سيناريوهات

هل يُصلح بايدن ما أفسده ترامب تجاه القضية الفلسطينية؟

ناقش برنامج “سيناريوهات” المسار الذي من المحتمل أن تسلكه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تجاه عملية السلام بالشرق الأوسط، وهل بإمكانها تخفيف الأضرار التي لحقت بالقضية الفلسطينية في عهد ترامب.

وقالت مديرة برنامج الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في معهد الولايات المتحدة للسلام لوسي كيرتزر إلينبوغن إن على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن التراجع عن عدد من الخطوات التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية إذا أرادت النجاح لسياستها في هذا الشأن.

وأضافت -في حديث لحلقة (2020/12/31) من برنامج "سيناريوهات"- أن أمام إدارة بايدن تحديا في إعادة الأمل لحل الدولتين الذي أعلنت تبنيه، وتشجيع الطرفين على العودة إلى المفاوضات من جديد.

ومع حلول العام الميلادي الجديد -الذي سيشهد في الـ20 من شهره الأول تنصيب رئيس أميركي جديد- يتطلع كثيرون إلى ما يمكن أن يؤول إليه عدد من الملفات الدولية في ظل الإدارة الجديدة، ومن بين هؤلاء الفلسطينيون الذين يأملون في فتح صفحة جديدة مع بايدن بعد سنوات إدارة ترامب العاصفة.

وقد قدمت دراستان مهمتان نشرتهما أخيرا كل من "مجموعة الأزمات الدولية" (crisis group)، ومركز "الأمن الأميركي الجديد" (Center for a New American Security) تصورا محددا ومجموعة مقترحات لما يجب على واشنطن أن تقدم عليه من خطوات لاستعادة مصداقيتها ونجاعة تحركها في هذا الملف.

تفاؤل حذر

من جانبه، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل عمرو إنه ينبغي التأكد أولا من أن إدارة بايدن ترغب في فتح ملف السلام في الشرق الأوسط، وإعادة مسار التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي، وهو أمر غامض حتى الآن، على حد قوله.

وأضاف عمرو أن التوقعات تشير إلى أن عهد بايدن سيشبه عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما وإن بدرجة أقل للاختلاف في طبيعة الشخصيتين (أوباما وبايدن)، ولأن ترامب وضع الإدارة المقبلة أمام أمر واقع، كنقل السفارة الأميركية إلى القدس على سبيل المثال.

وأوضح أن الرهان على تغييرات سيقوم بها بايدن في سبيل حل القضية الفلسطينية غير وارد، خصوصا في الأشهر القليلة المقبلة، مرجعا ذلك إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة ستحتاج وقتا طويلا لإصلاح ما أفسدته إدارة ترامب، إضافة إلى أن إسرائيل تعيش مرحلة غموض على مستوى القيادة السياسية في ظل الانتخابات المتكررة التي أجريت.

وشدد عمرو على أن البون شاسع بين ما يجب أن تفعله إدارة بايدن وما تستطيع فعله حقيقة.

وبينما ترسخ إسرائيل وبسرعة وقائع جديدة على الأرض عبر تكثيف الاستيطان وإجراءات الضم يدخل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرحلة جديدة مع انتقال السلطة في أميركا من إدارة جمهورية إلى أخرى ديمقراطية، بما يعنيه ذلك من تباينات واضحة في الرؤى والسياسات.

وقال يوسي بيلين السياسي الإسرائيلي الذي شغل عدة مناصب في الحكومة والكنيست والرئيس السابق لحزب ميرتس إن من الواضح أن بايدن لن يتبع خطة ترامب تجاه القضية الفلسطينية، متسائلا عما إذا كان بايدن مستعدا لحل هذه المشكلة المعقدة والمستمرة منذ عقود طويلة.