سيناريوهات

متحورات كورونا.. هل بات العالم على أعتاب موجة وبائية جديدة؟

قالت الباحثة في البيولوجيا الجزئية أصالة لمع إن متحور “دلتا” راكم طفرات جديدة في جينات فيروس كورونا، مشيرة إلى أن خطورته تكمن في سرعة انتشاره مقارنة بغيره.

وأوضحت أصالة لمع -في حديث لحلقة (2021/7/1) من برنامج "سيناريوهات"، أن المتحور "دلتا" أسرع في الانتشار بنسبة تتراوح ما بين 40% و60% من المتحور البريطاني المعروف باسم "ألفا"، الذي كان بدوره أسرع انتشارا بالنسبة ذاتها من الشكل الأول لفيروس كورونا.

واستنتجت الباحثة في البيولوجيا الجزئية من ذلك أنه كلما تركنا فيروس كورونا ينتشر، فإنه يُطوّر من طفراته ويُزيد من سرعة انتشاره.

وبينما كان العالم يستعد للخروج من حالات الإغلاق والقيود التي فرضتها جائحة كورونا، ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة -وبشكل مفاجئ- سلالات متحورة، أخطرها وأسرعها انتشارا سلالة "دلتا".

وبات عدد الدول التي اكتُشفت فيها هذه السلالة يتجاوز 90 دولة، بما فيها دول عربية، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف المتحور الجديد بالمثير للقلق، والتحذير من ارتفاع في أعداد الإصابات خلال موسم الصيف الحالي.

وتتزايد المخاوف من موجة وبائية أخرى خلال هذا الصيف بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة من كورونا أصبحت الأكثر انتشارا في العالم. وحثت المنظمة كل الذين تلقوا التطعيم بشكل كامل على الاستمرار في ارتداء الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعي والتقيد بالتدابير الاحترازية.

إعلان

فعالية اللقاحات

وعن فعالية اللقاحات مع هذه المتحورات، أشارت الباحثة أصالة لمع إلى أن اللقاحات المختلفة فعّالة بنسبة كبيرة ضد هذه المتحورات، خصوصا فيما يتعلق بخطورة الأعراض المرضية لدى المصاب.

واستدركت الباحثة بالقول إن دراسة حديثة في جامعة أسكتلندية ذكرت أن حاجة المصابين بالمتحور "دلتا" للنقل إلى المستشفيات، هي ضعف حاجة المصابين بالنسخة الأولى من كورونا.

وقد أعلن المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها، أن "دلتا" سيشكل 90% من الإصابات الجديدة في الاتحاد الأوروبي بنهاية أغسطس/آب المقبل.

وقالت مديرة المركز آندريا آمون إن من المحتمل للغاية أن ينتشر متحور دلتا على نطاق واسع خلال فصل الصيف، ولا سيما بين الأفراد الذين لم يتلقوا التطعيم.

ويُوصف متحور "دلتا" بأنه الأعنف بين باقي المتحورات، ومنها متحور "ألفا" الذي اكتُشف للمرة الأولى في المملكة المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

أما متحور "بيتا" فتم اكتشافه في جنوب أفريقيا الخريف الماضي، بينما اكتشف متحور "غاما" في البرازيل، وتم تصنيفه من قبل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على أنه متحور مثير للقلق.

تراجع بفعل الزمن

في المقابل، قال بارات بانخانيا المحاضر في كلية الطب بجامعة إكستر إنه بمرور الوقت (سنتين أو ثلاثا) فإن الفيروس يصبح أقل خطرا، إلى أن يصبح مجرد فيروس عادي يصيب الإنسان بأمراض بسيطة لا تُثير القلق، كما حدث مع فيروس الإنفلونزا.

وأضاف بانخانيا أن الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا أقل تعرضا للخطر إلى حد كبير، كما أنه في حالة إصابتهم به فإن الأعراض تتراوح بين الضعيفة والمعتدلة فقط، ولا يحتاج المصاب لنقله إلى المستشفى.

من جهته، توقع وزير الصحة التونسي السابق عبد اللطيف المكي أن يزداد انتشار المتحور "دلتا" في بلاده خصوصا مع استمرار حركة السفر، واصفا الوضع بالحرج خصوصا مع تجاوز أعداد الإصابات بفيروس كورونا 5 آلاف إصابة في اليوم الواحد.

إعلان

وأضاف المكي أنه في ظل بطء عمليات التلقيح، فإن الرهان في تونس الآن على الوقاية من الإصابة بكورونا باتخاذ الإجراءات الفردية والعامة ومنها إغلاق المدن، مشيرا إلى أن ذلك مرتبط بالقدرة الاقتصادية للدولة.

ووجه وزير الصحة التونسي السابق انتقادات لمنظمة الصحة العالمية التي لم تدع إلى إغلاق مدينة ووهان الصينية بمجرد الإعلان عن اكتشاف فيروس كورونا فيها قبل أن ينتقل إلى باقي دول العالم، وكذلك لتأخرها في إعلان كورونا جائحة عالمية.