سيناريوهات

بعد تسريب وثائق تدين فيسبوك.. ما السيناريوهات المحتملة للتعامل مع عملاق مواقع التواصل؟

عبر الرئيس السابق للسياسات العامة لشركة فيسبوك بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أشرف زيتون عن صدمته من التسريبات التي أفصحت عنها الموظفة السابقة في شركة فيسبوك فرانسيس هاوغن.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/10/14) من برنامج "سيناريوهات" أنه أثناء عمله في الشركة كان موقعه يؤهله للحصول على العديد من المعلومات، مستدركا أن المعلومات المسربة تفوق الصلاحيات الممنوحة له من قبل الشركة، مؤكدا أن إدارة فيسبوك همها الوحيد الحصول على المال، ولا تعير أي اهتمام لخصوصية المستخدمين.

وكانت هاوغن قد قدمت استقالتها من شركة فيسبوك في مايو/أيار الماضي بعدما قضت ما يقرب من عامين بها، وجمعت آلاف الوثائق التي كشفت فيها أن فيسبوك والتطبيقات الأخرى التابعة له مثل إنستغرام، بها الكثير من العيوب التي تسبب أضرارا واسعة خصوصا على الأطفال.

واتهم زيتون إدارة فيسبوك بتعمد ترك بعض الثغرات والمشكلات لأسباب تتعلق بجني الأرباح منها، ولم تتحرك من أجل وقف الأخبار الزائفة كما ادعت، مؤكدا أن إيقاف الأخبار الزائفة سيقلل الوصول إلى المحتوى وهذا يعني قلة المعلنين على المنصة، مستبعدا أن تقوم الشركة بأي عملية تصحيح لأنها ستكلفها خسائر كبيرة.

وأكد ضرورة تضمين التشريعات الجديدة بندا يحمّل شركة فيسبوك مسؤولية ما ينشر على منصاتها، ولا تكتفي بما يحصل حاليا من تحميل المسؤولية على صاحب هذه المعلومات.

وفي وقت سابق أدلت فرانسيس هاوغن المديرة السابقة بإدارة المحتوى بشركة فيسبوك بشهادة مهمة أمام مجلس الشيوخ. وقالت إنها أصبحت تعتقد أن الناس خارج الشركة، بمن فيهم المشرعون والساسة والنشطاء، يجب أن يعرفوا ما اكتشفته.

بدورها، قالت الخبيرة في السياسات الإعلامية والرقمية ميرونا هيروفانو إن القضايا التي ظهرت من خلال ما سرّبته الموظفة السابقة في فيسبوك لم يكن شيئا يخص هذه الشركة فحسب، بل إن العديد من الشركات التي تقدم خدمات وسيطة على الإنترنت لديها نفس الثغرات والمشكلات.

وأضافت أن العمل على وقف انتشار الأخبار الزائفة لم يحصل على القدر الكافي من العمل لوقفه، معربة عن إعجابها بما وصفته شجاعة الموظفة التي كشفت هذه الأخبار، ومؤكدة في الوقت ذاته أن منصة فيسبوك لن تقدم على أي تغيير فعلي في سياساتها بعد هذه الشهادة.

من جانبه، يرى جيريمي ماير أستاذ السياسة العامة والحوكمة بجامعة جورج ميسون أن شركة فيسبوك كانت عدائية تجاه التهم التي وجهتها لها الموظفة السابقة في الشركة ولم تعتذر كما كانت تفعل في المرات السابقة بعد ظهور أي فضيحة من هذا النوع كون الشركة تخشى أن تتحرك وزارة العدل الأميركية ضدها في حال اعترفت بوجود هذه الأخطاء.

وأضاف أن التركيز في أميركا حاليا هو على فصل فيسبوك عن واتساب وإنستغرام بعد أن سيطرت عليهما الشركة في أوقات سابقة وفقا لقانون منع الاحتكار، مؤكدا أن ترك فيسبوك من دون محاسبة جعلها تتمدد وتستسهل اختراق خصوصية المستخدمين.

وعبر ماير عن تفاؤله بصدور تشريعات جديدة وشديدة تنظم عمل شركة فيسبوك، محذرا من مقدرة الشركة على تشكيل لوبيات قوية في العاصمة واشنطن من شأنها العمل على إبطال أو تأخير مثل هذه القوانين.