حديث الثورة

لماذا منحت واشنطن متنفسا للأسد؟

ناقش “حديث الثورة” تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن بشار الأسد عليه أن يرحل ولكن ليس بالضرورة على الفور، وأن هناك حاجة عاجلة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية.

بينما تتهاوى دفاعات النظام السوري في كفريا والفوعة، تأتي هدية وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريح يقول فيه إن بشار الأسد لا بد أن يرحل، لكن ذلك سيتقرر بالمفاوضات.

وهو الأمر الذي تحيله مديرة قسم الشؤون الدولية في جريدة فريميا الروسية إيلينا سوبونينا إلى أن أميركا لا تعرف ماذا تريد وأن سياسة أوباما متناقضة، فهي قالت إنها ستدعم المعارضة ثم خانتها، ومن جانب آخر تعلن خوفها من سقوط الأسد.

وتساءلت سوبونينا في حلقة "حديث الثورة" يوم 19/9/2015 "لماذا لم تقدم الولايات المتحدة الدعم للمعارضة في السنوات الخمس الماضية"؟

دعم المعارضة
رد المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي بأن المعارضة السورية ليست مجموعة واحدة وأن ثمة فصائل متطرفة، وأضاف أن من السخرية أن تفعل روسيا اليوم على الأرض ما رفضت فعله الولايات المتحدة في سوريا.

أما الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أسعد الزعبي فقال إن ما أنجزته أميركا عسكريا لم يختلف عن الإنجاز السياسي، متسائلا هل يجب أن يقتل 300 ألف آخرون حتى يكون النظام السوري في عين أميركا فاقدا للشرعية؟

وأشار إلى أن واشنطن التي تكرر منذ خمس سنوات أسطوانة أن النظام فقد الشرعية وعدت منذ ثلاث سنوات بتدريب من قالت إنهم المعتدلون في المعارضة، وحين بدأت ذلك كان العدد المفترض للمتدربين 5000 هبط إلى 54 عنصرا.

أصدقاء للمعارضة والنظام
بدوره قال سفير الائتلاف الوطني السوري في واشنطن نجيب الغضبان إن "مشكلتنا كسوريين في أصدقائنا الذين لم يعطونا سوى النصائح والوعود بينما كان أصدقاء الأسد على قلتهم أصدقاء حقيقيين".

وعن الوجود الروسي المتصاعد قال أسعد الزعبي إن روسيا أسرعت لنجدة الأسد بعد أن عرفت أنه لا يسيطر سوى على 18% إلى 20% من سوريا، والقوات الروسية موجودة في المنطقة الساحلية بعدد 14 ألف عنصر بين عسكري وخبير.

وأكد أن الروس لن يجرؤوا على الخروج من المنطقة الساحلية، وسيحولون بانياس وطرطوس وجبلة واللاذقية إلى قلعة حصينة، ولن يكرروا تجربة المواجهات التي حدثت في تدمر وكانت خسارتهم فيها جسيمة.

آدم إيرلي لفت إلى أن بشار الأسد "من الواضح سيبقى مدة أطول"، معترفا بأن روسيا وإيران فرضتا الواقع الذي تريدان، وأنه بالتالي بسبب هذا الدعم لا يمكن هزيمته عسكريا ولا حل سوى بالتفاوض.

لكن أميركا -كما يضيف- تريد في نهاية المطاف أن يختفي اثنان من المشهد السوري: بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية، وهذا لن يحدث بسهولة، وفق قوله.

بدوره اعتبر نجيب الغضبان التطورات الروسية الراهنة سيئة حيث تزود موسكو الأسد بأدوات القتل وتتورط كقوة احتلال كما حدث في أفغانستان، وهذا سيضرب الصورة التي روجتها بأنها وسيط سياسي بين السوريين.