سيناريوهات

ثلاثة سيناريوهات أمام أكراد سوريا بعد الانسحاب الأميركي

طرح برنامج “سيناريوهات” ثلاث خيارات أمام الأكراد السوريين بعد القرار الأميركي المفاجئ بالانسحاب من سوريا، وهو القرار الذي وصفوه بأنه طعنة بالظهر، ووضعهم بموقف صعب بمواجهة التهديدات التركية.

بعد قرار الرئيس الأميركي المفاجئ بسحب قواته من شمال سوريا، وجد الأكراد شمالي سوريا بموقف صعب، واتهموا الحليف الأميركي بطعنهم بالظهر ووضعهم بموقف صعب لا يحسدون عليه، فمن جهة تركيا تتوعد بعملية عسكرية واسعة تضع فيها حدا للفصائل الكردية بالمنطقة، ومن جهة أخرى ما زالت علاقاتهم مع النظام السوري تواجه الكثير من القضايا والتحديات الصعبة، وما زال عدم الثقة هي السمة الأبرز لعلاقة الطرفين.

برنامج "سيناريوهات" عرض بحلقته ثلاثة سيناريوهات تتنظر الأكراد بشمال سوريا بعد قرار الانسحاب الأميركي الأخير، وبحث مع ضيوفه فرص تحقق أي من هذه السيناريوهات.

التصالح مع نظام الأسد
السيناريو الأول الذي افترض "سيناريوهات" حدوثه، هو لجوء الأكراد للتصالح مع النظام السوري، وطلب حمايته ومساعدته بالتصدي لأي عملية عسكرية تركية محتملة.

من وجهة نظر الكاتب والصحفي الكردي حسين جلبي فإن فرص هذا السيناريو قائمة وبقوة، مؤكدا أن الأكراد بمختلف توجهاتهم لم ينقطعوا عن التواصل مع النظام السوري، وأن حزب العمال الكردستاني الذي يوجد ممثلون دائمون له بدمشق يمثل عموم الأكراد بسوريا.

وتوقع جلبي أن يطلب الأكراد من سوريا دعم النظام لهم بمواجهة تركيا، على اعتبار أنهم جزء من سوريا، وأن الدفاع عنهم وعن مناطقهم هو جزء من الدفاع عن السيادة السورية.

لكن الكاتب السياسي مشيل كيلو استبعد حدوث هذا السيناريو، مؤكدا أن الأكراد ليسوا كتلة واحدة بسوريا، وأن هناك مشروعين كرديين، مشروع كردي سوري ديمقراطي، يؤكد أنه جزء من سوريا الأم ولكنه صاحب قضايا وحقوق سياسية عادلة، ومشروع كردستاني إقليمي، يعتبر أنه صاحب الأرض وينظر لسوريا على أنها محتل للأرض.

وشدد كيلو على أن حزب العمال الكردستاني الذي يتواصل مع دمشق هو يمثل المشروع الثاني، ولا يمثل المشروع الديمقراطي الكردي السوري العادل، وتساءل كيلو كيف يمكن للنظام أن يعطي حزب العمال الكردستاني بوقت ضعفه ما رفض أن يعطيه إياه عندما كان قويا ومدعوما أميركيا.

من جانبه دافع كبير الباحثين في مؤسسة "أميركا الجديدة" دوغلاس أفيلنت، عن قرار ترامب بسحب قواته من سوريا، مشددا على أن الأتراك هم حلفاء الأميركيين وأن الأكراد كانوا مجرد شركاء لفترة من الوقت بهدف محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وبما أن الحلفاء الأتراك قادرون على فعل ذلك مع من تبقى من جيوب التنظيم، فمن الأفضل لأميركا سحب قواتها، وترك الأتراك يتولون الأمر.

ولم يستبعد أفيلنت أن يلجأ الأكراد للتحالف مع النظام السوري، مؤكدا أنهم إذا فعلوا ذلك فلن تكون علاقة الولايات المتحدة معهم كما كانت بالسابق.

التفاهمات الدولية
أما السيناريو الثاني الذي توقعه "سيناريوهات" فهو أن يبحث الأكراد عن تفاهمات دولية، قد تحفظ لهم ماء وجههم، وقد يكون منها تعزيز أطراف دولية أخرى مثل بريطانيا وفرنسا لوجودها بشمال سوريا وسد الفراغ الذي سيتركه رحيل القوات الأميركية.

من جانبه استبعد كيلو حدوث ذلك، مؤكدا أن أيا من بريطانيا أو فرنسا لا تفكران بزيادة قواتهما بسوريا، والتورط بأزمة هذه المنطقة التي تتشابك فيها مصالح دولية كثيرة.

وتحدث كيلو عن مشاورات تركية مع روسيا، بحيث يتكفل النظام السوري بتفكيك القوى المسلحة الكردية بالمنطقة، إذا ما أراد الدخول لهذه المنطقة وفرض سيطرته عليها، وإلا فإن تركيا ستتولى مواجهة القوات الكردية المسلحة بنفسها، مشيرا إلى أن الأتراك يريدون من الروس لعب دور الوسيط بهذه القضية.

المواجهة العسكرية
أما الخيار الثالث الذي توقعه "سيناريوهات" فهو أن يقرر الأكراد الدخول بمواجهة عسكرية مع تركيا، حفاظا على مكتسباتهم.

من جانبه استبعد كيلو هذا السيناريو، مشيرا لفارق القوى بين الطرفين، بالإضافة إلى الدعم الأميركي والروسي للموقف التركي.

غير أن كيلو رجح أن تكون هناك عملية عسكرية محدودة للأتراك داخل شمال سوريا، وأن تضطر القوات الكردية للجوء لمناطق سورية داخلية مثل الحسكة ودير الزور.

الجلبي توقع أن يلجأ الأكراد للنظام وأن تكون هناك عملية عسكرية تركية محدودة.

بدوره أكد أوليفنت رغبة واشنطن في أن تنتهي الأزمة بالخيار السلمي، لكنه بالمقابل قال إن الولايات المتحدة تتفهم رغبة تركيا المشروعة بحماية مصالحها بمواجهة القوات الكردية.