الشريعة والحياة في رمضان

المقرئ الإدريسي: الأمة الإسلامية تعاني من الاستضعاف لكنها تمتلك عوامل العزة

قال المفكر الإسلامي المغربي أبو زيد المقرئ الإدريسي إن عزة المسلمين تكون بتمسكهم بدينهم، مرجعا وصولهم اليوم إلى قاع الاستضعاف إلى عوامل داخلية وخارجية تُفرض عليهم.

وأشار المفكر الإسلامي إلى أن الصحابة والسلف الصالح في فترة الخلافة الراشدة وفي قرون العزة فهموا أن العزة لا تكون إلا بالله سبحانه وتعالى، وأن العزة لله ولاية، وللرسول قدوة وتبليغا، وللمؤمنين اتباعا وتنفيذا. وقال إن صفات القوة والعلم والحكمة عمل بها المسلمون وحولوها إلى برنامج حياة.

ونوه إلى أن العرب تمكنوا من تجاوز الولاء للقبيلة إلى الولاء للأمة والجماعة، وما كان ليحدث ذلك لولا أن الولاء كان لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللرسالة القرآنية.

وتناولت حلقة (2022/4/15) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" موضوع أحوال الأمة وكيف تبدلت بها الحال من أزمنة العزة والتمكين إلى زمن الاستضعاف وتكالب الأمم عليها.

ولم يفهم المسلمون -كما يضيف المفكر الإسلامي المغربي- أن القوة والعزة هي القوة العسكرية، وإن كانوا دخلوا في حروب وفتوحات. وقد أوصى الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيش المسلمين بأن يكونوا رحماء، وألا يفسدوا في الأرض أو يقتلوا طفلا أو شيخا، وكذلك فعل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ نصح جيوشه بأن ينتصروا على أعدائهم بأخلاقهم.

وبشأن عوامل الإضعاف التي مارستها القوة العظمى على المسلمين، رأى أن محاولات الإضعاف كانت منذ القدم، فقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى 12 محاولة اغتيال؛ 9 منها من اليهود، مشيرا إلى وجود عوامل خارجية وداخلية، لكن شروط المناعة كانت متوفرة لدى المسلمين، مبرزا أن القوة الذاتية للإسلام والمسلمين هي التي أجهضت المخططات الغربية التي استهدفت المسلمين بدءا من الحروب الصليبية وما تلاها.

إعلان

وبينما تطرق إلى وضع الأمة الإسلامية في الراهن، وأشار إلى الاضمحلال الذي أصابها منذ سقوط غرناطة، نوه المفكر الإسلامي المغربي إلى أن القرآن الكريم لا يركز على العوامل الخارجية، "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

استضعاف المسلمين ونهوضهم 

ومن وجهة نظر أبو زيد المقرئ الإدريسي، فإن العنصر الحاسم في وضع المسلمين في الوقت الراهن هو نوع العلاقة التي فرضتها عليهم قوى الاستكبار الغربية التي أصبحت اليوم مسيحية متصهينة، أي العلاقة التي بناها القوي مع الضعيف، واصفا العقل الغربي بأنه عقل إبادي وعنصري.

وقال إن المسلمين في دائرة التدمير منذ قرنين على الأقل، ويمارس الغرب عليهم الاستضعاف الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي؛ فعلى المستوى الاقتصادي تفرض عليهم وصفات اقتصادية بمسمى الإصلاح الاقتصادي من أجل إبقاء المسلمين في دائرة التخلف والاستهلاك. وعلى المستوى الاجتماعي يضع الغرب خططه ويفرضها على المسلمين بهدف تفكيك نسيجهم.

وعلى المستوى الدبلوماسي -يؤكد ضيف حلقة برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أن الغرب يقوم بقلب منطق التحالفات وفرض التطبيع على المسلمين، وذلك حتى تصبح أولويات الدول العربية والإسلامية التعاون مع العدو وإضعاف التعاون مع الأخ في الدين وفي اللغة ومع الجار في الجغرافيا، وإن التطبيع يهدف إلى تمكين "العدو الإسرائيلي" في المنطقة العربية والإسلامية.

ورغم حالة الضعف والهوان التي تمر بها الأمة الإسلامية في الوقت الراهن ووصولها إلى قاع الاستضعاف، فإن هذا الأمة -التي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه ليحفظها- لن تفنى لا ديموغرافيا ولا معنويا، وذلك لمصلحة البشرية جمعاء. وعقلاء الغرب اليوم يستغيثون بأن الإسلام هو المنقذ لهذه البشرية. وبشّر المسلمين بأن هناك مشاريع جاهزة للنهوض لكنها معطلة بأوامر عليا.