الشريعة والحياة في رمضان

الدكتور جمال عبد الستار: القرآن معجزة كل القرون وليس حفظا وحسن تلاوة فقط

استضافت حلقة (2020/5/6) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة الدكتور جمال عبد الستار الذي تحدث عن مميزات مضمون القرآن العابر لحواجز الزمان والمكان.

قال الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة الدكتور جمال عبد الستار إن القرآن بألفاظه وحقائقه معجزة كل القرون ولكل المجتمعات والأمم كما يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء"، مما يفسر أن الأمة تحتاج إليه في كل الأزمنة، مضيفا أن القرآن يعتبر كتاب حاضر ومستقبل وليس كتابا للماضي، لأنه يحل الأزمات والإشكالات الراهنة ويستشرف المستقبل.

وأكد عبد الستار في تصريحاته لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان" بتاريخ (2020/5/6) أن القرآن الكريم ليس للحفظ والتلاوة فقط، وأن الله تعالى وصف المهتمين بالتلاوة فقط بالأميين لأنهم حالوا بينهم وبين روح القرآن، وذكّر بأن أغلب الصحابة الكرام لم يحفظوا القرآن لكنهم كانوا يعيشون به مثل سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي  احتاج 12 عاما حتى حفظ سورة البقرة لكنه علم المسلمين منهجية التعامل مع كتاب الله فقال "إني لأقرأ عشر آيات فأعمل بها ثم أحفظ غيرها".

وتابع أن الكثير نصبوا جل اهتمامهم على كيفية قراءة القرآن ومخارج الحروف وكم المحفوظات بالاعتماد على قوة الذاكرة، بينما المطلوب هو المرور من التمكن من هذه الأدوات المطلوبة إلى فهم عميق للكتاب والتعايش معه، وأن نستدعي القرآن إلى الواقع تلاوة، وتدبرا، وحركة، وبناء أمة، وفقها حضاريا.

ودعا عبد الستار إلى تجديد العهد مع القرآن خلال شهر رمضان المبارك بتلك الروح والبحث عن كل آية داخل القلب قبل المضي إلى غيرها، مشددا على أن العبرة ليست بكثرة الحفظ بل بما وقر في القلب وتحركت به الأعضاء وانطلق به الإنسان في الدنيا يبني باسم الله، لذلك كانت أول كلمة "اقرأ" ولم تكن مجردة بل مقترنة "باسم ربك".

وأشار إلى أن الناس الآن في حاجة ماسة إلى القرآن، خاصة بعدما رأوا نماذج "سيئة" من العلماء، مما يدعو إلى "التلبس" بالقرآن وعرض القلوب والعقول عليه وعيش أجوائه، وأن آية واحدة تنزل في قلب المسلم قادرة على زلزلة أركانه وتغيير أفكاره وإطلاق حركته، ومن الممكن تحويله إلى معجزة في الأرض تتحرك باسم الله تعالى.