سيناريوهات

البتكوين.. لماذا تحاربها أميركا؟ هل لأنها فقاعة أم لأنها تهدد الدولار؟

أكد الخبير والمؤلف بالشؤون الاقتصادية كليم تشامبرز أن المستقبل على المدى البعيد هو لصالح عملة البتكوين، وأنها ستشهد على المدى البعيد ارتفاعا كبيرا بقيمتها، وستفرض نفسها بشكل أقوى بكل العالم.

ورغم ما يثار من مخاوف وتشكيك بحقيقة عملة البتكوين، فإن الخبير الاقتصادي الفرنسي أكد في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" بتاريخ (2021/3/4) أن الاستثمار وليس المضاربة في عملة البتكوين سيكون أمرا إيجابيا للغاية وسيحقق أرباحا كبيرة للمستثمرين فيه.

وفرق تشامبرز بين المضاربين الذين يتعاملون في البتكوين لغايات تحقيق أرباح كبيرة وسريعة، وبين المستثمرين الذين يتطلعون للمدى البعيد، ويكونون متفهمين لتقلبات أسعار العملة، وقادرين على احتمالها بعكس حال المضاربين.

من جانبه، فسر الصحفي مصطفى عبد السلام المتخصص بالشؤون الاقتصادية مهاجمة الكثير من القادة السياسيين والاقتصاديين الأميركيين لعملة البتكوين، لإدراكهم أن هذه العملة ستشكل خطرا مستقبليا أكيدا على قيمة الدولار، وعلى القوة الاقتصادية التي تملكها الولايات المتحدة.

وأشار عبد السلام إلى أن أكثر من تريليون دولار يجري تداولها حاليا في البتكوين، وأن الإدارة الأميركية تستشعر الخطر الاقتصادي القريب الذي باتت تشكله هذه العملة على اقتصادها، فلذلك بدأ الساسة والاقتصاديون فيها بمهاجمة العملة وإثارة المخاوف والشكوك حولها.

لكن تشامبرز استعبد أن تحل البتكوين محل الدولار، وتوقع للأخير أن يبقى موجودا، لكنه عبر عن قناعته بأن البتكوين وإلى جانب عملات رقمية أخرى ستكون حاضرة في سوق العملات العالمية بقوة، ولن تترك الساحة بعد اليوم للعملات التقليدية مثل الدولار واليورو.

لكن الباحث الاقتصادي الكويتي محمد رمضان حذر من التداول في عملة البتكوين، والتي يصل نسبة التقلبات فيها إلى أكثر من 90%، وهو الأمر الذي قد يؤدي لخسارة المضاربين والمستثمرين لأموالهم وثرواتهم في لحظات، وهو ما يؤدي لإلحاق الخسائر باقتصاد الدول التي ستخرج منها هذه الأموال.

واستبعد رمضان أن يكون للبتكوين مستقبلا على المدى البعيد أو أن يحل محل الدولار الأميركي أو اليورو، خاصة أنه لا يمكن حماية حقوق المضاربين أو المستثمرين فيها.

لكن عبد السلام قال إن التقلبات الكبيرة التي شهدتها قيمة البتكوين العام الماضي يعود بسبب تراجع فرص الاستثمار في ظل تفشي كورونا، وهو الأمر الذي دفع بكبار المستثمرين في العالم للبحث عن استثمار جاذب فوجدوا ضالتهم في هذه العملة، والتي وجد فيها المضاربون فرصا لتحقيق أرباح سريعة وكبيرة.

واستبعد أن تكون البتكوين مجرد فقاعة، وقال إن نظرية الفقاعة تحققت مع البتكوين خلال الأشهر الماضية التي شهدت تقلبات كبيرة في الأسعار وصلت إلى حد 300%، لكنه رفض وجهة النظر التي تقول إن هذه الفقاعة ستنتهي يوما ما شأنها شأن الكثير من الفقاعات الاقتصادية التي استيقظ المستثمرون فيها ذات يوم ووجدوا أنفسهم بحالة إفلاس، وأشار إلى أن كبار المستثمرين في العالم قاموا بحماية العملات الرقمية التي ستكون هي لا محالة عملات المستقبل.

ودعا الدول العربية وخاصة الخليجية بالعمل مثل الكثير من دول العالم التي احتوت البتكوين وعملات رقمية أخرى، وأن تصدر القوانين التي تشرع التعامل بهذه العملة، حتى لا تكتشف فجأة أن مئات المليارات قد خرجت من بنوكها عبر منصات أخرى للتداول بهذه العملة وهو الأمر الذي سيكلفها الكثير من الخسائر.