لقاء خاص

محمود عباس.. تحديات القيادة الفلسطينية

رئيس الوزراء الفلسطيني السابق يتحدث عن رؤيته للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتحديات التي تواجه القيادة الفلسطينية في ظل الموقف الحالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي والأسباب التي دعته إلى تقديم استقالته.

مقدم الحلقة:

وليد العمري

ضيف الحلقة:

محمود عباس أبو مازن: رئيس الوزراء الفلسطيني السابق

تاريخ الحلقة:

10/04/2004

– مسؤولية انهيار الأوضاع الفلسطينية
– أسباب سقوط حكومة أبو مازن

– عوامل نجاح الحكومة الحالية

– الانسحاب الإسرائيلي من غزة

– الخلاف مع الرئيس عرفات


undefinedوليد العمري: أسعد الله أوقاتكم، في هذا اللقاء الخاص تستضيف قناة الجزيرة السيد محمود عباس أبو مازن رئيس الحكومة الفلسطينية السابقة وهو أول لقاء له منذ استقالته المثيرة للجدل، سيد أبو مازن أهلا بك في هذا اللقاء.

محمود عباس: أهلا بك شكرا.

وليد العمري: أين أنت منذ نصف عام بعد استقالتك قد غبت كليا عن الساحة؟

محمود عباس: هو فعلا كان في غياب بعد الاستقالة كان لابد من الوقوف على الجانب أنتظر أراقب أُقوم الأوضاع وفي نفس الوقت أتألم مما يجري على الساحة الفلسطينية ويعني ننتظر ماذا يمكن أن تأتي به الأيام.

وليد العمري: والذي انتظرته قد حصل أم أنه لم يأتِ بعد؟

محمود عباس: والله ما أراه الآن يعني حقيقة على المستوى الشعبي الفلسطيني هناك كثير من الانهيارات التي أصابت الشعب على المستوى الاقتصادي على المستوى الاجتماعي على المستوى الأمني على جميع المستويات هناك انهيارات وانهيارات مذهلة ومرعبة يعني يكاد الإنسان لا يصدقها في نفس الوقت الوضع السياسي مجمد منذ فترة طويلة ليس هناك اتصالات ليس هناك لقاءات ليس هناك مفاوضات فالأوضاع كلها تقريبا مجمدة مع الأسف الشديد والوضع كما يراه الجميع.


مسؤولية انهيار الأوضاع الفلسطينية

وليد العمري: ومن المسؤول عن كل الانهيارات التي حصلت كما أفهم من حديثك بعد أن استقالت حكومتك؟


مسؤولية انهيار الأوضاع في فلسطين تقع على عاتق الاحتلال لذلك يجب على السلطة لملمة الصفوف وتوحيد أجهزة الأمن والمال توحيد الأجهزة الإدارية ونطالب الاحتلال أن ينتهي ويتوقف عن الاعتداءات

محمود عباس: والله المفروض المسؤولية تقع على المسؤولين يعني بالدرجة الأساسية ولكن بلا شك إذا أردنا أن نقوم الوضع نقول بالأساس المسؤولية تقع على عاتق الاحتلال، الاحتلال الذي مضى عليه أكثر من ثلاث سنوات الاحتلال الذي دمر البنية التحتية الاحتلال الذي دمر المؤسسات الاحتلال الذي دمر الأجهزة جميعها هو المسؤول لكن في نفس الوقت نحن لا نعفي أنفسنا من المسؤولية لأننا أيضا مسؤولون، مسؤولون عن الشعب مسؤولون عن الوطن مسؤولون عن هذا الحلم وبالتالي لابد أن تكون هناك وقفة حقيقية لا يكفي أن نلوم الآخرين ولكن لابد أن نسأل أنفسنا ماذا علينا أن نعمل ماذا علينا أن نقوم به ماذا علينا أن نعمل للمستقبل حتى نستطيع أن نوقف هذه الانهيارات، وإن شئنا أن نجيب على هذا السؤال نقول هناك قضايا أساسية لابد منها يجب أن تقوم بها السلطة أساسا أو نقوم بها نحن جميعا أولها وقبل كل شيء إعادة لملمة الصفوف إعادة لملمة الأجهزة إعادة لملمة الوضع الفلسطيني كله لأنه هذا واجب علينا أن نوحد أجهزة الأمن أن نوحد أجهزة المال أن نوحد الأجهزة الإدارية أن نوحد كل شيء ثم نطالب الآخرين أن يقوموا بواجباتهم نطالب الاحتلال أن ينتهي نطالب الإسرائيليين أن يتوقفوا عن الاعتداءات هذا كله مطلوب أن نعمله ولكن مطلوب من الآخرين أيضا أن يعملوا.

وليد العمري: هذا واجب كاستحقاق دولي أم كاستحقاق داخلي؟

محمود عباس: هذا واجب استحقاق داخلي علينا أن نقوم به أولا حتى نواجه العالم حتى نواجه شعبنا الأول حتى نواجه قضاياه الأساسية الخطيرة التي يعيشها التي يعاني منها لأن الوضع الآن كما قلت من الناحية الأمنية الوضع يكاد يكون غير موجود من الناحية المعيشية الوضع غير موجود يعني الشعب بشكل عام يعاني من أهم أمرين المعيشة والأمن وبطبيعة الحال ما دام شعبنا افتقد هذين الأمرين فهو في حالة يُرسى لها في حالة صعبة جدا وأنا هنا يعني ممكن أستعين بالآية الكريمة التي تقول: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} يعني ربنا سبحانه وتعالى عندما طالب فرض على نفسه أن لكي يعبده الناس أن يطعمهم ويعطيهم الأمن ونحن بالتالي يجب أن نُعطي شعبنا الأمن ونعطي شعبنا ما يطعمهم ويسقيه ولذلك هذه القضايا يجب أن نواجهها بشجاعة ونقول هذه أمور تستحق مستحقة علينا وهذه تطلب متطلبات كثيرة بصراحة كما قلت عمل داخلي قوي ثم نتوجه إلى العالم ونقول ها نحن قد عملنا واجبنا الاحتلال هو المسؤول الاحتلال عليه أن يقوم بواحد اثنين ثلاثة أربعة.


أسباب سقوط حكومة أبو مازن

وليد العمري: وهذا ما حاولت أن تفعله في خلال فترة حكومتك ولكن فشلتم فيه فتسبب في سقوط الحكومة من المسؤول عن إفشالكم فيه؟


تم النقاش مع أميركا على استعداد الحكومة للتفاوض حول الوضع النهائي حسب خارطة الطريق التي تتضمن رؤية بوش والمبادرة العربية دون بادرة أمل ليسر الخطوات إلى الأمام مما أدى إلى سقوط الحكومة

محمود عباس: نحن الواقع وضعنا برنامجا وهذا البرنامج قدمناه للمجلس التشريعي واضح كان كل الوضوح قلنا لابد من سلطة واحدة لابد من قانون واحد لابد من سلاح شرعي واحد لابد من تعددية سياسية، هذه الأشياء التي أخذنا الثقة عليها وهذه طرحناها على الشارع الفلسطيني وهذا ما قبله الشارع الفلسطيني في البداية وعلى أثره عقدنا هدنة مع المنظمات الفلسطينية وأنا أقول هدنة أحادية الطرف يعني الهدنة فلسطينية ووضعنا الطرف الفلسطيني في الزاوية لأنه كان دائما يتضرع بأن الفلسطينيين يقومون بأعمال والفلسطينيين يحاربون والفلسطينيين يستعملون السلاح عندما نحن قمنا بهذا أُحرج الطرف الإسرائيلي وسحبنا من يده كل الذرائع ثم بدأنا خطوة، خطوة نتحدث مع العالم نتحدث مع الأميركان وقدمنا قضيتنا بشكل واضح سواء فيما يتعلق بالجدار سواء فيما يتعلق بالاستيطان سواء فيما يتعلق بالأسرى سواء فيما يتعلق بالحواجز ثم شرحنا قضيتنا أيضا للمستقبل عندما قلنا نحن مستعدون للدخول في مفاوضات حول الوضع النهائي حسب خارطة الطريق التي تتضمن رؤية بوش والمبادرة العربية، شرحنا كل هذا بالتفصيل وكان عندنا أمل كبير أن نسير خطوات إلى الأمام ولكن مع الأسف الفرصة لم تُتح لنا وكانت النتيجة أن الحكومة سقطت.

وليد العمري: والحكومة سقطت من المسؤول عن ذلك هل ترى هي الجانب الإسرائيلي رئيس الحكومة شارون أم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟

محمود عباس: بلا شك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقدم لها لحكومتنا أي شيء ولم يفِ بأي وعد من الوعود التي قطعها على نفسه والتي قال عندما أعود من الولايات المتحدة سأقدم كذا وكذا أشياء كثيرة وعد ولكنه مع الأسف لم يقدم شيء وكان هذا من الأسباب الأساسية التي أقفلت الأبواب على الحكومة وبلا شك أقول أيضا إن الطرف الفلسطيني أسهم إسهاما كبيرا في إسقاط الحكومة وفي التحريض عليها وفي الضغط عليها وفي دفعها من أجل الاستقالة.

وليد العمري: ولماذا الطرف الفلسطيني، الطرف الفلسطيني المقصود الرئيس الفلسطيني؟

محمود عباس: المقصود القيادة الفلسطينية أو بعض القيادة الفلسطينية لأسباب لا أريد يعني يطول شرحها الآن لكن مع الأسف الشديد تضافرت هذه الظروف هنا وهناك لكن بالأساس شارون وعدم تقبله للوضع والإحراج الذي أصابه من موقف السلطة من موقفنا هو الذي جعله يقفل جميع الأبواب أمامنا وفي نفس الوقت لا أنكر أبدا أن بعضا من القيادة الفلسطينية أسهم في دفع هذه الحكومة إلى الزاوية.

وليد العمري: وإذا كان الأمر كذلك فلماذا هذه القطيعة بينك وبين الرئيس عرفات منذ استقالة حكومتك؟

محمود عباس: يعني المسألة ليست مسألة قطيعة أو لقاءات أو علاقات أنا أنظر للأمور بمنظار أوسع أنظر للأمور بأنه يجب أن يحصل شيء أنا الآن لم أستطع أنا لم أنجح فلا يعني هذا أن الكون انتهى أو الدنيا انتهت وبالعكس يجب علينا أن ننظر إلى الأمام يعني أنا أتمنى للأخ أبو عمار ولحكومة الأخ أبو علاء أن تنجح لأنه أنا يهمني النجاح لا يهمني أن يتم النجاح من خلالي وإنما يهمني أن يحصل النجاح ولذلك أنا أنظر للأمور بمنظار أوسع بمنظار موضوعي وكلي يعني أمل وكلي حماس أن يتم أن يتحقق للأخوة النجاح وأن ينجحوا وهذا كل شيء بالنسبة لي يعني لا يهمني أن أين أكون أنا وما هي علاقاتي مع هذه الجهة أو تلك المهم أن يحصل نجاح من أي جهة كانت من أي أخ كان لأنه القضية ليست قضية شخصية القضية قضية وطن وقضية مستقبل وقضية حلم نحن نرى الحلم الآن ينهار نريد أن ينجح وأتمنى أن ينجح من خلال أياً كان من الأخوة.


عوامل نجاح الحكومة الحالية

وليد العمري: وفي ضوء تجربتك وتجربة حكومتك هل تعتقد أو ترى أن الحكومة الحالية أو القيادة الفلسطينية في وضعها الحالي تستطيع فعلا أن تنجح هل هناك عوامل نجاح؟


خطوات نجاح الحكومة الحالية توحيد أجهزة الأمن وتوحيد أجهزة السلطة ثم السعي لوحدة وطنية حقيقية مع كل الفصائل بما فيها حماس والجهاد

محمود عباس: يعني أنا بالأساس أتمنى لهم النجاح ولكن حتى الآن لم يعني لم يتمكنوا أو لم يُمَكنوا من القيام بخطوات وأعود مرة أخرى لأقول ما لم تبدأ السلطة بخطوات فعلية واقعية على الأرض تبدأ بالأمن بتوحيد أجهزة الأمن بتوحيد أجهزة السلطة بتوحيد فتح بتوحيد تنظيمات الفلسطينية ثم السعي لوحدة وطنية حقيقية مع كل الفصائل بما فيها حماس والجهاد لتتحمل جميعها المسؤولية من هنا تبدأ إذا لم نبدأ من هنا لم نصل إلى أي نتيجة لم نصل إلى أي شيء يمكن أن يحصل إيجابيا بالنسبة لنا فمن هنا يأتي بعد ذلك توحيد أجهزة القضايا المالية والإدارية هذه كلها أساسية أنا لم أرَ حتى الآن خطوات يعني على الأرض فيما يتعلق بهذا ولذلك يعني الرؤية بصراحة ليست واضحة للمستقبل الذي يمكن أن يحصل.

وليد العمري: هل نفهم من حديثك بأنه القيادة الفلسطينية حاليا غير قادرة على التعامل مع التحديات في هذه المرحلة؟

محمود عباس: يعني إحنا وصلنا إلى مرحلة مع الأسف الشديد لا نريد أن نضع اللوم كل اللوم على الآخرين الآن مثلا ما يحصل بالنسبة لمشروع غزة، إسرائيل تقول نريد أن ننسحب من طرف واحد طبعا أي فلسطيني يقول يجب أن ينسحبوا لأنه هذا يسعدنا أن ينسحبوا وينسحبوا من طرف واحد دون أن يكون هناك صفقة أو يعني شيء بالمقابل يدفعه الطرف الفلسطيني الذي أرى إنه هل نستطيع إنه نحن فعلا أن نستلم قطاع غزة بهذا الوضع الذي نحن فيه يعني سؤال كبير يحتاج إلى جواب الشيء الآخر والأهم إنه العالم لا يتكلم معنا يعني أصبح العالم يتكلم عنا ولا يتكلم معنا بمعنى أن أميركا تتحدث مع الإسرائيليين والإسرائيليين يتحدثون مع الأميركان ويعقدون الصفقات أو هناك صفقات تتعلق بإنه إذا أردنا أن ننسحب عليكم أن تعترفوا بالكتل الإستيطانية إذا أردنا أن ننسحب عليكم أن تعترفوا بإسقاط حق العودة يعني كل القضايا أصبحت نحن طرف بعيد وهذا يعني نهاية الحزن والأسف الذي وصلنا إليه إنه أميركا وإسرائيل تعقدان صفقة على القضية الفلسطينية ونحن آخر من يعلم يعني أصبحنا وكأننا في عهد ما قبل أربعين سنة ويذكرني هذا بوعد بلفور إنه من لا يملك لا يستحق ونحن آخر من يعلم هذا هو المؤسف إذا أين هو الدور الفلسطيني لا يجوز الدور الفلسطيني أن يكون مُغيب نحن في الساحة ويجب أن نكون للساحة ويجب أن نكون نحن العنوان الوحيد الذي يتم الكلام من الكلام من قبل كل العالم معه وليس عنه أو عليه وهذه هي المأساة.

وليد العمري: ومن يتحمل مسؤولية هذا التجاهل للجانب الأساسي في الصراع؟

محمود عباس: يعني هناك من يريد أن يُغيب السلطة الفلسطينية نؤكد هذا إنه شارون مثلا شخص يريد أن يغيب السلطة الفلسطينية يريد ويتمنى أن لا يرى شريكا فلسطينيا ولذلك دائما يتحدث عن عدم وجود شريك فلسطيني لكن يجب علينا أن نثبت نحن أن نحن شركاء وهناك شريك فلسطيني وهاهو الشريك الفلسطيني موجود من خلال تحمله مسؤولياته يعني يجب أن يتحمل الطرف الفلسطيني مسؤولياته من أجل أن يقول للعالم أنا موجود كما تحملنا المسؤولية بعد أوسلو نحن وقعنا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني وباسمه ثم دخلت السلطة باسم الشعب الفلسطيني ثم سيطرت السلطة باسم الشعب الفلسطيني وفاوضت باسم الشعب الفلسطيني واستلمت أراضي باسم الشعب الفلسطيني يجب أن تعود مرة أخرى كما كانت في الماضي.

وليد العمري: ومن يمنع القيادة الفلسطينية من تحمل المسؤوليات التي ذكرتها من يمنعها؟

محمود عباس: الوضع العام الذي تعيشه السلطة الآن كما قلت الضياع يعني هناك احتلال كامل في الضفة الغربية وهناك استباحة كاملة في غزة يعني الآن المراقب الذي يأتي من الخارج يرى أن هناك وجود إسرائيلي واقعي يعني احتلال واقعي غير رسمي وهناك سلطة رسمية غير واقعية يعني في سلطة مش موجودة على الأرض في احتلال مش مسؤول غير مسؤول عن الناس عن الشعب عن كل شيء، هذه المعادلة يجب أن نحلها كيف نحلها أن يكون هناك سلطة رسمية وواقعية سلطة مسؤولة رسميا ومسؤولة عن الأرض هذا يحتاج إلى وقفة يحتاج إلى إجراءات هذه الإجراءات قد تكون هناك صعوبات لكن ليست مستحيلة.

وليد العمري: يعني هل أفهم من حديثك بأن السلطة الحالية في وضعها الحالي غير قادرة على تسلم قطاع غزة في حال انسحاب إسرائيل الكامل منه؟

محمود عباس: أنا أخشى لأن كما قلت الأجهزة غير موحدة يجب أن تُوحد الأجهزة وهذا موجود في خارطة الطريق يعني نحن قبلنا خارطة طريق وقلنا لكل العالم وهذا الكلام من سنتين تقريبا نحن نوافق على خارطة طريق، خارطة الطريق تقول بتوحيد الأجهزة، الأجهزة الأمنية إذاً يجب أن توحد الأجهزة الأمنية الأجهزة غير موحدة ثم هناك أكثر من جهة في غزة الآن في منظمات وفي تنظيمات مسلحة وغير مسلحة يجب أن تكون مضبوطة كيف وأنا أعتقد أن الكل في غزة يشعر بالمسؤولية يعني يشعر بمسؤولية ما هو مقبل عليه فيما لو إسرائيل أرادت أن تنسحب لكن المهم أن تكون هذه المسؤولية واحدة بيدٍ واحدة بقرار واحد وبموقف واحد حتى نتمكن الآن مش موجود هذا يجب أن يكون موجودا ولماذا لا يوجد فعلا أنا أسأل هذا السؤال ولا أجد له جواباً.

[فاصل إعلاني]


الانسحاب الإسرائيلي من غزة

وليد العمري: أنت تتحدث وكأن مسألة خطة الانفصال التي وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية وانسحابه من غزة ستصبح حقيقة واقعة لا محالة ليست مجرد مناورة؟

محمود عباس: يعني أنا أريد أن أفترض أن الموضوع يعني لا يجب أن ننظر للأمور على أنه مناورة ثم نقع في المحظور رئيس وزراء إسرائيل قال سأنسحب أنا أريد أن آخذ هذا الكلام في منتهى الجدية وبالتالي أعمل كل ما يمكن بالنسبة لي من واجبات من رؤية من أمور على الأرض يجب أن أقوم بها إذا حصل فأنا أكون جاهزا وإذا لم يحصل فأنا لن أخسر شيئا يعني أنت تقوم بكل الترتيبات وكل الاستعدادات من أجل أن تتوقع حصوله هذا إذا حصل فنحن نكون قد كسبنا وإذا لم يحصل فلن نخسر شيئا.

وليد العمري: لو طرح شارون خطته للانفصال والانسحاب إبان حكومتك عندما كانت الحكومة برئاسة قبل نصف سنة هل كان ذلك سيساعد الحكومة على الاستمرار في عملها؟

محمود عباس: هو لو قدم أقل من هيك بكثير لكان ساعد الحكومة ولم يعطنا أسيرا واحدا ولم يسحب حاجزا واحدا ولم يفعل شيء للحكومة لن يساعدها لأنه لا أدري يعني شعر أن الحكومة سحبت ذرائعه فبالتالي لابد أن يسقطها ولابد أن يعمل على إقفال الأبواب أمامها وفي طريقها حتى تسقط ثم بدأ يقول نحن لم نسقطها الذي أسقطها ياسر عرفات الحقيقة الذي يتحمل مسؤولية أولا هو شارون.

وليد العمري: هو أراد إسقاط حكومتك.

محمود عباس: بلا شك.

وليد العمري: وهل نعتبر بأن السيد أبو مازن عائد إلى الحلبة السياسية وإلى دفة القيادة؟

محمود عباس: يعني هناك فرق بين العائد إلى الحلبة السياسية أو بين ما هو موجود أنا موجود، موجود في وطني موجود في بلدي موجود بين أخواني وبين أصدقائي وأبدي رأيي وأشارك في كثير من اللقاءات والندوات وغيرها ولكن موضوع العودة إلى السلطة فهذا أمر لا أفكر فيه.

وليد العمري: لماذا وأنت تدرك خطورة المرحلة؟

محمود عباس: يعني الموجود باعتقادي إذا أراد فهو كاف لأن يقوم يما يمكن أن يلبي الرغبات بما يلبي الطموحات بما يلبي الأمان إذا شاء.

وليد العمري: ما المطلوب؟

محمود عباس: نعود مرة أخرى نبدأ من البداية توحيد الأجهزة توحيد المال توحيد الإدارة توحيد القرار توحيد الإرادة سلطة واحدة قانون واحد سلاح شرعي واحد وتعددية سياسية إذا طبقت هذه المبادئ الأربعة لا أعتقد أن هناك مشكلة والناس كلها تتقبلها ولا أعتقد أن هناك من يعترض على ذلك ولقد سمعت أكثر من مرة من جهات معارضة كحماس والجهاد أنها لا تعترض على هذه المبادئ وعلى هذه الأفكار.


الخلاف مع الرئيس عرفات

وليد العمري: وعلى هذا اختلفت مع الرئيس عرفات؟

محمود عباس: نحن اختلفنا على التفاصيل اختلفنا على التطبيق حصلت هناك خلافات حول تطبيق القانون الأساسي الرؤية لتطبيق القانون الأساسي هو رآها بطريقة ونحن رأيناها بطريقة وأدى إلى خلافات وأدى إلى يعني الخروج من الحكومة لأنه بالأخير هو الذي كلفني بالحكومة فأنا يعني عندما شعرت أنه أصبحت الطريق مقفلة أو أنه لا يريد لهذه الحكومة أن تستمر قدمت استقالتي.

وليد العمري: أنت والرئيس عرفات تعملان سويا منذ أربعين عاما تقريبا في ظروف اختلفت وبلاد اختلفت ومواضيع أيضا تكاثرت واختلفت ما الذي يمنع المصالحة الآن؟

محمود عباس: هو لا يوجد يعني لا يوجد خليني أقول مش قطيعة خليني أقول عداوة لا يوجد بيننا عداوة حتى تكون هناك مصالحة أنا أديت مهمة لم أكمل هذه المهمة كَلَّف أحدا آخر من الأخوة بأن يقوم بها أنا كما قلت من مطلع الحديث أراقب أتابع أقوم الأمور أتأمل وفي نفس الوقت أتألم على ما يجري.

وليد العمري: لكن سيد أبو مازن أنت غائب عن اللجنة المركزية لفتح وغائب عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأنت أمين سر اللجنة التنفيذية وغائب عن الكثير من الأطر يعني كنت تعمل من خلال أطر عديدة غير الحكومة؟

محمود عباس: يعني خليني أقول بصراحة بالنسبة للجنة المركزية أنا فعلا قدمت استقالتي منها بسبب موقف الأخوة.. بعض الأخوة في اللجنة المركزية الذين تحمسوا كثيرا لتكليفي بالحكومة ثم تحمسوا كثيرا لطعن الحكومة أما بالنسبة للجنة التنفيذية فمع الأسف لم تعد إطارا للجنة التنفيذية وإنما هي إطار مفتوح لكثير من الناس غير لا علاقة لهم لا باللجنة التنفيذية ولا بغيرها وبصراحة لم يعد هناك لم يعد هذا الإطار يعني يمثل اللجنة التنفيذية حقيقة نحن نريد هذا الإطار أن يكون موجودا باسم اللجنة التنفيذية لكن لا يمنع أن يكون هناك إطار آخر للوحدة الوطنية لكن شريطة أن يشمل الفصائل الفلسطينية الأساسية وهذا ما كان عندنا في الماضي إطار للقيادة الموحدة يشمل كافة الفصائل والأمناء العامين وغيرهم واللجنة التنفيذية أي اللجنة التنفيذية المنتخبة من المجلس الوطني وليس أشخاص لا علاقة لهم بهذا الإطار يجلسون ويمارسون ويقررون.

وليد العمري: ولكن أنت في يعني هنا تلتقي تقريبا مع ما تسرب من معلومات عن الرئيس عرفات أنه يريد قيادة موحدة لكافة الفصائل وأن تدخل في إطار منظمة التحرير الفلسطيني؟


منظمة التحرير هي الأساس والعمود الفقري والسلطة الشرعية للشعب الفلسطيني ومسؤولة عن السلطة

محمود عباس:هذا موقفي وأنا موافق تماما على هذا أن منظمة التحرير هي الأساس وهي العمود الفقري وهي السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني وهي المسؤولة عن السلطة أساسا السلطة الفلسطينية ولكن عندما نتحدث عن قيادة موحدة هذه القيادة تأتي لتلتف حول منظمة التحرير حول اللجنة التنفيذية نحن غير مختلفين بل بالعكس هذا ما طرحته في حوار القاهرة الذي أجريناه قبل سنتين مع 12 تنظيم تقريبا هذا كان رأيي ولازال هذا رأيي ولا أقبل بغير هذا بمعنى لا أقبل أن تهد منظمة التحرير لتأتي قيادة جديدة هذا مرفوض رفض قاطع، اللجنة التنفيذية ثم في إطار آخر اسمه القيادة الموحدة لكن الآن اللجنة التنفيذية الغير موجودة إطار ضعيف وغير موجود ومع الأسف يعني مغيب ومهلهل.

وليد العمري: هل تعتقد بأن اللجنة التنفيذية ومنظمة التحرير يجب أن تشمل أيضا الفصائل الإسلامية مثل حماس والجهاد الإسلامي؟

محمود عباس: إذا أحبوا أن يدخلوا في منظمة التحرير فبطبيعة الحال يجب أن يدخلوا هذا ممكن أن يتم خلال المجلس المركزي أن يشاركوا في أطر منظمة التحرير ثم يشاركوا في اللجنة التنفيذية وأنا شخصيا من الذين يرحبون بهم لأنهم جزء أساسي من الشعب الفلسطيني يمثلون جزءا من الشعب الفلسطيني لابد أن يكونوا موجودين وهذا لا شك فيه وإذا.. وإلى أن يحين هذا الوقت يمكن أن يكونوا في إطار القيادة الموحدة بمعنى أن تكون هناك اللجنة التنفيذية ثم بعض القيادات الفلسطينية بما فيها حماس والجهاد إلى أن يأتي الوقت ويمكن أن يكون الوقت قريب ليشاركوا في منظمة التحرير الفلسطينية وهذا شيء ضروري وأساسي هنا نشمل أو تشتمل القيادة على جميع الفصائل الفلسطينية وتتحدد باسم الجميع ويكون التمثيل شاملا للجميع.

وليد العمري: ولو فشلت الحكومة الحالية هل أنت مستعد أن تعود وتشكل حكومة جديدة في إطار إجماع وطني أو وحدة وطنية؟

محمود عباس: يعني هذا سؤال بالنسبة إلي لم أطرحه على نفسي ولكني من حيث المبدأ الآن لو سألتني مباشرة أقول الجواب لا.

وليد العمري: لماذا؟

محمود عباس: لأنه أنا يعني قمت بتجربة التجربة كانت مرة كانت صعبة أخذت كثيرا من أعصابي ومن جهدي ومن عرقي لا أستطيع أن أفكر بتكرار هذه التجربة مرة أخرى.

وليد العمري: شكرا للسيد محمود عباس رئيس الحكومة الفلسطينية السابقة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وشكرا لكم وإلى اللقاء.