سيناريوهات

سيناريوهات محتملة.. هل تقع الدول العربية في فخ التطبيع مع إسرائيل؟

رغم كل التصريحات الأميركية والإسرائيلية المتفائلة بأن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أن عواصم عربية عديدة فضلت عدم تقديم أي التزامات علنية بشأن مسألة التطبيع.

وقد خلف هذا الأمر ارتياحا لدى السلطة الفلسطينية وخيبة أمل لدى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي كانت تراهن على تسارع وتيرة التطبيع لتحقيق انتصار دبلوماسي جديد.

بهذا الصدد، تساءلت حلقة (2020/8/27) من برنامج "سيناريوهات" عن إمكانية نجاح الجهود الأميركية في دفع دول عربية للتطبيع، ولو بعد حين.

من جهته، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل عمرو إن نتنياهو قاد عملية الترويج للتطبيع المسبق، اعتقادا منه أن التطبيع هو الورقة التي تضمن له الإفلات من المآزق الداخلية التي يعاني منها، ولذلك عندما قدّم تفسيرا لخطوة الإمارات العربية، ركّز بشكل أساسي على مصالحه الذاتية وليس مصالح الإمارات وإسرائيل.

وأضاف أن ما حصل لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان نتيجة طبيعية، لأن خطوة الإمارات كان فيها قدر كبير من الارتجال والتسرع، معتبرا أن الدول العربية التي لم تنتهج سياسة الإمارات درست الأمر بكثير من الحكمة، خاصة أنه لا حاجة للقيام بقفزة من هذا النوع تجاه إسرائيل في ظل نظرة الإهانة التي تراهم بها إسرائيل، فضلا عن تأكد الدول العربية من أهداف نتنياهو السياسية الخاصة وعدم إجراء أي تغيير يخدم مصالح العرب والقضية الفلسطينية.

من جانبه، ذهب الأكاديمي والكاتب السوداني الباقر العفيف إلى أن الموقف السوداني تأثر بعدم وجود اتفاق ضمن مجموعة الأحزاب المكونة لقوى الحرية والتغيير، معتبرا أن الحكومة لم ترد انتهاز الفرصة.

ولكن كانت هناك قوة مساومة لوضع طلبات الحكومة السودانية أمام بومبيو مقابل أمر التطبيع، مشيرا إلى أن الوضع الداخلي الأميركي مشجّع للسودان حتى تتم الاستجابة الفورية لطلباته.

أما أستاذ العلوم في جامعة الكويت عبد الله الشايجي، فعارض فكرة استغلال قوة المساومة داخل الدول العربية لتحقيق مطالبها مع أميركا، معتبرا أن هذا الأمر يدل على ضعف وتصدع النظام العربي، وكذا عدم الالتزام بالمبادرة العربية.

وأضاف أن الدول تبحث عن مصالحها الخاصة التي من شأنها أن تعزز من موقفها في المنطقة، كما هو الشأن مع الإمارات التي قامت بالخطوة لاقتناعها بأنها برغماتية وتخدم مصالحها الاقتصادية.