سيناريوهات

فصل من الغموض والترقب يسود لبنان.. ما ملامح المرحلة المقبلة في البلاد؟

أظهر الفشل في التوافق على حكومة جديدة في لبنان أن الطبقة السياسية هناك تبدو عاجزة عن إنتاج حلول أو ابتكار تسويات.

وبهذا الصدد تابع برنامج "سيناريوهات" (2020/10/1) فصلا جديدا من الغموض والترقب، وسط توقعات متشائمة بشأن ما ستحمله المرحلة المقبلة في لبنان، بعد أن ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابا شديد اللهجة حمّل فيه الطبقة السياسية اللبنانية مسؤولية عرقلة تشكيل حكومة جديدة وما يترتب عن ذلك من تبعات، تاركا في الوقت نفسه الباب مفتوحا أمام فرصة إضافية وأخيرة.

من جهته، أوضح جوزيف باحوط مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في بيروت أن هناك معطيات جديدة في لبنان لا يمكن التغاضي عنها، أولها العودة إلى مربع التأليف والتكييف، أي أنه لا يمكن أن يكلف رئيس الحكومة بتشكيل الحكومة قبل الاتفاق على تأليف وشكل توزيع الحقائب الوزارية.

أما المعطى الثاني فيتعلق بمذهبية بعض الحقائب، لا سيما شيعية حقيبة المالية، معتبرا أنه لا يمكن تخطي هذا الموضوع. كما اعتبر أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار التأثير أو قدرة الفيتو التي يمارسها من وصفه الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في "نادي رؤساء الحكومات السابقين".

وفي السايق ذاته، اعتبر أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية طلال عتريسي أن مشكلة لبنان تتمثل في تراكم للأعراف بالموازاة مع الدستور والقوانين، بل قد تتجاوزها أحيانا، فمعظم ما يجري من مفاوضات لتشكيل الحكومة هو من رحم الأعراف التي كانت موجودة قبل "اتفاق الطائف" وتم تعديل بعضها بعد ذلك دون أن تكون موجودة في شكل نص قانوني في الدستور.

أما مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية باسكال بونيفاس فاعتبر أن فرنسا لديها إمكانية لعب دور الوساطة، ولكن لا يمكنها فرض أي سياسة على اللبنانيين، مشيرا إلى أن الأمر يعود إلى اللبنانيين لحل خلافاتهم، وذلك على اعتبار أن فرنسا قريبا جدا من لبنان، وإن لم تقم بأي تحرك فسيتم اتهامها باللامبالاة، وعند تدخلها قد تتهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وشدد على ضرورة استغناء القوى السياسية في لبنان عن أهدافها الضيقة، خاصة أن المجتمع المدني نشط بشكل كبير ومجند بشكل كبير للاحتجاج، في ظل أن الأحزاب لا تزال مرتبطة بنظام سياسي عقيم.