كيف تحفظ القرآن الكريم؟ وما الحد الأدنى الواجب تعلمه من التجويد؟ الشيخ عبد الرشيد صوفي يجيبك
واستدرك الشيخ صوفي -في حديث لحلقة (2021/5/8) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- بالقول إن هذا لا يعني أن بقية أبواب تجويد القرآن ليست مهمة، فالقرآن نزل مُجوّدا.
وفرّق بين التجويد النظري والعملي، فالنظري علم يعطيه الله لمن يشاء حيث يتعرف صاحبه على أحكام التلاوة، لكن الذي يلزم المسلم هو أن يقرأ بهذه الأحكام عمليا، مؤكدا أن قواعد التجويد بمثابة زيادة علم وفضل، لا يلزم المسلم أن يكون عالما بها.
وشدد الشيخ على أنه لا يُقبل أن يقرأ كل إنسان كلام الله تعالي كما يشاء، بل عليه أن يقرأ القرآن كما أنزله الله، واستشهد بقول الإمام ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يُجوّد القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلَ وهكذا منه إلينا وصلَ
وأشار الشيخ صوفي إلى أن جميع المسلمين -كبارا وصغارا- يشملهم قول الله سبحانه تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" وقوله جل شأنه "فإنما يسرناه بلسانك" وقوله جل في علاه "فاقرأوا ما تيسر منه" لافتا إلى أن لفظ التيسير ورد في الآيات الثلاث، فلولا تيسير الله تعالى لما استطاع أحد أن يقرأ أو يحفظ القرآن.
وأضاف أن تعلم القرآن وحفظه في الصغر يجعله أثبت وأرسخ في قلب وعقل الحافظ، لكن هذا لا يعني عدم إمكانية حفظ القرآن في الكبر، فمعظم الصحابة رضي الله تعالى عنهم تعلموا القرآن وحفظوه وهم كبار، وهذا ما نراه حتى وقتنا هذا.
وأكد الشيخ صوفي أن المسلم إذا أحب القرآن، وخصص له وقتا وسلك الطرق الصحيحة لحفظه، فإن الله تعالى يعطيه إياه ويجعله في قلبه، فيسعد به سعادة أبدية.
إشكالية المقامات
وعن تلاوة القرآن الكريم وفق المقامات الصوتية، قال الشيخ صوفي إن أئمة القراء القدامى منهم والمعاصرين أكدوا أن الأصل في الأمر هو المحافظة على أحكام التلاوة، فلا يُلوى عنق الأحرف والقراءة من أجل المقام الصوتي، فإذا فعل القارئ فقد خرج عن سنن القراءة المقبولة.
وأوضح الشيخ أن هذا لا يعني عدم تجميل الصوت في قراءة القرآن، بل إن المسلم مطالب بذلك، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم استمع إلى قراءة أبي موسى الأشعري ذات ليلة فقال له "لو رأيتني وأنا أستمع إليك البارحة" فقال أبو موسى: لو علمت لحبرته لك تحبيرا.
يُذكر أن الشيخ صوفي حاصل على الشهادة العالية في القراءات العشر من معهد القراءات في مصر عام 1981، وقد تخرج على يديه كثير من القراء وأنشأ عدة مدارس ومراكز لتعليم القرآن.