موازين

هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟

ناقشت حلقة (2024/11/27) من برنامج “موازين” واقع المؤسسات الدينية الإسلامية والدور الذي تمارسه في تشكيل الواقع وصناعة الحدث، وطبيعة العلاقة التي تجمعها بالدولة الحديثة.

بانر موازين
وتنقسم المؤسسات الدينية من حيث الأهمية والدور الذي تمارسه إلى مؤسسات المتن، وهي التي تمارس دورها في المجال العام على مستوى الإفتاء والإصلاح، وتتأثر بسياسات الدولة، مثل الأزهر في مصر والزيتونة في تونس ولجان الفتوى وهيئات كبار العلماء.

وفي المقابل، هناك ما يعرف بمؤسسات الهامش التي لا تحظى بالرسمية التي تتمتع بها مؤسسات المتن، لكنها حاضرة بشكل واسع ومؤثر عبر شبكات الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات.

ويؤكد عبد المجيد النجار، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن بذور المؤسسات الدينية وجدت منذ وجود الدين الإسلامي، وخاصة منذ تأسيس الدولة في مجتمع المدينة، مثل المؤسسة التعليمية التي قامت في المسجد النبوي ومؤسسات الأوقاف التي أُسّست في العهد النبوي.

وعلى مرّ التاريخ الإسلامي، كانت المؤسسات الدينية الإسلامية بكل أنواعها هي التي تقود المسيرة الحضارية، مثل المؤسسات التعليمية ومؤسسات الأوقاف، وتطور الأمر في التاريخ الإسلامي بين قوة وضعف، وعند مجيء الدولة الحديثة ادّعت أنها ستقوم مقام المؤسسات الدينية.

ويتابع الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الدولة الحديثة استولت أو تكاد بدور المؤسسات الدينية، ولفت إلى أن هذه المؤسسات كانت في عمومها مستقلة، مثل الأوقاف والمؤسسات التعليمية، ولا تتدخل الدولة في شؤونها وفي برامجها وفي سير أعمالها.

إعلان

أما في عصر الدولة الحديثة، فقد باتت المؤسسات إن وجدت، كما يوضح النجار، تحت إدارة الدولة وأيديولوجيتها، وهي التي تسيّرها وتعين طواقمها وتوفر لها الميزانية، وذلك ما جعلها تفقد استقلالها.

وحسب سلامة عبد القوي، مستشار وزير الأوقاف المصري سابقا، فقد أثرت الدولة على الأوقاف والمؤسسات الدينية "تأثيرا كبيرا حتى إنه لم تعد هناك أوقاف أصلا"، وتأسّف لتدخلات الدولة خاصة في ملف الأوقاف، ويقول إن تدخل الحكومات في المؤسسات الدينية والوقفية بشكل خاص يؤدي إلى "سرقة هذه الأوقاف والتلاعب بها".

وأضاف "حتى هذا الوقت لا نعرف أين ذهبت أموال الأوقاف التي أوقفت من أيام الدولة العثمانية سواء في مصر أو في بلاد الشام".

مشاريع حضارية

وعما إذا كان بروز الكيانات الموازية قد أدى إلى التقليل من دور المؤسسات الرسمية، يقول وائل عربيات، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن سابقا، إن إفقاد المؤسسات الدينية الرسمية لفكرة المشروع الحضاري أدى إلى بروز هذه الحركات وإيجادها أرضية خصبة.

ورأى أن بروز مؤسسات دينية موازية ليس شيئا سيئا، لكن بشرط أن تكون ضمن منظومة الأمة ومنظومة الدولة.

وشدد عربيات على ضرورة إيجاد مشاريع حضارية للدول، تبرز بها المؤسسات الدينية الرسمية.

وعن ظهور الفضائيات الدينية وبرامج الإفتاء الإلكترونية وغيرها من المنصات التي تعتمد عليها المؤسسات الدينية غير الرسمية، أوضح الوزير الأردني السابق أن تأثير المؤسسات الموازية يكون محدودا إن كانت المؤسسة الدينية الرسمية قوية، وتستجيب لمطالب الناس وما يريدون معرفته بشأن دينهم.

المصدر : الجزيرة