سيناريوهات

سيناريوهات توطين لقاحات كورونا في العالم.. رغبة أميركية ورفض أوروبي لماذا؟

أكد غريغ بيري مساعد مدير الاتحاد الدولي لصانعي الدواء أن هدف أميركا من توطين صناعة لقاحات كورونا هو ضمان التوزيع العادل للقاحات، خصوصا وأن العديد من الدول النامية تعاني من ارتفاع معدل الإصابات.

لكنه شدد في مداخلته لحلقة (2021/6/10) من برنامج "سيناريوهات" على أن الاعتقاد الأميركي خاطئ وقوبل باعتراض أوروبي لأن الدول النامية لا تمتلك البنى التحتية المناسبة التي تمكنها من إنتاج اللقاح وليس الملكية الفكرية كما يشاع، كما أن الشركات المصنعة تعهدت بضمان التوزيع العادل على مستوى العالم.

في المقابل، رفضت مستشارة تحالف لقاحات الناس مهجة كمال يني تصريحات بيري، وأوضحت أن الحديث عن عدم وجود مشكلة تتعلق بالملكية الفكرية أيضا خاطئ لأن العديد من الشركات المصنعة للأدوية قد امتنعت عن الإفصاح عن أدوية تتعلق بأمراض الكبد والإيدز في السابق.

بدوره دافع مدير مركز سياسة الصحة العالمية ستيفن موريسون عن الرغبة التي وصفها بالملحة في توطين هذه اللقاحات، لأن بعص الدول تعاني من التوزيع غير العادل للقاح، حيث تحصل الدول الثرية على اللقاحات بينما تعاني الدول الفقيرة من تفشي الفيروس، مطالبا بتدخل سياسي من أجل الدفع بتوطين صناعة اللقاح للجميع.

لكن غريغ بيري رفض حديث موريسون، وأكد أن اللقاحات التي طوّرت بتقنية "إم آر أي" جاءت عبر براءة اختراع وبشراكات كبيرة، والملكية الفكرية لها هي من عجلت بصناعتها حول العالم، مشيرا إلى أن إلغاء الملكية الفكرية سيؤثر على صناعة الدواء في العالم على المدى البعيد، لكنه سيحقق الهدف المرجو منه في الوقت الحالي.

من جانبها أوضحت مهجة كمال يني أن الشركات المصنعة للدواء تضع براءة الاختراع نصب عيونها بدليل تقدم شركة موديرنا (Moderna) الأميركية بتسجيل 12 براءة اختراع فيما يتعلق بلقاح فيروس كورونا، ومن أجل الوصول اللقاح إلى كل العالم يجب مشاركة تكنولوجيا اللقاح وسحب الملكية الفكرية بعد أن حصلت الشركات المنتجة على تمويل من أموال دافعي الضرائب.

وترى أن الحديث عن توزيع عادل من قبل شركات إنتاج اللقاح مجرد أحاديث للاستهلاك ولم يطبق على أرض الواقع، بل ذهب اللقاح للدول الغنية حيث حصل 1 من كل 4 مواطنين على اللقاح، في حين تصل نسبة في الدول الفقيرة إلى 1 من كل 500 شخص.

غير أن ستيفن موريسون حذر من أن العالم سيعاني خلال الستة الأشهر القادمة من نقص حاد في اللقاح، لذا يجب العمل على زيادة الإنتاج وبحث سبل زيادة ذلك من أجل مواجهة الفيروس والقضاء عليه، وعلى الدول العمل على بحث أفكار تسرّع من إنتاج اللقاح بصورة كبيرة لتلبية حاجة الناس حول العالم.

وكشف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رصدت نحو 20 مليار دولار من أجل زيادة إنتاج اللقاح والوصول إلى الاكتفاء في كل العالم، داعيا كل دول العالم الكبرى للتعامل مع الدعوة الأميركية من أجل ضمان إنتاج العديد من الجرع من أجل تجاوز الأزمة الحالية.