
أميركا وحروب المستقبل.. هل العالم على أعتاب مواجهات غير تقليدية؟
وبهذا الصدد، تابع برنامج "سيناريوهات " (2021/5/6) مخاوف واشنطن من فقدان ميزتها وقوة ردعها بعد بروز الصين وروسيا كقوتين منافستين قادرتين على تحدي أميركا وحلفائها في بعض المناطق الساخنة، كما أن التقدم التكنولوجي السريع -خاصة في المجال السيبراني- بدأ يغير قواعد اللعبة.
وهذا ما حدا بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى الحديث عن ضرورة تطوير رؤية دفاعية جديدة، والاستعداد لصراع محتمل لا يشبه كثيرا الحروب القديمة.
من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا إن هناك وسائل جديدة لم تختبر في حرب حقيقية، مشيرا إلى أن جميع الأطراف تستعد لحرب غير معروفة الشكل والمضمون، وذلك بسبب تغير التوازن العالمي بعد صعود الصين كقوة تكنولوجية وعسكرية واقتصادية.
وأضاف أن سرعة تسلح الصين تضع أعباء جديدة على أميركا، متسائلا عن طريقة قتال القوى مجتمعة مع التكنولوجيا الجديدة لتنفيذ وتحقيق الأهداف الجيوسياسية التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن.
في المقابل، اعتبر مارك كيميت مساعد قائد القوات الأميركية السابق في العراق، أن أميركا متقدمة تكنولوجيا على الصين وروسيا، ولكن العدو من الممكن أن يتسلل من نقطة ضعف الخصم.
وأوضح أن الحروب القادمة لن يستخدم فيها آليات عسكرية تقليدية، بل طائرات من دون طيار وعربات موجهة وقدرات سيبرانية عن بعد.
وشدد على أن دول العالم ستشهد المزيد من القدرات العسكرية المستقلة، على شكل سفن ذاتية القيادة وطائرات مقاتلة وروبوتات حربية، متسائلا إن كان يمكن الاعتماد على الآلات في حروب تبعد أميالا كبيرة عن أميركا.
من جهته، قال لورانس فريدمان أستاذ دراسات الحرب في جامعة كينغز كوليج إن الحديث عن الحروب المستقبلية بمثابة وصف لوضع يكون فيه النظام مختبرا ومجربا، مشيرا إلى أن الاختبار قد لا يحصل بل يكون أحيانا ردعا متكاملا لمنع الوصول إلى الحرب.
وأضاف أن القدرات العسكرية الأميركية يجب أن تختبر من قبل الصين، لأن روسيا قوة آفلة بعكس الصين، فبكين تحتل المرتبة الأولى لأنها تمتلك الزخم الاقتصادي وتعزز من قدراتها العسكرية بشكل كبير.