حياة ذكية

تعرف على التقنيات المضادة للكشف عن الفيديوهات المزيفة

تنتشر أحيانا فيديوهات ومقاطع صوتية تظهر مشاهير وهم يقولون أو يفعلون شيئا غير حقيقي، ليظهر لاحقا أن تلك الفيديوهات والمقاطع مزيفة، واستخدمت فيها تقنية “التزييف العميق”.

فقد انتشر فيديو للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما وهو يشتم فيه سلفه دونالد ترمب علنا، وكذلك فيديو آخر لمؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ وهو يتفاخر فيه بسيطرته الكاملة على مليارات من البيانات المسروقة من الأشخاص.

غير أن تلك المقاطع وغيرها تبيّن أنها مزيفة، فقد استخدمت فيها تقنية ما يعرف بـ"التزييف العميق" (deepfake)، وهو نوع جديد من برامج تعديل الصور والفيديوهات يتماشى مع التقدم التقني المتسارع لهذا العصر.

ومع زيادة حجم المعلومات تزداد قدرة الحاسوب على التعلم والإنتاج، وبالتعلم العميق أصبح بإمكان النظم التحكم في منزل الشخص أو سيارته، ومعرفة الناس وتمييز الأصوات، وأصبح بإمكان أي شخص أن يصدر أفلاما ووثائق وصورا وتسجيلات لم تحدث.

غير أن هناك استخدامات سلبية لتطبيقات انتشرت وأتاحت للبعض نشر شائعات ومقاطع فيديو مزيفة، منها تطبيق اشتقّ من فكرة "ديب فايس"، برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بفيسبوك الذي يعمل على تحليل الصور والتعرف على الوجوه والأماكن، ويمكّن من رسم صورة كاريكاتيرية.

وهناك برنامج ثان يعمل بالطريقة ذاتها، ولكن لتكوين جمل صوتية، ويمكنه تبديل الأصوات وترتيب الكلمات التي قالها شخص ما لتصبح جملا جديدة تماما.

إعلان

ويتوقع الخبراء زيادة مثل هذه التطبيقات، ولكنهم يرون أيضا ضرورة الدفع باتجاه قوانين تضبط النشر الإلكتروني.

فنلندا انتصرت

ويؤكد الدكتور بريسلاف ناكوف من معهد قطر للحوسبة بجامعة خليفة -في حديثه لحلقة (2021/11/24) من برنامج "حياة ذكية"- أن هذه التكنولوجيا دأبت على التطور في الأعوام الماضية، وأصبحت شبكات مزدوجة الخصائص ومولدة للصور والنصوص.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان بإمكان المواطن العادي عن طريق تطبيقات الهواتف إنتاج فيديوهات مزيفة بجودة عالية، أجاب الدكتور ناكوف بـ"نعم"، وأعطى مثالا عن ذلك بما فعله النازيون الجدد عام 2019 حين قاموا بتزوير مقطع فيديو لنانسي بيلومسي عبر تركيب كلماتها وإظهارها كأنها في حالة سكر.

ووفق الدكتور ناكوف، فإن أفضل التقنيات المضادة التي يمكن استخدامها للكشف عن زيف هذه الفيديوهات استخدام التقنية ذاتها التي أنتجتها سواء كانت صورة أو مقطع فيديو، فضلا عن محو الأمية التقنية على نطاق واسع، أي تثقيف الناس وتدريبهم على معرفة المحتوى الزائف، مشيرا إلى أن دولة فنلندا انتصرت عام 2019 على الأخبار الزائفة، عن طريق برنامج ضخم لمحو الأمية الحاسوبية نشرته بين جميع أفراد المجتمع.