
محمود عباس.. مستقبل القضية الفلسطينية
– عسكرة الانتفاضة ومستقبل السلام
– القيادة الجديدة والتزام الثوابت الفلسطينية
– السلطة الفلسطينية وتطوير العلاقات العربية
– الإصلاح السياسي والأمني للسلطة الفلسطينية
جمانة نمور: لقاؤنا لهذا اليوم هو مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس، سيد محمود أهلا وسهلا بك.
عسكرة الانتفاضة ومستقبل السلام
محمود عباس- رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: أهلا بكِ.
جمانة نمور: سوف نبدأ هذا اللقاء من كلمة ربما هي تأخذ حيزا كبيرا في الصحافة هذه الأيام وهي أيضا ربما وصف أصبحت.. أو لازمة عند الحديث عن محمود عباس يرد إلى ذهن الموضوع أو مفهوم عسكرة الانتفاضة إلى أي مدى ستذهب في هذا الاتجاه؟
محمود عباس: موضوع عسكرة الانتفاضة هذا رأيي منذ أكثر من ثلاث أو أربع سنوات وطرحته في كل مكان وكنت أقوله علنا وبدون أي تحفظ وعندما أصبحت رئيسا للوزراء أعلنت هذا في المجلس التشريعي وكان خطاب الثقة الذي قدمته للمجلس متضمنا هذه الفقرة بالذات أنني ضد عسكرة الانتفاضة لأن عسكرة الانتفاضة أدت إلى تدمير للمجتمع الفلسطيني وبالتالي لابد من وقفه، هذا الكلام منذ ذلك الحين إلى هذا الحين أقوله وأنا مقتنع تماما بأنه لابد من وقف هذه الأعمال جميعها وبالتالي بطبيعة الحال لابد من.. للإسرائيليين أن يتوقفوا أيضا حتى نستطيع أن ننطلق إلى مرحلة جديدة فمن هنا تتوقف الانتفاضة.. عسكرة الانتفاضة ومن هنا تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية الكثيرة على الشعب الفلسطيني ثم ننطلق لعملية السلام.
جمانة نمور: ولكن المدفعين عن الموضوع حمل السلاح وضرورة المقاومة بالسلاح يقولون عندما بدأت الانتفاضة كانت انتفاضة سلمية ولكن الإسرائيليين هم الذين جابهوها بالآلة العسكرية وأصبح ضحية ذلك المئات، ما الذي يضمن الآن إذا ما توقفت هذه العسكرة أية تتوقف فعلا الاعتداءات الاعتداءات؟
محمود عباس: أنا نعم مقتنع تماما أن الإسرائيليين يريدون هذا يريدون أن تكون الانتفاضة معسكرة وربما هم الذين جروا الفلسطينيين على استعمال السلاح حتى يستعملوا ما لديهم من ترسانات عسكرية قوية نحن.
جمانة نمور: هل أنت مع من يقول أن شارون مثلا افتعل الانتفاضة؟
محمود عباس: بالتأكيد لأنه أحد أسباب الانتفاضة الأساسية الأخيرة هي زيارة شارون للقدس هذه يعني من الأسباب الرئيسية التي جعلت الانتفاضة تندلع وتندلع في كل مكان وتندلع معسكرة فهم جرونا لهذا العمل نحن يجب أن لا ننجر إلى موقعهم إلى ملعبهم حتى نعرف أين هي مواقع أقتالنا نحن.
جمانة نمور: ولكن الشيخ مثلا حسن يوسف يرى بأن عمليات المقاومة هي أحدثت ما سماه بتوازن الرعب هي كسرت شوكة الاحتلال.. يعني ألا تضع بكلامك أو أنت تقول بكلام آخر هي لم تقدم شيئا هل أنت مقتنع فعلا بذلك؟
محمود عباس: لا، لا أقول لم تقدم شيئا، لا أقول لم تؤثر في المجتمع الإسرائيلي لكن أقول بموازيين المكسب والخسارة نحن خسرنا كثيرا، نحن دُمرنا كثيرا، نحن تعبنا كثيرا هذا لا يعني أن الإسرائيليين لم يتعبوا ولم يخسروا ولم يدمروا ولكن بالموازين نحن الذين خسرنا وبالتالي علينا أن نقف.. أن نقف وقفة محارب لنقول إلى أين نحن نذهب.
جمانة نمور: ولكن حتى أمين سر مرجعية حركة فتح يعني أمين مقبول قال المقاومة بالنسبة لفتح هي خيار استراتيجي وبكل أساليبها يعني إذا كان كل.. إذا صحت تسمية الفصائل داخل فصيلة فتح غير مقتنعة كيف ستستطيع إقناع الباقيين؟
" لابد من وقف عسكرة الانتفاضة الفلسطينية لأنها أدت إلى تدمير المجتمع الفلسطيني. ولو زناها بموازين المكسب والخسارة؛ نجد أننا خسرنا كثيرا " |
محمود عباس: نحن نقول هذا ونطرح هذا على الشارع الفلسطيني ونطرحه على المؤسسات الفلسطينية وهي صائبة الرأي يعني عندما طرحته على المجلس التشريعي كان بإمكان المجلس أن يقول هذه لا نقبلها هذه نرفضها ولكن الحقيقة أن المجلس التشريعي وافق على كل ذلك، نطرح هذا في المجلس الثوري غدا نطرحه في كل المؤسسات الفلسطينية أنا أطرح هذا ولكن إذا رفضه الشعب هذا شيء طبيعي أما إذا قبله فلابد أن نلتزم به، مَن يقول.. هناك عندنا حرية رأي كثيرون يعني مع هذا الكلام وكثيرون عكسه هناك خلط قليل ما بين عسكرة الانتفاضة والمقاومة حق المقاومة، أنا أقول هنا القضية في هناك خيط رفيع يعني المقاومة الفلسطينية إذا اعتدي عليك في بيتك فعليك أن تدافع عن نفسك ولكن بهذا الشكل الموجود حاليا بها الـ.. بهذه الأنواع من العسكرة من صواريخ وغيره، وغيره أنا أعتقد أنها لا تفيد إطلاقا مستقبلا للشعب.. ولا تقدم شيئا لمستقبل الشعب الفلسطيني.
جمانة نمور: إذا هذا رأيك منذ حوالي أربع سنوات ولازلت متمسك به وأنت تطرحه باستمرار يعني..
محمود عباس [مقاطعاً]: نعم لم يتغير باستمرار.
جمانة نمور [متابعةً]: وعبر مواقع عديدة مع الفصائل المعنية.
محمود عباس: ولذلك أنا أستغرب سؤالكم إن باستمرار.
جمانة نمور: ولكن نفس الجواب هذه الفصائل الآن مصره على..
محمود عباس [مقاطعاً]: لا بصي لا غير صحيح..
جمانة نمور [متابعةً]: إذن.
محمود عباس: عندما أطرح هذا مع الفصائل الفلسطينية في حواراتنا لا ترفض هذا الكلام، لا ترفضه لأنه لو رفضته لما اتفقنا.. لما اتفقنا في الوزارة في وزارتي السابقة على هدنة.
جمانة نمور [مقاطعةً]: الهدنة أولا.
محمود عباس [متابعاً]: ما معنى الهدنة؟ وقف كافة الأعمال العسكرية وتوقفت كافة الأعمال العسكرية لمدة 52 يوما ثم انفجرت لأسباب لا نريد أن ندخل الآن بتفاصيل..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن البعض رأى أنه بوقتها أعطيت فرصة للسيد محمود عباس الآن.
محمود عباس: عارف.
جمانة نمور: يعني على أساس يطلب هذا الأمر ثانية؟
محمود عباس: ولماذا لا نعطي فرصة أخرى لأننا أمام استحقاقات، أمام تطبيق خارطة الطريق لابد أن نطبقها، خارطة الطريق تقول لابد من التهدئة، لابد من ضبط كل الأمور الأمنية ثم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهذا.. هذا الضروري وإحنا بناءا على أن علينا استحقاقات يجب أن نقدمها ثم نطالب الطرف الآخر بالاستحقاقات وعليه أن يقدمها الطرف الإسرائيلي أيضا.
جمانة نمور: يعني وردت جملة أود التركيز عليها والدخول في تفاصيلها قلت إن قادة الفصائل لا ترفض الموضوع في اجتماعاتكم، كيف نصف إذا التصريحات من أن الحديث عن وقف عسكرة الانتفاضة الآن في غير وقته، عن أنها خدمة مجانية للإسرائيليين وهي هذه الطروحات تحول الفلسطينيين من الضحية إلى الجلاد ما.. يعني؟
" أنا لا أتكلم بلغتين، وما أصرّح به أمامكم هو ذاته ما أقوله أمام الفصائل وكل من ألتقيهم " |
محمود عباس: يعني أنا لا أريد أن أخوض في حوار علني.. حوار علني مع الأخوان الذين يصرحون بالعلن أنا أقول نحن نبحث هذا في حواراتنا المغلقة التي جرت مؤخرا في دمشق وتكلمنا بصراحة، أنا لا أتكلم بلغتين يعني لغة في الخارج ولغة في الداخل ما أقوله الآن أقوله للتنظيمات وأقوله للفصائل وأقوله لكل الناس الذين ألتقيهم وهذه قناعتي إما أن نلتقي عليه أو لا نلتقي لكن التصريحات أنا لا أريد أن أناقش التصريحات العلنية لأننا سندخل في تفاصيل.
جمانة نمور: بعيدا عن النقاش لنلقي بعض الضوء إذن على ما يجري، لماذا لا تطلعنا على أن تقول لا تريد أن تنقل النقاش إلى العلن أين أصبح؟
محمود عباس: هناك حوار وحوار جدي وبدأ هذا الحوار في غزة وقمنا بأول دورة وثاني دورة والدورة الثالثة كانت في دمشق وبحثنا كافة القضايا دون استثناء يعني ما هي القضايا المعلقة بيننا وبينهم فيما يتعلق بالمطالب الفلسطينية أو ما يسمى بالثوابت الفلسطينية، فيما يتعلق بالمشاركة مشاركة سواء في القرار الفلسطيني أو في السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية القادمة، فيما يتعلق بوقف العمليات وغير ذلك كله.. كل هذا مطروح وطرح على طاولة المفاوضات وأنا بقول..
جمانة نمور [مقاطعةً]: وماذا عن نتيجته؟
محمود عباس [متابعاً]: وأقول.. وأزعم خليني أزعم هنا أننا مقبلون في أقرب فرصة ربما شهر ربما أكثر على اتفاق وأرجو أن يتم هذا ولكن لا أقول اتفقنا وأقول.. إنما أقول نحن مقبول إن شاء الله على اتفاق بين كل الفصائل.
جمانة نمور: إذا ما كان هناك ولو نبرة تشاؤم ولم يتم الاتفاق على موضوع عسكرة..
محمود عباس [مقاطعاً]: أنتِ ليش متشائمة ليش تتشاءمي؟
جمانة نمور: أريد أن أعرف إلى أي مدى.. السؤال الأول يعني لم أحصل على إجابة عليه أنا ذاهبة إلى هناك أي مدى ستذهب يعني هل ستجمع مثلا السلاح بالقوة في حالة الرفض؟
محمود عباس: نحن لم نبحث هذا الأمر بالمرة، أولا فيه عندنا ثابت هذا الثابت لن يحصل حرب أهلية فلسطينية، لن يحصل صدام داخلي فلسطينيا هذا ثابت عندنا وهذا أكدناه في الانتفاضة الأولى يعني.. عفوا في الهدنة الأولى التي جرت في الحكومة في ذلك الوقت كان الأميركان يطلبون ضرب حماس والجهاد وكنت أصر على القول نحن نرفض الدخول في حرب أهلية نرفض الصدام الفلسطيني فإذن نضع هذا الخط الأحمر ثم نبحث عن القواسم المشتركة لن نتقاتل لن ندخل في حرب أهلية ثم نبحث عن القواسم المشتركة الكثيرة والموجودة والتي أرجو أن تتوفر وأن تحقق الاتفاق.
جمانة نمور: أثرت نقطة أن يكون هناك إجماع شعبي هل ستعود إلى القاعدة الشعبية في موضوع العسكرة وعدم العسكرة يعني إذا لم يكن هناك اقتناع على مستوى القادة؟
محمود عباس: عندنا مؤسسات عندنا مجلس التشريعي يعني الآن إذا بنتكلم بأسم السلطة نتكلم بالمجلس التشريعي إذا أردنا أن نتكلم بأسم منظمة التحرير الفلسطينية نتكلم بأسم المجلس المركزي هذه المؤسسات نذهب إليها وهي التي تقرر يعني لا أعتقد أن الأمر الآن بحاجة إلى استفتاء ربما يأتي الاستفتاء فيما بعد عندما نأتي إلى حل القضايا النهائية هناك في هذه في ذلك الوقت قد نحتاج إلى استفتاء شعبي إنما الآن فأعتقد فقط المؤسسات هي التي تقرر.
جمانة نمور: سنأتي على ذكر بعض هذه القضايا النهائية كما وصفتها.. أشرت أيضا إلى موضوع الثوابت الفلسطينية التي بحثت في دمشق ولكن بعد هذا الفاصل مشاهدينا الكرام فكونوا معنا.
[فاصل إعلاني]
القيادة الجديدة والتزام الثوابت الفلسطينية
جمانة نمور: إذن أهلا بكم مجددا إلى هذا اللقاء مع رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس، سيد محمود عباس أشرنا قبل قليل إلى موضوع الثوابت الفلسطينية أين هي الخطوط الحمراء بالنسبة إليك بهذه الثوابت؟
" إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 والحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين كلها ثوابت فلسطينية مؤكد عليها " |
محمود عباس: الثوابت الفلسطينية المتعارف عليها والمقبولة من جميع الأطراف الفلسطينية والتي طرحت أيضا في الحوارات الفلسطينية ومؤكد عليها، الثابت الأول هو الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والمتواصلة، الثابت الثاني هو إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وهذا يشمل عندما نتحدث عن إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 يشمل الاستيطان ويشمل القدس، الثابت الثالث هو الحل العادل والمتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194 ومع يعني مع الأسف 194 لم يكن له حظ في الماضي أن يثبت في الشرعية الدولية وإنما ثبت مؤخرا في خارطة الطريق التي أخذت قرارا في مجلس الأمن رقمه 1515 هذه الثوابت الثلاثة متفق عليها فلسطينيا وملتزما بها فلسطينيا وحصل أن التزم بها فلسطينيا في كامب ديفد ومع الأسف لم تكن هناك نتائج ولكن هذه الثوابت كانت هي الخطوط الحمراء التي التزم بها الوفد الفلسطيني في ذلك الوقت وأعتقد أنه لا يوجد ما يمنع من الالتزام بها.
جمانة نمور: هل أنت متفائل فعلا أن يكون منها نتائج الآن إذا فشلت في تحقيق نتائج بالسابق؟
محمود عباس: في.. نحن يجب علينا أن نسعى يعني كمان لا نريد حلا بأي ثمن يعني إذا بحثنا عن حل بأي ثمن ممكن أن نتنازل عن كثير من هذه القضايا ونحن لا نبحث عن الحل بأي ثمن نحن نبحث عن حل مطابق للشرعية الدولية، هذه القضايا الثلاثة واردة في الشرعية الدولية وواردة في خارطة الطريق وواردة في قرارات الأمة المتحدة وواردة في أكثر من اتفاق وبالتالي لا يجوز أن نرجع إلى الوراء يعني عندما ترد هذه في خارطة الطريق وبالمناسبة هي أقوال الرئيس بوش.. مبادرة الرئيس بوش والمبادرة العربية وعندما تكون الثوابت أو المطالب الفلسطينية موجودة ثابتة في هذه الخارطة المعتمدة المتفق عليها رباعيا ودوليا إذن لماذا نتنازل عن ما دون ذلك؟
جمانة نمور: هناك كثير من الأقوال ماذا عن الأفعال؟
محمود عباس: الأفعال ثبتت.. ثبتت الأفعال عندما نقول هذا الكلام أثبتناه في كامب ديفد يعني كان بالإمكان في كامب ديفد أن يحصل تنازلات كثيرة أو كانت هناك ضغوط لتنازلات كثيرة.
جمانة نمور: موضوع اللاجئين مثلا.
محمود عباس: موضوع اللاجئين هو أول المواضيع التي صدمت المتفاوضين في كامب ديفد إحنا كنا نطالب بتطبيق قرار 194.
جمانة نمور: كان هناك بعض اللغط حين استلامك رئاسة الوزراء وقيل أن السيد محمود عباس الآن يمكن أن يفرط بحق..
محمود عباس [مقاطعاً]: اللاجئين.
جمانة نمور [متابعةً]: العودة وحق اللاجئين يعني ما تقوله الآن وما تشير إليه في كامب ديفد ربما ينفي ذلك ولكن هل تضعنا في صورة ما حدث بهذا الموضوع؟
محمود عباس: يعني ما حصل في كامب ديفد كان من أهم القضايا التي اصطدمنا عليها هي قضية اللاجئين لأن الإسرائيليين في ذلك الوقت كانوا يبحثون عن حل مستعجل بتعويضات للاجئين الفلسطينيين واليهود القادمين من البلاد العربية واعتبروهم اعتبروا الاثنين في موقع واحد..
جمانة نمور [مقاطعةً]: في سلة واحدة.
محمود عباس [متابعاً]: فإحنا حتى نوضح لهم أن هذا الأمر مختلف تماما وأن قضية اللاجئين مختلفة وأن القرارات مختلفة أخذت كل الوقت ولم نصل إلى حل.
جمانة نمور: استمعنا إلى الكثير من الكلام الجميل إذا صح التعبير ولكن على أرض الواقع برأيك مثلا هل سيعطيك الليكود فرصة؟
" يجب أن نتعامل ونتفاوض مع حكومة ليكود لأنها الحكومة الإسرائيلية المنتخبة من قبل الإسرائيليين " |
محمود عباس: ليس من الضروري يعني أنا غير متفاءل أن الليكود يمكن أن يُقدِم على عملية سلام حقيقية ولكن نحن من واجبنا أن نتعامل مع حكومة الليكود لأنها الحكومة الإسرائيلية المنتخبة من الشعب الإسرائيلي والتي يجب علينا أن نتفاوض معها هلأ مبدأ..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعيد صياغة السؤال إن كانت حكومة ليكود أو غير ليكود يعني هل سيعطيك الإسرائيليون فرصة.. علاما تراهن؟
محمود عباس: أنا أراهن على حقي، حقي الشرعي على الشرعية الدولية ليس لدي إمكانيات ليس لدي قوة لا أراهن على قنبلة ذرية موجودة.
جمانة نمور: لكن هذا الحق موجود منذ زمن.
محمود عباس: وبالتالي نحن نطالب به الآن ونحن نطالب به ونحن نصر عليه ونحن حينما عندما نتفاوض، نتفاوض من أجل تحقيقه وإذا لم نتمكن لن نقبل كما قلت حلا بأي ثمن.
جمانة نمور: يعني هي فقط نظرة متفائلة؟
محمود عباس: لأ هي نظرة حقيقية ونتصور أنه إحنا العالم سيقف إلى جانبنا.
جمانة نمور: ماذا عن أوراق بيدك بهذا الاتجاه هل من أوراق؟
محمود عباس: لا توجد أوراق إلا أننا أصحاب حق وأصحاب شرع.
جمانة نمور: هل من ضمانات ما؟
محمود عباس: لا توجد ضمانات ولا أستطيع أن أقول أن الجهة الفلانية أعطت ضمانات أو الجهة.. يعني مثلا اللجنة الرباعية مؤمنة إيمان كامل بخارطة الطريق التي تقول الكلام الذي قلته لكن عند التطبيق ربما لا أجد.
جمانة نمور: الأميركيون تحديدا.
محمود عباس: والأميركيون بالذات يعني ربما لا أجد الموقف الأميركي صلبا إلى درجة أن يدافع عن أقواله التي ثبتها في خارطة الطريق.
السلطة الفلسطينية وتطوير العلاقات العربية
جمانة نمور: إذا ما عدنا إلى موضوع اللقاءات في دمشق هي كانت جزء من جولة عربية؟
محمود عباس: نعم.
جمانة نمور: ما أبرز المحطات في هذه الجولة التي قمت بها؟
محمود عباس: الآن البارز في هذه الرحلة أو في هذه الجولة أننا أول مرة نذهب إلى دمشق منذ فترة طويلة، أننا أول مرة ندخل لبنان منذ 22 عاما، أننا أول التقاء مباشر رسمي بيننا وبين الأخوة الكويتيين منذ 14 عاما، أعتقد أن هذه الجولة فتحت الأبواب جميعا بيننا وبين هذه الدول وفتحت أبوابا من التعاون أيضا والتفاهم بيننا وبين الأشقاء خاصة بالنسبة لسوريا ولبنان باعتبارنا نحن أصحاب أراضي محتلة وبالتالي لابد لنا من تفاهمات ومشاورات وبالنسبة للكويت أعتقد أن الأمور الآن انتهت وأرجو الله أن نفتح صفحة جديدة.
جمانة نمور: بالنسبة للكلام الرسمي الكويتي كانت منتهية حتى قبل أن تصل أرض الكويت.
محمود عباس: مضبوط .. مضبوط .. نعم.
جمانة نمور: وكان هناك حديث أن الخلاف انتهى وليس هناك حاجة للاعتذار.
محمود عباس: هذا صحيح.
جمانة نمور: لماذا إذن كنت مُصِر على الاعتذار لماذا ؟
محمود عباس: لا هو كرم رئيس الوزراء قال أنا أستقبل أبو مازن ولا حاجة به لأن يعتذر فأنا قلت أن هذا الكرم وهذا التسامح أقدره وأقول له وأشكره وأقول للشعب الكويتي نعم.. نعم نحن نعتذر فهذه القصة.
جمانة نمور: ولكن كانت هناك تساؤلات وقرأناها في الصحف أنت اعتذرت لماذا بأسم من؟
" عارضت غزو الكويت، وصرحت بذلك عشرات المرات. والآن أقول وبصفة رسمية إننا ضد ما حصل " |
محمود عباس: أنا عندما أقدم اعتذاري الآن أنا كرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أقدمه بهذه الصفة وبهذا الاسم، موقفي الشخصي معروف منذ الحرب منذ غزو الكويت معروف أنني ضد الغزو شخصيا وقلت هذا عشرات المرات لكن الآن أقوله بصفة رسمية نعم إحنا ضد ما حصل ويجب أن ما حصل أن لا يحصل.
جمانة نمور: ولكن إذا عدنا بالذاكرة إلى يومين ما بعد وفاة الرئيس عرفات قلت نحن في نهج الرئيس عرفات يعني هذا الاعتذار هذه المواقف من عدم عسكرة الانتفاضة كثير من الأشياء التي تحدثنا عنها الآن في هذه الدقائق..
محمود عباس [مقاطعاً]: من قال أن عرفات مختلف معي في هذه القضايا؟
جمانة نمور [متابعةً]: يعني كان موقفه مغايرا منذ أربعة عشر عاما.
محمود عباس: ربما لم يعبر عن موقفه ولكننا لم نكن مختلفين أبدا يعني مثلا عسكرة الانتفاضة أنا إن كنت أذكر فأذكر على الأقل مائة تصريح مكتوب للرئيس عرفات وضد العمل العسكري وضد العمل وضد المدنيين و..و.. وكان يتهم كل هذه الأعمال بأبشع الاتهامات فنحن غير مختلفين.
جمانة نمور: ولكن يقال أنه كان يمسك العصا من الوسط، إذا ما تحدثنا عن فتح نفسها يعني كان هناك جناح إذا ما صحت التسمية محمود عباس ودحلان وكان هناك من الجهة الأخرى كتائب الأقصى هذا الجيل الجديد جيل الشباب الذي يؤمن أن السلاح هو الطريق الوحيد..
محمود عباس [مقاطعاً]: كتائب الأقصى.
جمانة نمور [متابعةً]: لمقاومة الاحتلال كان يمسكها من الوسط يعني.
محمود عباس: كتائب الأقصى هي من أكثر الجهات المُسَيسة في الساحة الفلسطينية وأنا أعرفهم وأعرف الكثيرين منهم وأعرف تماما مواقفهم وآراءهم وأنا على صلة مع هؤلاء الناس.
جمانة نمور: إذن هل هناك شيء لا نعرفه نحن؟
محمود عباس: لا.. لا.. طبعا في أشياء كثير لا تعرفوها.
جمانة نمور: يعني هل لك أن تطلعنا عليها؟
محمود عباس: في أشياء كثير.. الناس نحن نتصل بهم.
جمانة نمور: يعني نحن ما نعرفه وننقله ونشاهده في الأخبار أنه هناك عمليات يتم تبنيها من هذه الكتائب أنت تدعو إلى إيقاف هذه العمليات هم معها، هل هناك شيء أخر يعني..
محمود عباس [مقاطعاً]: لا.. لا هو..
جمانة نمور [متابعةً]: خفي علينا تستطيع أن تطلعنا عليه؟
محمود عباس: نحن ضد عسكره الانتفاضة عندما نتفق يتفق الجميع، ألان غير متفقين نحن لم يحصل اتفاق وبالتالي تحصل عمليات حصلت عملية في.. عملية النفق في رفح وقبلها حصلت عملية من قبل الإسرائيليين ربما تحصل عمليات أن بقول متى؟ عندما نعلن وقف العمليات أنا متأكد أن الجميع سيلتزم ولكن بشرط أن الإسرائيليين أيضا يلتزمون لأن الالتزام من طرف واحد.. وهذا ما ندعو إليه يعني عندما نقول وقف عسكره الانتفاضة ليس عن هذا أن على الفلسطينيين أن يتوقفوا وإنما على الإسرائيليين أيضا أن يتوقفوا ومادام لم يحصل هذا الاتفاق..
جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن هل أنت مقتنع فعلا أنه يمكن أن يتوقف الإسرائيليين؟
محمود عباس: نعم.. أه الإسرائيليين لا نحن سنخضعهم للتجربة.
الإصلاح السياسي والأمني للسلطة الفلسطينية
جمانة نمور: إذا ما تناولنا أيضا موضوع داخلي وهو موضوع الإصلاح يعني حملت لوائه في فترة رئاسة الوزراء، موضوع إصلاح المؤسسة، إصلاح الأجهزة الأمنية لنبدأ بها ما هي رؤيتك مثلا الآن هل ستبدأ.. أنت الآن في موقع السلطة هل ستبدأ مباشرة عملية الإصلاح هل ستنتظر ما بعد الانتخابات؟
محمود عباس: أنا بأعتقد أن الحكومة الحالية الحكومة اللي برئاسة الأخ أحمد قريع بدأت عملية الإصلاح الأمني..
جمانة نمور [مقاطعةً]: داخل فتح ما هناك إصلاح في..
محمود عباس [متابعاً]: لا.. لا خليني أوضح لك إصلاح..
جمانة نمور [مقاطعةً]: على أكثر من صعيد.
محمود عباس [متابعاً]: السلطة، إصلاح السلطة، أجهزة السلطة مطلوب منا نحن أن تكون أجهزة السلطة الأمنية ثلاثة وهي الآن أكثر من سبع.. من عشرة خلينا نقول الآن لابد من لملمة هذه الأجهزة في ثلاثة وقد بدأت الحكومة فعلا بعملية الإصلاح هذه خصوصا أنه الأخ أحمد قريع هو رئيس مجلس الأمن القومي يعني هو المسؤول عن هذه القضية وهو الذي يتابعها واعتقد أنه يعني أصبح قريبا من انتهاء هذه العملية في داخل أجهزة الأمن.
جمانة نمور: يعني كان دائما في موضوع الإصلاح يتم إلقاء اللوم أيضا على الاحتلال برأيك الآن هناك فرصة أكبر مع أن الاحتلال مازال موجودا؟
محمود عباس: لا شك أن الاحتلال له دور ولكن كمان يجب علينا أن نقوم نحن بدورنا يعني لا يكفي أن نلقي كل العبء وكل اللوم على الاحتلال ونقول باعتبار أن هناك احتلال هناك فساد لا ممكن أن نحد من هذا وأن نقوم بعمليات إصلاح ولكن.. ونحن نعرف أن الاحتلال موجود وأن الاحتلال يمكن أن يعرقل وأن الاحتلال يمكن أن يضع عقبات في الطريق لكن لا نعتبر الاحتلال مشجبا نعلق عليه حتى ما يمكن أن نقوم نحن به.
جمانة نمور: كثير من الملفات إذن مطروحة كثيرا من النشاطات..
محمود عباس [مقاطعاً]: كثير من الملفات مطروحة.
جمانة نمور [متابعةً]: يعني نرى أنك تقوم بها ربما آخرها وأحدها هذه الجولة إلا تشعر أن هناك أبواب كثيرة الآن تفتح أمامك هذه الأبواب كانت مقفلة ربما في وجه الرئيس ياسر عرفات..
محمود عباس [مقاطعاً]: مثل.. مثل.
جمانة نمور [متابعةً]: موضوع استقبالك الآن هذه الجولة هناك.. يعني من يقول بأن هذا ربما نوع من إدانة للرئيس عرفات أو بناحية أخرى هناك اتجاه آخر يقول ربما هذه الأبواب تفتح الآن لمحمود عباس لكي يثبت مثلا الإسرائيليون أو يثبت بعض الأشخاص أن فعلا كان هناك غلط ما أو خطأ ما في شخصية الرئيس عرفات الآن تعطي الفرصة لأبو مازن هل هذا هو الحال؟
محمود عباس: لا.. لا لم يكن هناك خطأ في شخصية ياسر عرفات إطلاقا ياسر عرفات كان مسجونا من الإسرائيليين وكان ممنوعا منذ ثلاثة سنوات من الخروج أو الدخول من قِبَل الإسرائيليين وبالتالي الأبواب العربية لم تكن مغلقة أمامه يعني كانت هناك له زيارة مرسومة لسوريا وكان في حالة..
جمانة نمور [مقاطعةً]: هي عمليا كانت مغلقة أمامه لأنه كان محاصرا .. ولكن..
محمود عباس [متابعاً]: بس إنما إذن الأبواب ماكنتش مغلقة عربيا وإنما هي مغلقة بسبب الحصار الإسرائيلي عليه.
جمانة نمور: إذا الآن كيف ستستثمر قدرتك على الحركة..
محمود عباس [مقاطعاً]: سأستثمرها لأني..
جمانة نمور [متابعةً]: يعني عربيا كيف سيساعدك الموضوع؟
محمود عباس: العرب الآن من خلال انطلاق هذه الجولات راح يكون في تفاعل بيننا وبين ألأشقاء العرب في تعاون على كل المستويات ليس المستويات الاقتصادية فحسب وإنما الاقتصادية والمالية والسياسية وغيرها وكلنا سنبذل الجهود وكلنا نحشد الجهود من أجل المستقبل القريب كيف يمكن أن نقوم بالعمل السياسي وهو الأهم وهو الأخطر؟ كيف يمكن أن نعقد مؤتمرا دوليا بعد فترة قصيرة الذي يدعو له البريطانيون؟ فكل هذه الأشياء مطلوبة بالجهد العربي.
جمانة نمور: كان هناك أيضا تحليلات كثيرة استخدمت تعبير مثل محمود أبو عباس هو رجل الخارج أكثر من رجل الداخل، محمود عباس أتى لينفذ السياسات الإسرائيلية والأميركية أكثر مما أتى ليلبي الطموحات الفلسطينية أو ما يريده الشعب الفلسطيني.
محمود عباس: يعني هذا كلام مع الأسف كلام دعاية وكلام إعلام وكلام يعني ليس له أساس من الصحة بالنسبة لي علاقاتي الدولية علاقات واسعة ليس مع الأميركان وإنما مع الروس والصينيين واليابانيين وكل أنحاء العالم غير العالم العربي طبعا، لي علاقات متينة وقوية مع كل العالم هذا لا يعني أنه الواحد يجب أن يكون عميلا لهذه الجهة أو تلك نحن نقدم قضيتنا بطريقة صحيحة وواضحة وبالتالي العلاقات قائمة، بالنسبة للداخل أنا مرشح نفسي للانتخابات فإما أن يقبلني الشعب وينتخبني وإما أن لا ينتخبني وهذا امتحان بعد تسعة يناير ولذلك عندما نقول أنه مقبول أو غير مقبول في الداخل نحن أمام امتحان.
جمانة نمور: إذن علاقات كبيرة ومتعددة ماذا عن البهائية والبهائيين؟
محمود عباس: البهائية.
جمانة نمور: سمعناها أيضا في وسائل الإعلام.
" شاع موضوع البهائية عن طريق الموساد، وأصبح كل شخص يريد أن يهاجمني يقول إن أبو مازن بهائي " |
محمود عباس: يا ستي بالنسبة لموضوع البهائية هذه أول من أظهرها وأول من أعلنها رئيس الموساد الإسرائيلي ومع الأسف الشديد أن الإعلام العربي ركض وراءها كلمة يعني مثيرة فانتقلت إلى الإعلام العربي وبدأ الحديث عنها وبدأ التشهير بها وأصبح كل شخص يريد أن يهاجمني يقول أنه أبو مازن بهائي أبو مازن مش عارف إيه، أنا بقول {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} تبينوا أنه هذا الكلام صحيح أو غير صحيح أنا رجل مسلم سُني من عائلة مسلمة سُنية لا أكثر ولا أقل.
جمانة نمور: السيد محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية شكرا لك وشكرا لكم مشاهدينا على المتابعة إلى اللقاء.