سيناريوهات

هذه هي المؤشرات الثلاثة التي بتحققها يمكن التنبؤ بانتهاء الأزمة الخليجية

قال ماحد الإنصاري رئيس أكاديمية قطر للدراسات الأمنية إن هناك مؤشرات ثلاثة إذا تحققت على أرض الواقع يمكن وقتها فقط القول إن الأزمة الخليجية في طريقها للنهاية.

وحدد الأنصاري في تصريحاته لبرنامج "سيناريوهات" بتاريخ (2020/12/10) هذه الشروط بفتح الأجواء الجوية السعودية أمام الخطوط القطرية وفتح المعابر البرية أيضا، وكذلك نقل القمة الخليجية المرتقبة من المنامة إلى الرياض، وإظهار توافق من بقية دول الحصار وهي الإمارات والبحرين والقاهرة مع خطوات المصالحة التي أعلنت عنها الكويت والسعودية وقطر وواشنطن.

وأوضح الأنصاري أن قطر كانت قد طالبت منذ بدايات الأزمة بإنهاء الحصار الجوي والبري والبحري المفروض عليها قبل البدء بأي تفاوض، في حين تسعى الرياض لتحقيق مكاسب سياسية لها من خلال استضافتها للقمة الخليجية التي يعلن فيها عن المصالحة وإنهاء الأزمة.

ورغم البيان الذي صدر عن الكويت بشأن الوصول لاتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية، وقيام الرياض والدوحة بشكر الكويت على جهودها لإنهاء الأزمة، فإن الأنصاري أكد أن الأجواء الحالية شبيهة بالأجواء في نهاية عام 2019 عندما كادت الجهود الكويتية تنجح بتحقيق المصالحة ولكنها انتهت إلى لا شيء بسبب مواقف بعض دول الحصار.

وأوضح الأنصاري أن الأمر المختلف في جهود الوساطة الحالية عن المحالات السابقة لإنهاء الأزمة التي بدأت في حزيران/ يونيو 2017، هو وجود بعض المفردات الأكثر تفاؤلا في بيانات الدول المعنية بالأزمة، سواء كانت الوسيطة أم أطراف الأزمة.

لكن الأنصاري دعا للتفاؤل الحذر، والانتظار حتى تصبح الأمور أكثر وضوحا، وتثمر الجهود الكويتية عن نتائج واضحة، معربا عن اعتقاده بأن بعض دول الحصار لا تقف من إنهاء الأزمة نفس الموقف السعودي، مشيرا إلى لجوء وسائل إعلام بحرينية مؤخرا للتصعيد في مهاجمة قطر، وكذلك بعض وسائل الإعلام المملوكة لأبو طبي.

وبحسب الانصاري فإن الهجمة الإعلامية الجديدة ضد قطر إما تكون وسيلة للضغط وتبادل الأدوار في سبيل تحقيق بعض المكاسب قبل الذهاب للتفاوض، وإما للتعبير عن الموقف الرافض لإنهاء الأزمة مع قطر في الوقت الراهن أو في ظل المعطيات الراهنة.

كما اعتبر عدم وجود بيان إماراتي أو بحريني للتعليق على البيان الكويتي ثم بيانات الدوحة والرياض هو دليل على أن المنامة وأبو ظبي لديهما موقف مما يجري.

وبحسب الأنصاري، إذا تم التوصل لاتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية قريبا فإن كل الدول المعنية مدركة أن هذا الاتفاق عبر عن خطوة أولية في سبيل الوصول لسلسلة من التفاهمات بين الدول.

بدوره بدا فيصل أبو صليب رئيس مركز دراسات الجزيرة أكثر تفاؤلا بنجاح الوساطة الكويتية هذه المرة بإنهاء الأزمة الخليجية، مدللا على ذلك في بيان نائب وزير الخارجية الكويتي الذي تحدث عن حل نهائي للأزمة.

وأوضح أبو صليب إن هناك عدة عوامل تلعب دورا كبيرا للدفع باتجاه إنهاء هذه الأزمة المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، في مقدمتها سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق مكسب سياسي لصالحه قبل أيام من رحيله عن البيت الأبيض، وهو أمر قد يحسب في رصيده إذا فكر في خوض الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024. كما أنه يريد أن يحرم خليفته الديمقراطي جو بايدن من هذا الانتصار السياسي.

وبحسب أبو صليب، فإن قدوم بايدن للرئاسة الأميركية يشكل عامل ضغط لعدة دول لها علاقة بالأزمة الخليجية في مقدمتها السعودية، حيث لا يخفي الرجل استياءه من حربها في اليمن، وكذلك تركيا الذي يعاديها بشأن الملف الكردي، وأيضا القاهرة التي عبر عن استيائه من ملف حقوق الإنسان فيها.

ومع أن أبو صليب اعتبر أن قطر قد تفكر في عدم منح ترامب هذا الفوز الذي يبحث عنه، عقابا له على سياسته تجاهها، إلا أنه أشار إلى مصلحة قطر في إنهاء الأزمة من أجل التخفيف من الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها جرائها.

من جانبه، اعتبر الصحفي العماني سالم الجهوري إن التوصل لاتفاق بين دول الخليج هو أمر ممكن، خاصة أنه ليس خلاف عقائدي أو تاريخي وإنما مجرد خلاف دبلوماسي.

كما تحدث عن سعي ترامب الحثيث لتحقيق المصالحة قبيل رحيله، وقال إن جاريد كوشنر جاء برسالة واضحة للرياض والدوحة مفادها أنه لا بد من فتح الحدود الجوية والبرية والسماح للمعتمرين الحجاج القطريين بأداء فريضة الحج.

ومن ضمن الأسئلة التي ستظل عالقة حتى تتضح الأمور أكثر حسب ضيوف "سيناريوهات" هو هل ستذهب الرياض منفردة للمصالحة أم أن بقية دول الحصار ستنضم لها؟

بحسب أبو صليب، فإن الإمارات والبحرين لا تبديان حاجة ملحة للمصالحة مع قطر، خاصة أن قرارهما بالتطبيع مع إسرائيل منحهما درجة من الاستقرار، في حين أن السعودية تبحث عن معطيات بديلة للاستقرار حيث تقاربت مع العراق وكذلك خففت من توتر علاقاتها مع تركيا.

وبالنسبة لقطر، فوفق الانصاري فإن أكثر ما يهمها بالدرجة الأولى هو المصالحة مع السعودية لاعتبارات عدة، وبالدرجة الثانية الإمارات والبحرين، أما القاهرة فهي تنظر للتقارب معها بدرجة أقل أهمية، كما أن هناك عدة ملفات عالقة بين البلدين قبل بدء الأزمة.

ومع أن الجهوري أيد وجود خصوصية في العلاقة بين قطر ومصر، فإنه رجح أن تكون القاهرة ضمن أي مصالحة يتم الإعلان عنها، مؤكدا أن هذا سيصب في صالح السعودية التي تريد أن تبدو أنها تقود الفريق الرباعي منذ بداية الأزمة وحتى نهايتها.