لقاء خاص - رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة - صورة عامة
لقاء خاص

أحمد عبد الله سامبي.. جزر القمر

تستضيف الحلقة رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة أحمد عبد الله سامبي ليتحدث عن الوعود بنصف مليار دولار، هل تكفي الوعود لطمأنة أفقر دولة عربية?

– مؤتمر المانحين والوضع الاقتصادي وحالة جزيرة مايوته
– الوضع السياسي والوجود الرسمي للدول العربية

ليلى الشيخلي
ليلى الشيخلي
أحمد عبد الله سامبي
أحمد عبد الله سامبي

ليلى الشيخلي: حياكم الله مشاهدينا الكرام وأهلا بكم إلى هذا اللقاء الخاص مع رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة الرئيس أحمد عبد الله محمد سامبي. حياك الله وأهلا بك.


أحمد عبد الله سامبي: أهلا وسهلا.

مؤتمر المانحين والوضع الاقتصادي وحالة جزيرة مايوته


ليلى الشيخلي: إذاً وجودكم هنا في الدوحة في إطار مؤتمر المانحين لدعم التنمية والاستثمار في جزر القمر وحصدتم 540 مليون دولار، هل هذه النتيجة على مستوى التوقعات؟


أحمد عبد الله سامبي: بسم الله الرحمن الرحيم. في البداية أشكركم، مرة أخرى قناة الجزيرة أعطت لجزر القمر هذه الفرصة الذهبية لأنني أتحدث باسمي وباسم الشعب القمري أشكركم على إتاحة -مرة أخرى- هذه الفرصة لأقدم للمشاهدين كل ما يطلبونه وكل ما يرغبون أن يعرفوا عن جزر القمر. أنتهز هذه الفرصة لأقدم الشكر الجزيل لهذه الدولة، دولة قطر، قطر الخير والبركات، قطر المبادرات، قطر النوايا الحسنة، أشكر هذه الدولة وعلى رأسها سمو الشيخ أمير هذه الدولة الشيخ حمد، كما أشكر كافة المسؤولين الذين وافقوا ورحبوا بتنظيم هذا المؤتمر في هذه الدولة الكبيرة هذه الدولة العظيمة، كما أشكر بهذه المناسبة الجامعة العربية التي ساهمت وكان هذا المؤتمر تحت رعاية الجامعة بالطبع، كما أشكر أيضا المؤتمر الإسلامي بالإضافة إلى المؤسسات والمنظمات الخيرية التي ساهمت مساهمة كبيرة في إنجاحها وما قدموه، ذكرتم هذه الرقم 540 مليون هو رقم ربما قد يبدو كبيرا وإن كان جزر القمر في أمس الحاجة إلى أكثر من ذلك فنحن الحمد لله نشكر الله على هذه المبادرة الطيبة كما ندعو الله سبحانه وتعالى لكي يوفقنا في المستقبل لكي نحصل أكثر فأكثر يعني من إخواننا وأشقائنا العرب والمسلمين وحتى غير المسلمين ممن يرون أن الشعب القمري يستحق ذلك.


ليلى الشيخلي: هناك سيناريوهات ربما تكررت لدولة مثل موريشوس وغيرها بقيت الوعود طي المؤتمرات والأوراق، ما هو التحدي الأكبر أمام القمريين لكي تترجم هذه الوعود واقعا على الأرض؟


أحمد عبد الله سامبي: طبعا هذا هو التحدي الكبير وأنا أتمنى بل أرجو من الذين يعني أعلنوا أن يلتزموا ويوفوا بعهودهم، طبعا شكلنا لجنة خاصة للمتابعة، وسوف نفتح مكتبا خاصا يتابع، وكم نرجو أن يلتزموا ويوفوا بعهودهم على جناح السرعة، طبعا كما ذكرنا هو التحدي الكبير ولكن نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وهناك تجارب عديدة يعني مثل هذا ولكن..


ليلى الشيخلي: طيب لننظر إلى الاهتمام هذا، البعض عدد لا بأس به من الكتاب والمحللين يعتبرون هذا الاهتمام مفاجئا بعض الشيء ويقولون إن الاهتمام هو ظاهره اقتصادي باطنه سياسي، ما ردك؟


أحمد عبد الله سامبي: لا طبعا جزر القمر كما أحاول دائما أن أوضح صورتها دولة تعيش تحت خط الفقر من أفقر الدول ولعلها أفقر دولة عربية هذه الحقيقة يبدو أنها مجهولة لحد الآن، الشعب القمري شعب مسكين يعيش فقرا مدقعا، يكفي كما ذكرت في كلمتي التي ألقيتها يكفي لأي إنسان مثقفا كان أو غير مثقف أن يعرف أن إيرادات هذه البلاد في السنة -أقول في السنة- لا تتجاوز 45 مليون يورو حتى يدرك المأساة ومدى خطورة الوضع الاقتصادي في جزر القمر.


ليلى الشيخلي: يعني لعبتم دورا كبير السيد الرئيس بتعريف العالم بهذه المعلومة خصوصا العالم العربي خلال السنوات الماضية ولكن يبقى هناك عنصر ربما يثير القلق داخل المنظومة العربية وربما خارجها، يعني مثلا اهتمام إيران، هناك مشاريع إيرانية هناك مثلا الرئيس أحمدي نجاد زار موروني والتقى بكم، هل هناك ما يدعو للقلق؟


أحمد عبد الله سامبي: لا بالعكس يعني لحد الآن ليست لنا علاقة دبلوماسية مع إيران، إيران دولة إسلامية ونحن حينما وصلنا إلى الحكم فتحنا البلاد يعني لم نعد منغلقين كما كنا سابقا، فإيران كدولة جاءت إلى جزر القمر عبر مؤسسات خيرية، ليس لإيران لحد الآن أي مشروع غير يعني فتحوا مستشفى تحت رعاية الهلال الأحمر الإيراني وعندهم هناك كوميته إمداد الإمام الخميني جاؤوا وأنشأوا معهدا للتدريب المهني فقط، أنا أحيانا أستغرب وكم أتأسف حينما أسمع الناس يذكرون أن إيران جاءت إلى.. لا، إيران أي دولة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ربما هذا مرده سيدي الرئيس أنه بسبب دراستكم في إيران وأنت قلت ربما لماذا هذا التركيز على السنوات التي عشتها في إيران وليس التركيز على السنوات التي عشتها في السعودية؟


أحمد عبد الله سامبي: وهذا مما يستغرب منه..


ليلى الشيخلي: ما تفسيرك؟


أحمد عبد الله سامبي: أنا عشت في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فترة أطول، ويعني لا أحد يتحدث مع أنني أفتخر بتلك الفترة التي عشتها في السعودية، فالإعلام ووسائل الإعلام كلها مهتمة في السنوات التي قضيتها في إيران، فطبعا أنا عارف أن بعض الناس حاولوا من خلال..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): بل حتى إن وسائل إعلام غربية أطلقت عليك آية الله جزر القمر.


أحمد عبد الله سامبي: أي نعم، يعني طبعا أنا قبل أن أصل إلى الحكم كنت مشهورا في البلد بهذه التسمية، ولكن أقول هم بعد ذلك بعد وصولي إلى الحكم يعني صوروا أو أخذوا هذه يعني هذا الموضوع أن هذا كان في إيران فيعني إلى درجة أنني أحيانا يعني أتذكر قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا..}[الحجرات:6] هذا ما صار، أنا أؤكد لكم وأي واحد يأتي إلى جزر القمر يكتشف هذه الحقيقة، لحد الآن ليس لإيران أي دور غير ما ذكرته، لإيران مؤسسات خيرية يعني في مجال التعليم المهني والطبي ولحد الآن..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ربما أيضا جانب التسييس في العملية يدخل أيضا في علاقتكم بفرنسا بالتحديد، لننظر إلى ما ورد في المؤتمر، فرنسا طبعا لم تقدم أي دعم خاص بل تحدثت عن مشاريع قائمة أصلا بربما ميزانية 10 مليون يورو سنويا، هذا لا يقارن ليس له أي قيمة إذا فكرنا بالمبالغ التي تخصصها لمايوته بـ 760 حتى وصلت إلى 760 مليون يورو، ما قراءتكم للموقف الفرنسي؟


أحمد عبد الله سامبي: كما تعرفون فرنسا دولة صديقة وإن كنا يعني نختلف وما زلنا بالطبع وسنظل نختلف معها في قضية جزيرة مايوته..


ليلى الشيخلي: اختلفتم كثيرا سيدي الرئيس، يعني يكفي أنها انتزعت من بين أيديكم.


أحمد عبد الله سامبي: جزيرة مايوته هذه جزيرة قمرية وستظل قمرية وحتى الولايات المتحدة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): كيف إذا كان القمريون لا يسمح لهم بدخول جزيرة مايوته بدون فيزا اليوم؟


أحمد عبد الله سامبي: إيه طبعا هذا هو الواقع، يعني فرضوا علينا هذه الفيزا ولكن الواقع أن مايوته قمرية وستبقى قمرية، فرنسا دولة صديقة ولولا هذه القضية ربما كانت جزر القمر من أصدق يعني الدول لفرنسا، نحن عشنا تحت الاستعمار الفرنسي أكثر من 150 سنة، الآن المؤسف أنهم صحيح جاؤوا وسيطروا على هذه الجزيرة منذ الاستقلال ومنذ عام 1975 ويبدو أنهم صمموا فعلا على البقاء، أنا طلبت منهم أنه تعالوا يا جماعة نتفق، نترك لكم سيادة مايوته بس اعترفوا بأنها جزيرة قمرية، ممكن نترك خمسين ولو مائة سنة كما هو كان النظام مثلا بين بريطانيا والصين في هونغ كونغ يعني على سبيل ذلك، ولكن يبدو لم يرحبوا بهذه الفكرة، فرنسا الآن تعمل كل ما كان بوسعها في إقناع أهالي مايوته بعدم مطالبتهم والتحاقهم بأخواتهم..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): أليس هناك قلق، يعني لا أريد أن أقاطعك ولكن أليس هناك قلق من أن يمتد هذا الشعور إلى الجزر الأخرى خصوصا وهم يرون الازدهار الكبير الذي يعيشونه هناك؟


أحمد عبد الله سامبي: بالطبع وهذه سياسة فرنسا اللي قائمة الآن، سمعتم قبل عشر سنوات الحركة الانفصالية التي كانت في جزيرة أنجوا اللي رفعت رايات والأعلام الفرنسية بس بالطبع تصوروا نحن الآن في قطر فرحنا واعتبرنا هذا المؤتمر عرسا، لماذا؟ لأننا حصلنا عهود بـ 540 مليون دولار، تعرفون ماذا تقدم فرنسا لجزيرة مايوته وحدها في السنة كل عام؟ نحن في جزر القمر سبعمائة ألف نسمة ميزانيتنا لا تتجاوز 45 مليون يورو، العام الماضي أي 2009 أرسلت فرنسا إلى مايوته فقط كمنحة 740 مليون يورو..


ليلى الشيخلي: ثماني إلى تسع مرات أكثر.


أحمد عبد الله سامبي: وقبل ذلك، وقبل العام يعني في عام 2008 أرسلت فرنسا إلى جزيرة مايوته 635 مليون يورو، هذا العام حسبما قيل لي ربما يرسلون مليار يورو إلى مايوته وحدها، وعدد السكان في جزيرة مايوته لا يزيد على 186 ألف نسمة، فيمكنكم، لا مجال للمقارنة أصلا، إذا كنا نحن أقل من خمسين مليون يورو يراد هذا المبلغ أن تدير الدولة..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): ولكن هل هناك واقع جديد يفرضه هذا المؤتمر مثلا هل نتوقع تغييرا يطال المواطن العادي بحيث يذهب هذا الشعور بالقلق لديكم تجاهه؟


أحمد عبد الله سامبي: لا طبعا هذا المبلغ سيساهم، لن يحل مشكلة الجزر ولا مشكلة الفقر، نحن الآن في أمس الحاجة إلى البنى التحتية، لأنه تعرفون الدولة القمرية مكونة من ثلاث جزر، هذه من التحديات الكبيرة التي تواجهنا، إذا استطعت مثلا أن تبني ميناء في هذه الجزيرة فبقية الجزر تحتاج إلى موانئ، إذا أنشأت مطار في هذه الجزيرة بقيت الجزر تحتاج إلى مطارات، لا يمكنك أن تبني مستشفى في إحدى الجزر فقط كمرجع في كل جزيرة تحتاجون إلى.. وبالتالي تتفاقم المشاكل وعدم وجود إيرادات، جزر القمر دولة تعتمد فقط على الجمارك والضرائب، تصوروا فقط لعدم وجود مصادر، لا يعني ذلك أنه لم يمنحنا الله يعني سبحانه وتعالى بخيرات وأنتم زرتم جزر القمر..


ليلى الشيخلي: وأكرمكم بأجمل الخيرات، نعم.


أحمد عبد الله سامبي: ولكن كما تعرفون حتى نستفيد من هذه الخيرات نحتاج أيضا إلى رؤوس أموال وهذا ما جعلنا نأتي إليكم، نأتي إلى إخواننا وأشقائنا العرب والعالم الإسلامي كله بل العالم كله نطلب منهم أن يأتوا إلى جزر القمر ليستفيدوا ويفيدوا.


ليلى الشيخلي: أسئلة كثيرة لا زالت أريد أن أطرحها عليك سيدي الرئيس ولكن بعد فاصل قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

الوضع السياسي والوجود الرسمي للدول العربية


ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى لقائنا مع رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة الرئيس أحمد عبد الله محمد سامبي. سيدي الرئيس تحدثتم عن المساعدات التي قدمت لكم هنا في الدوحة، هذه المساعدات ربما ترتبط بطريقة أو بأخرى بشخصكم، أنتم معروفون بالكاريزما بطريقة العرض بإجادتكم للغة العربية كل هذه العوامل ساعدت ربما في تشجيع الآخرين على تقديم هذه المساعدات ولكن التاريخ الحديث مليء بأمثلة عن أشخاص تلقوا الدعم بفترة من الفترات بسبب هذه الشخصية ولكن تشبثوا بالكرسي تشبثوا بالمنصب وتحولوا إلى دكتاتوريات، ما الذي يمنع أن يتكرر السيناريو مع أحمد عبد الله محمد سامبي؟


أحمد عبد الله سامبي: طبعا أنا كل ما أرجوه أن أجعل قطار جزر القمر يغادر المحطة، فصحيح يعني الجميع يعترف بهذه الحقيقة أنني ساهمت إلى حد ما في التعريف أو في تعريف جزر القمر خاصة في العالم العربي ولكن ليس فقط العالم العربي فصورة جزر القمر الآن يعني أصبحت جيدة ورائحتها جيدة في الخارج والمجتمع الدولي بدأ يثق فينا أكثر وحتى المؤسسات المالية التي كانت غادرت الجزر رجعت ابتداء من بنك أفريقيا للتنمية ومرورا بالصندوق الدولي والبنك الدولي، هذه كلها كانت في البداية ثم غادرت البلاد واستطعنا أن نعيدها إلى جزر القمر وهناك مشاريع عديدة تحققت في جزر القمر منذ أن وصلت إلى الحكم، لم يكن في جزر القمر خلال ثلاثين سنة إلا بنك واحد، بعد أن وصلت إلى الحكم استطعنا أن نفتح ثلاثة بنوك، ما كان إلا في بنك واحد في جزر القمر.


ليلى الشيخلي: طيب ماذا تقول لمن ربما ينظر من بعيد ويقول هذه الشخصية الكاريزماتية التي قدمت كل هذا للبلاد، يعني لماذا لا نتصور أن السيناريو يتكرر مثلما حدث مع شخصيات أخرى تتشبث بهذا المنصب، يعجبها هذه الطريقة التي وجدتها بين الرؤساء والمكانة التي حصدتها، تريد أن تبقى في المنصب؟


أحمد عبد الله سامبي: لا، لا، أولا دستورنا لا يسمح لنا في ذلك، تعرفون النظام القائم في جزر القمر الرئاسة بالتداول الدوري بين الجزر، أنا الآن من أبناء جزيرة أونجوا وإن شاء الله قريبا ستذهب الرئاسة إلى جزيرة مويلي.


ليلى الشيخلي: طيب يفترض كان أن ولايتكم تنتهي في شهر مايو، مددت هذه الولاية مما أثار استياء البعض، حتى قبل أيام كانت هناك حسبما عرفنا يعني مظاهرة ربما على نطاق صغير ولكن لا يخفي هذا أن هناك مظاهرة مثلا استياء، يعني كيف ترد على من يقول إن الدستور، إذا كنا نتمسك في الدستور فإن الدستور يتغير ويغير لصالح شخصيات؟


أحمد عبد الله سامبي: لا، لا، أنا أشكركم على هذا السؤال حتى تعطوني فرصة أوضح ما كان. بعد استرجاعنا لجزيرة أونجوا عام 2008 وتعرفون هذه الجزيرة كانت متمردة في أكثر من عشر سنوات، وفقنا الله في استرجاعها إلى وحدة البلاد وقبل أن نجري انتخابات التي تأتي برئيس الجزيرة ألقيت نظرة على برنامج الانتخابات في البلاد فرأيت عجبا، اكتشفت أن الدولة كدولة محكومة على إجراء انتخابات سنويا حسب الدستور، لماذا؟ عام 2006 أجرينا الانتخابات التي أدت إلى وصولي إلى الرئاسة، 2007 أجرينا انتخابات لرئيسي جزيرة انغازيجا ومويلي، 2008 أجرينا انتخابات لجزيرة أونجوا، 2009 كان المفروض أن تجرى انتخابات البرلمان القمري، 2010 نعود الكرة إلى الرئاسة، 2012 نعود الكرة إلى جزيرة انغازيجا ومويلي، 2013 نجري انتخابات لجزيرة أونجوا، 2014 نعود إلى الرئاسة رئاسة الدولة، 2015 نعود إلى انتخابات البرلمان القمري، وهكذا الدولة كدولة كانت محكومة على إجراء انتخابات سنويا، هل هذا معقول؟ حينما اكتشفت هذا استغربت قلت لا هذا مو معقول هذا يمكن أن نسميه فسادا يعني سياسيا ومن هناك جئت وكلمت الشعب قلت هذا غير معقول لا يمكن دولة فقيرة وتعرفون ماذا يعني إجراء انتخابات، هذه أموال طائلة ونحن نعاني من الفقر، هنا طلبت من الشعب تغيير بعض البنود الدستورية طلبت منه أن نوحد هذه الانتخابات كما تعرفون حتى بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة وغيرها تجمع وتوحد هذه الانتخابات، كل ما حدث هو هذا أنني طلبت من خلال استفتاء عام لأن الدستور ما كان يسمح لي أن أصدر مرسوما، لا، عبر الاستفتاء عملنا استفتاء ووافق الشعب ولكن كنا إذا أردنا أن نوحد الانتخابات كان لا بد أن نوحد أيضا الولايات، رئاسة الجمهورية كانت لأربع سنوات ورئاسات الجزر كانت لخمس سنوات، فكان لا بد أن نوحدها إما أن ينزلوا إلى أربع سنوات أو يرتفع الرئيس إلى خمس سنوات، وهذا ما حدث. وبعد ذلك تحدثنا فجاء الاختلاف حول موعد إجراء الانتخابات، الجميع كان يوافق على توحيد الانتخابات..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): فتأجل الموعد إلى نوفمبر؟


أحمد عبد الله سامبي: إيه، يعني أريد أن أشرح لك، يعني حينما كنا نجري الاستفتاء حاولنا أن نصل إلى نتيجة موحدة، الجميع موافقون على التوحيد ولكن الخلاف كان حول موعد إجراء الانتخابات لأن كل واحد كان يدافع عن ولايته، اللي كان ولايته كانت تنتهي عام 2013 ما كان يوافق أن ينزل، وهنا قلنا ما دمنا نحن في دولة ديمقراطية، ماذا تعني الديمقراطية؟ سلطة الشعب نعيد الأمر إلى الشعب، كيف؟ عبر الوكلاء، فقلنا نترك موعد تحديد الموعد إلى كونغرس وهذا ما صار في الفترة الأخيرة.


ليلى الشيخلي: نعم. طيب فقط حتى نفهم ساعدنا يعني نفهم الصورة، يعني جئت للحكم عام 2006، 2010 تنتهي ولايتك. ماذا بعد 2010 بالنسبة للرئيس سامبي؟ هناك احتمال أن تكون هناك فترة رئاسية جديدة تمتد أربع سنوات واحتمال أن يأتي شخص آخر، صحيح؟


أحمد عبد الله سامبي: إيه طبعا طبعا.


ليلى الشيخلي: طيب إذا جاء شخص آخر -وهنا السؤال- هذه المساعدات الضخمة التي قدمت لجزر القمر ارتبطت بشكل أو بآخر بشخصية الرئيس سامبي، هذا الشعور بالاستقرار والأمن الذي ربما أعطيته لأننا لا ننسى أن بلدا مثل جزر القمر اللي على مدى ربع قرن كان في 25 محاولة انقلابية، ما الذي يمنع أن يعود السيناريو من جديد بذهاب سامبي، ماذا تقول؟


أحمد عبد الله سامبي: لا، لا، أنا إن شاء الله طبعا سواء كنت على الرئاسة أو خارج الرئاسة سأظل أخدم شعبي وبلدي، اتركيني أن أوضح لكم شيئا، طبعا الكونغرس هو الذي زاد هذه السنة يعني الكونغرس هو الذي قال بدلا من أن نجري الانتخابات عام 2010 نجعله في عام 2011، لماذا؟ لأن فترة ولاية الرئيس انتقلت من أربع سنوات إلى خمس سنوات، وهو ليس توافقا وإنما يعني هذا قانون وشرعي، أولا استفتاء من الشعب ثانيا نواب الشعب كلهم مجتمعين كلهم بالأغلبية هم الذي صوتوا على هذا الأمر، صحيح المعارضة تصحيح لأنه ما عندهم شيء يقولونه ولأنهم خاصة هزموا في الانتخابات الأخيرة، البرلمان اللي صوت ما كان يوم كان الاستفتاء.


ليلى الشيخلي: طيب ماذا تقول لمن ربما يتردد الآن في الاستثمار، ربما يتخوف من فترة أيضا تعود لعدم الاستقرار ربما، ماذا تقول لمن يشعر بالقلق اليوم من مستقبل جزر القمر؟


أحمد عبد الله سامبي: لا، أنا في رأيي وإن شاء الله هذا ما نرجوه ونتمناه ألا يحدث أي شيء، وجزر القمر أرض خصبة وكما أقول دائما بكر، وأتمنى فعلا أن يعني يتمسك الشعب القمري بالنظام الديمقراطي ويستسلم لكل ما حدث وإن شاء الله لن يحدث شيء، إن شاء الله بإذن الله تعالى.


ليلى الشيخلي: هل كانت الفترة كافية لأن تضعوا الأساس لدولة مؤسسات في النهاية لأن هذا ما سيحمي..


أحمد عبد الله سامبي: أيه نعم، وهذا ما رميت إليه فعلا يعني الفترة كانت قصيرة ولكن وضعنا الأسس وحدنا البلاد، تعرفون جزيرة أونجوا كانت متمردة لعشر سنوات وفقنا الله في استرجاعها ووحدنا الشعب وقمنا بهذه الإصلاحات، وأتينا بالمؤسسات..


ليلى الشيخلي (مقاطعة): هل لديكم أي أمل في استرجاع مايوته؟


أحمد عبد الله سامبي: نعم، يعني بالطبع الإنسان لا يفقد الأمل ولا بد أن يأمل ولكن بأي طريقة نحن كل ما نرجوه لفترة مستقبلية نتمنى أن نبقى إن شاء الله مع فرنسا، تسمح لنا.. تعترف فرنسا بيعني قمرية الجزيرة إن صح التعبير ونترك لهم فترة معينة ومن ثم نسترجعها بطريقة سلمية بالطبع.


ليلى الشيخلي: ظللت لفترة طويلة تقول ليس هناك علم عربي سوى علم ليبيا على أرض دولة جزر القمر ولا زال الوضع على ما هو عليه، هل وجدت أن العرب أكرم بمالهم مما هم بأعلامهم، هل هناك.. هل ما زال هذا الواقع يؤلمك أم أن الأولويات تغيرت؟


أحمد عبد الله سامبي: لا لا، أنا الغياب الدبلوماسي العربي في جزر القمر يؤلمني وأتمنى فعلا أن يتغير هذا الوضع، ليس من الصحيح ألا توجد في جزر القمر إلا سفارة عربية واحدة وهي السفارة الليبية بالإضافة إلى البعثة التابعة للجامعة العربية وهذا الغياب له تأثير سلبي، أنا على يقين أنه لو كانت هناك عيون عربية كثيرة في جزر القمر يعني كل من يحاول ويفكر أن يتلاعب بهذه الدولة لفكر ألف مرة قبل أن يقدم إلى أي عمل، فأنا أطلب من الإخوة نحن الآن كدولة قمرية دولة فقيرة، الحمد لله عندنا سفارة في السعودية والرياض وعندنا سفارة في أبو ظبي وعندنا سفارة في ليبيا وعندنا سفارة في يعني في أبو ظبي وليبيا والرياض ومصر في القاهرة أيضا فنتمنى فعلا أن تأتي الدول العربي أيضا وتفتح سفاراتها في جزر القمر، تعرفون أن وجود هذه السفارات يعني الشيء الكثير.


ليلى الشيخلي: أشكرك جزيل الشكر فخامة الرئيس أحمد عبد الله محمد سامبي رئيس جمهورية جزر القمر المتحدة.


أحمد عبد الله سامبي: وأنا من جانبي أشكركم أيضا شكرا جزيلا.


ليلى الشيخلي: شكرا لكم مشاهدينا الكرام على متابعة هذا اللقاء في أمان الله.