من برنامج: سيناريوهات

مفاوضات النووي الإيراني.. ما الخيارات المطروحة للجولة الثامنة؟

قال أستاذ دراسات الخليج وإيران بجامعة قطر محجوب الزويري إن استمرار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة من أجل إحياء الاتفاق النووي خيار إستراتيجي لكل الأطراف.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/12/23) من برنامج "سيناريوهات" أن خيار المفاوضات يؤخذ ضمن 3 مسارات الأول الأمن والسلم العالمي لأن الأوروبيين وأميركا لا يريدون حتى اللحظة الدخول في الحرب مع إيران، والمسار الثاني يتعلق بخصوصية المنطقة والخليج وآثار الحرب عليهما، والمسار الثالث هو الاتفاق السابق الذي أنجز نتيجة للمفاوضات.

وتابع أن التلويح بعودة فرض العقوبات عبر مجلس الأمن الدولي يمكن أن يتم، لكنه لن يقدم شيئا جديدا في المسألة وسيزيد من تعقيد الأمور، ولن يوقف تخصيب اليورانيوم في إيران، ولن يوقف كذلك برنامج تطوير الصواريخ الباليستية، منوها بأن إيران طوال 40 عاما كانت حريصة على ألا يتشكل ضدها محور غربي وهي حريصة على استمرار هذا النهج حاليا.

وأكد أن إسرائيل استطاعت ضرب إيران في العديد من المواقع والهدف ليس الدخول في مواجهة عسكرية بل لتأخير البرنامج النووي الإيراني وعرقلته، وأن هذه الهجمات التي تمت تحت الأرض كانت بضوء أخضر أميركي، مشيرا إلى أن بقاء الأمور على ما هي عليه سيظل مع استهداف للبرنامج النووي الإيراني بأكثر من صورة.

خيار الحرب

من جهته، قال تريتا بارسي المستشار السابق للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال مفاوضات الملف النووي الإيراني إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعلنت بشكل رسمي رغبتها بالعودة للاتفاق النووي الإيراني، لكنها لم تتخذ خطوات سريعة في العودة للاتفاق السابق، بل انتظرت شهرين ونصف الشهر لتبدأ المفاوضات.

واعتبر أن وصول المفاوضات للجولة الثامنة دون التوصل إلى اتفاق أمر غير جدي، كما أن تفكير واشنطن بالخيار العسكري أمر غير صحي، مستبعدا في الوقت ذاته أن تقوم الولايات المتحدة أو تسمح لإسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران لأن بايدن منذ وصوله للسلطة يريد إيقاف الحروب في الشرق الأوسط، وقد دشن هذه المرحلة بالانسحاب من أفغانستان.

وتابع أن الخيار الأرجح في الفترة المقبلة هو دخول الاتفاق في حالة ركود لخلق وضع جديد للتعامل مع المسألة بعيدا عن إعلان فشل المفاوضات، لأن هذا الإعلان يعني الدخول في خيارات أخرى من بينها الخيار العسكري.

إحياء الاتفاق

في المقابل، قال الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية محمد صدقيان إن إيران من خلال دخولها في المفاوضات التي سبقت اتفاق 2015 كانت ترغب بحل هذا الموضوع عبر طاولة المفاوضات، لكن واشنطن هي من انسحبت منها وفرضت عقوبات وهو ما جعل الجميع في زاوية حرجة بعد انعدام الثقة بين الطرفين.

وأضاف أنه في حال قررت إسرائيل المواجهة فإن إيران تمتلك القدرة على إصلاح الأضرار التي تنتج عن الهجمات التي تقوم بها تل أبيب كما حدث في منشأة نطنز النووية في وقت قصير، منوها بأن هناك حربا سيبرانية متبادلة بين الطرفين، داعيا إلى عدم اختبار قدرات إيران العسكرية لأنها لم تعلن عن كل ما تملك حتى الآن.

وتابع أن الولايات المتحدة ترفض أن تقوم إسرائيل بضرب إيران، مشيرا إلى أن واشنطن كانت في كل حروب تل أبيب بالمنطقة تعطيها الضوء الأخضر وتقيم معها جسرا جويا لمدها بالسلاح، وهذا لن يحدث في الوقت الحالي، متوقعا أن إحياء الاتفاق النووي السابق وارد ويحتاج وقتا لتنفيذه من أجل خفض تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات بشكل متزامن.