لقاء خاص / الجنرال محمد والد عبد العزيز - رئيس المجلس الاعلى للدولة في موريتانيا
لقاء خاص

محمد ولد عبد العزيز.. الانقلاب على الديمقراطية

تستضيف الحلقة رئيس المجلس الأعلى للدولة الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليجيب عن تساؤلات منها، هل انقلب على فكرة الديمقراطية وقرر العودة لحكم العسكر؟

– أسباب الانقلاب وأبعاده
– الخطوات المقبلة وردود الفعل الدولية والإقليمية

 

 محمد كريشان
 محمد كريشان
محمد ولد عبد العزيز

محمد كريشان: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله. أهلا بكم في هذا اللقاء الخاص ولقاؤنا الخاص يأتيكم من العاصمة الموريتانية نواكشوط مع الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا. أهلا وسهلا بكم.

محمد ولد عبد العزيز: أهلا وسهلا بكم.

أسباب الانقلاب وأبعاده

محمد كريشان: في البداية جنرال نريد أن نعرف لماذا أقدمتم على هذه الخطوة بإزاحة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله؟

محمد ولد عبد العزيز: أشكركم وأشكر الجزيرة على اهتمامها بالبلد، ونريد نؤكد لكم أن الخطوة التي أقدمنا عليها هي ردة فعل على مجموعة من الأعمال اللي غير.. كان واصل فيها البلد واللي جعلت المؤسسات الديمقراطية كاملة انشلت، وخلت عدة اصطدام بين الرئيس السابق والمؤسسات الديمقراطية وأصبح البلد في حالة عجز تماما لأن الاقتصاد فشل فيه تماما والرشوة تفشت في البلد والمشاكل بدأت تكثر تماما في هالبلد، والرئيس السابق ما أجبر طريقة يتفاهم بها مع البرلمانيين والأحرى بالبرلمانيين اللي كانوا يساندونه يوصلوه لهالموقع اللي كان فيه وبالتالي بدأ يمنع المسلسل الديمقراطي اللي كان ناجحا بالبلد واللي من خلاله وصل هو للرئاسة بدأ يمنعه بعدة إجراءات غير قانونية وغير مقبولة ولا تخدم مصلحة البلد بالنهاية، ومن بين هذه الإجراءات الإجراء الأول هو عدم قبوله لحجب الثقة اللي تقدموا به البرلمانيين من أجل حجب الثقة عن الحكومة اللي تقدم بها وباش يتفادى ذلك سحب حكومته أقال الوزير الأول والحكومة اللي معه ولكن عاود ورجع بنفس الحكومة وبنفس الأشخاص، هالشيء اللي جعل النواب بالتالي يعودوا يوضحون له نفس المشكلة ويحاولوا يجدون حلا معه ويتحاورون معه في القضية ولكن تم يتماشى على الطريق اللي كان له وهو عدم التفاهم معهم وبالتالي اضطروا النواب البرلمانيين النواب والشيوخ عنهم يحاولوا يطلبوا يقدموا طلبا جديدا للرئيس من أجل دورة برلمانية استثنائية من أجل طرح عدة مشاكل مطروحة في البلد اللي يحتسبوا عنها معرقلة المسار الديمقراطي في البلد، ذيك النقاط شو هي، النقطة الأولى هي طالبين كانوا أنهم يكونوا محكمة سامية للعدالة، والنقطة الثانية هي تكوين عدة لجان كانوا من خلالها ديراقبوا يقومون بمراقبة بعض مؤسسات الدولة وبعض المؤسسات بما فيها المؤسسة التابعة لحرم السيد الرئيس، وحسب اللي يقوله النواب أنا ضامن حسن نيتهم بأنهم راغبين بإصلاحات جوهرية للبلد..

إعلان


محمد كريشان (مقاطعا): ولكن يعني عفوا ألم يكن بالإمكان يعني مع الاحترام لهذه العناصر التي ذكرتها في أي أزمة سياسية، موريتانية كانت تعيش تجربة ديمقراطية جديدة والكثيرون تابعوها بكثير من الاهتمام، ألم يكن بالإمكان أن تتركوا هذه العملية تتفاعل، كأي ديمقراطية في العالم ولو كانت وليدة، سحب ثقة، انتخابات برلمانية جديدة، إلى آخره ولكن أن يتدخل العسكر ويأخذ السلطة لأن هناك أزمة سياسية، هذا في نظر كثيرين عمل غير مبرر.

محمد ولد عبد العزيز: بهذه الصورة غير مبرر ولكن ما هو اللي حصل، اللي حصل أن الرئيس هو اللي شد الديمقراطية ولا خلى النواب ولا خلى الديمقراطية ولا خلى المؤسسات الديمقراطية تشتغل بصفة مظبوطة.


محمد كريشان: ولكنه رئيس منتخب من الشعب ويفترض أنه إذا تنحى ينحيه الشعب ولا ينحيه العسكر.

البرلمانيون طلبوا من سيدي ولد الشيخ عبد الله عقد دورة برلمانية استثنائية من أجل طرح عدة مشاكل معرقلة للعملية الديمقراطية، فرفض وأصبح يسير ويدير السلطة القضائية والسلطة التشريعية

محمد ولد عبد العزيز: العسكر ما هو اللي نحاه، اللي حصل هو أن الرئيس شد الديمقراطية ومنع النواب البرلمانيين جميعا من ممارسة الديمقراطية في بلدهم، ويحق لهم ذلك، فالرئيس عندما طالب النواب أنهم يطالبون بصورة شرعية ومعقولة وقانونية أنهم يفتح لهم دورة برلمانية استثنائية رفض تماما، ولا يحق له بأن يرفض لأنه في هناك مؤسسة دستورية معترف بها اللي هي (كلمة أجنبية) هي اللي يحق لها أنها ترفض هذا الطلب، إن الرئيس ما اعترف بهذا، وهناك في الديمقراطية رئيس هو رئيس السلطة التنفيذية وهناك السلطة التشريعية والسلطة القضائية ولكن الرئيس الآن وضع نفسه في موقف فوق الجميع هو اللي يبغى يسير ويدير السلطة القضائية والسلطة التشريعية وأصبح في عدم تفاهم بينه والنواب اللي كانوا هم سندا له وسندا للديمقراطية لأنه إذا النواب ما كانوا يقدروا يمارسوا أعمالهم بصورة مظبوطة ومعقولة وشرعية وقانونية الديمقراطية تشد هو شدها ومين وصل الحالة..


محمد كريشان (مقاطعا): الحالة..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): اسمح لي شوي..


محمد كريشان: تفضل.

محمد ولد عبد العزيز: مما وصل لهذا الباب المسدود بدلا من يسوي المشاكل مع النواب اللي مشكلتهم يطرحونها بدأ بقضايا ثانية، بدأ بإغراء بعض النواب يعطيهم أموال الدولة يكريهم تماما بأموال الدولة يعطيهم أموال الدولة..


محمد كريشان (مقاطعا): يعني شراء النواب؟

محمد ولد عبد العزيز:  شراء ذمة النواب، ولدينا جميع المعلومات والإثباتات المكتوبة بخط يد الرئيس وتوقيعاته، عدة مبالغ دفعهم لعدة نواب..


محمد كريشان: لشراء ولاءهم..

محمد ولد عبد العزيز:  لشراء ولاءهم لأنهم بعض النواب خرجوا من الحزب اللي كان حاكم به الرئيس البلد وباش يردهم لذاك الحزب بدأ يغريهم بالأموال وما نقول هذا كلام يعني لدي إثباتات مكتوبة بخط الرئيس السابق، بأسماء معروفين ولكن بعضهم يتجه إلى الاتجاه اللي أخذه السيد الرئيس السابق.


محمد كريشان: ولكن الخطوة التي اتخذتموها يعني عفوا، الخطوة التي اتخذتموها لم تفعلوها إلا بعد أن تم عزل القيادات العسكرية.

محمد ولد عبد العزيز:  نحن ما اتخذنا أي خطوة، هو اللي اتخذ إجراءات خاطئة، خاطئة تماما، اتخذها في وقت غير معقول لأنه هو أصدر قراره بالليل..

إعلان


محمد كريشان (مقاطعا): يعني بدت المسألة وكأنها شخصية، لأنه عزلكم قمتم بالانقلاب عليه، هكذا الصورة على الأقل بالنسبة للذي..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): بالنسبة لكم أنتم.. ولكن الحقيقة نفسر لكم الوضع، الوضع ما كان بهذه.. الرئيس اتخذ قرارا بصفة ما هي معقولة ولا هي شرعية..


محمد كريشان (مقاطعا): أليس من صلاحياته أن يفعل ذلك؟

محمد ولد عبد العزيز: ولكن لا يفعله في البيت، وخاصة عنده الرئيس عنده إدارة وعنده وزير مكلف بالدفاع عن الوطن وعنده مدير ديوان وعنده وزير هو اللي مكلف بشؤون الرئاسة، القرار اللي اتخذه الرئيس باطل لأنه اتخذه في المنزل، عند المنزل، وبصفة شخصية حتى المرسوم رقم المرسوم جابه كان قد اختُلس من الرئاسة لأن الوزير لا وزير الدفاع ولا الوزير المكلف بشؤون الرئاسة كان على علم بالقرار، مرسوم خاص يعود معلوم به مسجل ومعروف وينبث عليه مذياع وفي وقت مخصص الرئيس ينادي للضباط لأن نحن قادة وحدات مهمة في البلد ومهمة في استقرار البلد وأمن البلد ولا يمكن للرئيس أن ينحي هذه الصفة.


محمد كريشان: يعني هو البعض اعتبر أنه نحّاكم بهذه الصفة لأنكم كنتم تتدخلون في عمل الرئاسة وأعقتم عمل البرلمان وعمل الحكومة وأن العسكر كانوا يحكمون من وراء الرئيس وهو اضطر إلى اتخاذ هذه الخطوة لأنكم أنتم من كنتم يعيق عمل الحكومة، هكذا..

محمد ولد عبد العزيز: هذا اللي يقوله الرئيس السابق ولكن ما هو  صحيح، الصحيح أن الرئيس فشل تماما في تسيير البلد وذلك تراه من خلال علاقاته السيئة مع البرلمانيين اللي هم مسؤولين عن لجان التشريع في البلد والبلد بحالة اقتصادية سيئة والأمن سيء والأمور كاملة سيئة والرئيس كشخص، الرئيس السابق كشخص، لم يدر البلد لأن وراءه مجموعات هم يديرون الرئيس باش يديروا به البلد.


محمد كريشان: ولكن أنتم من دعمه للوصول إلى الرئاسة وبعض المعلقين يعتبرون بأنه أنتم من أوصلتموه وعندما لم يصبح ورقة سهلة في أيديكم قررتم التخلص منه، هل هذا صحيح؟

محمد ولد عبد العزيز: غير صحيح. الرئيس السابق، التقيتم به ما دريت روى لكم، تكلم لكم عن الضباط وقال لكم الضباط جيدون ويهتمون بشأن البلد ومصلحة البلد..


محمد كريشان: صحيح.

محمد ولد عبد العزيز: ماذا حصل بعد خمسة أيام؟ ماذا حصل بعد خمسة أيام؟


محمد كريشان: ربما قال ما قال لكي يأمن جانبكم يعني ربما..

محمد ولد عبد العزيز: ما.. في تناقض، في تناقض تماما المهم في القرار اللي أخذه السيد الرئيس السابق للأسف وكان خطأ تماما وحاولنا نقنعه يتراجع عن القرار لأنه لا يخدم مصلحة البلد لأن المؤسسات الوحيدة اللي كانت باقية في البلد صالحة هي المؤسسة العسكرية والمؤسسة والأمنية، واللي نقول لكم الآن واضح وموجود لأنه إذا كانت المؤسسات العسكرية والأمنية غير صالحة يكون في فوضى يكون في قتلى بعد إعادة الرئيس السابق، قلنا هذا وطلبنا منه أن يؤخر القرار من أجل نجبر حدود للبلد..


محمد كريشان (مقاطعا): يعني طلبتم منه تأجيل هذا القرار العزل حتى يتم النظر في الوضع يعني؟

محمد ولد عبد العزيز: القرار من شهر السابع ولا السادس يمكن، من علمنا به تكلمت معه أنا وطلبت منه..


محمد كريشان: يعني لو تراجع عنه كان..

محمد ولد عبد العزيز: كان في إمكانية، في إمكانية لأن إحنا المهم عندنا كما قال لك أخيرا المهم عندنا هو مصلحة البلد.


محمد كريشان: إذاً رفض طلب التراجع فاضطررتم إلى هذه الخطوة؟

محمد ولد عبد العزيز: لم يرفض هو، بحت، ولكن قال لنا إنه لن يتراجع بقراره وقلنا له هذا القرار يمكن أن يؤدي مشاكل للبلد وبده يروح ضحيته قدر من الناس، يموت قدر من الأشخاص، جبناه أمام مسؤولياته الإنسانية، الإنسانية، لأنه هو مسؤولياته الثانية ما قام بهم، حاولنا نضعه أمام مسؤولياته الإنسانية باش يتراجع عن القرار العزل اللي لا يخدم مصلحة البلد. وحتى الضباط اللي عيط لهم اللي بعث لهم وتكلم معهم وقال لهم أنا داير أعينهم، واحد من الضباط اتصل بي ورضي عنه قعد معه عيط له الرئيس كلمه هاتفيا بيكلمه أعطانا الحق ونعينك قائدا وده كان ذاك هو بالرئيس واتصل بي وقال لي أنت عالم بالرئيس قلت له ما لي علم به، قال هذا الشيء ما تعلم به ما نقتنع فيه لأنه ما يخدم مصلحة البلد.

إعلان


محمد كريشان: يعني حتى الذين تم تعيينهم عوضا عنكم اتصلوا بكم للتعبير عن..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): اتصلوا، فيهم من اتصل بنا وقال لنا هذا الكلام اللي قلته لك..


محمد كريشان: قلت الرئيس السابق..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): ولولا هم ضباط مسؤولين، مسؤولين تماما لولا نشروا قرار حرب إثر هالقرار اللي إداه الرئيس لأن قائد الأركان ما كان موجودا في عين المكان.


محمد كريشان: على فكرة، الرئيس السابق الآن ما هو وضعه؟

محمد ولد عبد العزيز: الرئيس السابق موجود ما عنده أي مشكلة، في حالة صحية جيدة وعنده طاقمه، عنده طاقم موجود معه..


محمد كريشان (مقاطعا): أين هو موجود الآن؟

محمد ولد عبد العزيز: هو موجود في نواكشوط في العاصمة ما عنده أي مشكلة، ويزوره طبيبه الخاص كل يوم، ما عنده أي مشكلة، مرتاح.


محمد كريشان: ولكنه معتقل.

محمد ولد عبد العزيز: معتقل لأسباب أمنية.


محمد كريشان: يعني هل سيتم الإفراج عنه قريبا؟

محمد ولد عبد العزيز: عندما نرتب أمورنا نشوف لأنه ثمة مشاكل طارحينها البرلمانيون خاصة نشوف نظرهم.


محمد كريشان: على ذكر ترتيب الأمور، جنرال، انقلاب موريتانيا الحالي انقلاب طريف إلى حد ما، اسمح لي بالعبارة، لأنه في تغيير في هرم الدولة لكن البرلمان ما زال في مكانه، مجلس الشيوخ في مكانه، الحكومة حكومة يعني يفترض نظريا ما زالت تسير الأمور، ما هي الخطوات التي تنوون القيام بها بعد هذه؟

محمد ولد عبد العزيز: على كل حال مثل ما قلت في البداية نحن ما قمنا بانقلاب..


محمد كريشان: ما قمتم بانقلاب؟ ماذا تسميه إذاً؟

محمد ولد عبد العزيز: ما قمنا بانقلاب، اللي قمنا به هو ردة فعل لعدة مشاكل كانت قد تؤدي إلى فساد البلد.


محمد كريشان: يعني أنت ترفض تسميته بالانقلاب؟

محمد ولد عبد العزيز: نرفض تماما وإطلاقا التسمية، نحن لم نقم..


محمد كريشان (مقاطعا): يعني عادة دوليا إذا أمسك العسكر بالسلطة يسمى انقلابا لأنه..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): نحن إذا كان في انقلاب هو الرئيس السابق هو اللي قام به لأنه اللي قام..


محمد كريشان (مقاطعا): انقلبتم على الانقلاب يعني.

محمد ولد عبد العزيز: انقلبنا على الانقلاب لأنه هو عمل انقلابا في الليل، بات في الليل عمل انقلاب ما تصبح الصبح.

الخطوات المقبلة وردود الفعل الدولية والإقليمية

محمد كريشان: نعم، الآن ماذا أنتم فاعلون؟ ما هي الخطوات المقبلة؟

محمد ولد عبد العزيز: حرصا منا على الديمقراطية واللي ردة الفعل كانت حرصا منا على الديمقراطية وإن شاء الله سوف نمر في معالجة الأمر واللي تنحى من المؤسسات الديمقراطية هي المؤسسة الرئاسية وحدها يعني المؤسسات الثانية كاملة ما زالوا موجودين يشتغلون ولنفرجي تماما عليهم بأن الرئيس كان شالل حركتهم وما كان يخليهم يعملون، نحن دعما للديمقراطية ما ننوي عرقلة كيف ما عمل الرئيس السابق.


محمد كريشان: قلتم ستجرون انتخابات رئاسية في أسرع وقت ممكن، هل لديكم تصور عن موعد معين؟

محمد ولد عبد العزيز: إن شاء الله نجري انتخابات رئاسية بأسرع وقت ممكن، هذا يتطلب أن نباشر الواقع وعندما نباشر الواقع ونتصل بجميع المعنيين بالأمر بصفة محددة بعد ذلك الوقت اللي ستتم فيه الانتخابات الرئاسية.


محمد كريشان: ولكن يعني نظريا، هذا رئيس منتخب سير الأمور بطريقة لم تنل إعجاب المؤسسة العسكرية وإعجاب بعض النواب فوقعت الإطاحة به، ما الذي يضمن يعني نظريا على الأقل، أن يقع انتخاب رئيس جديد وإذا سارت الأمور بشكل لا يعجبكم يقع انقلاب آخر وهكذا يعني؟

محمد ولد عبد العزيز: المشكلة، أعود ثانيا وأؤكد لك أن المشكلة ليست مشكلة بين الرئيس السابق والمؤسسة العسكرية، يعني المؤسسة العسكرية أطاحت بالرئيس السابق عام 2005 من أجل الديمقراطية من أجل ترسيخ الديمقراطية في البلد..


محمد كريشان (مقاطعا): كنت عضوا في مجلس..

محمد ولد عبد العزيز: عضو في ذات المجلس وأصريت أن نصل إلى انتخاب رئيس بصيغة شفافة وديمقراطية، ولكن الرئيس اللي حصلنا عليه هو الرئيس اللي قاد البلد بتوجه غير ما يقوم فيه وأفسد المؤسسات كاملة وشلها وأعاقها ما خلا البلد يتقدم وبالتالي مشكلة الرئيس مشكلته هو في السابق مع الديمقراطية ما هي مع الجيش، الجيش جيش جمهوري وده يتم إن شاء الله وده حامي الدولة إن شاء الله، وقام بعد ذلك بردة الفعل اللي تسمونها أنتم انقلابا ونحن نسميها ردة فعل من أجل إنقاذ البلد من الأمور اللي كانت مع الرئيس، أنتم في الجزيرة تعرفون عن موريتانيا الأنباء اللي تتحدث عن موريتانيا كاملة عن فيها الفساد تماما، فسدت تماما بعد مجيء الرئيس السابق واقتصاديا وسياسيا تفشل الديمقراطية واجتماعيا والمشاكل بدأت تتراكم ونحن الآن في ورطة تماما وحلها ما كان حل الجيش، لأن الجيش ضروري عامة لأمن البلد ولأمن حدوده.

إعلان


محمد كريشان: ولكن اسمح لي جنرال يعني ألا تعتبرون بأنكم أفسدتم ما وصف في فترة من الفترات بأنه تجربة موريتانية جيدة وممتعة أن يأتي العسكر 2005 يقوم بانقلاب، فترة انتقالية، انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة وحضرها كثير من المراقبين وأصبحت هناك مؤسسات ديمقراطية وإن كانت ضعيفة وهشة ولكنها تعمل. الآن القوة العسكرية عوض أن تكون حامية لهذه التجربة من بعيد تدخلت وتورطت في العمل السياسي اليومي وبالتالي انتقلتم من حماة للديمقراطية إلى متورطين في العمل السياسي اليوم، هل لديكم خوف في هذه المسألة؟

المسلسل الديمقراطي أفسد من طرف الرئيس السابق وليس العسكر، أفسده بعدم تفهمه للوضع وعدم تماشيه مع حقيقة البلد، وطول مدة رئاسته لم يزر أي منطقة في موريتانيا ولم يحقق أي مشاريع تنموية

محمد ولد عبد العزيز: ما في أي خوف، ولكن بالصح عندكم الصح المسلسل الديمقراطي أفسد ولكن أفسد من طرف الرئيس السابق، ليس العسكر هو اللي أفسده اللي أفسده هو الرئيس السابق بعدم تفهمه للوضع وعدم تماشيه مع حقيقة البلد، مدة 15 شهرا الرئيس ما زار أي منطقة في موريتانيا ما عدا مدينة الطينطان ولم يصنع شيئا فعلا جاء بسرعة للطينطان غير أنه لم يصنع شيئا فسكان مدينة الطينطان ما زالوا غارقين في المياه التي اجتحاتهم في السنة الماضية وهاهو الخريف بدأ وسيزداد غرق المدينة. وقد ذهب إلى مدينة نوذايبو ووعد سكانها وعودا تنموية كثيرا لوم يتحقق منها شيء. و جل زمنه كان مفوته في الخارج هو مسافر في الأسفار للخارج، ومصروفات الدولة انزادوا وأكثر اللي انصرف انصرف خارج الشيء المهم للبلد يقدمه.


محمد كريشان: الآن بالنسبة لردود الفعل العربية والدولية يعني موقف قوي من فرنسا، الولايات المتحدة أوقفت مساعداتها غير الإنسانية، الاتحاد الأوروبي أدان، الاتحاد الأفريقي علق عضوية موريتانيا، كيف تنظرون إلى هذا الاستياء والإدانة الدولية مما جرى في نواكشوط؟

محمد ولد عبد العزيز: ما هي أول مرة هذه الدول يعني يتحدثون عن قضايانا ويدينون الأحكام والانقلابات ولكن نحن نخصهم غدا بمعلومات ولهذه الدول عدة علاقات مع موريتانيا علاقات جيدة، وإن شاء الله في الأيام والأسابيع القادمة إن شاء الله ستظهر حقيقة ما حصل.


محمد كريشان: وتعتقدون أنه إذا ما فهموا الوضع سيتفهمون الحركة؟

محمد ولد عبد العزيز: يتفهمونها ويراجعون مواقفهم.


محمد كريشان: يعني هل تدخلكم هذا مؤقت بمعنى إذا جرت انتخابات رئاسية وصعد فلان أو فلان ستعودون إلى ثكناتكم أم ستتركون العمل السياسي بالكامل؟ هل لديكم تصور حول هذه المسألة؟

محمد ولد عبد العزيز: الهدف عندنا هو تنظيم انتخابات ديمقراطية شفافة وده يحصل إن شاء الله إذا انتخب رئيس.


محمد كريشان: يعني لم تعطني تاريخا معينا للانتخابات الرئاسية وقلتم في أسرع وقت، لنقل إلى أجل لا يتجاوز كم مثلا؟ شهر، شهرين؟

محمد ولد عبد العزيز: بأسرع وقت، لأننا يعني نبذل جميع الجهود اللي عندنا، نرتب أمورنا.


محمد كريشان: يعني هل لديكم آمال بالنسبة لدول الجوار، يعني لم نسمع ردود فعل من دول الجوار الموريتاني؟

محمد ولد عبد العزيز: ما عندهم مشكلة معنا، إحنا علاقتنا معهم طيبة ويعرفون الوضع وموريتانيا الحمد لله آمنة وفيها استقرار وما عندها أي مشكلة في علاقتها معهم..


محمد كريشان (مقاطعا): بُلغتم بذلك؟

محمد ولد عبد العزيز: إيه، تحدثنا معهم..


محمد كريشان: حتى المواقف الدولية من القوى الكبرى تعتقد بعد..

محمد ولد عبد العزيز (مقاطعا): ما في مشكلة..


محمد كريشان (متابعا): سيعيدون الاتصال بكم؟

محمد ولد عبد العزيز: الوضع في موريتانا مسيطر عليه وإن شاء الله الأمور ستتحسن، وظروف الدولة تتحسن إن شاء الله ولصالح الجميع وما في مشكلة، ما نخشى أي شيء نحن يعني.


محمد كريشان: شكرا جزيلا لك جنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا وبهذا مشاهدينا الكرام نكون قد وصلنا إلى هذا اللقاء الخاص مع الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للدولة في موريتانيا، دمتم في رعاية الله وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة