لقاء خاص

السراج: أبو ظبي والقاهرة تدعمان حفتر لأوهام تتعلق بمخاوفهم من الإخوان

قال رئيس الحكومة الشرعية بليبيا فايز السراج إن الدعم العسكري الذي يتلقاه خليفة حفتر من بعض الدول هو الذي أوصله إلى “مرحلة الغرور” والاعتقاد بأنه قادر على حسم الأمور عسكريا.

قال رئيس الحكومة الشرعية بليبيا فايز السراج إن أبو ظبي والقاهرة تدعمان اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه على طرابلس، لأن لديهما أوهاما تتعلق بسيطرة الإخوان المسلمين على القوى السياسية فيها، مؤكدا أن مشاركته في المؤتمرات الدولية تأتي من منطلق القوة لا الضعف.

وشدد السراج في لقاء مع برنامج "لقاء خاص" (2020/1/22) على أن الدعم العسكري اللامحدود الذي يتلقاه حفتر من بعض الدول هو الذي أوصله إلى مرحلة الغرور والاعتقاد بأنه قادر على حسم الأمور عسكريا، ولا حاجة له إلى إبرام اتفاقيات سياسية.

في المقابل، قال السراج إن حكومته ليست ساذجة، وهي لا تتوقف عن الدفاع عن الشرعية وعن حقوق الليبيين في الوقت الذي تمارس فيه السياسة، وتمد يدها إلى جميع الجهود الدولية المبذولة للوصول إلى حل سياسي يضمن حقن دماء الليبيين، رغم قناعته -السراج- بأنه لا يوجد لديه شريك سياسي، مشيرا إلى انقلاب حفتر المتكرر على جميع الاتفاقيات التي أبرمت بدءا من الصخيرات وانتهاء بموسكو قبل أسبوع.

وأضاف أنه قد يتفهم مخاوف مصر -بحكم الجوار- من حدوث أي قلاقل في ليبيا، لكن وضع حد لهذه المخاوف يكون عبر الحوار والنقاش لا عبر دعم طرف يعادي الشرعية التي تعترف بها القاهرة، مؤكدا أنه تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا بهذا الشأن وأبدى استعداده للجلوس مع المصريين وأن يبحث معهم جميع مخاوفهم ومصالحهم.

وبالنسبة للإمارات، قال إنه لا يفهم لماذا تتدخل في شؤون بلاده وتنشىئ قاعدة عسكرية لها في شرقي ليبيا وتقصف المدنيين في طرابلس، رغم أنه لا توجد حدود مشتركة بين البلدين، وأن أبو ظبي تؤكد في العلن دعمها للشرعية.

وأكد السراج أنه تحدث بصراحة في هذه الأمور مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وقبل استضافة الإمارات لمحادثات جمعته مع حفتر، وكذلك استضافة القاهرة لمحادثات جمعت عسكريين من كلا طرفي الصراع في ليبيا.

واعتبر أن ذلك دليل على قناعة الحكومة الشرعية بأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه القاهرة وأبو ظبي في الملف الليبي، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات لم تحدث في تركيا أو قطر.

وفيما يتعلق بالسبب الذي يدعو القاهرة وأبو ظبي إلى دعم حفتر لا الحكومة الشرعية، قال السراج إن الأمر يعود إلى أوهام في أذهان المسؤولين بهذين البلدين، تتعلق بسيطرة تيار الإخوان المسلمين على القوى السياسية في طرابلس، مؤكدا أن هذا غير صحيح، وأنه أوضح للمسؤولين بكلا البلدين أن الأخوان موجودون بطرابلس وكل ليبيا، تماما مثلما هم موجودون في العديد من الدول العربية مثل الكويت والأردن وغيرهما، ولا يعني ذلك أن نقصفهم بالطائرات، وإنما نتحاور معهم.

وأشار إلى أن نتائج الانتخابات التي جرت بطرابلس عامي 2012 و2014 تظهر حقيقة الوزن الذي يتمتع به الإخوان، مشددا على أن معظم القوى الحكومية في طرابلس من خارج الإخوان.

وفيما يتعلق بحقيقة الدور الذي تلعبه روسيا في بلاده، قال إنه لا يهمه مدى صدق الدور الروسي، وهو يدرك وجود مرتزقة روس يقاتلون إلى جانب حفتر، لكنه بالمقابل لا يستطيع أن ينكر أن روسيا دولة قوية مؤثرة وعضو بمجلس الأمن، وتستطيع أن تلعب دورا مؤثرا.

وأشار السراج إلى الازدواجية التي تمارسها فرنسا في بلاده، حيث تعلن دعمها للشرعية وتدعم الطرف الآخر عسكريا، وقال إنه تحدث مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بهذا الشأن، وطالبه بأن يكون أكثر وضوحا ويوقف دعمه لحفتر.

وقال إن طرابلس تتفهم أن لروسيا وأوروبا وغيرهما من الدول مصالح في ليبيا، وأن الحكومة الشرعية مستعدة لتأمين هذه المصالح لهم، لكن أن تتم بطرق أخلاقية وبآلية تضمن التوازن وضمان المصالح لكل الأطراف، لا أن تكون ليبيا هي الطرف الخاسر في المعادلة.

ولم يرفض السراج فكرة وجود قوات دولية أو عربية على الأراض الليبية لمراقبة تطبيق الالتزام بأي اتفاق دولي يتم التوصل إليه، مؤكدا أن ليبيا لها حدود بحرية وبرية واسعة جدا، وأن مراقبة تطبيق أي اتفاق يتعلق بوقف تهريب الأسلحة أو الإرهابيين يحتاج إلى جهود دولية.

وفيما يتعلق بالاتفاقية المبرمة مع تركيا، والرد على الاتهامات بأن حكومة الوفاق فتحت الباب على مصراعيه لعودة "الاحتلال العثماني" إلى ليبيا، أكد السراج أن تركيا وليبيا دولتان ذاتا سيادة وعضوتان في الأمم المتحدة، ومن حقهما إبرام أي اتفاقية تريان أنها تحقق مصلحة مشتركة لهما، مشددا على أن اتفاقية رسم الحدود البحرية أعادت الحقوق المائية لبعض دول الجوار، وأنها كان يجب أن توقع منذ العام 2004، أي في عهد الزعيم الليبي السابق معمر القذافي.

كما أكد على حق بلاده في عقد تحالفات مع أي دولة إذا كانت ترى أن هذا التحالف سيساعدها في الدفاع عن الشرعية التي ارتضاها الليبيون.