مجتمع الدولة، يعني الدولة هي اللي بدها تبني هذا المجتمع الرياضي، اليوم إذا بتلاحظ أنت في أوروبا فيه مجتمع أوروبي مجتمع رياضي بيحقق نتائج وبيحقق إنجازات كبيرة، ليش؟ لأنه تكوَّن هذا المجتمع الرياضي عند هذا المجتمع. تكوَّن، اليوم بتروح أنت بأي بلد سواء كانت صغيرة أو كبيرة، البلدية بتقوم بالمنشآت الرياضية الكاملة والجميع يحق له أن يمارس الأنشطة الرياضية، الدولة تقوم في منشآت.. تقوم ببناء منشآت رياضية في مختلف المناطق وتعزز من وضعية الرياضي، الدولة أيضاً بتفرض في المناهج المدرسية المناهج الرياضية، لذلك هذا كله سوا بيساعد على بناء مجتمع رياضي، بيؤسس إلى مستقبل رياضي، أنا زرت ألمانيا من حوالي سنة تفاجئت إنه في.. إذاً فيه تلميذ بالألعاب الفردية مهم بيكتشفوه بيحولوه على مدرسة تانية، بيظل عمال بيأخذ كل دروسه، بس بيبلِّشوا بيعززوا له من قدراته الرياضية بيحضروه وهو بالمراحل الابتدائية للمستقبل حتى ليعمل نتايج، يعني بيصنعوه صناعة كاملة وأخيراً بيبعثوه على الألعاب الأولمبية بعدما يصنِّعوه هذه الصناعة، نحن بعالمنا العربي فيه ارتجال لحد الآن ما فيه تأسيس، التأسيس إله أسس، في المدارس هي أساس، في المنشآت الرياضية اللي بدها تنزرع بكل قرية، بكل مدينة، بكل بلدة، والدولة هي بدها تقوم بهذه المهمة حتى تبني هذا المجتمع الرياضي؟ هون بنصير نحنا نؤسس ونبني مستقبل وبنستفيد من هذه المشاركات بس هلا كمان، حتى أنا ما أكون عمال أبالغ كتير، بتقول لي طب شو بنعمل ما بنشارك؟ كمان ما فينا ما نشارك، ما فينا ما نشارك، لازم نشارك..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني هو إذن هذا يعني يقودنا إلى سؤال.. نعم

زيد خيامي [مستأنفاً]: ما فينا ما نشارك لازم نشارك، بس بنفترض إنه نعيد النظر برياضتنا، كل دولة بدولتها تعيد النظر، المفترض- أؤكد على كلام الشيخ خالد- إنه المنافسات العربية يكون فيه إلها شأن كتير مهم، حتى نطلع على الدورات القارية أو الدولية نحنا محضرين ونحنا خاضعين لمنافسات قوية فيما بيننا بتأهلنا إنه نطلع على المنافسات العالمية…

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني المنافسات العربية يعني الله يعين الاتحادات التي تبحث عن روزنامة بين البطولات الآسيوية و.. يعني تكون آخر الاهتمامات هي المشاركة في البطولة العالمية، أهم المشاركات هي البطولة العربية البطولة الآسيوية.. نعم

زيد خيامي: إذا.. بس عفواً شيخ خالد..

خالد بن علي آل ثاني: أنا ممكن مداخلة هنا، نعم..

زيد خيامي: بس.. بس شيخ خالد بدي أقول شغلة أنا بس، الدورة العربية الثامنة أقيمت في بيروت، أحد أسباب تراجعها أو إنه ما حققت شيء اقتصادياً لأنه غالبية الدول العربية المهمة بكرة القدم ما شاركت في هذه الدورة وفي كرة السلة، تعرف لو شاركوا مشاركة فعلية، نحنا في لبنان ما كنا خسرنا على الصعيد المادي أي مبلغ بتكاليف الدورة، حتى كأس العرب إذا كان بده يبحث الاتحاد العربي عن موازنات، لما بيكون فيه إله آلية تنظيمية صحيحة ومشاركة حقيقية ومنافسة قوية بتقديري إنه سوق الإعلام موجود.

حيدر عبد الحق: نعم.

خالد بن علي آل ثاني: أنا أعتقد إن إحنا دورنا الآن نتكلم في قناة (الجزيرة) في في هذا الجهاز المهم نصل لأكثر عدد ممكن من العرب، يجب أن نوصل صورة أو حلول للأمور، فأنا أعتقد هناك أشياء لازم تفهم بشكل أكبر، هي ماهية الرياضة، فإذا أصبحت الشعوب مهتمة وبتحب الرياضة تقدر الدول تبني، الآن فيه كثير من الدول لما تيجي تبني منشآت تجد عراقيل من المواطنين، في الدول المتقدمة الآن نجد أن المواطنين يتبرعون بالأراضي للدولة لإقامة المنشأة، ولا.. ولا تستدعي الدولة لشراء الأرض لإقامة المنشأة، فإذا كان الشعب غير مؤمن وغير مثقف رياضياً بشكل جيد، فكيف إننا نتوقع من أبنائه يطلعوا رياضيين مميزين؟ هذه نقطة مهمة.

حيدر عبد الحق: نعم.

خالد بن علي آل ثاني: النقطة الثانية: الرياضة عادة مثلاً الآن تسألني عن الآسياد والأولمبياد وكأس العالم والنتائج اللي فيها، الرياضة هي حلقة دائرة مثل عجلة وليست هرم، التدريس العربي، كنا طول عمرنا ندرس إن الرياضة هرم، قاعدة عريضة إلى أن يصل إلى لاعب المنتخب، أو اللاعب اللي على القمة يعني.. عندك عدد كبير من الأطفال، وتعمل.. لكن هي مش هرم، هي.. هي حلقة كاملة، النجم بيجيب القاعدة، والقاعدة تخلق النجم، شدة قوة المنافسات وجمالها يخلق الإيراد، الإيراد يخلق الإمكانيات، فكلها حلقة متكاملة، ما يمكن الحلقة هذه مثل ما تحاول كثير من الاتحادات العربية والدول إنها تقطعها فتأخذ فريق ما وهذا الفريق أو هذا العدد من الـ 20 لاعب أنا أعدهم لكأس العالم الفلاني،… قلت أنا أريد أن أعد فريق لكأس العالم، فريق ما وليس هذه المجموعة، التركيز على مجموعة، التركيز على فرد، على نجم واحد مداه قصير، قد يحقق شيء أو قد لا يحققه أو حتى في الألعاب الفردية لو عمل حاجة نجد فيما بعد نجد الرديف ونجد المنافس، لأن أنت ما قدرت، عندي فلان نجم عداء أرقامه قوية وأنا بأعد له إمكانيات كثيرة في البلد على أساس يكون فيه أكثر من شخص، يقول: لأ.. هذا اللي عنده هو أحسن واحد في البلد، فأركز عليه حتى يستهلك، وبعد ما يستهلك أجد فراغ، لأنه مبدأ…

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: نعم، يعني أنا.. يعني تقريباً هي الرياضة أيضاً يعني الآن تستهلك كثير من النفقات الحكومية، وبالتالي يعني تؤثر حتى على يعني على كثير من المجالات الأخرى وعلى.. برغم ذلك لا تحقق الإنجازات.

خالد بن علي آل ثاني: لذلك يجب أن تكون مساهمات إضافية، لأ، لذلك يجب أن تكون مساهمة، لأنها غير كافية أنت إزاي.. بأي عمل عملته منتقص غير كافي، فلا.. لا تدفع حاجة في شيء ما تكمله، يا تكمله أو لا تسويه، إحنا عملنا الشيء الآن يجب أن نكمله، بس لازم كذلك إن الآخرين يهتمون، الجماهير والشعب تهتم، أنا أعطيك مثال بسيط الآن، حتى القدرات المالية عندنا ضعيفة في العالم العربي، يعني إذا أخذنا أكبر نقاش أثير في الفترة السابقة على كأس العالم والفضائيات، يعني الجمهور العربي ليس عنده القدرة المادية إنه يدفع عشان يشوف المباراة، بس الجمهور الأوروبي اللي عنده مستوى عالي مثلاً في كرة القدم، يروح يدفع على المباراة 50 دولار و60 دولار تذكرة أو أكثر، فكيف أنا أريد أجيب بطولة، وتذكره بهذا الشيء؟ ناخد في سباقات الـFormula 1 وأنا أعطيك كمثال… مبروك الإخوان في البحرين بيقيمون الـ..

حيدر عبد الحق: سباق Formula 1 2004

خالد بن علي آل ثاني: الـ Formula، في Formula 1 تذاكرها تتراوح بين 220 لـ 170 دولار للشخص، هل فيه حد عندنا في العالم العربي يعني يدفع مثل هذا الثمن؟!

حيدر عبد الحق: نعم ملاعب مجانية، الدخول مجاني والملاعب فاضية.

خالد بن علي آل ثاني: إحنا هذه المشكلة إذا أنت.. إذا الجمهور مش راضي حتى يدفع عشان يدعم فريقه أو ناديه، فكيف تتوقع.

حيدر عبد الحق: لا توجد منافسة.. لا توجد مستوى يعني أنت أوجد المستوى تجد.. تجد الجمهور.

خالد بن علي آل ثاني: أه وصلنا.. وصلنا، عليك نور، أحب أوصل لك للحتة هذه، على أساس الوقت ونوصل بسرعة إلى النقاط، بندخل بعدها في قضية هو عدم وجود المصاري وقضية الاحتراف.

حيدر عبد الحق: نعم، لا يوجد احتراف تقريباً في معظم دولنا العربية.

خالد بن علي آل ثاني: عشان يكون فيه احتراف..

حيدر عبد الحق: وبالتالي لا.. لا نحقق الإنجازات.

خالد بن علي آل ثاني: على أساس تعمل احتراف، على أساس محدد الاحتراف، تعمل الاحتراف لازم يكون عندك مستوى، لأن الاحتراف أو اللاعب المحترف بصيغة في اللغة العربية هو صاحب الحرفة، وصاحب الحرفة هو اللي عنده منتج، تقبل الناس على شرائه، فإذا كان اللاعب هذا مستواه هابط، وما عنده من الإمكانية الناس تلبس الفانلة اللي اسمه عليها، أو تهتم فيه، فكيف هذا اللاعب يصبح لاعب محترف؟! كيف أنا أقول إني أعمل احتراف؟ هذا ليس محترف هذا ممتهن.. مهنة.

حيدر عبد الحق: طب كيف.. كيف نوجد الاحتراف إذا كانت الرياضة معتمدة اعتماداً كلياً على الحكومات يعني الحكومات تعمل إيه؟!

خالد بن علي آل ثاني: أرفع المستوى أولاً، هي جزء وجزء مهم، يعني كيف التربية والتعليم والصحة.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني خلينا ندخل معنا أيضاً الكابتن حسين سعيد من.. من بغداد، يعني اعتماد الرياضة العربية على الدولة وبالتالي الإنفاق يكون على الرياضة من خلال الدولة، إذا كانت الدولة مهتمة رياضياً ستكون هناك رياضة إذا لم تكن مهتمة رياضياً لن تكون هناك رياضة بالتأكيد، وبالتالي تؤثر على الإنجاز والمشاركات التنافسية بالنسبة للفرق الخارجية.

حسين سعيد: أكيد هي الرياضة يعني مسؤولية الجميع، يعني الإخوان ذكروا المعوقات اللي تواجه الرياضة العربية وهي كلها صحيحة، ومن ثم كيفية وجود الحلول الصحيحة للأخذ بها وتصحيح مسيرتها، يعني المفروض هناك دراسة إلى كيفية النهوض بالواقع الرياضي العربي، تعرف القاعدة الأساسية للرياضة هي المدارس والأندية، فيجب أن يكون تدخل من أعلى المستويات في مجال الرياضة من أجل صناعة الأبطال، يعني الدول المتقدمة في مجال الرياضة خططت لعدد من السنوات ومن ثم يعني حصدت نتيجة عملها وتخطيطها السليم، فيتطلب تدخل.. تدخل من كل الجهات يعني ما.. ما تقدر مؤسسة رياضية واحدة أن تصنع لك الأبطال وبتقوم بواجبها على أتم شكل من أجل تطور رياضتها، يجب أن تتدخل كل المؤسسات الأخرى يعني، وزارات التربية، وزارات الصحة التعليم، الأمور كلها مثل ما تطرق الأخ زيد بأنه هناك مدارس للموهوبين الرياضيين، وهناك كثير من الحلول اللي ممكن أن ننهض برياضتنا، مثل ما شوفنا اليابان وكوريا الجنوبية في كأس العالم الأخيرة في كرة القدم، يعني قبل يمكن كنا الدول العربية كلها إحنا متقدمين عنها، حالياً الدول العربية أسلمت نفسها بأنه كوريا واليابان هي في المستوى العالي ومن ثم نجد إلنا مقعد آخر نتنافس بيه مع الصين من أجل ضمان مقعد للدول العربية، فهاي الموضوع يعني يجرنا إلى كثير من الأمور، واقعنا العربي ما يسمح حالياً بمسألة صناعة الأبطال ومواكبة التطور اللي بتكون في الدول المتقدمة، مثل ما ذكرت –جنابك- اليابان وكوريا والصين.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً مشاهدينا نشرك معنا شورش محمد من سويسرا، تفضل يا أخ شورش.

شورش محمد: السلام عليكم.

حيدر عبد الحق: وعليكم السلام.

شورش محمد: تحية إليكم وتحية للضيوف وتحية للكابتن حسين سعيد، أبو عمر.

حيدر عبد الحق: أهلاً أخ شورش.

شورش محمد: وأوضح إلى كم نقطة يعني برأيي رجوع الرياضة العربية بالنسبة لدورة بوسان الآسيوية، أول شيء عدم ترابط العلاقة بين الدول العربية في مجال الرياضة، ثاني شيء عدم اهتمام بالألعاب الغير الشعبية مثل غير كرة القدم، ما عندنا الاهتمام بالمصارعة والاسكواش، خلينا نقول، أو غير باقي اللعبات، أو عدم قبول الخسارة الفريق العربي مع الفريق العربي، وبالعكس، يعني مقبول برحابة الصدر مع خسارة مع الفريق الآسيوي غير العربي كما قال الأستاذ أبو زيد، والرياضة العربية فقط الإعلام، والمستوى متذبذب على جميع الأنواع الألعاب الرياضية لدى العرب، وعدم الاستفادة من التجارب السابقة وباقي الدورات السابقة يعني مستوى الفرق العربية أفضل كما كان أتى عليه حالياً، ويعني –برأيي يعني- الظاهر يعني كم نقطة هاي، ومع الشكر حتى ما أخذ الوقت منكم.

حيدر عبد الحق: إذن أخ شورش، شكراً يا أخ شورش، أيضاً يعني آثار بعض النقاط المهمة شورش يعني في.. في ظل موضوعنا أنه اهتمام كبير بألعاب معينة، ألعاب تترك، ومن ثم نريد نحقق إنجازات في كل الألعاب.

زيد الخيامي: أنا بدي الحقيقة، حتى نحط إيدنا على الجرح ونستفيد.

أول شيء الرياضة العربية يجب أن تنقى من عملية المظاهر والزخرفة والبهرجة، والدعاية والإعلام الغير مبرر.

اثنين: يجب أن ننظم أمرنا في موضوع الرياضة، لأن الرياضة العربية غير منظمة، حقيقة إنه فيها مراكز قوى كثيرة وكثيرة جداً وهي عمالة تحركها، كيف ممكن لمنتخب إذا بدنا نجيب مدرب ليدرب هذا المنتخب بعد أسابيع أو بعد أشهر قليلة إذا خسر مباراة نقول له فِل على البيت؟! يعني دليل إن نحن نتحرك مع الأزمة أو على الصدمة، مش عمال نخطط صح، رياضتنا العربية بحاجة إلى إعادة نظر شاملة وكاملة، وأنا أدعو من هذا المنبر الاتحاد العربي للألعاب الرياضية أن يعقد جلسة مع كل الدول العربية، يعني مع كل اللجان الأولمبية العربية ويكون هذه الجلسة محورها على مدار يومين أو ثلاثة كيفية النهوض بالرياضة العربية وكيفية..

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: أعتقد –حسب علمي- أنه هذه الجلسات عقدت لكيفية تطوير الرياضة العربية، كيفية…

زيد الخيامي: عقدت.. عقدت.. عقدت وبصراحة وبصراحة كانت عبارة عن جلسات لقاءات وخطابات ما انوضع فيها أسس فعلية بتنهض بالرياضة العربية، النهوض بالرياضة العربية مش موضوع كلامي بقدر ما بناء مؤسسات ووضع خطة، مطالبين نحن بتنفيذها ومسؤولين عن تحقيقها خلال فترة معينة.

حيدر عبد الحق: يعني.. نعم، يعني تتفق معي أستاذ زيد إنه نحن نتكلم كثيراً ونفعل قليلاً على مستوى الرياضة أنا أتكلم؟

زيد خيامي: حتى.. حتى الآن في كل الأمور، نحن نتكلم كثيراً ونفعل قليلاً، وهاي أنا بواقعنا العربي شوفنا إحنا وينَّا.. بأي واقع نحن.. نحن عمال نعيش، أسوأ الظروف اليوم نتيجة أنه نحن نتكلم.

خالد بن علي آل ثاني: خلينا في الرياضة.

زيد خيامي: نتكلم كثيراً.

حيدر عبد الحق: نعم في الرياضة نعم.

زيد خيامي: ونفعل قليلاً، وبكل أسف ليش وضعنا الاقتصادي على مستوانا كدول عربية، وين السوق العربي الاقتصادي ممنوع؟! ممنوع السوق الأوروبي الاقتصادي.. مسموح السوق الأوروبي الاقتصادي، بس ممنوع السوق العربي الاقتصادي؟! ممنوع..

حيدر عبد الحق: نعم حتى الاتحاد الرياضي يعني حتى فيه لاعب في أوروبا يلعب في كل دول أوروبا..

زيد خيامي: في كل دول أوروبا.

حيدر عبد الحق: لأنه أوروبي أما في الدول العربية يعتبر لاعب أجنبي!

زيد خيامي: طبعاً نحن.. نحن في عالمنا العربي ما فيه أبداً حتى تعاون رياضي ما فيه، نحن بنخجل أحياناً أن نتبارى فيما بيننا كعرب لأنه ما بيجوز يعني إنه أنا لبنان أخسر قدام قطر مش معقول، ما بأقبلها، بس أنا بأخسر قدام أي دولة أخرى ما فيه مشكل، بس قدام قطر أنا مش لازم أخسر! لأنه كرامتي العربية ما بتسمح لي أنه أخسر قدام قطر، بس بتسمح لي أن أخسر في أي مكان آخر!

حيدر عبد الحق: فلذلك.. فلذلك نشوف البطولات العربية تشارك بفرق ناشئين بفرق..

زيد خيامي: طبعاً في الدورة العربية الثامنة عانينا الأمرين بالمشاركات، نحن كنا موقعين عقد بـ 3 ملايين دولار إعلانات، تعرف عندما لم تشارك مصر والسعودية والجزائر والإمارات في منتخبات كرة القدم، انخفض المبلغ إلى مليون دولار، من 3 ملايين دولار إلى مليون دولار.

حيدر عبد الحق: وهذا يؤثر على تقريباً على تنظيمكم المستقبلي للبطولات.

زيد ختامي: طبعاً.

حيدر عبد الحق: والتفكير في تنظيم بطولات أصلاً إذا كانت لا تحقق النجاحات.

زيد خيامي: أكثر.. أكثر من هيك.. أكثر من هيك (………) حتى في.. في تنظيماتنا للدورات العربية، بنلاحظ إنه نحن لما بننظم الدورات المطالب كثيرة، من بعضنا، بنطلب كثير، يعني بدنا كل الإمكانيات تنحط بخدمتنا، من سيارات ومن إقامة ومن..، إنما بأشوف لما بنشارك في دورات دولية وبنروح على أي دولة أخرى نحن نلتزم ونقف بالصف، وننتظر في كل شيء، اللوائح لما بننظم أي دورة عربية اللوائح تصل مع الوفود، بينما لما بنشارك في دورات قارية أو دولية تصل اللوائح حسب المواعيد المحددة وبشكل منظم، إذاً نحن فيما بيننا ما بده يكون فيه تنظيم لأمرنا، على المستوى الرياضي وعلى المستوى التأسيسي للحياة الرياضية في المجتمعات.

حيدر عبد الحق: نحن ذكرناها يا أستاذ زيد.

زيد خيامي: فكيف ممكن أن..

حيدر عبد الحق: يعني الرياضة انعكاس للواقع أيضاً.

خالد بن علي آل ثاني: آه،ولكن.

حيدر عبد الحق: شيخ، بس مضطرين لأنه هاتف على.. صار له كثيراً، الأخ عامر علواني من سوريا تفضل.

عامر علواني: احترامي أستاذ حيدر.

حيدر عبد الحق: يا هلا مرحباً أخ عامر.

عامر علواني: وإلى كل الجالسين معك، وإلى الإخوة الكرام.

حيدر عبد الحق: شكراً لك..

عامر علواني: وإلى السيد المحترم الشيخ خالد آل ثاني اللي.. اللي علمنا من كلامه وحديثه الشيق بيذكرنا بكلام العربي بيقول "وجه الكريم خصيب"، أخي الكريم أستاذ حيدر، أرجو إنه تستوعبني شوية معلش، أنا فيه عندي مقالة بعنوان.. مقالة تتعلق بكرة القدم هي الخطوة الأولى بالانطلاق إلى كل البطولات العالمية، دقيقتين ونص.

حيدر عبد الحق: يعني أفكارها بس باختصار، وأفكار المقالة هذه، ليش المقالة كلها؟ أفكارها بماذا تنطلق..

عامر علواني: بس دقيقتين ونصف يا أستاذ، يا أستاذ حيدر فيه إمكانية؟

حيدر عبد الحق: يعني بس أفكارك اللي يعني إلى واضحة في هذه المقالة وليس المقالة جميعها.

عامر علواني: دقيقتين ونص، أنت بتسمح لي بدقيقتين ونص، أعطيني بس دقيقتين ونص راح أبدأ فيها.

حيدر عبد الحق: نعم.

عامر علواني: طيب. مخطئ يا إخواني الكرام من يعتقد ويتصور بأن الذي يطور كرة القدم هو الاحتراف، لا أبداً الغربيون ماديون وينظرون إلى الحياة من منطلق مادي، إن الذي يطور كرة القدم هو الحب والولاء لها، الحب الذي ليس له حدود، والذي أعطى كلاً من (بيليه) ورفيق دربه (جاريتشات) وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، ترى ما الذي جعل منتخب البرازيل يهزم منتخب إيطاليا في عام 1970 بأربعة أهداف مقابل هدف واحد؟ إنه الحب والولاء للكرة البرازيلية، ما الذي جعل منتخب البرازيل يهزم منتخب ألمانيا الغربية (بمونتو فيديو) بعام 1981 بأربعة أهداف مقابل هدف واحد؟ إنه الحب والولاء للكرة البرازيلية.

الكرة الألمانية التي قال عنها (تيلي سانتانا) بأنها كرة عملاقة وهي لا تسقط هويتها التكتيكية، ما الذي جعل منتخب سوريا يتعادل أمام العراق في عام 1966 وفي قلب بغداد؟ إنه الحب والولاء للكرة السورية، هذا الحب والولاء الذي أعطى كلاً من أواديس وآجوب ووائل عقاد وأحمد عليان وحافظ أبو لبادي ومروان الإتربي، ولطفي كركوتلي وجوزيف شهرشتان وجور مختار، هؤلاء الأبطال الشجعان الذين كانت عندهم القدرة والإمكانية في اختراق أقوى خط دفاع في العالم، اللي لازم يطور كرة القدم، كلمة أخيرة.. كلمة أخيرة.

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: يعني يا أخ عامر أعتقد يعني واضحة الأمور يعني مقالتك واضحة والأفكار واضحة أنه هناك نقص في الولاء، الولاء هو الذي يحقق النتائج الجيدة، وسنكون أيضاً مع هذا الموضوع مشاهدينا الكرام بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

حيدر عبد الحق: أيضاً نبقى مع بعض المشاركات التي وصلت عبر شبكة الإنترنت، موقع (الجزيرة نت) سامر أبو سنينة من الأردن يذكر، هل الأجواء السياسية في العالم العربي أثر على معنويات اللاعبين، مما يؤدي على حصولهم على نتائج سئية؟ وشكراً.

أيضاً هناك عن السلام الباشير، من.. طالب من ليبيا يقول: المشاركة العربية في آسياد بوسان تعتبر مشاركة متواضعة، وكأنهم ذاهبين إجازة بكوريا، لا ليست مشاركة وأصلاً يعتبر حلم كل رياضي عربي أن يقلد بميدالية، وفي الوقت الحالي نراه صعب المنال.

أيضاً محمد، لم يذكر من أي دولة: مشاركات العرب غير مجدية، لأنها تكون عبارة عن منظرة في.. في الفراغ، ومصالح يسعى لها رؤساء البعثات الرياضية من أجل المخصصات، لذلك لن ينجحوا أبداً ما لم يتم إحياء روح الوطنية فيهم.

إذن الولاء وروح الوطنية التي ذكرها المشاهد علواني من سوريا، هل هذا يمكن أن نزرعه داخل الرياضي، أم هو مكتسب من داخل الرياضي ليحقق نتائج جيدة، يعني ما دور المدرب؟

زيد خيامي: هذا ضروري.

حيدر عبد الحق: ما دور الدولة نفسها عندما تريد من الرياضي أن يحقق نتيجة، والرياضي لا.. لا.. يعني يكون لديه هذا الاستعداد لتحقيق هذه النتيجة؟ من يكون المسؤول عن الولاء داخل الرياضة؟


الولاء والانتماء وأهميتهما لدى الرياضي

زيد خيامي: لأ، الولاء.. الولاء شيء أساسي لأنه لا يمكن لواحد إنه بدون إيمان، وبدون ولاء إنه يقدر يعمل شيء، بس مش هو كل شيء، يعني الولاء والإيمان بالنادي أو بالمنتخب أو بالبلد أساس.. شرط إنه يتكمل هذا الأساس، مش نقف عنده، يعني نحن فيه.. فيه قول إنه مرق الإمام علي بن أبي طالب على امرأة لقاها عمالة بتبكي، قال لها شو بك؟ قالت له ناقتي مريضة، عم تدعي إنه تُشفى.. تُشفى الناقة، قال لها أضيفي إلى دعائك قليل من القطران" يعني، إنه.. إنه دعاء مليح بس إنه شوية دواء يعني، من شان تطيب، والولاء مهم، والإيمان ضروري بالبلد، وما بيقدر الواحد ينطلق إذا ما انطلق من هذه المنطلقات، بس إنه مفترض فيه أمور ثانية، هي موضوع الإعداد، موضوع التدريب، أما مين بيزرع هذه المسألة هي الإدارة، إدارة الفريق اللي عم بيقوده الفريق، مدرب الفريق، ومفترض أنا بأعرف إنه بأوروبا أو بدول أميركا فيه ناس اختصاصهم بهذا الموضوع، الموضوع النفسي، كيف ممكن يزرعوا الحماس عند اللاعبين، فيه..

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني نبقى في موضوع الولاء يا شيخ خالد.. ذكرت الاحتراف، هل الاحتراف مع الولاء، أم الولاء يكون مع.. ضد الاحتراف؟

خالد بن علي آل ثاني: أنا أحب.. لأ اللاعب المحترف المميز جداً، اللي يحصل إن الناس تدفع على أساس تشوفه، والأندية تتهافت عليه، هذا هو اللاعب المحترف، هو مثل المطرب المحترف يعني صار فيه تجارب سابقة وظفها المطربين، وظفها الممثلين، فطلعت مسلسلات هابطة، ويجب أن يكون نجم شباك على أساس الناس تدفع، هذا هو المحترف، نجم كرة قدم أو أي لعبة كانت نفس العملية، وإذا ما كان عنده ذاك المستوى المميز مش معقول الناس تدفع عنه، موجود حاجة عندنا الآن يمكن في الخليج شوية، أن شخصيات معينة تحب لاعب معين فتدفع له، فصار لا يمثل جمهور، يمثل رأي شخص واحد في اللاعب، حتى لو هبط مستواه يحبه، ولكن أحب أن آجي إلى نقطة ثانية، أعتقد إنها نقطة فاتتنا شوية في الكلام الآن، الأخ اللي اتصل من سوريا ما تكلم عن الوطنية والولاء في ها الناحية، هو تكلم عن حب كرة القدم، وكأنه يعطيك مثال كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى، إحنا بنتكلم على الرياضة عامة، إذا اللاعب أحب لعبته وتهيأت له الظروف إنه يحب لعبته وعشقها وصار نجم، النجم لا يصير بدون ما يكون يعشق لعبته، أنت عارف يعني صار لي 22 سنة أعمل مع رياضيين ولاعبين، وتعاملت مع نجوم كبار ومحترفين يتقبضون مبلغ مادي، فيعني شفت لاعب كرة قدم تقطع الرباط الصليبي عنده بالكامل وفي المستشفى قال: اعطوني كرة أحطها في حضني، وهو لاعب محترف، كان مستقبله ينتهي، يعني كان مستقبله ينتهي، في بداية عمره كان ما يرجع يلعب كرة، لكن ظل يحب كرة القدم، الحب مهم جداً إنه يُنمَّى عند الشخص، الآن ليش ما فيه عندنا حب عند كثير من لاعبينا؟ هذه..

حيدر عبد الحق: يعني نشاهد عندما يخسر تكون الأمور عنده عادية، كأنما غير مهتم، كأنما لم يخسر، كأنما. . هناك من يربت على كتفه هذه…

خالد بن علي آل ثاني: هذا.. أنا أقول لكما بصراحة هذا.. هذا وضع عربي مؤلم جداً، وأنا أحب أقول لك إياها بصراحة.

حيدر عبد الحق: شوف المحترف الأجنبي يكون دموع يسكب على خسارته لأشياء بسيطة يعني.

خالد بن علي آل ثاني: أنا أقول لك حاجة مهمة جداً، هذا أعتقد يمكن يعني يكون مؤلمة، لكنها الحقيقة، السلوك العربي عندنا سيئ مع الصغار ومع اللاعبين، مع الطلبة في المدارس، المدرس يشتم التلاميذ ويحقرهم، المدرب يحقر اللاعبين..

حيدر عبد الحق: هذا يضعف..

خالد بن علي آل ثاني: يضعف شخصيته، ويضعف إمكانيته، ويضعف حبه للمدرسة، وحبه للدراسة، إذا رحت إلى مدرسة أجنبية مدرسين على ثقافة وعلى مستوى تجده يكلم الولد الصغير كأنه رجل كبير، يعطيه ثقته في نفسه، لما نيجي للمدارس العربية نجد السب والشتم، ولسان المدرس أطول من لسان الباقيين كلهم، فلما آجي للرياضة إذا اللاعب الصغير حاول يتفنن، حاول يشوط كورة يضيعها، وبأقول لك.. المدرب يشتمه بأقذع الأشياء والجمهور كذلك، فكيف هذا اللاعب ينطلق؟ كيف يلعب؟ كيف يحب لعبته؟ يحبها لما يكون في النادي أو في الحارة يلعب، مجرد أدخله النادي وبييجي للمباراة، يروح المباراة يرجف، الآن ليش أبطالنا ما يحققوا نتائج في البطولات؟ بعضهم حتى نزلت أرقامهم، دائماً فيه التخويف من سوء النتائج، في البطولات العربية نخوفهم، ونخوف حتى اتحاداتهم، إن الويل والثبور إذا نزلت نتائجكم، وسوف يزال الاتحاد ويزال المدرب، واللاعب إذا نزل مستواه شيء قليل، أو أخطأ في كرة حُمِّل كارثة، هذا اللاعب يتدرب طول عمره على أساس يؤدي أداء جيد، وعندما يخطئ خطأ في كرة القدم ويحرز هدف على فريقه أو تمريرة، أو يضيع هدف يحمَّل حمل كبير، فهذا الشيء ما ينمي حب اللاعب للرياضة ولا ينمي شخصية اللاعب السليمة.

حيدر عبد الحق: ما هو هذا يقود إلى أنه هناك من المسؤول عن نفسية هذا اللاعب؟

خالد بن علي آل ثاني: هاي سلوكنا العام العربي.. هاي سلوكنا العام.

حيدر عبد الحق: من يعده نفسياً للدخول في المنافسات؟ هذا غير متوفر لدينا، يعني يمكن أستاذ زيد يمكن تتفق معي في هذه النقطة أنه اللاعب العربي يدخل في المنافسات وهو غير متهيئ نفسياً، فبالتالي يفقد التركيز، يفقد أشياء كثيرة، يعني بعد ما ينتهي السباق يرجع يلاقي لنفسه أنه ماذا فعل.

زيد خيامي: أنا متفق مع الشيخ خالد بالحب، لا يمكن أي شيء يعطي ثمار بدون حب، يعني حتى الشجرة إذا ما حبيتها ما بتثمر، حتى الأرض إذا ما حبيتها ما بتنتج، اللعبة بدك تحبها حتى تقدر تعطيها، يعني الحب عنصر من العناصر الداعمة لتقوية أي موضوع أنت عمال بتدخل فيه، بس هون حقيقة بدي أشير لنقطة لأنه أنا ما بأقدرش إني أتبناها في موضوع السلوك، يعني نحنا في لبنان بلدنا وبلد عربي، بالموضوع التربوي لأ نحن قاطعين شوط كثير مهم، يعني ما بأعتقد إنه فيه شتيمة بهذا الموضوع عندنا، بالموضوع التربوي لأنه أنا حتى أميز هذا الأستاذ أو المدرس لأنه إله قيمة كبيرة جداً عندنا وما.. ما بيوصل لها المستوى بكل مدارسنا ولا بأنديتنا لأنه موجهة بشكل تربوي وثقافي ورياضي بنفس الوقت، وبأعتقد بكل دولنا العربية هذا الأساس اللي هي منطلقة منه، بكل الحالات إنه موضوعنا نحنا على المستوى التربوي مفترض إنه نركز بمناهجنا التربوية على مادة الرياضة كأساس بين تلامذتنا، ويكون فيه مدربين فعليين، مثل ما فيه أستاذ للرياضيات والكيمياء يكون فيه أستاذ للرياضة كمان.

حيدر عبد الحق: نعم، يعني أيضاً بالتأكيد يعني هناك الاهتمام يكون من القاعدة حتى الوصول إلى القمة.

لكن أيضاً يعني أيضاً مع الأستاذ حسين سعيد في بغداد، اللاعب العربي هل يتقبل أن يكون نجماً ومشهوراً، وبالتالي يحافظ على إمكانياته أم أنه ربما هذه الشهرة لا تكون مبنية على أسس صحيحة، وبالتالي نفقد كثير من نجوم العرب لأنهم اشتهروا، وبالتالي هذا الشهرة تضيعهم؟

حسين سعيد: أكيد الولاء شيء ضروري وأساسي للرياضي، فلذلك اختيار الرياضيين في عمر سني مبكر يجب أن تتوفر ليه كل الإمكانيات الفنية والجسمية والذهنية والنفسية، لكي نحافظ على الرياضي، وما نخسر الجهد الكبير اللي تضيعه المؤسسة الرياضية أو تضيعه الدولة في إعداد هذا الرياضي، وبالتالي نخسره في تصرف معين وفي ساعات قليلة تخسر هذا الجهد الكبير اللي بنينا عليه الرياضيين، عندما يكون بناء الرياضي من وفق عمر زمني قصير أو صغير يجب أن يتوفر بيه كل الإمكانيات، وهناك مقاييس ومعايير لاختيار الرياضي في كل لعبة، على أن يكون الجانب النفسي من أهم الجوانب الذي يتم الاعتماد عليها في اختيار الرياضيين.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني أستاذ حسين، يعني الشهرة…

حسين سعيد: وعندنا نجوم إحنا –يا أخ حيدر- عندنا نجوم.. عندنا نجوم رياضيين في ألعاب القوى من المغرب والجزائر عالميين وصلوا إلى مرحلة، وظلوا محافظين عليها لفترة طويلة، يعني ما فقدوها بسهولة، قد يكون هو مثل ما نقول إحنا الغرور، الغرور هي نهاية اللاعب و.. وتقتل المواهب، لكن هذا عندما يكون اللاعب ثقته بنفسه كبيرة، وإعداده إعداد نفسي جيد من العائلة والمدرسة، يعني مو.. متربي مثلاً يم الشغالة، بحيث التربية العربية الأصيلة، والمفاهيم الإسلامية اللي تربى عليها هي يمكن تنهينا عن كل الأمور اللي.. اللي نقدر نفقدها، أو يتحلى بيها الرياضي.


مدى ضرورة الاهتمام بالرياضة على مستوى التخصص

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني أستاذ زيد، يعني في عالمنا العربي وفي رياضتنا لا يوجد لدينا نفس طويل في عملية الإعداد، يعني في كل بطولة نشارك فيها نخفق فيها، ومن ثم يكون الحديث عن هذا الإخفاق بسيطاً، ومن ثم الإعداد للبطولة القادمة، كأنما الذي حصل هو بسبب أشياء معينة، ونبدأ من جديد.

زيد خيامي: فيه موضوع نحنا ما تطرقنا لإله وإله علاقة، يعني المفترض صار نقنع نحنا بعالمنا إنه الرياضة مهنة، إذا ما بدنا نعترف إنه الرياضة مهنة واختصاص ما بنوصل لنتيجة، لذلك الرياضي ما عنده نفس طويل، لأنه هو لا يبني المستقبل من خلال الرياضة، يعني إذا واحد بيروح بيتخصص بالرياضيات أو بالطب أو بالهندسة فبالتالي هو يعيش من هذا الاختصاص، نحن المفترض نقتنع إنه فيه اختصاص اسمه رياضة، وهذا الرياضي بيقدر يتخصص بهذا المجال وبيقدر إنه يعيش، يعني أن تصبح مهنة معتمدة في عالمنا وفي مجتمعنا، وبالتالي هذا الرياضي بده يملك كل الحقوق الكاملة في العيش، مش رياضي.. الرياضي عندنا في.. في لبنان، بدي أضرب مثل أو في أي بلد عربي، لاعب كرة القدم قد ما كان مميز بس يصير عمره 30 سنة ويخلص من الملاعب شو بيعمل؟

حيدر عبد الحق: نعم، بينتهي.

زيد خيامي: ليس له أي مستقبل، أما في.. في غير أماكن بنلاقي إنه اللاعبين أكثرهم متعلمين وخريجين جامعات بيقدروا يعملوا ويرجعوا بعد اختصاصهم اللي هم مختصين فيه، سواءً كان طب أو هندسة أو ما شابه، بيقدروا يرجعوا يتخصصوا بمادة التدريب، وبيروحوا بيدربوا، ويعتمدوا من قبل الحكومة، ومن قبل الدولة والمؤسسات الموجودة.

نحن بدنا نعترف إنه هذه مهنة، وأنا بأؤكد لك إنه بيصير نفس طويل، والرياضي بيصير يتعب على حاله أكثر لأنه هو بده يصير يتطلع، مش بس هو عمال يعيش كلاعب، بده يصير يتطلع إنه كيف بده يعيش كمان فيما بعد كمربي، وكمدرب، وكمؤثر في حياة…

حيدر عبد الحق [مقاطعاً]: نعم هناك أيضاً نقطة الانضباط، الانضباط الرياضي، يعني هناك في دول معينة مثل الصين في اليابان هناك انضباط كامل.

زيد خيامي: هذه أنظمتها بتفرض هذا الانضباط، أما نحن أنظمتنا لأ ما عمال بتفرض هذا الانضباط.

حيدر عبد الحق: نعم، نحن لا نملك هذا في..

زيد خيامي: بس هذه دول بطبيعة أنظمتها، يعني حتى الاتحاد السوفيتي لما كان الاتحاد السوفيتي كان وضعه الرياضي أفضل من دول.. دول العالم لأنه..

حيدر عبد الحق: يعني لاعبنا العربي أو رياضينا العربي مدلل، يعني يمارس الرياضة ما يمارس الرياضة، يحضر التمرين ما يحضر التمرين، ما هناك من يحاسبه.

زيد خيامي: نحن العرب.. نحن.. نحن العرب.. نحن.. نحن العرب.. المشكلة عند اللاعب، المشكلة عندنا، نحن اللي عم ندلل، مش هو اللي عم يبتدلل، إن إحنا بالنهاية عمال بنعطيه أكثر من الحجم اللي هو فيه، لذلك عمال بنخسره، يعني عمال يصيبه الغرور، عمال بيقضي عليه هذا الغرور بالنهاية، نحنا فيه لاعبين عندنا في لبنان في كرة القدم بلشنا نحطهم قبال (رونالدو) و(مارادونا) يعني هذا اللاعب لما عم بيلاقي حاله إنه هو عم يتقارن مع مارادونا أو مع رونالدو بطَّل يحكي مع الناس، وبالتالي بطَّل ينزل على الملعب، لأنه مش.. مش سهل إنه ينزل على الملعب، وأخيراً بطل يلعب، فخسرناه وخسر نفسه.

حيدر عبد الحق: نعم، أيضاً يعني شيخ خالد، يعني.. يعني إحنا من خلال تدليلنا للاعب من خلال توفير جميع الإمكانيات له نقتل الطموح لديه.

زيد خيامي: دا مش توفير إمكانيات، هذا.. اتفضل عفواً شيخ خالد.

حيدر عبد الحق: فبالتأكيد يكون العملية إنه لا طموح لديه اللاعب عندما يأخذ ميدالية ذهبية ماذا تعني له ميدالية ذهبية؟

خالد بن علي آل ثاني: لأ ماعلهش.. ماعلهش، إحنا داهسين نروح بعيد ونيجي، خلينا نوصل لحل، أولاً لابد تكون هناك الإمكانيات لخلق اللاعب، من ملاعب قريبة من سكنه، من مواصلات، من مدربين، الإمكانيات أولاً توفر، لو توفرت هذه الإمكانيات، وبعدين نتكلم في النجوم ومشاكلهم، هذه الإمكانيات يجب أن تتوفر في الأساس، تكون النية صادقة، لأن الرياضة هي عنصر مهم لتكوين الإنسان والمجتمع، مثل التعليم ومثل الطب، إذاً اقتنعنا في ها المثلث هذا، أن المجتمع فيه التعليم وفيه الطب وفيه الرياضة لتكوين إنسان بدنياً، فهنا نقدر نوصل.

الشيء الثاني: إذا قلنا على المجتمع العربي واللاعب العربي المدلل، ما هو هذا بطبيعة العرب.. طبيعة العربي وما نقدر نلغيها، لازم نوجد لها الحلول، ولكن اللاعب العربي عندنا.. أعطيك مثال، فرق اللاعب العربي من اللاعب الياباني، من اللاعب الأوروبي، إحنا دائماً نتفاخر العرب إن إحنا عندنا حياة اجتماعية قوية، وفيه علاقات أسرية، فإحنا عندنا الفرد مهما كان إذا احتاج يبروح لأهله، عمه، خاله، أبوه، أقربائه، حيه، منطقته بيساعدونه، من الصعب إنه يموت من الجوع، أو إنه ما يلاقي له حد ونيس يأخذ بخاطره، فلو طرده المدرب، ومر على أي حد من عائلته بيدلِّلُه وبيمشي الحال عنده، بينما اللاعب اللي في.. في الدول المتقدمة، اللي هم الحياة الأسرية متفككة عندهم، في اللحظة اللي تطلعه من الفريق أو يجد نفسه شوية معزول ما عنده مكان يروح له، يلتجئ إلى غرفته ويكون وحيد، فيعملون الأشياء العجيبة على أساس يبرزون، فالإنسان عندنا محبوب من عائلته، محبوب من منطقته، ولذلك شعبك…

حيدر عبد الحق: نعم، يعني نوع من التوافق، نعم.. نعم.

خالد بن علي آل ثاني: يعني الآن ما عندنا في العالم العربي واحد تسلق جبال يلقي يخاطر بنفسه، ويحط الحبال ويطلع في قمم الجبال، طيب ماذا يخلي واحد أوروبي أو غيره من الدول الثانية يتسلق الجبال؟ هل هي حب في الرياضة لحالها؟ لأ، يريد أن يبرز، يريد أن يخرج خلال هذا المجتمع يوجد له كيان. إحنا.. نعم، اتفضل.


مستقبل الأداء الرياضي العربي في آسياد بوسان

حيدر عبد الحق: نعم، يعني.. يعني خلينا يعني شيخ خالد، توسعنا كتير في هذا البرنامج، لكن نبقى في آسياد بوسان، هناك 9 أيام، هل باعتقادك –باختصار لأنه لم يبق لدينا وقت- هناك تحسن سيكون في الميداليات العربية؟

خالد بن علي آل ثاني: مثل ما قلت لك الآن، كل ما يزيد الثقل عليهم كل ما هتقل عطاؤهم اللاعبين، إن كل ما يزداد ثقلهم إن العرب ما عملوا حاجة، والحالة النفسية اللي اتكلمنا سابقاً، يعني التكوين النفسي للاعب العربي مشروخ عامة، فهذه تعمل مشكلة عنده.

النقطة الأخرى: ما فيش نقطة إحنا ما تكلمنا فيها، بس أحب بسرعة تسمح لي في..

حيدر عبد الحق: يعني باختصار، رجاءً.

خالد بن علي آل ثاني: باختصار، البطولات التجمعية مثل آسياد و.. والآسياد والأولمبياد..

حيدر عبد الحق: الأولمبياد، نعم.

خالد بن علي آل ثاني: هي ليست في الحقيقة بطولات لرفع المستوى.

حيدر عبد الحق: لتحقيق الإنجاز فقط.

خالد بن علي آل ثاني: لحق تحقيق الإنجاز، رفع المستوى يتم عن طريق المشاركات والذهاب والإياب.

حيدر عبد الحق: البطولات القارية، نعم.

خالد بن علي آل ثاني: والبطولات القارية، والبطولات المتخصصة في مسابقة لوحدها، أو خصوصاً في اللعبات الجماعية تحتاج إلى الذهاب والإياب، ألعاب القوى تحتاج إلى تجمعات متكررة في أوقات معينة.

حيدر عبد الحق: نعم، أن هذه..

خالد بن علي آل ثاني: فما أتوقع لها زيادة في.. يعني إن خلال البطولة هيرتفع المستوى، مش هيرتفع.

حيدر عبد الحق: نعم، إذن يعني نتمنى أن يرتفع المستوى حتى نتكلم عن إنجازات عربية.

مشاهدينا الكرام، يعني شكراً لاتساع صدوركم لهذا الحوار، وبنهاية البرنامج أشكر الشيخ خالد بن علي (رئيس الاتحاد القطري للدراجات الهوائية).

خالد بن علي آل ثاني: شكراً لك.

حيدر عبد الحق: والسيد زيد خيامي (مدير عام الرياضة والشباب اللبناني).

زيد خيامي: لحظة بس.

حيدر عبد الحق: no time أستاذ زيد، وأيضاً الأستاذ..

زيد خيامي: لأ، نلتقي بقطر -إن شاء الله- ويكون في وضعنا العربي أفضل.

خالد بن علي آل ثاني: إن شاء الله.

حيدر عبد الحق: إن شاء الله، والأستاذ حسين سعيد (أمين عام اللجنة الأولمبية العراقية من بغداد). شكراً لكم مشاهدينا الكرام، وإلى اللقاء.