من برنامج: سيناريوهات

حصار غزة.. ما سيناريوهات انتهائه؟

قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة وليد المدلل إن الاحتلال الإسرائيلي يماطل في رفع الحصار عن قطاع غزة وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الصيف الماضي.

وأضاف المدلل -في حديث لحلقة (2021/12/30) من برنامج "سيناريوهات"- أن الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ سنوات طويلة يهدف إلى الضغط على المقاومة في القطاع، لكن الواقع أثبت أنه لم يحقق أهدافه، معتبرا إعلان بعض المنظمات الدولية تقديم المساعدات للقطاع يأتي ضمن التسهيلات التي يقول الاحتلال إنه يقدمها، لكنها ستظل دون جدوى ما لم يُرفع الحصار بشكل كامل عن القطاع.

وتابع أن الاحتلال لم يطبق اتفاق وقف النار الذي تم عبر الوسيط المصري والذي تضمن أيضا إعادة الإعمار، ورفع الحصار، مذكرا بالمهلة التي قدمها قائد المقاومة في غزة بأنه سيتم حرق الأخضر واليابس في حال لم يرفع الحصار حتى أواخر العالم الجاري الذي ينتهي غدا، ويبقى انتظار ما ستقْدم عليه المقاومة.

وأكد أن تلكؤ الاحتلال في حل ملف الأسرى يدفع المقاومة إلى بحث عمليات خطف المزيد من الجنود الإسرائيليين من أجل دفع إسرائيل للإسراع في هذه العملية، ولا يعلم أحد كم تمتلك المقاومة من جنود أسرى حاليا، معتبرا أن بقاء الوضع الحالي هو المرجح في الفترة المقبلة.

من جانبه، اتهم الكاتب الصحفي وديع عواودة مصر بمشاركة إسرائيل في حصار قطاع غزة بسبب إغلاقها معبر رفح ومنع مرور الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع، مؤكدا أن إسرائيل لا تكتفي بالحصار الاقتصادي وحسب بل تسعى لتكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي بين غزة والضفة الغربية.

وأضاف أن إسرائيل تروج للعالم أن الفلسطينيين غير مستعدين للسلام بسبب الانقسام الداخلي، ويعمل الاحتلال في الوقت الحالي على تخفيف المعاناة الاقتصادية من خلال السماح بدخول بعض البضائع وتنقل العمال بصورة محدودة، بالتزامن مع إعلان مصر تخفيف بعض القيود على القطاع.

وتابع أن إسرائيل لا تملك أي إستراتيجية لإدارة الصراع مع الفلسطينيين، وقد ظهر هذا في عملية مفاوضات تبادل الأسرى التي لم تنجز حتى الآن وسط اتهامات لتل أبيب بالمماطلة، مشيرا إلى أن الوضع القائم لن يتحلحل في الوقت الحالي وقد تتجه الأمور إلى اشتباك محدود يقود لحل أفضل من الحالي.

بدوره، قال أستاذ الدراسات الدولية بجامعة بيرزيت علي الجرباوي إن الوسيط المصري يعمل في نقل وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن ترفع الحصار لأنها ضعيفة للغاية، وتخشى أن تقوم بأي مبادرة تجاه الفلسطينيين لأن هذا سيسقطها بعد تفككها.

وأضاف أن التصعيد في الضفة الغربية هو سعي من المقاومة لتخفيف الضغط على القطاع المحاصر، وخلق بؤر جديدة لإقلاق الاحتلال الإسرائيلي لدفعه إلى رفع الحصار عن غزة والالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق الذي تم في السابق، وحماس تسعى إلى تصعيد شامل في كل الأراضي المحتلة للضغط على الاحتلال.

وتابع أنه من المستحيل أن تقبل الحكومة الإسرائيلية الحالية بشروط المقاومة الإفراج عن بعض الشخصيات والرموز الوطنية الفلسطينية لأن ذلك سيؤثر على الحكومة الانتقالية الهشة في إسرائيل، حسب قوله، محذرا من قيام أي حرب بين المقاومة والاحتلال لأن الحكومة الضعيفة ستلجأ إلى أكبر قدر من التدمير في غزة.