سالم الشيخي: لا قيمة للمجتمع إن لم يمتلك قيما أخلاقية

تحدث الشيخ سالم الشيخي عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث -خلال استضافته في حلقة "الشريعة والحياة في رمضان" بتاريخ (2020/5/23)- عن وصايا الأخلاق في القرآن الكريم، والقيم التي سعى الإسلام لغرسها في المجتمع. وأضاف أن القيم تعني الرفعة والاعتدال والاستقامة، ومنظومة القيم تعني المعايير التي يتفق عليه الناس ويتخذونها ميزانا لسلوكهم وحياتهم.

وشدد على أن القيم ميزان وبها تقاس الشعوب وفقا لهذه القيم، والإنسان بفطرته يحافظ على القيم التي تحفظ المجتمع، وكل مجتمع يعظم قيمة يتم تقييمه من خلالها، موضحا أنه لا قيمة لأي مجتمع لا يمتلك أي قيم أخلاقية، والقيم الإسلامية هي منظومة قيم تمس كل جوانب الحياة وليست مخصصة لفصل دون آخر، و"المجتمع المسلم يعظم القيم الدينية، وهناك قيم سياسية تتعلق بالحرية والكرامة والمشاركة السياسية، بالإضافة لنصرة المظلوم وإغاثة الملهوف فكلها قيم".

وتابع أن المعيار الأساسي لاختيار القيم يكون بقربها مما شرعه الله لعباده، وقد وافق الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض القيم الجاهلية، وعدل على أخرى، ورفض جزءا منها، وكان المعيار في ذلك قرب هذه القيمة وصفائها مما شرعه الله، وتنقيح وتعديل بعض الشوائب في قيم أخرى.

وقد تحدث الرسول الكريم عليه السلام عن قيمة نصر المظلوم وقال فيها صلى الله عليه وسلم "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" وقد كانت هذه عادة جاهلية، لكن الإسلام وضح كيف تتم نصرة الظالم بالأخذ على يده ونهيه عما فعل، كما ثبت نصرة المظلوم وفقا للشرع الإسلامي، والقيم إما تكون عبر الشرائع السماوية أو عبر فطرة المسلم.

وأشار الشيخي إلى أن للقيمة ثلاثة مكونات أساسية وهي حقيقتها، والمكون الوجداني، والمكون السلوكي. وعلى الأسر متابعة غرس القيم الصحيحة في أبنائها وتنقيحها على فترات، ويجب أن تكون حركة الإنسان داخل هذه القيم في حالة صعود وليس نزولا من أجل الحفاظ على القيم من الضياع والتحريف.

ونوه إلى أن للقيم أثرا عظيما على سلوك الفرد والمجتمع، والفائدة المرجوة من خلال القيم على الفرد، كونها الرادع الحقيقي له، وأن للمجتمع والدولة دورا في الحفاظ على القيم وفرضها. وأشار ضيف الجزيرة إلى أن منظومة القيم ترتبط بالمشاعر والسلوك والقناعات.