حديث الثورة

هل يتفق النظام السوري والمعارضة في جنيف؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” موقف النظام السوري والمعارضة من القضايا المطروحة في مفاوضات جنيف، وتفاعلات ما بعد الإعلان عن بدء انسحاب القوات الروسية من سوريا.
طرحت المعارضة السورية في محادثات جنيف غير المباشرة مع النظام السوري ورقة حول الانتقال السياسي، وصفها المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا بالعميقة، وطالب وفد النظام بطرح رؤيته بهذا الشأن، وعدم الاكتفاء بالحديث عن أسس الحل السياسي.

كما أعرب المبعوث الأممي عن أمله في التوصل إلى قواسم مشتركة بين النظام السوري والمعارضة عندما تستأنف المحادثات الاثنين المقبل.

حلقة (19/3/2016) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت موقف النظام السوري والمعارضة من القضايا المطروحة في مفاوضات جنيف، وتفاعلات ما بعد الإعلان عن بدء انسحاب القوات الروسية من سوريا.

وبشأن ورقة المعارضة في المفاوضات قال الكاتب الصحفي والمستشار الإعلامي لوفد المعارضة السورية أحمد كامل إن كل كلمة من ورقة المعارضة مستمدة من قرارات الشرعية الدولية بشأن الأزمة السورية.

 ورقة المعارضة
وأوضح أن الورقة تستند إلى إقامة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لتشكيل حكومة من المعارضة وأفراد من النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري وبقية الأطياف، وتحكم هذه الحكومة البلاد وتضع دستورا وتنظم انتخابات من أجل إقامة دولة مدنية.

وأكد كامل أن المعارضة لا ترفض الحوار مع النظام، بل إنها طالبت بمفاوضات مباشرة مع ممثليه، وهي تقبل حلا سياسيا للأزمة يقوم على عدم وجود عائلة بشار الأسد في سدة الحكم.

وحول ضمانات توحد رؤى المعارضة في مفاوضات جنيف، قال كامل إن جميع الفصائل السورية ممثلة في الوفد المفاوض، ولدى المعارضة قيادة جديدة تتمثل في رياض حجاب، الذي وصفه بأنه "رجل دولة أدى أداء رائعا وحاز ثقة الجانبين السياسي والعسكري في المعارضة، وكذلك ثقة المجتمع الدولي".

من جهته، قال مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية الدكتور سامي نادر إن ورقة المعارضة ابتعدت عن المنطق الطائفي ومنطق التشفي، وهي مقاربة جدية مبنية على أسس منطقية تخضع لمبادئ وقواعد القانون الدولي.

ورأى أن الخيار الدبلوماسي والتفاوضي هو الخيار الوحيد لحل الأزمة السورية، حيث لم يعد الخيار العسكري مطروحا، وإذا لم يتم الحل عبر التفاوض فإن سوريا ستشهد حربا مستدامة لن ينتصر فيها أحد.

وأكد أنه إذا رفض النظام هيئة الحكم الانتقالي التي طرحتها المعارضة فسيتم تكريس الأمر الواقع وهو تقسيم سوريا إلى ثلاث مناطق نفوذ.

معارضة عبثية
أما الكاتب الصحفي المدافع عن النظام السوري يونس عودة فقد وصف المعارضة السورية بأنها "معارضة عبثية".

وقال إن "أفراد وفد المعارضة المتسعود والذين جاؤوا إلى جنيف يجب أن يعاقبوا كخونة لبلادهم"، حسب تعبيره.

ورأى أن المعارضة تريد إلغاء الآخرين، وهي تنفذ أجندة خارجية، وتريد الحوار مع النظام لأنها أدركت أن الولايات المتحدة وروسيا لا تريدان حربا عالمية ثالثة بسبب سوريا.

 

 

الانسحاب الروسي
وفي موضوع الانسحاب الروسي من سوريا، قال الدكتور سامي نادر إن روسيا لم تنسحب، ولكن ما حدث هو إعادة تموضع إستراتيجي وانخراط دبلوماسي في المفاوضات لتثبيت وجودها كمحاور أساسي على المستوى الدولي.

أما الكاتب يونس عودة فرأى أن روسيا مستمرة في دعمها النظام ولم تتخل عنه، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقل إنه سيسحب كل قواته من سوريا، بل جزءا مهما منها.

من ناحيته، قال الكاتب الصحفي أحمد كامل فقد رأى أن روسيا وصلت إلى حدود القوة القصوى في دعم النظام السوري، ولم تعد قادرة على إحراز نصر على المعارضة المسلحة رغم قصفها الهمجي على مواقعها.