
الشيخ عكرمة صبري: حب الأقصى لدى المسلمين قائم على العاطفة لا الوعي
قال مفتي القدس السابق وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن المسجد الأقصى لم يغلق في وقت سابق رغم تعرضه للعديد من الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن جائحة كورونا أغلقت المسجد، وسيمر شهر رمضان والمسجد مغلق للمرة الأولى في تاريخه.
وأضاف الشيخ صبري في مشاركته بحلقة (2020/4/29) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، أنه على الرغم من إغلاق المسجد بسبب كورونا فإن كادر المسجد من مؤذنين وعاملين يرفعون الأذان ويقيمون الصلاة فيه، مع عدم السماح لعموم المصلين من الدخول للصلاة معهم خوفا على صحة الجميع.
وتحدث عن مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين فقال إن "حب الأقصى لدى المسلمين قائم على العاطفة لا الوعي"، وأكد على أهمية معرفة منزلة الأقصى التي منحها الله إياه، وأن الأقصى مرتبط بالمسجد الحرام في مكة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
وتابع الشيخ صبري أن المسجد الأقصى مرتبط بالسماء أيضا من خلال قصة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى ما حظي به من تكريم بعد أن عرج بالرسول إلى السماء وفرضت عليه هناك الصلاة -وهي ركن الإسلام الوحيد الذي بُلغ به من الذات الإلهية- ثم عاد الرسول إلى المسجد وصلى في ساحاته بجميع الأنبياء.
كما شهد المسجد الأقصى على مبايعة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، وباعتباره الشفيع لأمته يوم القيامة، وكما ورد في الأثر أن الأنبياء يوم القيامة سيقولون "نفسي نفسي"، إلا النبي محمد سيقول "أمتي أمتي". كما أن المسجد الأقصى كان أولى القبلتين، وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الزمان إلى الأقصى وهو في مكة.
وأشار الشيخ صبري إلى أن الله بارك الأقصى وبارك ما حوله، والمباركة تشمل أرض فلسطين برأي بعض العلماء، ويرى آخرون أن المباركة تشمل كل بلاد الشام، ورواية ثالثة أن المباركة تشمل كل أرض أسلم أهلها، وأرجح الأقوال أن المباركة شاملة لأن القرآن لم يحدد منطقة جغرافية واحدة.
كما تحدث عن الإسراء والمعارج وقال إن الحادثة فيها معجزات عديدة، منها الإسراء بالرسول من مكة إلى الأقصى بالبراق، ومنها أن الرسول ربط البراق في الحائط الغربي للمسجد الأقصى وبهذا سمي حائط البراق، مشيرا إلى أن على المسلمين جميع ألا يسموا الحائط بغير اسمه.
ودعا الشيخ صبري المسلمين إلى الالتفاف حول قضية المسجد الأقصى على الرغم مما تعانيه العديد من الدول العربية والإسلامية من أحداث مؤسفة، معتبرا أن ما يحدث هدفه أن تنسى الشعوب فلسطين والمسجد الأقصى أو ينشغلوا عنه، بالإضافة إلى أن انشغال الناس بجائحة كورونا مكن الاحتلال من تنفيذ العديد من الأمور مستغلا هذا الانشغال.