سيناريوهات

تعود إلى حكم أفغانستان بعد 20 عاما.. هل طالبان قادرة على التغير؟ وماذا عن سلوك الآخرين معها؟

أكد ضيوف حلقة “سيناريوهات” أن حركة طالبان أظهرت تغيرا على مستوى الخطاب والممارسة، لكنها ما زالت بحاجة إلى إثبات هذا التغير، وأشار بعضهم إلى أن سلوكها أيضا يتوقف على سلوك الدول الغربية منها.

فبحسب رأي الصحفي في قناة الجزيرة والخبير في الشأن الأفغاني، تيسير علوني فإنه كمتابع للمشهد الأفغاني لاحظ وجود مراجعات حقيقية لدى حركة طالبان، بدليل المؤشرات والسلوكيات التي أظهرتها منذ سيطرتها على العاصمة كابل قبل عدة أيام.

وتحدث علوني لحلقة (19/8/2021) من برنامج "سيناريوهات" عن تساهل غير مسبوق من قبل قادة الحركة من خلال البيانات والمؤتمرات الصحفية التي عقدوها لطمأنة دول العالم، مشيرا إلى مظاهرات نسائية خرجت في العاصمة كابل، وعدم فرضهم حتى الآن لباس البرقع على النساء وغيرها من المؤشرات.

وردا على سؤال بشأن طبيعة نظام الحكم لدى طالبان، أشار علوني إلى أن قادة الحركة تحدثوا عن مجلس حكم، لكن الصورة لم تتضح بعد، وفيما إذا كانوا سيشركون عددا كافيا من الشخصيات في هذا المجلس، وقال إنهم لو فعلوا ذلك فسيكون ذلك علامة مبشرة على أنهم يسيرون في الطريق الصحيح.

ويرى الصحفي في قناة الجزيرة أن حركة طالبان أصبح لديها تنوع في كوادرها، وثبت ذلك بعد سيطرتها على ولايات الشمال الأفغاني، حيث يتركز الطاجيك والأوزبك وغيرهم.

من جهته، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية وافق علوني في كون حركة طالبان مختلفة عما كانت عليه في الماضي، وقال إن هناك تطورا كبيرا في الخطاب والممارسة، وإن منظورها للشريعة على سبيل المثال بدأ يتغير، سواء تعلق الأمر بالمرأة والبرقع أو من حيث التصوير الذي أصبحت تسمح به.

وأشار أبو هنية إلى أن طالبان مع ذلك لا تزال متمسكة بثوبها وأنها لا تخفي ذلك، ولن تقبل التخلي عن "الإمارة الإسلامية" وتقبل بـ "إمارة ليبرالية".

وأوضح ضيف "سيناريوهات" أن طالبان حركة جهادية محلية وليس لها أهداف خارجية، ولم تنفذ هجمات خارجية.

وأكد الباحث الأول في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، غاريث برايس، من جهته، أن هناك تغيرا كبيرا من حيث الطريقة التي تعرض بها حركة طالبان نفسها، وقال زعيم الحركة الراحل الملا عمر كانت له صورة واحدة، أما الآن فإن قادة الحركة يعقدون مؤتمرات صحفية، ولكنه رفض الجزم بتغير الحركة كليا، مشيرا إلى ما قال إنها تقارير تتحدث عن ملاحقات تقوم بها طالبان ضد البعض.

الغرب وسلوك طالبان 

وبخصوص المواقف الدولية من حركة طالبان وطريقة حكمها، تحدث علوني عن دول جوار أفغانستان، وأكد أن باكستان دعمت طالبان، ولا يمكن أن تسمح لأي كان بالسيطرة على أفغانستان، وخاصة الهنود، وقال إن الهند كان لديها خلال السنوات الماضية 5 قنصليات في أفغانستان، ورجح أن تلجأ إلى تنشيط بعض المليشيات من أجل الضغط على الحركة.

وقال أيضا إن الصين وروسيا لديهما هواجس ومصالح أيضا، وإن هناك ثروات هائلة في أفغانستان، وحذر من أن ما أسماه السلوك الغربي المستفز إزاء طالبان، سيجعل من أفغانستان ساحة للفوضى ولصراع دول الجوار والعالم وساحة لتصفية حساباتهم.

وشدد أبو هنية لحلقة "سيناريوهات" على أن سلوك الدول الغربية هو الذي يحدد شكل النظام في أفغانستان، وقال إنه رغم أن طالبان تقدم تطمينات للغرب، فإنهم يتحدثون عن عقوبات وعن ضغوط اقتصادية، مشيرا إلى أن موضوع أفغانستان سيبقى مرتبطا بقضية الأمن والاستقرار، وأن الولايات المتحدة عندما انسحبت من هذا البلد، تعلم أنها تركته للحرب الأهلية أو للفوضى.

وركز برايس في تعليقه على مسألة الإرهاب وأن الدول الغربية بما فيها الصين وروسيا تنتظر من طالبان ألا تحول الأراضي الأفغانية إلى مصدر لما أسماه الإرهاب، مشددا على أن يراقب ما ستفعله طالبان على المدى القريب.