سيناريوهات

التجارب الإسلامية في الحكم بالعالم العربي.. ما أسباب التراجع؟ وما فرص العودة؟

قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد الشنقيطي إن خسارة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية في المغرب ومؤخرا ما حدث مع حركة النهضة بتونس وإقصاءها، من الحكم تجارب تستحق الدراسة والتأمل.

وأشار في حديثه لحلقة (2021/9/16) من برنامج "سيناريوهات" إلى أن مشاركة الأحزاب الإسلامية في الحكم لم تكن فقط خلال العقد الماضي كما يعتقد كثيرون، بل إنها تمتد إلى عقود مثل الإسلاميين في اليمن والسودان والجزائر.

غير أنه رأى أن ما يميز العقد الماضي من حكم الإسلاميين هو ارتباطهم بثورات الربيع العربي، وارتفاع التوقعات الشعبية تجاه إنجازاتهم، لكنهم فشلوا في تلبيتها لعدة أسباب من أهمها ارتفاع سقف التوقعات لدى الشعوب، بحسب قوله.

ويرى الشنقيطي أن فرص عودة الحركات الإسلامية للحكم مرهونة بمدى قدرتها على صنع التحالفات وفهم المتغيرات الدولية، خصوصا ما يحدث بين الغرب والصين.

بدوره؛ اعتبر أستاذ العلوم السياسية حسن أوريد أن خسارة حزب العدالة والتنمية المغربي لا تقتصر على خسارته مقاعد البرلمان، بل إن الحزب كان يدير المدن الكبرى وقد فقدها بالكامل.

ومن وجهة نظره، أرجع سبب ما وصف بالخسارة المدوية للحزب في الانتخابات الأخيرة لأمرين: أولهما أن تكون هناك مؤامرة دبرت ضد الحزب، والثانية أن هناك أمورا وسياسات تجاوزت أفكار وأطر الحزب أدت للنتيجة التي حصدها في الانتخابات الأخيرة، والتي قرأها على أنها عقاب من الشعب للحزب على أدائه في الفترة السابقة.

وأشار إلى وجود مراجعات متأنية تتم داخل الحزب في الوقت الحالي، لمعرفة أسباب هذه الخسارة الكبيرة.

لكن رغم هذه الخسارة، فإن أوريد توقع أن يشهد مسار الإسلام السياسي تطورا كبيرا وتغيرات خلال الفترة القادمة تتناسب مع التغيرات التي حدثت على أرض الواقع، وأكد أن الحزب لن يعود كما كان خلال العقدين الماضيين، كما رأى أن تغييرا ملحوظا سيسيطر على المشهدين السياسي والثقافي في المغرب في قادم الأيام.

من جهته، أكد الأكاديمي والباحث في الفكر الإسلامي احميدة النيفر أن ما حدث مع حزب النهضة في تونس ظهر منذ وقت مبكر في عام 2014، عندما بدأ عدد المصوتين للحزب يقل في كل استحقاق انتخابي، لكنه رأى أن قيادات النهضة لم تلتقط الإشارة وتقم بمراجعات شاملة لسياساتها وتبحث أسباب العزوف عن التصويت لها.

ودعا النهضة للاعتراف بأن مشكلتها الأساسية تتمثل في القيادة أولا، والاعتراف بفشلها في مخاطبة واحتواء جيل الشباب الذي يشكل تيارات كبيرة داخلها، مؤكدا أن على الإسلاميين في تونس بناء سردية حقيقية عن مميزاتهم وشرحها للشعب.