الشريعة والحياة في رمضان

أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: الرسول تمكّن من تكوين مجتمع يجمع بين الأغنياء والفقراء

أوضح أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي محي الدين القره داغي أن الإسلام تضمن مبادئ وقواعد أساسية واضحة تعالج قضايا العصر وأمراضه، وتحدث عن تفاصيل تتعلق بالمعاملات التجارية في الشريعة.

ويرى أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم تمكّن من خلال التربية العقدية والأخلاقية أن يكوّن مجتمعا يجمع بين الأغنياء والفقراء.

ويضيف الشيخ القره داغي أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع مجموعة من المبادئ الأساسية، من أهمها: أن المال مال الله، وهو مبدأ يجعل الغني وكيلا عن المال وبالتالي لا يمكن أن يبخل به، وأن المال وسيلة لا غاية، وأن المال خير لأنه نعمة من الله إذا استعمل في طاعة الله وخدمة الإنسان وحتى الحيوان والبيئة.

وضرب مثلا بالخلفاء الراشدين رضي الله عليهم مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، الذين كانوا يساعدون الفقراء والمحتاجين بأموالهم الخاصة.

وبشأن المعاملات المالية في العصر الراهن في ظل البنوك والمؤسسات المالية وما يثار بشأن الفوائد الربوية، أشار إلى أن الرسول الكريم كان له موقفان: إذا كانت المعاملة ضارة منعها، وبقية المعاملات قام بإصلاحها ووضع لها ضوابط شرعية.

وأضاف أمين الاتحاد العالمي للعلماء أن الإسلام دين كامل تضمن مبادئ وقواعد أساسية واضحة تعالج حاجات وأمراض العصر، وتحدث ضيف حلقة (2022/4/7) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" عن تفاصيل تتعلق بالمعاملات البنكية والقروض.

وقال إن الربا الحالي هو ربا النسيء الذي حرمه القرآن الكريم والإسلام، وإن ربا اليوم في بعض البنوك هو أخطر من ربا الجاهلية.

الاحتكار حرام

وردا على سؤال عن ممارسات الاحتكار التي يقوم بها بعض التجار، استشهد أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم تشير إلى حرمة الاحتكار، وقال إن الاحتكار في المأكولات والطعام حرام بالإجماع، ودعا التجار إلى الامتناع عن احتكار السلع وأن يبيعوها بقيمتها.

كما اعتبر أن حرق الأسعار لضرب التجار الآخرين حرام أيضا، لأنه يدخل في نطاق الغش، وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد منع شخصا من أن يبيع بثمن رخيص ليضرّ غيره من التجار.

ومن جهة أخرى، دعا الأغنياء إلى تزكية أموالهم، لأن الأخوة في الدين تتحقق بالزكاة، وألا يكتفوا بالزكاة إذا كانوا يريدون الفردوس الأعلى، وهو أمر ينطبق أيضا على كلّ الناس.

وبشأن كيفية تعامل الدول الإسلامية مع التحذيرات المتعلقة بالمجاعة في العالم، أوضح الشيخ القره داغي أن العالم العربي فيه تخلف، وأخطر شيء قضية الغذاء، ودعا إلى ضرورة خلق إستراتيجية بين العرب والمسلمين لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وقال إن ذلك واجب شرعي.