
محمود عباس.. الموقف من حكومة الوحدة الوطنية
– عقبات وفُرص تشكيل حكومة الوحدة الوطنية

محمود عباس – الرئيس الفلسطيني: أهلا وسهلا.
إيمان عياد: سيادة الرئيس في الآونة الأخيرة كان هناك حديث عن حدوث تقدم في المشاورات بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية استنادا إلى وثيقة الأسرى، فجأة كما رأى البعض هذا الكلام تغير خلال زيارتكم إلى واشنطن وخلال أيضا بُعيد زيارتكم إلى الأردن، ما الذي تغير؟ ما أسباب هذا التغير في الموقف؟
عقبات وفُرص تشكيل حكومة الوحدة الوطنية
محمود عباس: هو الذي تغير قبل ذهابنا إلى نيويورك وليس بعد ولكن أحب أن أقول أننا فعلا كنا منذ ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر بدأنا حوارا وطنيا كما تعلمون على أساس هذه الوثيقة إلا أن الحرب على لبنان والحرب على غزة أوقفت العمل بهذه الوثيقة لمدة شهر أو شهر ونصف، ثم بعد ذلك بدأنا أعدنا الحوار مرة أخرى ووقَّعنا اتفاقا بيننا وبين حركة حماس وهذا الاتفاق لا أعتقد أنه لم يُنشر ولكنه موجود هذا الاتفاق على أساسه تشكَّل حكومة الوحدة الوطنية ومن أبرز بنوده بندان أساسيان هما، البند الأول أن الحكومة تحترم كافة الاتفاقات المعقودة من قِبل منظمة الحرير باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والمسؤولة عن السلطة الوطنية والبند الثاني هو أن الحكومة تساعد الرئيس في وضع السياسة العامة على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية وهناك بنود أخرى أيضا في هذا الاتفاق ولكن بعد أن وُقِّع بأقل من أربعة وعشرين ساعة بدأ الأخوة في حماس يطالبون بتعديلات عليه الأمر الذي نقضه بالكامل، فقبل أن أذهب إلى واشنطن كنت أشعر أن الاتفاق قد انتهى وبالتالي لابد أن نعود مرة أخرى ولذلك ربما قلت في إحدى المقابلات مع الأسف أننا عدنا إلى نقطة الصفر.
إيمان عياد: يعني حركة حماس وبالتحديد في مقابلة اليوم جرت على قناة الجزيرة محمد نزَّال اتهمكم أنتم بالتراجع عن هذه الاتفاقات عن هذا الاتفاق لتشكيل هذه الحكومة وقال بأن الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع وقال بأنك بدأت حال خروجك من الأراضي الفلسطينية بإعلان أن المفاوضات قد وصلت إلى نقطة الصفر، كيف تردون على مثل هذه الاتهامات لكم؟
محمود عباس: أولا نحن لم ننقض الاتفاق ونحن ملتزمون به حتى هذه اللحظة، يعني نحن مستعدون الآن أن نجلس لنشكل الحكومة على أساس الاتفاق ولكن هل الإخوة في حماس موافقون على كل ما ورد فيه؟ هل هم موافقون على هذه البنود التي تم التوقيع عليها؟ إذا كان هذا فنحن نقول إننا جاهزون.
إيمان عياد: توقيع الاتفاق على أي أساس؟ على أساس وثيقة الأسرى أم على أساس شروط الرباعية التي تحدثتم عنها وأنتم في الولايات المتحدة؟
محمود عباس: لا على أساس وثيقة الأسرى ووقِّعت من قِبل الجانبين بمنتهى الرضا وبعد التوقيع مباشرة وقَّع عليها شخص من حماس وآخر من فتح واثنان شاهدان، ثم بعد ذلك بدقيقة جاءنا التليفزيون الفلسطيني وكنت جالسا أنا والسيد إسماعيل هنية وبشرنا الشعب الفلسطيني بأننا اتفقنا وأننا الآن سنبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة الفلسطينية، بعد ذلك بساعات بدأ نقض هذا الاتفاق من قِبل حركة حماس، بدؤوا يقولون هذه نقبلها وهذه لا نقبلها وهذه نستطيع أن نقبلها وهذه.. ومن جملة الأشياء مثلا المبادرة العربية موجودة في النص ثم قالوا لا.. لا نريد أن.. لا نستطيع أن نتحملها إطلاقا.
إيمان عياد [مقاطعةً]: إذاً جوهر الخلاف هو المبادرة العربية؟
محمود عباس [متابعاً]: لا أنا لا أقول جوهر الخلاف، أنا أقول هناك اتفاق عندما يُنقض بند من بنوده من قِبل أي طرف يصبح البند غير قابل للتطبيق، أنا بأقول أنا ملتزم.. أنا الذي يعني أشرفت على هذا ملتزم بكل كلمة وردت في الاتفاق، إذا حماس تقول هذا الكلام فنحن جاهزون فورا إلى الاتفاق ولذلك أنا لا أستطيع أن أرد على المدعو محمد نزَّال لأنه بصراحة يفتري.
إيمان عياد: مع ذلك بعض قيادات فتح تقول إن وثيقة الأسرى لا تعتبر أساسا جيدا لأي حكومة وطنية فلسطينية كذلك لا تلبي المطالب الدولية، هل تعارضون مثل هذا الرأي؟
محمود عباس: نحن بالبداية وثيقة الأسرى أفهمناها كما هي احتراما للأسرى الذين ننظر إليهم نظرة إجلال وإكبار، لا تلبي أي شيء ولكنها تلبي الحد الأعلى من مطالبنا ونحن وضعناها بين يدي المتفاوضين وكنت قلت إذا لم يتفق الأطراف المعنية عليها سأنزل إلى الاستفتاء وحددت موعد استفتاء في 27 يوليو الماضي ولكن جاءت حركة حماس وباقي الفصائل وقالوا نوقِّع على الاتفاق فوقَّعوا عليه فجمدت الاستفتاء، إذاً نحن ملتزمون بوثيقة الأسرى ثم بعد ذلك ملتزمون بالاتفاق الموقَّع بيننا وبينهم الذي عُرض على لجنة المتابعة الفلسطينية يعني كل الفصائل اطلعت على الاتفاق وانتهى الأمر، عندما يُخرق هذا الاتفاق ببند واحد أو نصف بند أو بندين يعتبر يعني لابد أن يعاد النظر فيه.
إيمان عياد: إذا كنتم ملتزمين بهذه الوثيقة لماذا خلا خطابكم في الأمم المتحدة من ذكرها وإنما جرى الحديث عن شروط رباعية؟
" الاتفاقات الموقعة هي الاعتراف المتبادل بيننا وبين إسرائيل، وهي الموافقة على المبادرة العربية وعلى خطة خارطة الطريق التي أصبحت قرارا أمميا " |
محمود عباس: نحن عندما انتهى الاتفاق وشعرت أنه أُلغي تماما.. أُلغي تماما قلت أنا الآن يجب أن يعني نقدم شيئا يقبله العالم والذي يقبله العالم هو شروط الرباعية وما هي الشروط الرباعية؟ الشروط الرباعية هي.. لو أردنا أن نعود إلى تفصيل الاتفاق الذي وقَّعناه عندما نقول الاتفاقات الموقَّعة احترام الاتفاقات الموقعة.. الاتفاقات الموقعة هي الاعتراف المتبادل بيننا وبين إسرائيل، هي الموافقة على المبادرة العربية، هي الموافقة على خطة خارطة الطريق التي أصبحت قرارا أمميا رقم 1515، كله موجود..
إيمان عياد: لكن أيضا هي نبذ العنف، هي أيضا الاعتراف بإسرائيل.
محمود عباس: كله موجود في الاعتراف المتبادل اللي هو أحد القضايا أو أحد الاتفاقات الموقَّعة بين الرئيس ياسر عرفات والرئيس رابين.. رئيس الوزراء رابين وهذه نشير لها بأن الحكومة تلتزم أو بلاش تلتزم تحترم الاتفاقات الموقَّعة وهذا أحد الاتفاقات الموقَّعة، نحن لا نأتي بشيء جديد وإنما كان مغلفا لربما لحفظ ماء الوجه ربما لأي سبب آخر إنما كان مغلفا بطريقة نحن أيضا نريد أن نمشِّي الأمور، لا نريد أن نعطلها أو نعقدها لأسباب لُغوية أو لأسباب لفظية أو غير ذلك، إنما ما ورد في الاتفاق الموقَّع فيه كل شيء يلبي كل شيء، عندما نُقض أصبح لابد من التوضيح أكثر فأكثر.
إيمان عياد: لكن الشروط الرباعية مختلفة تماما عن وثيقة الأسرى.
محمود عباس: لا ليست مختلفة إطلاقا.
إيمان عياد: يعني وثيقة الأسرى لا تشير لا من قريب ولا من بعيد للاعتراف بإسرائيل على سبيل المثال.
محمود عباس: أنا بأقول خلينا نذهب من نتجاوز وثيقة الأسرى إلى الاتفاق الموقَّع، فيه اتفاق موقَّع بيننا وبينهم، وثيقة الأسرى تتحدث عن الشرعية الدولية وتتحدث عن الشرعية العربية وتتحدث عن اتفاقات العربية، نحترم كيف نكون عربا ولا نحترم قرارا نحن أخذناه مع العرب، طبعا هناك حجج أن المبادرة العربية مثلا ليس فيها إشارة للاجئين وهذا غير صحيح، هناك نص واضح بحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين حسب القرار 194 الذي يُذكر لأول مرة في وثائق أممية بعد 1949، يعني منذ عام 1949 اليوم نُشر لأول مرة وثُبِّت لأول مرة في الوثائق الأممية، وضعنا هذا موجودة في نص المبادرة العربية، إذاً في كل شيء موجود.
إيمان عياد: نعم، بالعودة إلى هذه المشاورات يعني أحد أكبر قيادات فتح اليوم أو بالأمس السيد فاروق القدومي في حديث لصحيفة عربية هي الحياة قال بأن الطرفين غير جادين للتوصل إلى حكومة وحدة وطنية وقال أيضا لا يريدون التوصل إلى اتفاق ويضعون العراقيل وحذَّر مِن فشل سيؤدي إلى اقتتال داخلي، يعني ما يطرح سؤال حول جدية جميع الأطراف الفلسطينية في التوصل إلى هذه الحكومة؟
محمود عباس: يعني أنا أقول هذا كلام غير دقيق صراحة، الأطراف جادة بلا أدنى شك نحن وحماس وكل الأطراف جادين لأن نحن في مأزق ومأزق خطير، نحن في حصار نحن في وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي متردي فكلنا جادون الآن ولكن كلنا ينظر إلى الموضوع من زاوية فبالتالي الكلام أنه لا توجد جدية هذا كلام لا أساس له من الصحة ولا يعبر عن الواقع إطلاقا، يعني لا أريد أن أتهم أحدا لا حماس ولا غيرها بأنه غير جادة، لا جادين ولكن كيف الوصول إلى الاتفاق؟ اتفقنا ونُقض الاتفاق يعني وقلت نعود إلى الصفر، ما معنى نعود إلى الصفر؟ نعود لنبدأ الحوار مرة أخرى ونتحدث.. يعني يجب أن لا نقول خلاص فشلنا وانتهينا وليذهب الجميع إلى الجحيم لا نستطيع أن نقول هذا، نحن مسؤولون والحكومة اللي عندنا برئاسة هنية أيضا مسؤولة ولذلك نحن نبحث عن حل إنما كيف؟ هنا التجاذب المحلي والخارجي والداخلي كلٌ يتجاذب عندنا في المنطقة.
إيمان عياد: في حال فشلت كل هذه الجهود للتوصل إلى هذه الحكومة ما هي السيناريوهات المحتملة من قِبلكم على الأقل هل ستلجؤون إلى حل الحكومة؟ هل ستلجؤون إلى انتخابات مبكرة؟ هل هذه الاحتمالات واردة؟
محمود عباس: يعني أنا.. أردنا أن نقول حل الحكومة إقالة الحكومة استقالة الحكومة ده حق من حقوقي وأستطيع أن أمارسه في أي وقت ولكنني لا أري من المناسب البحث في هذا الموضوع وإنما أرى الأفضل الناحية الإيجابية أن نسعى ونسعى من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، إنما هناك كثيرون قالوا مثلا إن حل الحكومة أو استقالة الحكومة هذه وصفة سياسية لحرب أهلية، لماذا؟ هذا حق الرئيس أن يقيل الحكومة ويعين حكومة جديدة أو يقبل استقالة الحكومة ويعين حكومة جديدة ولا تخرب الدنيا ولا ينتهي العالم فهذا النظرة إليه نظرة خاطئة أن يقال إن هذا وصفة طبية أو وصفة سياسية من أجل حرب أهلية كأنه يدعو فعلا إلى حرب أهلية، نحن.. بالنسبة لي شخصيا عندما كنت رئيسا للوزراء والآن أعتبر أن الحرب الأهلية خط أحمر لن أسمح بها وما دون ذلك نحن نتحاور ونتشاور ونتصايح ونتلاسن في الفضائيات وغير الفضائيات إنما في ضمن هذا الإطار حتى نصل إلى حلول ويجب إلى أن نصل إلى حل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، الآن ثبت للجميع أنه الحل الأمثل فعلينا أن نتواءم ونتوافق على هذا الحل.
إيمان عياد: ماذا عن حكومة تكنوقراط؟ هل هي أيضا أحد الخيارات المطروحة؟
محمود عباس: حكومة تكنوقراط تعني أنه لا يوجد فصيل يشترك في هذه الحكومة، ماذا؟ هذا مطروح وكان مطروحا لكن أعتقد أنه حكومة تكنوقراط أو حكومة.. فيه هناك مَن يدعو إلى حكومة طوارئ، بالمناسبة أنا أرفض هذا رفضا قاطعا لأنه حكومة طوارئ غير يعني مؤهلة لن تكون مؤهلة لحل المشاكل الأساسية الموجودة عندنا، حكومة التكنوقراط حكومة جيدة وممكنة ولكن أيضا ربما لا تستطيع أن تلبي الاحتياجات ولا تستطيع أن تحمل المسؤولية، الذي يحمل المسؤولية هي الفصائل التي يعني لها وجود على الأرض ولها كيانات ولها أحزاب وغير ذلك لذلك نحن نفضل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها حماس وفتح والتنظيمات كلها والقطاع المدني بأسرة بكل أطيافه وبكل يعني ألوانه لتكون هذه الحكومة ممثلة لكل أطياف الشعب، هذا برأيي هو الأفضل، إذا لم ننجح لابد أن نفكر لكن بصراحة ليس لديّ الآن أية حلول أخرى.
إيمان عياد: فاصل قصير مشاهدينا لكرام ونعود بعده إلى هذا اللقاء الخاص مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
[فاصل إعلاني]
إيمان عياد: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام إلى هذا اللقاء الخاص مع الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، سيادة الرئيس المعاناة الإنسانية أيضاً كيف ترون المَخرج من الحصار الاقتصادي الذي أيضاً يعاني منه الشعب الفلسطيني في الآونة الأخيرة؟
" ضرورة التعامل مع إسرائيل لأن كل عملنا اليومي مع إسرائيل ولا يستطيع أحد أن يغادر من بلد إلى بلد أو من مكان إلى مكان إلا بإذن إسرائيل " |
محمود عباس: يعني حتى نكون صريحين، أميركا فرضت علينا حصاراً اقتصادياً وحصاراً سياسياً وحصاراً اجتماعياً بعد أن أجرينا الانتخابات، نحن لسنا نادمين على إجراء انتخابات حرة ونزيهة إطلاقاً وهذا إيمان وأنا عندما قررت الانتخابات ربما عارضت كثيرين وعارضت كثيراً من الضغوط التي وُضعت عليّ من أجل أن أعطل الانتخابات لكن كنت مصمماً وجاءت الانتخابات ونجحت حماس، ثم كانت هناك ضغوط أن لا تُكلَّف حماس وكلفت حماس لكي تقوم بالمهمة بمهمة الحكومة وسهَّلت لها كل شيء على الرغم من الاتهامات التي كانت تتطاير في الأجواء إنه الذي يعطلنا أميركا وإسرائيل وأبو مازن وغير ذلك، مع الأسف هذه لا يُرد عليها، إنما نحن مشينا في هذا الخط إلى الآن.. الآن فيه علينا حصار لا ننكر إنه فيه حصار والحصار مفروض يعني لا يستطيع أحد أن يرسل لنا قرشاً واحداً لأنه الكل ملتزم بهذا الحصار برغبته أو بدون رغبته، إذاً لابد أن نفك هذا الحصار، كيف نفكه؟ نفكه بالتواؤم مع السياسة الدولية اللي نحن نعيشها الآن، نحن لا نعيش بجزيرة منعزلة عن العالم، نحن نتعامل.. يعني هناك ناس يقولون كيف نتعامل مع إسرائيل؟ نحن كل عملنا اليومي مع إسرائيل.. كل شغلنا مع إسرائيل وأنا قلت أكثر من مرة إنه لا يستطيع أحد أن يغادر من بلد إلى بلد أو من مكان إلى مكان إلا بإذن إسرائيل..
إيمان عياد: هذا يعيدنا إلى نقطة الخلاف، الاعتراف بإسرائيل.
محمود عباس: نحن نشرح الصورة ثم نقول كيف؟ ثم الأموال الموجودة عند الإسرائيليين وهي ما نسميها العائدات الجمركية والضريبية وغيرها، التنقل كما قلت المياه الكهرباء الصحة كلها موجودة كلها من إسرائيل فمَن يغمض عينه ويقول أنا لا أرى هذا لا يستطيع أن يحل، هذا الوضع كيف نحله؟ لا أريد لا يعترف.. يعترف أو لا يعترف ليست هذه المشكلة إنما أقول أنت وزير.. تريد أن تكون وزيراً في فلسطين كيف تتعامل؟ إذا أردت أن تسافر لزيارة بلد تحتاج إلى إذن من إسرائيل، إذاً كيف ستتعامل؟ أنا أشرح أعمل وصف للحالة ثم أقول للطرف الآخر كيف يمكنك أن تتعامل مع هذه الحالة.
إيمان عياد: يعني على ذِكر هذا المأزق الاقتصادي هناك ثلاثة مائة مليون دولار وصلت إلى حساب الرئاسة منها مائتين وخمسين من السعودية وخمسين مليون من الكويت، هل دُفعت هذه الأموال للشعب الفلسطيني؟
محمود عباس: هذه الأموال لم تصل، هذه الأموال اعتُمدت من قِبل حكومة صاحب الجلالة الملك عبد الله أبلغنا علناً أنه لكم عندنا مائتين وخمسين مليون دولار سندفعها لكم في الوقت المناسب وأشقاؤنا في الكويت عندما زرت الكويت في المرة الأخيرة قالوا نحن اعتمدنا لكم خمسين مليون دولار فمائتين وخمسين مليون دولار فيه فرق كبير أنا أرجو إنه يكون الـ (Quotation) مش صحيح لأنه رفيق الحسيني..
إيمان عياد: هذا ما قاله الدكتور رفيق الحسيني.
محمود عباس: أعتقد هذا ما قيل عنه أو هذا ما نُقل عنه لأنه ها دول ثلاثمائة مليون دولار صحيح لم نستلم منهم قرشاً واحداً حتى الآن هي لنا ومعترَف بها ويمكن أن نأخذها لا أدري متى لأنه هذه قضية الأخوة تبرعوا بها والاخوة سيعطوننا إياها متى لا أدري، إنما نحن لهذا الشهر مثلاً أنا وعدت الناس أن أعطيهم راتب شهر رمضان وكنت أتوقع أن يصلنا أموال، وصلنا فقط 67 مليون دولار هذه لا تكفي إلا لنصف شهر فاضطررت أن أقول هذه لنصف شهر وليس لدينا قرش آخر، هناك مَن يقول وصلت أموال وآلاف ومئات الملايين هذا كله هراء وافتراء وكذب لأنه كل هذه الأموال تأتي بطريقة رسمية إلى البنوك من دول وتعلَن وتصرَف وأنا أقول لأول مرة تصرف من قِبل رئاسة السلطة ومن قِبل وزارة المالية يعني وزارة المالية تشارك في صرف كل قرش ومَن يقول عكس ذلك فهو لا يقول الصحيح.
إيمان عياد: قلت بأنه قد وصل 67 مليون دولار فقط، من أين وصلت هذه الأموال؟
محمود عباس: هذه الـ 67 مليون دولار وصلتنا قبل 15 يوما من قطر خمسين مليون دولار ومن السعودية 15 مليون دولار ومن البحرين اثنين مليون دولار، بالنسبة لقطر والسعودية.. بالنسبة للسعودية والبحرين هذه الالتزامات التي التُزم بها في الجامعة العربية، هذا لا علاقة له بالمائتين والخمسين مليون اللي حكينا عنها بالأول وكذلك من البحرين، أما بالنسبة لقطر فهذه دفعة يعني خليني أقول مكرُمة دُفعت فهذه الـ 67 مليون دولار لم يصلنا غيرها فحسبنا حساباتنا ماذا تكفي؟ لا تكفي الرواتب.. الرواتب تحتاج إلى حوالي مائة وعشرين مليون دولار، فإذاً صرفنا حوالي 50% من راتب لكل إنسان حتى يواجه أعباء شهر رمضان.
إيمان عياد: ومتى سيتم الإيفاء بالالتزامات الأخرى الدولية؟
محمود عباس: عندما يفرجها ربنا.
إيمان عياد: هل هناك محاولات أو جهود للتوصل..
محمود عباس: المحاولات مستمرة إحنا ليس لدينا إلا هذه المحاولات يعني ما عندنا مشكل الآن إلا أن نبحث عن مصادر تساعدنا على الإيفاء بالتزاماتنا وإلا فيه عندنا إضراب صار له الآن خمسة أسابيع أو ستة أسابيع وهذا الإضراب شامل كامل في كل مكان واصطدامات ومشاكل يعني لا أحد يرضى بها إطلاقا، يعني حتى رجال الشرطة اللي يحفظون النظام طلعوا مظاهرة يعني هذه لم تحصل لكن السبب إيش؟ سبب أنه فيه جوع.. جوع حقيقي وبالتالي ولابد إذا كنا مسؤولين لابد أن نواجه هذه المسألة بمسؤولية.
إيمان عياد: بالنهاية يعني هناك حديث يجري في منطقة الشرق الأوسط عن وجود محورين الآن، المحور السعودي المصري الأردني والذي يقال بأنه السلطة تتبع هذا المحور والمحور الآخر اللي هو الإيراني السوري ويتبع له حزب الله وحماس من جهة أخرى، يعني هل ترون أنفسكم متورطين بهذه المحاور؟
محمود عباس: أولا هناك من يحب أن يكون عضوا في محور، نحن سياستنا رفض المحاور بالمطلق وقد أعلنت هذا أكثر من عشرات المرات، نحن فلسطينيين بحاجة ماسة لكل العرب وكل المسلمين وكل العالم ونتعامل معهم على قدم المساواة وبمسافات واحدة، نحن ليس من مصلحة شعبنا ولنا تجارب مريرة وصعبة لا أريد أن أكررها، لا نريد أن ندخل في أي محور، الآن علاقتنا ممتازة مع الجميع، لا توجد لدينا مشكلة مع أحد وسنُبقى على هذه السياسة وننتقد بشدة كل مَن يتحدث أن الفلسطينيين في هذا المحور أو في ذاك، نحن مع الجميع دون استثناء.
إيمان عياد: وجودكم حاليا في دولة قطر هناك أيضا حديث عن وجود وساطة قطرية ربما محاولات لجمعكم مع خالد مشعل، ما حقيقة هذه الأنباء؟
محمود عباس: يعني سُئلت أنه التقيت مع السيد مشعل أو لم ألتقِ؟ أنا لم التقي معه وأنا مغادر غدا، لم يحصل لم يطلب الأخوة مني أن التقي هذه قضية أنا بصراحة يعني حواري كله مع رئيس الوزراء في الوطن ونتحاور ونتبادل الرأي ونتفق ونتعارض وتُنقض الاتفاقيات كلها هناك ولذلك يعني لم يحصل أنه جرى حديث للقاء مع الأخ..
إيمان عياد: لكن على الأقل هل كانت هناك محاولات على حد علمكم لجمعكم بالسيد خالد مشعل ولم تنجح ربما؟
محمود عباس: يعني أعفيني من هذا الجواب..
إيمان عياد: البعض يتهمك سيادة الرئيس بأنك لست رئيسا للفلسطينيين جميعا وإنما رئيس لحركة فتح؟
محمود عباس: صح، يعني هذا اتهام مع الأسف الشديد لو نرى الواقع من أشهر إلى الآن، لو كنت رئيسا لفتح فقط لم أسمح بالانتخابات، لم أسمح لحماس أن تشكل حكومة وأستطيع.. أستطيع أن أؤجل الانتخابات أستطيع أن أعرقل قيام الحكومة أستطيع أن أفعل لكن لأني رئيس للشعب الفلسطيني كله أدرت انتخابات لم تحصل لا في سويسرا ولا في السويد بنزاهتها وشفافيتها وقلت سأقطع أي يد تتدخل في هذه الانتخابات ثم مشينا إلى الآن وأنا أتحدى أنني مِلت أو انحزت لهذه الجهة أو تلك ولكن أنا بالأخير مادمت مسؤولا عن الشعب الفلسطيني فأنا مسؤول عن مصير الشعب ولذلك واجبي أن أقول هذا صح وهذا غلط وهذا يجوز وهذا لا يجوز، إنما أنا لا أفرق في المعاملة بين الناس بسبب انتماءاتهم الفكرية والعقائدية والحزبية، هذه قضية لا أنظر إليها إطلاقا.
إيمان عياد: أُعلن عن لقاء مرتقب بينكم وبين إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي في القريب العاجل هذا اللقاء انتُقد من بعض الأطراف الفلسطينية حتى قبل أن يتم بحكم أن ثلث أعضاء البرلمان الفلسطيني هم يقبعون في السجون الإسرائيلية، يعني كيف تردون على مثل هذه أيضا الانتقادات؟
محمود عباس: يعني أنا عندما أريد أن التقي بأولمرت التقي من أجل الأسرى من أجل الوزراء من أجل النواب من أجل أعضاء البلديات من أجل قضايا فلسطينية كثيرة، يعني أنا لا التقي مع أولمرت لمجرد أحب أن التقي معه والدليل على ذلك أنه منذ أن انتُخب لم نلتقِ إطلاقا، لماذا؟
إيمان عياد: تعثرت هذه المحاولات أكثر من مرة..
محمود عباس: لا.. لا لم نلتقِ لأنه كان رأيي دائما نريد أن نلتقي، جيد، لنضع جدول أعمال يناقشه ونحضِّر للقاء تحضيرا جيدا فإذا ما حضرنا واتفقنا على بعض البنود نذهب لنلتقي وأنا لا يعني.. لن تكون اللقاءات سرية، يجب أن نلتقي لأنه يوميا إحنا عندنا احتكاكات فلسطينية إسرائيلية، يعني إذا أنا لم التقِ مع رئيس الوزراء، وزير المالية مجبور أن يلتقي مع وزير المالية الإسرائيلي ووزير الصحة مجبور أن يلتقي مع وزير الصحة الإسرائيلي ووزير المياه مجبور أنه يلتقي مع الإسرائيلي، هذه قضايا لا يلمسها مَن لا يعانيها مثلنا، نحن سنطالب بكل مَن قضى أكثر من عشرين سنة، نطالب بالأطفال بالنساء بالشيوخ بالمرضى وعدد أخر من الأسرى، نطالب بقيادات فلسطينية مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم نطالب بالوزراء الذين لا ذنب لهم ألا أنهم خُطفوا من بيوتهم والنواب وأعضاء المجالس البلدية، هذا الذي نطالب به.
إيمان عياد: لكن في المقابل ما الذي ستقدمونه؟
محمود عباس: إحنا ماذا لدينا أن نقدمه مقابل الأسرى؟ هناك قضية الأسير الإسرائيلي الموجود الآن ولم تُحل مشكلته، هناك مساعي هذه المساعي تقوم بها بصراحة جمهورية مصر العربية تقوم بهذه المساعي حثيثة منذ أن تمت العملية، إلى الآن نرجو أن تنجح، إذا نجحت هذه ستمهد الطريق ستساعد أكثر فأكثر على أن يكون حل أسرانا يعني أكثر مما نتوقع.
إيمان عياد: لكن إلى أين وصلت هذه المسألة، قضية جيلعاد شاليت إلى أين وصلت؟
محمود عباس: لازالت في حوارات مغلقة وسرية ولا أستطيع أن أقول إلى أين وصلت لأنها لم تنتهِ، عندما تنتهي سيعلَن عن ذلك.
إيمان عياد: شكرا لك سيادة الرئيس وشكرا لكم مشاهدينا الكرام على المتابعة لهذا اللقاء الخاص مع الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، إلى اللقاء.