سيناريوهات

رغم التصعيد.. لهذه الأسباب لا تريد واشنطن أو طهران المواجهة المباشرة

استبعد أستاذ تاريخ الشرق المعاصر محجوب الزويري أن يتطور التصعيد في العلاقات بين واشنطن وطهران لمواجهة عسكرية، في حين أكد أستاذ العلاقات الدولية أحمد يان أن طهران ستغيّر سياستها بشكل تدريجي مع جيرانها.

وبحسب الزويري في تصريحات لبرنامج "سيناريوهات"، فإن الضغوط السياسية والاقتصادية والتحديات الداخلية التي يواجهها النظام الإيراني تجعل من الصعب عليه التفكير بفتح جبهة جديدة ستزيد من الأعباء التي تثقل كاهله أصلا بفعل العقوبات الأميركية.

وقال الزويري إن الحال انقلبت في إيران 180 درجة منذ عام 2015 عندما وقعت طهران الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة ودول "5+1″، وظنت حينها أن كل مشاكلها الاقتصادية والسياسية قد انتهت، غير أن الحال تبدلت بقدوم إدارة دونالد ترامب، وأيضا بعد المشاكل التي أصبحت تواجهها أذرعها في سوريا واليمن والعراق، وعدم قدرة هذه الأذرع على حسم الوضع بعد سنوات طويلة من الحرب والصراع في تلك الدول.

لذلك رجح الدويري أن تستمر القيادة والحكومة الإيرانية في خطابها التصعيدي ضد وواشنطن وإسرائيل، خاصة بعد توقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاق سلام مع إسرائيل، وفرض واشنطن عقوبات أحادية عليها.

وقال الدويري إن النظام الإيراني سيظل يصعد بخطابه طيلة الأربعين يوما التي تسبق الانتخابات الأميركية، على أمل أن يأتي للبيت الأبيض رئيس ديمقراطي يعيد الاتفاق مع طهران، التي سوف تستفيد من الخطاب التصعيدي في تهدئة الجبهة الداخلية، كما أنها ستثير قلق دول أخرى لا تريد زعزعة الأمن في منطقة الخليج مثل أوروبا والهند وباكستان ودول الخليج العربي وتركيا.

إعلان

بدوره أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران الدكتور أحمد يان أن رد الفعل الإيراني على السلام الإماراتي مع البحرين لن يكون بتغيير سريع في سياسات إيران الخارجية مع الإمارات أو البحرين، وإنما سيكون تغييرا تدريجيا لمراعاة المصالح الإيرانية، مشددا على أن المواجهة مع إسرائيل أو أميركا أو أي دولة تضر بسيادة إيران ومصالحها قادمة لا محالة، لكن ليس في الوقت القريب.

واتفق توماس كنتريمان مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الأمن على أن طهران لن تبدل سياساتها تجاه جيرانها الذين أقاموا السلام مع إسرائيل بشكل سريع وإنما بشكل تدريجي.

ومع أن كنتريمان استبعد وقوع مواجهة بين واشنطن وطهران على خلفية التصعيد الأخير بينهما، إلا أنه أشار بالوقت نفسه إلى قلق تجاه سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يخوض معركة انتخابية شرسة، ويريد أن يربحها بكل الوسائل الممكنة.

واعتبر كنتريمان أن ترامب والقيادة في إيران تنقصهما الحكمة في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي قال إنه يثير قلق من احتمال لجوء أحدهما لخيار المواجهة، في سبيل تحقيق مكاسب على المستوى الداخلي، محذرا في الوقت ذاته من أن طهران ستزيد من المصاعب التي تواجهها فيما لو فكرت في استغلال أذرعها بالمنطقة ضد المصالح الأميركية.

ووفقا لكنتريمان فإنه إذا انتهت الانتخابات الأميركية بفشل ترامب وفوز المرشح الديمقراطي جو بادين، فإن ذلك سيكون بمثابة انتهاء هذه الأزمة.

ورغم أن أحمد يان شدد على أن طهران تمنح الأولوية لمصالحها القومية والأمنية وليس الاقتصادية، فإنه أكد أنها لن تقطع علاقاتها التجارية مرة واحدة مع الإمارات، وأنها ستفعل ذلك بشكل تدريجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن القاعدة العسكرية التي أعلنت عنها طهران اليوم في مضيق هرمز مقابل سواحل الإمارات، هي رسالة واضحة على أن طهران مستعدة للدفاع عن سيادتها وأمنها، وأنها تعتبر أن الإمارات اختارت الوقوف إلى جانب عدو إيران الأول، في إشارة للسلام الذي وقعته أبو ظبي مع تل أبيب.

إعلان