سيناريوهات

سيناريوهات الجولان.. بين شرعنة الاحتلال والخوف من القادم

ناقشت الحلقة اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضم الجولان السوري المحتل إلى إسرائيل، وتساءلت: هل استسلم العرب للحقائق الجديدة المفروضة أميركيا؟ أم إن قرار ترامب سيُدخل المنطقة في أزمات جديدة؟

قال رئيس مركز نماء للاستشارات الإستراتيجية فارس البريزات إن قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتوقيع على الاعتراف بضم الجولان إلى سوريا يؤسس لعمليات قادمة وصفها بالخطيرة على القضية الفلسطينية، ولم يستبعد أن تقوم إسرائيل -بمباركة أميركية- بضم مناطق من الضفة الغربية أو غور الأردن بنفس الطريقة التي ضمت بها القدس والجولان.

وأكد البريزات -في تصريحات لحلقة (2019/3/28) من برنامج "سيناريوهات" التي ناقشت ما بعد توقيع ترامب على قرار الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى إسرائيل- أن هذه التصرفات ستكون خطيرة ومؤثرة على الدول القريبة من فلسطين، وقد تنتج واقعا شعبيا عربيا جديدا.

أبعاد القرار
ويرى نائب رئيس المجلس الأطلسي باري بافيل أن أميركا حليفة لإسرائيل وتريد أن تلعب دور الوسيط، لكنها في الواقع تلعب دور الحليف أكثر من لعبها دور الوسيط النزيه، حسب قوله؛ مؤكدا أن هذه التصرفات تؤثر على عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يفتح الحديث عن ضعف قدرة الدول العربية على حل المشاكل الأساسية والقديمة قبل النظر إلى التطورات بشأن الجولان.

وأشار بافيل إلى أن أميركا بقيادة ترامب لا ترى حاجة لتطبيق القانون الدولي في الوقت الحالين بل تبحث عن إرضاء حلفائها لخدمة مصالح شخصية، وقد تقوم الإدارة الأميركية بخرق للقانون الدولي مجددا.

وتحدث الناشط السياسي سلمان فخر الدين عن حفاظهم في الجولان على أراضيهم الزراعية وعدم التنازل عنها. ورغم صعوبة تحرير الجولان من الاحتلال لأن ذلك فوق طاقتهم -حسب صفه- فإنهم لن يتراجعوا عن التحرير، مشيرا إلى أن وعد بلفور لم ينته لظهور وعد جديد من ترامب سيخلّف آثارا كارثية على الجولان وكل المنطقة.

وأوضح أن ما يبعث على القلق هو إهانة القانون الدولي وكل المواثيق التي أنجزت منذ ما بعد الحرب العالمية، وكون "الحكم اليوم يتم بالبلطجة والقوة". واتهم الإدارة الأميركية بأنها تستهين بحقوق أهل الجولان وتستعملهم ورقة علاقة عامة وهدايا لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لدعمه في معركته الانتخابية.

ملامح المستقبل
ويشير البريزات إلى أن هناك تحركا من روسيا وإيران وتركيا والصين لإعادة رسم خطوط النظام الأمني والإقليمي في المنطقة، مشير لبحث روسيا عن موطئ قدم لها بالمنطقة، وهو ما يفسر زيارات المسؤولين الروس للخليج والسودان خلال الفترة الماضية، وأيضا تحركات الصين وحضورها من خلال العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.

ويشدد بافيل على أن الهدف الأساسي من توقيع ترامب هو تبادل الدعم بينه وبين نتنياهو الذي يخوض معارك انتخابية محتدمة، وترامب أيضا يواجه العديد من المشاكل ويحتاج إلى اللوبي الصهيوني ليخلصه منها. واستعبد حدوث أي مفاوضات قريبة بين سوريا وإسرائيل.

وقال فخر الدين إن هناك تخوفا حاليا من أن الإدارة الأميركية ستتفاوض مع بشار الأسد على أماكن أخرى من سوريا، وبالتالي يكون موضوع الجولان قد حسم لصالح إسرائيل.