سيناريوهات

أسوأ الأعوام.. شبح المجاعة يطارد دول العالم فهل من سبيل لمواجهتها؟

حذَّر برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” من شبح مجاعة محدقة بالعالم، ليس فقط بسبب ندرة الحبوب، بل أيضا بسبب عدم القدرة على شرائها مما يهدد الملايين من الناس بالجوع.

وبهذا الصدد توقع وزير الزراعة الأردني الأسبق محمود الدويري -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" بتاريخ (2022/6/30)- أن تكون هناك مجاعات في مختلف الدول، ولكن ما يخفف من وطأتها هو التعاون الدولي خاصة في القارة الأفريقية، وشدد على  ضرورة ذلك لتجنيب العالم مجاعة خانقة، وذلك ريثما تحدث انفراجة في الأزمة الأوكرانية.

وجاءت تصريحات الدويري بناء على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أعرب عن مخاوفه من أن يتحول العام المقبل إلى أسوأ الأعوام جراء حدوث مجاعات متعددة في بلدان كثيرة.

وقال غوتيريش إن هذه الأزمة سحقت مئات الملايين من الأشخاص الذين يعيشون على خط الفقر، داعيا البلدان المتقدمة والمؤسسات المالية الدولية إلى إتاحة الموارد لمساعدة الحكومات على دعم شعوبها.

واعتبرت الخبيرة الاقتصادية والباحثة في الشؤون الأوروبية نجاة عبد الحق أن صعوبة الوضع الغذائي العالمي الحالي تكمن في أن المنظمات الدولية لديها تعاقد مع أوكرانيا لاستيراد القمح وتغطية الحالات الإنسانية والعجز الغذائي في الدول الفقيرة، ولكن الحرب على أوكرانيا جعلت من هذه الآلية غير فعالية لعدم التمكن من تصديره.

من جهته، رأى أستاذ الاقتصاد في الجامعة التونسية رضا الشكندالي أن المساعدات الدولية مهمة ولكن يجب توجيهها للمجال الزراعي، حتى تتمكن الدول الفقيرة من ترتيب أولوياتها لتجعل على رأسها القطاع الفلاحي، معتبرا أن مفعول الإعانات ضئيل أمام السياسات النقدية التي تنتهجها الدول المتقدمة، خاصة أنها مجرد قروض تردها الدول الفقيرة بفوائد.

حلول ممكنة

في تونس على سبيل المثال، شدد الشكندالي على ضرورة إعطاء القطاع الفلاحي أولوية كبرى، كما حث على معالجة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي والمرور نحو إنتاج البذور التي يتم استيرادها بتكلفة عالية، معتبرا أن الاعتماد على الذات هو الحل بدل انتظار المساعدات المالية التي تحل الأزمة بشكل مؤقت.

في حين اعتبر الدويري أن الحل يكمن في زيادة الإنتاج من المنتوجات الزراعية عن طريق وضع برنامج تكنولوجي والاعتماد على التقنيات الحديثة لتطوير القطاع الفلاحي في الدول العربية، مشيرا إلى أن هذه الأزمة فرصة لتقليل الهدر الغذائي في المنطقة.

أما نجاة عبد الحق، فرأت أن الحلول الواقعية تكمن في تشجيع زراعة الحبوب المحلية لتغطية العجز الغذائي الذي قد ينشأ بسبب تقليل كميات القمح في السوق، كما أكدت على أهمية التعاون بين الوزارات ودعم الدولة لتوزيع القمح على الأسواق.