من برنامج: سيناريوهات

أوميكرون.. ما مدى خطورة المتحور الجديد مقارنة بمتحورات كورونا السابقة؟

يقف العالم في حالة تأهب واستنفار بينما يواصل المتحوّر الجديد “أوميكرون” انتشاره السريع. ومنذ اكتشافه وتصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية بأنه “مثير للقلق”، تبدو المعلومات العلمية عنه حتى الآن محدودة.

وبهذا الصدد، قال الأستاذ المشارك للأمراض الانتقالية في مركز البحوث الحيوية الطبية بجامعة قطر هادي ياسين -في حديثه لبرنامج "سيناريوهات" (2021/12/2)- إن عدد الطفرات في "أوميكرون" أكثر بكثير من المتحورات السابقة، مشيرا إلى أن الفيروس يتحور ليستطيع الانتشار بسرعة أكبر وليس ليكون أكثر قوة، فخطورته تكمن في سرعة انتشاره.

وأوضح أن الأمر المطمئن هو رغم ارتفاع عدد الحالات فنسبة الدخول إلى المستشفى لم ترتفع، ولكن المخيف في أوميكرون هو أن الأجسام المضادة قد تخف فعاليتها لمواجهة سرعة انتشار الفيروس.

من جهته، قال خبير اللقاحات والأستاذ بجامعة ميشيغان، علي فطوم إن هناك نوعا من التهويل بشأن هذا المتحور، معتبرا أن هذا الأمر يشبه ضربة استباقية، وذلك لتكون الدول في حال الدفاع عن النفس إذا ارتفع عدد الحالات، نظرا لتوقعاتها وتحذيراتها من المتحور.

وأضاف أنه إذا كان الفيروس قادرا على الارتباط بالخلايا فهناك إمكانية للأجسام المضادة أن تمنع هذا الفيروس وتقضي عليه، معتبرا أن هناك معطيات متفائلة خاصة بعدم خطورة هذا المتحور.

بدورها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن المتحور لا يدعو للهلع كما يتم التصوير لذلك، وذلك لأنه تم تقاسم المعلومات والمعطيات بشأن خصائص هذا المتحور في وقت مبكر.

وأضافت أنه لا توجد بيانات كافية لحد الساعة لتحديد إن كان هذا المتحور سيتسبب في إصابات شديدة، وتحديد مدى خطورته.

أما مسؤول المكتب الطبي في شركة مودرنا لتصنيع الأدوية بول بورتون قال إن هناك العديد من البيانات والمعلومات من كل دول العالم، ولكن لا بد من الانتظار لفترة زمنية أكثر لتحديد كل خصائص هذا المتحور، ولكن من الواضح أنه سريع الانتشار.

وأضاف أن هناك بداية لمحاولة إنتاج لقاحات موجهة ضد المتحور أوميكرون، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتوصل إلى نتائج بحث دقيقة واختباره للتعرف على مدى الحاجة للتلقيح ضد هذا المتحور.

ويذكر أن متحور أوميكرون يحتوي على "مجموعة غير عادية " من الطفرات، يقدرها العلماء المختصون بأكثر من 30 طفرة، أي أضعاف مايحتويه متحور "دلتا". وهذا العدد الكبير من الطفرات هو ما يثير المخاوف من أن متحور "أوميكرون" قد يكون أكثر قابلية للانتقال وأكثر مراوغة للأجسام المضادة.

ولكن لا تزال المعلومات والبيانات الأولية حول طبيعة المتحور الجديد متضاربة بين محذر من خطورته وسرعة انتشاره، ومتفائل بإمكانية احتوائه عن طريق تكثيف حملات التطعيم وإعطاء جرع معززة من لقاحات كورونا.