حديث الثورة

التلويح بتدخل بري بسوريا.. حقيقة أم تهديد؟

ناقشت حلقة (12/2/2016) من برنامج “حديث الثورة” مواقف القوى الإقليمية والدولية من التلويح بالتدخل العربي والإسلامي في سوريا، وهل يمثل ورقة للضغط من أجل تسوية سياسية ووقف التصعيد العسكري؟

هل يمكن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا دون إزاحة بشار الأسد؟ بالنفي يرد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، مؤكدا أن الإطاحة بالأسد ضرورية لاستعادة الاستقرار.

وفي وقت سابق، أكدت الرياض استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم الدولة بمجرد اتخاذ التحالف الدولي قرارا بذلك، كما اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ على خطة لوقف ما دعتها العمليات العدائية في سوريا خلال أسبوع، وإيصال المساعدات لكافة المناطق السورية، واستئناف محادثات السلام في هذا البلد.

من جانبها، أكدت المعارضة السورية أنها لن تذهب إلى جنيف إلا إذا طبق اتفاق ميونيخ على الأرض.

حلقة (12/2/2016) من برنامج "حديث الثورة" ناقشت مواقف القوى الإقليمية والدولية من التلويح بالتدخل العربي والإسلامي في سوريا، وهل يمثل ورقة للضغط من أجل تسوية سياسية ووقف التصعيد العسكري؟ وما مدى إمكانية تنفيذ اتفاق ميونيخ بشأن سوريا، وموقف فصائل المعارضة السورية المسلحة منه؟

الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي يرى أن المملكة العربية السعودية لو لم تكن قادرة على التدخل بريا في سوريا لما أعلنت عن ذلك، ولما أعلن العميد أحمد العسيري مستشار وزير الدفاع عن أن هذا القرار لا رجعة فيه، وأضاف أن تركيا مستعدة لذلك أيضا، في ظل غطاء من التحالف الدولي لمكافحة "الإرهاب".

من جهته، قال ممثل قوى الائتلاف والثورة السورية في واشنطن نجيب الغضبان إنه إذا لم يتم وقف العمليات العدائية التي تقوم بها روسيا ضد الشعب السوري فإن اتفاق ميونيخ ليس له معنى، وأضاف أنه تم الحديث على خلفية ميونيخ عن "الخطة ب" التي تعني ضرورة دعم الثوار وإمدادهم بأسلحة نوعية وتدخل القوى المعنية بالشعب السوري.

وأضاف الغضبان أن هناك فرصة مناسبة الآن لوقف التدهور الحادث في سوريا.

واتفق المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية نبيل خوري مع ذلك بالقول إن هناك خيارات عسكرية مطروحة على الإدارة الأميركية، بينها تقديم دعم فعلي لتركيا بتوفير المنطقة الآمنة في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيكون رغما عن روسيا وليس بموافقتها.

وأشار إلى أن الخيار الثاني سيكون عبر قوات خاصة أميركية تقود معارك على الأرض بالجنوب.

مخاطر التدخل السعودي
في المقابل، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان إن إيران تعتقد بأن خطوة التدخل البري السعودي في سوريا لا تسهم في إيجاد حل للأزمة السورية، وإنما تزيد من تعقيداتها، وأضاف أن "مشاركة مستشارين إيرانيين في سوريا يتم بالتفاهم بين الحكومة الإيرانية والحكومة السورية الشرعية".

وعن احتمالات الصدام في حال تدخل قوات سعودية في سوريا، قال صدقيان إن المسؤولين الإيرانيين يضعون جميع الاحتمالات نصب أعينهم، مضيفا أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني قال اليوم إن المنطقة مقبلة على حروب إقليمية كبيرة.

وأضاف أن الخلاف الحالي بين الدول الإقليمية، خاصة السعودية وإيران، لا يصب في صالحها، مشيرا إلى أهمية أن تتحاور هذه الدول من أجل مصالح شعوبها.

بينما يرى الباحث في العلاقات الدولية علي مراد أن الإستراتيجية الروسية تعتمد على الاستخدام المفرط للقوة وتغيير المعادلة على الأرض في ظل استمرار المفاوضات وغياب رؤية واضحة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هامش المناورة لدى الولايات المتحدة أصبح ضيقا جدا.

وهنا قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي إن على السعودية ألا تُعوّل كثيرا على أميركا، "وقد حان الوقت للتدخل في سوريا رضيت أميركا أو لم ترض، لأن الأمن القومي السعودي مهدد". وأضاف أن الوقت قد حان أيضا لتحييد سلاح الجو الروسي وإمداد المعارضة المسلحة بمضادات للطائرات.

وبحسب خاشقجي، فإنه لولا الموقف السعودي في أزمة اليمن، فإن الحوثيين كانوا سيحتفلون اليوم بإقامة قاعدة عسكرية بالسعودية.

واستغرب خاشقجي دعم كل من الروس والأميركان لقوى محاربة للثورة السورية، في إشارة إلى الأكراد.

لكن الدبلوماسي الأميركي السابق نبيل خوري رأى أن مخاطر التدخل السعودي منفردا في سوريا أكثر من فوائده؛ "فالسعودية غير قادرة على مواجهة الطائرات الحربية الروسية"، كما أن هناك خطرا من وقوع اشتباك مباشر بين قوات سعودية وقوات إيرانية يترتب عليه حربا أكثر توسعا وتعقيدا.

وقال الباحث في العلاقات الدولية علي مراد إن روسيا غير متعجلة للحل السياسي في سوريا، فاستمرار الأزمة السورية يسمح لروسيا أن تلعب دورا في المنطقة، مشيرا أن على الدول الأوروبية الضغط على أميركا للتدخل في سوريا لأن أمنهم الإستراتيجي مهدد، وهو ما قد يدفع روسيا لإعادة حساباتها.